طهر السوق (البلدية)

إضراب الأطباء بتاونات وفاس يثير غضب المرضى
الاثنين, 23 مايو 2011 10:31
بعض المرضى أدوا ثمن الكشف وطبيبان بتاونات أجريا عمليتين مستعجلتين
أججت الإضرابات المتواصلة بمستشفيات تاونات وفاس، غضب المرضى وذويهم الذين لم يرقهم انعدام الخدمات الطبية، وتأجيل استفادتهم منها وتأخير خضوعهم إلى التحاليل الضرورية والعمليات الجراحية التي ضربت لهم مواعد بشأنها، بل أدوا مستحقات الكشف عدة مرات دون الاستفادة منه، كما حدث في المستشفى الإقليمي بتاونات، الذي شهد أول انتفاضة للمرضى وذويهم. وقفات للتنديد بتردي الخدمات الصحية
نظمت، أخيرا، التنسيقية المحلية لحركة 20 فبراير بفاس، وقفة احتجاجية بالمركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني، احتجاجا على سوء الخدمات الصحية التي يقدمها.
وتحدث المحتجون عن تدهور الاوضاع الصحية بالمستشفى، لصعوبة ولوج العلاج نتيجة فرض الأداء في المؤسسات العمومية والاختلالات العامة التي تعرفها المنظومة الصحية، كما دعت الحركة خلال الوقفة، وزارة الصحة، إلى الاستجابة الفورية إلى مطالب الأطباء المضربين.
ويبدو أن الإضرابات المتواصلة التي دعت إليها نقابة الأطباء المستقلين بالقطاع العام، الذي يتواصل 3 أسابيع ابتداء من 10 ماي الجاري، سيزيد تأزيم الأوضاع وغضب زوار مستشفيات المدينتين، ما لم تتدخل الوزارة لإيجاد حلول عملية للمشاكل العالقة التي أججت الاحتجاجات التي شلت الحركة كليا، في تلك المرافق.
صباح الثلاثاء الماضي، كان عدة مواطنين، على مواعد مسبقة لتلقي العلاجات الضرورية بالمستشفى الإقليمي بتاونات، لكنهم فوجئوا بالإضراب، ما جعلهم ينظمون وقفة احتجاجية عفوية مباشرة بعد اكتشافهم حالة الشلل الذي يعرفه المستشفى وعلمه باستمرار الإضراب لأيام أخرى ودخول الأطباء في تنفيذ قرار الامتناع عن استعمال الخواتم الطبية ابتداء من 9 ماي.
وأعلن العديد من المواطنين، أن السيل وصل الزبى، بعد أن ملوا وسئموا ما يعيشه المستشفى الذي يفدون عليه من مناطق بعيدة من قرية با محمد وظهر السوق وبني وليد وغفساي، دون أن يتمكنوا من تلقي العلاجات الضرورية بفعل استمرار الإضراب، الذي "على الدولة أن تتحمل واجبها في علاقتها مع مطالب الأطباء".
قال رشيد البكوري، عضو تنسيقية حركة 20 فبراير بتاونات، الذي كان بين مدعمي الاحتجاج، إن رد فعل المرضى وذويهم، كان عفويا وجاء بعد مفاجأتهم لغياب كل التخصصات بالمستشفى، رغم أن بعض قاصديه، كانت لهم مواعد وسبق أن أدوا مستحقات الكشف، لترتفع أصوات المطالبة بالحق في التطبيب، من أفواه أظناها الانتظار وطول مدة "سير حتى تجي".
وقال محمد السطي، رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بتاونات، إن المستشفى يعيش على إيقاع تدهور مريع للأوضاع الصحية وشلل كلي، يهدد بشكل كبير، الحق في الصحة بالنسبة لأوسع الفئات المعوزة، ما يستوجب تدخلا عاجلا من قبل الوزارة الوصية.
وحمل السطي المسؤولية للدولة المغربية في ضمان هذا الحق والسهر على تمتيع جميع المواطنين بالخدمات الصحية الضرورية، معلنا في الوقت نفسه، تضامنه مع نقابة الأطباء في المطالب المشروعة التي تدافع عنها .ولم يستسغ استمرار تعب المواطنين من التنقل إلى المستشفى، ليكتشفوا عند وصولهم، أن لا أحد في استقبالهم وجميع الأطباء في إضراب عن العمل.
وعلق مصدر حقوقي على الواقع الذي يعرفه المستشفى بقوله «المندوب في عطلة والأطباء مضربون على?طول والمواطنون في قاعات الانتظار يئنون وينتظرون"، في وقت وصلت?وضعية الصحة بالإقليم إلى الحضيض.
طبيبان يضطران إلى إجراء عملية
رغم قرار الإضراب، آثر طبيبان في قسم الولادة والعظام بالمستشفى نفسه، قبول طلب بإجراء عمليتين جراحيتين خلال يوم الإضراب الذي شارك فيه 19 من أصل 20 طبيبا متخصصا بإقليم تاونات، لطابعهما الاستعجالي، في وقت تقول مصادر طبية، إن إضراب الأطباء مشروع ويتواصل بين 17 و19 و24 و26 شهر ماي الجاري.
وقال سمير الواسطي، عضو النقابة المستقلة للأطباء الداعية إلى هذه الإضرابات، إن الاحتجاجات تتخذ طابعا وطنيا، مشيرا إلى توقف الأطباء عن الاشتغال بمراكز التشخيص طيلة 3 أسابيع ابتداء من 9 ماي الجاري، والامتناع عن استعمال الخواتم الطبية، في انتظار تنفيذ مسيرة الغضب يوم 25 من الشهر نفسه التي تعقب وقفة أمام البرلمان دعت النقابة إليها اليوم (الأربعاء).
وأوضح أن المطلب الرئيسي للمحتجين، هو المعادلة مع الدكتوراه الوطنية واحترام الوزارة للانتقالات، مذكرا بانتقال طبيبة إلى البيضاء دون قضائها سنتين في مقر عملها، فيما تنتظر "س. ع" طبيبة بالمستشفى الإقليمي و"م. م" طبيب في العالم القروي بالإقليم، حقهما في الانتقال بعد فرملته بداعي عدم وجود بديل يعوضهما.
حميد الأبيض (فاس)
المصدر : منقول عن جريدة الصباح العدد: الاثنين, 23 مايو 2011 10:31