لا نهار ولا ليل ولا نوم ولا صحيان
هل في الجنة ليل ونهار؟ وهل في الجنة نوم وصحيان؟
من الواضح لا يوجد ليل ولا نهار ولا نوم في الجنة ودليل ذلك ما ذكره جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله، أينام أهل الجنة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (النوم أخو الموت، وأهل الجنة لا ينامون). إذا أهل الجنة لا ينامون فالنوم أخو الموت، والجنة ليس فيها موت ولا نوم ، ولا مرض ولا هرم، ولا هموم ولا غموم ولا أحزان، ولا بول ولا غائط ولا روائح كريهة، وليس للنساء حيض ولا نفاس، ولا غل ولا حقد ولا حسد وينـزع الله الغل من صدور المؤمنين قبل أن يدخلوا الجنة فيدخلون الجنة على غاية من الصفاء، قال تعالى: (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ). وقوله سبحانه في سورة مريم :(وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا) فهي كما قال العلماء ومنهم القرطبي كقوله تعالى (غُدُوُّها شَهْرٌ وَرَواحُها شَهْرٌ) أي مقدار شهر، ففى حديث أبي قلابة قال رجل يا رسول الله هل في الجنة من ليل؟ قال (وما هيجك على هذا) قال سمعت الله تعالى يذكر في الكتاب:" وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وَعَشِيًّا" فقلت: الليل بين البكرة والعشي. فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (ليس هناك ليل إنما هو ضوء ونور يرد الغدو على الرواح والرواح على الغدو وتأتيهم طرف الهدايا من الله تعالى لمواقيت الصلاة التي كانوا يصلون فيها في الدنيا وتسلم عليهم الملائكة). وقد سئل الادريسى رضي الله عنه : عن النوم كيف لا يكون في الجنة ، مع أنه معدود من اللذات في الدنيا ؟فأجاب :إن لوجوده في الدنيا نعمتين ، ولعدمه في الجنة نعمتين فنعمتا وجوده في الدنيا : الآولى : أنه جعله سباتاً ، والسبات ربطة للعقل ، لأن المجنون الذي قد ذهب عقله لا ينام (السبات).الثانية : الراحة من النصب ، فإذا نام ذهب التعب (الراحة).وأما اللتان في الجنة عند عدمه :الأولى : إن أهل الجنة قد شاركوا الله سبحانه في البقاء وهو الحي الذي لايموت (دوام البقاء).الثانية : لا يفوتهم عند النوم من النعيم العظيم ما لا مزيد عليه (دوام التمتع). فاعلم أخي المسلم أن كثرة الذنوب تورث الكسل كما أن قلة الذنوب تولد النشاط على الطاعات ولذلك ليس في الجنة نوم لأنه لايوجد هناك معاصي, والكسل وكثرة النوم تأتي من الذنوب وتذكر أن أدم خرج من الجنة بذنب واحد فقط فابحث عن السعادة في غير عصيان رب السعادة وإلى الباحثين عن السعادة هيا بنا إلى رب رحيم تواب كريم. نسأل الله أن يهدينا ويهدي بنا وان يجعلنا سببا لمن اهتدى.