جوبة برغال

بيوتهم من زجاج
سامي محمود طه
صافحتهم يداكَ، فردّوا على تحيتكَ بشراسةِ عدو حاقد. اعتقدت أن فيهم الشقيق والسند، و شريك المسار و المصير، و تراهم يشترون بقيمك تلك انتمائهم إلى عالم الغدر! يساومون على بيع يدك النابضة عزة و كرامة بفرصة تنظيم مونديال لن يتم لأنهم عاجزون عن تنفيذ تعهداتهم لأسيادهم الأمريكيين و الصهاينة بإقصاء سورية من ساحات الممانعة و التحرير، و ذلك وفق ماكشفته مصادر سياسية وإعلامية عدة منهاصحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية على موقعها على الانترنت حين تحدثت عن وجود وثيقة سريةموقّعة بين الولايات المتحدة الأمريكية وقطر بخصوص استضافة الأخيرة لنهائيات كأس العالملعام 2022، و في ذلك الاتفاق المشؤوم تعهدات كثيرة قدمها الحاكم القطري حمد، ولعل أكثر ما يثير السخرية في هذه الصفقة بند يقضي بسحب تنظيم المونديال من قطر إذا لم تتمكن من الوفاء بتعهداتها، وهنا أكرر القول: لن تنظم قطر استضافة كأس العالم!
يبيعون انتماءهم العربي باحتضان أعداء العروبة والإسلام، و باسم الديمقراطية يستقبلون بالترحيب من أثار برسومه الساخرة غضب كل مسلم من مشارق الأرض إلى مغاربها، وهو يحاول النيل من عظمة رسول الإسلام و السلام و الإنسانية محمد صلى الله عليه و سلم. فتحوا أجواء قطر العربية فانطلقت من أرضها طائرات التدمير و التخريب الأمريكية لتدك حضارة العراق، وتذيق أهله ألوان الأسى والحزن، وتكسر دفة الانطلاقة الوثابة لشعبه إلى الغد الناصع. و الطائرات ذاتها تحمل اليوم من آلة التدمير ما يروع أمن أشقائنا العرب في طرابلس، وغيرها من المدن الليبية . من قطر انهالت سموم التحريض المدمر على مصر وتونس، واليوم ها هي سهام الغدر تصوب نحو سورية قلب العروبة النابض، يقوم لسانهم الخبيث المسمى قناة الجزيرة بتجنيد عصابات التزوير، و شهود العيان، و التضليل، فيتحول أفراد هذه العصابات سموماً تنفثها القناة المذكورة، و غيرها من وسائل الفتنة . ولكن أية غرابة في ما يفعلون؟ هل من عهد أو ذمة ترتجى ممن انقض على عرش أبيه غدراً و خيانة ؟ ممنطرد والده العجوز من الحكم واتهمه بالسرقة، والاختلاس، ونعته بأبشع ما حوت مفردات لغة التخوين ، وتركه يعتاش على الهبات في السعودية وغيرها من دول الخليج! ممن اعتمد تطبيع علاقته بالكيان الصهيوني نهجاً، وفتح أنابيب الغاز القطري على مصا ريعها ، و ذلك تعويضاً عن صفقة الغاز المصرية التي تم تعديل بنودها فلم تعد ترضي أطماع الصهاينة ! ممن حوّل الوجود العسكري الأمريكي في قطر إلى وجود دائم يفوق عدده وإمكاناته الوجود الأمريكي في القواعد الأمريكية في أي دولة من دول المنطقة، وخاصة قاعدة ( العديد ) الأمريكية الجوية في قطر، فوفقاً لتقرير نشرته جريدة وول ستريت جورنال مؤخرا يعتبر مدرج هذا المطار الأطول في جميع مطارات الشرق الأوسط إذ يبلغ طوله 4500 متراً، وحظائر الطائرات فيه ترتفع عالية كالجبال، وقد بلغت تكلفة بناء هذا المطار أكثر من مليار دولار، رغم أن قطر لا تمتلك أكثر من 12 طائرة حربية ، و تعج القاعدة بثلاثة آلاف عسكري أميركي، قاموا خلال ثمانية أشهر الأخيرة بإرسال المقاتلات الجوية، والدبابات المحمولة جوا، وطائرات التجسس، من هذا المكان إلى أفغانستان و غيرها!
و لكن! هل صورت لهم أوهامهم، و ابتسامات أسيادهم الصفراء بأن سوريا يمكن أن تذل بدسائسهم؟ بيوتهم من زجاج فكان الأجدر بهم أن لا يرموا قلاع العزة بحجارتهم. إنها أوهى من أن تزعزع أمن المواطن العربي السوري، و أحقر من أن تطال عزيمته. قلاع المجد و العزة في سوريا بنيت على قواعد صلبة من إرادة أهل سورية في تجسيد قيم الإنسانية والعروبة. بيوتهم من زجاج، و صفحات حقدهم و تآمرهم على أمن العرب في أقطارهم أصبح مثبتاً في سطور التاريخ.
ويبقى السؤال الملح وهو : إلى متى سيبقى الدعم الأمريكي لحكام قطر قائماً بخاصة في ظل فشل الدور الذي صورت لها جزيرتها، و من لف لفها بقدرتها على لعبه إفساداً و تخريباً؟ أمريكا لم تكن يوماً وفيّة حتى لمن بذل في سبيل تحقيق أهدافها مقدرات وطنه و شعبه فهل ستكون وفيّة للعاجزين؟ سؤال لا أرى صعوبة في الإجابة عليه ، و الأيام القليلة القادمة كفيلة بالتوضيح و جلاء الأمر.