كوميديا الديمقراطية
كوميديا الديمقراطية
منوعات
الأربعاء:4-5-2011
سامي محمود طه
مسرح الحياة ساح واقع الإنسانية, تتجسّد على منصته حكايات غرائبية قد يعجز تفكير أي مبدع على أن يأتي بمثلها, ومسرح الحياة يتحفنا في عصرنا هذا بفصل من مسرحية تنتمي إلى الكوميديا السوداء التي دأبت قوى الشر على لعب دور البطولة فيها, بينما تتناوب شعوب وشعوب على الخروج الحزين وسط تصفيق جمهور أبله لو أنه استفاد من مقولة ( أكلتُ يوم أكِل الثور الأبيض) لرأى بعين اليقين أن تسلسل الدور لما يصله بعد. كوميديا سوداء, وهل غير السواد ننتظر من أمريكا التي تتبوأ سدة التشريع في زمن الخراب؟ ويقولون ديمقراطية وحقوق إنسان, وعلى الشعوب أن تقدر لأمريكا ومَنْ يلف لفها من دول الاستبداد منجزاتٍ تهبها لهذه الشعوب.
في زمننا ديمقراطية أمريكية تبارك إجرام الكيان الصهيوني الذي يقتات على ضعف وتفكك العرب, ولايرتوي إلا بدمائهم, تشد أزر قادة الإجرام في العالم , وتيسّر لهم سبل الفتك بالشعب العربي الأعزل, وتقول قواعد ديمقراطيتها: كفى ظلماً لإسرائيل
أيها العرب القساة !
في زمننا تحفل مناهج تعليم الصهاينة بأقبح النعوت لكل من هو عربي وتدعو إلى إبادة العرب, فتعلن أمريكا: إنها حرية التعبير, وفي مكان آخر إذا ماتجرأ أي إنسان على الإشارة إلى مايفعله قادة العدو الصهيوني بحق الشعب العربي المضطهد تتنطع ديمقراطية أمريكا للدفاع الرادع, فمن يتهم اسرائيل هو عدو للسامية, وماأقساها من تهمة.
في زمننا يقدم جنود الاحتلال الأمريكي- أقصد جنود نشر الديمقراطية الأمريكية وحماية حقوق الإنسان وحرية الشعوب- على تنفيذ أبشع جرائم الاغتصاب والقتل بحق الشعب العربي العراقي, وإذا ماأدين جندي منهم بأدلة قاطعة يحاسب بالتقريع والتوبيخ.
يفرد سجن أبو غريب أجنحته السوداء ليضمها على آلاف العراقيين فيفقد الابن حضن أسرته الدافئ , وتغيب حشرجات الرجال المقهورين وهم يذوقون ابتكارات في التعذيب لم يعرف التاريخ لها نداًَ, وتقوم الدنيا ولاتقعد لأن ( جلعاد شاليط) الجندي الصهيوني قد طال غيابه عن أسرته, وقد تمّ أسره في ساح المعركة.
تدنيس القرآن الكريم في أمريكا وحرقه أو تحريفه ضرب من ضروب حرية الرأي والديمقراطية !
وفي بلادنا سورية الحبيبة تتجلى ديمقراطية أمريكا في دعم مجموعة من الأقزام والمارقين لضرب وحدة شعب يجسّد في تلاحمه أرقى لوحات الوحدة الوطنية, شعب انطلق إلى ميادين التطوير والتحديث متحدياً جبروت الكراهية التي تغدقها أمريكا عليه بالحصار الاقتصادي الظالم أو محاولات النيل من تقدمه وتمدنه, وكل ذلك في سبيل خدمة الكيان الصهيوني الغاصب! لم تر أمريكا, أو أنها لاتريد أن ترى السواد الأعظم من أبناء سورية وهم يعلنون ولاءهم للوطن ورفضهم للفتنة ووقوفهم إلى جانب قيادتهم داعمين لمسار الإصلاح والتطوير. ولكن من اختبر إرادة الشعب العربي السوري عليه أن يعرف هذا الشعب جيداً. لقد كان السوريون على الدوام أكبر من مخططات الأعداء ومؤامراتهم وسيكونون في هذه المرة أكثر منعة وقدرة على تجاوز ماحيك لهم, وماتنفذه أدوات الشر. كان الشعب السوري اللاعب الأبرز الذي يجسّد الكرامة والعزة على مرّ العصور, وسيبقى كذلك.
لاشك في أن لدى أمريكا من القوة مايمكنها من التطاول على إرادة الشعوب والعبث بأمنها واستقرارها باسم حماية الحرية, ومانظرية الفوضى الخلاقة البدعة الأمريكية إلا تجسيداً حقيقياً لما يحدث اليوم, فالعبث بأمن الأوطان أمر جائز إذا كان سيخدم في النتيجة مرامي السياسة الأمريكية. فصل من مسرح أمريكي لايعرف إلا الكوميديا السوداء, ولكن آن لمن ينتظرهم دور الخروج الحزين أن يتعرفوا إلى حقيقة ديمقراطية أمريكا. أتراني أكون قد أتيت بجديد إذا قلت إن أمريكا لم تدعم يوماً نظاماً لأن مبادئه تتوافق مع الحرية والكرامة, إنما تبني قناعاتها تجاه أي نظام على أساس مصالحها, ومصالح اسرائيل ! الأمثلة كثيرة, والأنظمة التي تدعمها أمريكا وتحميها توضح الجواب. إنها صناعة الفوضى والتخريب باسم الديمقراطية.
وأقتبس من دور لأحد الفنانين السوريين حيث يقول: ( إذا أردت أن تعرف مايحدث في البرازيل..) فأردّد : إذا أردنا أن نتعرف إلى ديمقراطية أمريكا وحمايتها لحقوق الإنسان, فعلينا أن نعرف ماحدث في العراق, أو ماحدث ويحدث في أفغانستان, وفي .. وفي ....
تقييم:
0
0
منوعات
الأربعاء:4-5-2011
سامي محمود طه
مسرح الحياة ساح واقع الإنسانية, تتجسّد على منصته حكايات غرائبية قد يعجز تفكير أي مبدع على أن يأتي بمثلها, ومسرح الحياة يتحفنا في عصرنا هذا بفصل من مسرحية تنتمي إلى الكوميديا السوداء التي دأبت قوى الشر على لعب دور البطولة فيها, بينما تتناوب شعوب وشعوب على الخروج الحزين وسط تصفيق جمهور أبله لو أنه استفاد من مقولة ( أكلتُ يوم أكِل الثور الأبيض) لرأى بعين اليقين أن تسلسل الدور لما يصله بعد. كوميديا سوداء, وهل غير السواد ننتظر من أمريكا التي تتبوأ سدة التشريع في زمن الخراب؟ ويقولون ديمقراطية وحقوق إنسان, وعلى الشعوب أن تقدر لأمريكا ومَنْ يلف لفها من دول الاستبداد منجزاتٍ تهبها لهذه الشعوب.
في زمننا ديمقراطية أمريكية تبارك إجرام الكيان الصهيوني الذي يقتات على ضعف وتفكك العرب, ولايرتوي إلا بدمائهم, تشد أزر قادة الإجرام في العالم , وتيسّر لهم سبل الفتك بالشعب العربي الأعزل, وتقول قواعد ديمقراطيتها: كفى ظلماً لإسرائيل
أيها العرب القساة !
في زمننا تحفل مناهج تعليم الصهاينة بأقبح النعوت لكل من هو عربي وتدعو إلى إبادة العرب, فتعلن أمريكا: إنها حرية التعبير, وفي مكان آخر إذا ماتجرأ أي إنسان على الإشارة إلى مايفعله قادة العدو الصهيوني بحق الشعب العربي المضطهد تتنطع ديمقراطية أمريكا للدفاع الرادع, فمن يتهم اسرائيل هو عدو للسامية, وماأقساها من تهمة.
في زمننا يقدم جنود الاحتلال الأمريكي- أقصد جنود نشر الديمقراطية الأمريكية وحماية حقوق الإنسان وحرية الشعوب- على تنفيذ أبشع جرائم الاغتصاب والقتل بحق الشعب العربي العراقي, وإذا ماأدين جندي منهم بأدلة قاطعة يحاسب بالتقريع والتوبيخ.
يفرد سجن أبو غريب أجنحته السوداء ليضمها على آلاف العراقيين فيفقد الابن حضن أسرته الدافئ , وتغيب حشرجات الرجال المقهورين وهم يذوقون ابتكارات في التعذيب لم يعرف التاريخ لها نداًَ, وتقوم الدنيا ولاتقعد لأن ( جلعاد شاليط) الجندي الصهيوني قد طال غيابه عن أسرته, وقد تمّ أسره في ساح المعركة.
تدنيس القرآن الكريم في أمريكا وحرقه أو تحريفه ضرب من ضروب حرية الرأي والديمقراطية !
وفي بلادنا سورية الحبيبة تتجلى ديمقراطية أمريكا في دعم مجموعة من الأقزام والمارقين لضرب وحدة شعب يجسّد في تلاحمه أرقى لوحات الوحدة الوطنية, شعب انطلق إلى ميادين التطوير والتحديث متحدياً جبروت الكراهية التي تغدقها أمريكا عليه بالحصار الاقتصادي الظالم أو محاولات النيل من تقدمه وتمدنه, وكل ذلك في سبيل خدمة الكيان الصهيوني الغاصب! لم تر أمريكا, أو أنها لاتريد أن ترى السواد الأعظم من أبناء سورية وهم يعلنون ولاءهم للوطن ورفضهم للفتنة ووقوفهم إلى جانب قيادتهم داعمين لمسار الإصلاح والتطوير. ولكن من اختبر إرادة الشعب العربي السوري عليه أن يعرف هذا الشعب جيداً. لقد كان السوريون على الدوام أكبر من مخططات الأعداء ومؤامراتهم وسيكونون في هذه المرة أكثر منعة وقدرة على تجاوز ماحيك لهم, وماتنفذه أدوات الشر. كان الشعب السوري اللاعب الأبرز الذي يجسّد الكرامة والعزة على مرّ العصور, وسيبقى كذلك.
لاشك في أن لدى أمريكا من القوة مايمكنها من التطاول على إرادة الشعوب والعبث بأمنها واستقرارها باسم حماية الحرية, ومانظرية الفوضى الخلاقة البدعة الأمريكية إلا تجسيداً حقيقياً لما يحدث اليوم, فالعبث بأمن الأوطان أمر جائز إذا كان سيخدم في النتيجة مرامي السياسة الأمريكية. فصل من مسرح أمريكي لايعرف إلا الكوميديا السوداء, ولكن آن لمن ينتظرهم دور الخروج الحزين أن يتعرفوا إلى حقيقة ديمقراطية أمريكا. أتراني أكون قد أتيت بجديد إذا قلت إن أمريكا لم تدعم يوماً نظاماً لأن مبادئه تتوافق مع الحرية والكرامة, إنما تبني قناعاتها تجاه أي نظام على أساس مصالحها, ومصالح اسرائيل ! الأمثلة كثيرة, والأنظمة التي تدعمها أمريكا وتحميها توضح الجواب. إنها صناعة الفوضى والتخريب باسم الديمقراطية.
وأقتبس من دور لأحد الفنانين السوريين حيث يقول: ( إذا أردت أن تعرف مايحدث في البرازيل..) فأردّد : إذا أردنا أن نتعرف إلى ديمقراطية أمريكا وحمايتها لحقوق الإنسان, فعلينا أن نعرف ماحدث في العراق, أو ماحدث ويحدث في أفغانستان, وفي .. وفي ....
تقييم:
0
0