رجال من الشرقية
رحل أبوالكهرباء في مصر، كما أطلق عليه الرئيس السابق الذي كان يحبه ويحترمه كثيراً، وفقدت العائلة الأباظية عميدها وعمدتها وجامع شملها وحلال مشاكلها واليد الحنون التي امتدت إلي كل بيت في منيا القمح في الشرقية وغير الشرقية، وكان الرجل بشهادة الكثيرين في مصر والخارج الوزير المناسب في المكان المناسب، حيث كان يتمتع بصفات ومآثر عديدة أهلته للمنصب لمدة عشرين عاماً، وكان أستاذاً في فن العلاقات العامة مع الجميع صديقاً لعامة الشعب والقاعدة العمالية وللسياسيين ونواب البرلمان ورجال الصحافة والمعارضة والحكومة علي حد سواء.
ولد المهندس ماهر أباظة في ?? مارس ???? في قرية الربعمائة بمنيا القمح بالشرقية، وحصل علي بكالوريوس هندسة القوي الكهربائية عام ????، بدأ حياته العملية في العام نفسه مهندساً بوزارة الإشغال، حيث شارك في التصميم والتعاقد علي محطة كهرباء خزان أسوان، ومن عام ?? حتي ?? عمل كبير مهندسي الإدارة الهندسية بوزارة الإشغال ثم مدير إدارة الدراسات بمؤسسة الكهرباء،
وتدرج في الوظائف حتي عام ?? عندما وصل إلي منصب وكيل أول وزارة الكهرباء والطاقة ثم أصبح وزيراً للكهرباء من عام ?? إلي ?? عقب إقالة المهندس أحمد سلطان، تولي مسؤولية قطاع الكهرباء في مصر في ظروف صعبة واستطاع بعلاقاته الشخصية أن يجذب أنظار الشركات الدولية وجهات التمويل العالمية والعربية إلي مصر ليطلق «الجهد الحرج» لمسيرة النور في مصر بإقامة محطات توليد عملاقة وإنارة ريف مصر ومد شبكة الكهرباء إلي كل أنحاء الجمهورية بشكل نال تقدير الدول المتقدمة قبل النامية.
«ياريت تسلفونا الوزير ماهر أباظة كام شهر بس» عبارة مشهورة قالها وزير الطاقة في جنوب أفريقيا بيك بوتا في صيف عام ?? عندما زار مصر وكان يتعرض لوضع الطاقة في بلاده، تولي الفقيد الراحل بعد خروجه من الوزارة عدة مناصب في شركات البترول رغم أن الكثيرين من أصدقائه ومحبيه اعترضوا علي ذلك ونصحوه بأن يبقي دائماً في أذهان الناس في صورة الوزير وليس رئيس الشركة، إلا أنه رفض بقوة وأصر علي ألا يجلس في البيت ويواصل مسيرة عطائه من الكهرباء إلي البترول.
كان الفقيد عضواً بمجلس الشعب عن الفئات بمنيا القمح لعدة دورات متتالية ورئيساً للجنة الشؤون الخارجية بالمجلس من ???? إلي ???? وحصل علي وشاح النيل الأكبر من الرئيس مبارك ووسام الجمهورية من الطبقة الأولي من الرئيس السادات ووسام الجمهورية من الطبقة الثالثة من الرئيس جمال عبدالناصر وحصل علي ?? نيشاناً من عدة دول أوروبية وأفريقية وذات مرة سأله زميل صحفي: «لماذا تتهاون مع سارقي التيار الكهربائي من المواطنين» فرد عليه: «أنا أرفض أن يقال عن أي مواطن مصري أنه حرامي،
هو فقط عشمان في الكهرباء»، كما برزت أهم مواقفه عندما قدم التهنئة لمن خلفه في الوزارة، حيث كان الكثيرون يتوقعون عدم خروجه منها إلا أن الكلمة التي كان يرددها دائماً «هذه سنة الحياة».. ورفض الرجل الذهاب إلي مبني وزارة الكهرباء بعد خروجه لتكريمه، وكان يقول لن أذهب حتي لا أتسبب في أي حرج لزميلي الموجود في المسؤولية حالياً.
يقول عنه الدكتور حسن يونس وزير الكهرباء والطاقة : لا أحد ينسي المهندس ماهر أباظة إنه الأستاذ والمربي الذي علم أجيالاً عديدة، وقام بإنجازات كبيرة في السنوات التي قضاها وزيراً سواء في كهربة الريف أو في الشبكات أو المحطات وكان يدعو دائماً إلي التفكير في المستقبل وسيظل الرجل من العلامات البارزة التي لن تنسي. ويضيف الوزير: علاقتي الإنسانية معه لم تنقطع بعد خروجه من الوزارة، زرته قبل وفاته بأيام وتحدثنا في أمور وموضوعات كثيرة، وكان متفائلاً جداً ويدعو الله بالشفاء، ولكنها الأقدار التي لا مفر منها.
عرف عن الوزير السابق النزاهة والشفافية وكان حريصاً علي سمعته وسمعة أولاده وعائلته إلي أبعد الحدود وقد حكي لي المرحوم المهندس السعيد عيسي، رئيس هيئة كهرباء مصر الأسبق، موقفاً بارزاً في حياة الوزير ماهر أباظة، حيث قال إن شركة بكتل الأمريكية قدمت شكوي رسمية إلي الرئيس مبارك في إحدي زياراته إلي واشنطن في أواخر الثمانينيات، وقد تضمنت الشكوي اتهاماً للوزارة بالتلاعب في مناقصة إحدي محطات الكهرباء، واتصل الرئيس مبارك من علي الطائرة بالوزير ماهر أباظة للاستفسار عن الأمر، وكلف اللواء أحمد عبدالرحمن رئيس هيئة الرقابة الإدارية ـ
آنذاك ـ بكتابة تقرير عن هذه المناقصة، ومكث الرجل أكثر من شهر في الوزارة في مراجعة البيانات والوثائق والمستندات الخاصة بالمناقصة، وقدم التقرير إلي الرئيس أثبت فيه أن الشكوي كيدية لخروج بكتل من المناقصة وأن المناقصة تمت بمنتهي الشفافية وراعت فيها كل أصول المناقصات، كما أشاد التقرير بسمعة الوزير ماهر أباظة، وكان التقرير بمثابة وسام علي صدر ماهر أباظة.
كان هذا الرجل شديد الوطنية والانتماء لمصر وتجلت أبرز مواقفه الإنسانية عندما بكي وهو يودع زوجته المرحومة ازدهار أبوالعلا إلي مثواها الأخير.
منقول
ولد المهندس ماهر أباظة في ?? مارس ???? في قرية الربعمائة بمنيا القمح بالشرقية، وحصل علي بكالوريوس هندسة القوي الكهربائية عام ????، بدأ حياته العملية في العام نفسه مهندساً بوزارة الإشغال، حيث شارك في التصميم والتعاقد علي محطة كهرباء خزان أسوان، ومن عام ?? حتي ?? عمل كبير مهندسي الإدارة الهندسية بوزارة الإشغال ثم مدير إدارة الدراسات بمؤسسة الكهرباء،
وتدرج في الوظائف حتي عام ?? عندما وصل إلي منصب وكيل أول وزارة الكهرباء والطاقة ثم أصبح وزيراً للكهرباء من عام ?? إلي ?? عقب إقالة المهندس أحمد سلطان، تولي مسؤولية قطاع الكهرباء في مصر في ظروف صعبة واستطاع بعلاقاته الشخصية أن يجذب أنظار الشركات الدولية وجهات التمويل العالمية والعربية إلي مصر ليطلق «الجهد الحرج» لمسيرة النور في مصر بإقامة محطات توليد عملاقة وإنارة ريف مصر ومد شبكة الكهرباء إلي كل أنحاء الجمهورية بشكل نال تقدير الدول المتقدمة قبل النامية.
«ياريت تسلفونا الوزير ماهر أباظة كام شهر بس» عبارة مشهورة قالها وزير الطاقة في جنوب أفريقيا بيك بوتا في صيف عام ?? عندما زار مصر وكان يتعرض لوضع الطاقة في بلاده، تولي الفقيد الراحل بعد خروجه من الوزارة عدة مناصب في شركات البترول رغم أن الكثيرين من أصدقائه ومحبيه اعترضوا علي ذلك ونصحوه بأن يبقي دائماً في أذهان الناس في صورة الوزير وليس رئيس الشركة، إلا أنه رفض بقوة وأصر علي ألا يجلس في البيت ويواصل مسيرة عطائه من الكهرباء إلي البترول.
كان الفقيد عضواً بمجلس الشعب عن الفئات بمنيا القمح لعدة دورات متتالية ورئيساً للجنة الشؤون الخارجية بالمجلس من ???? إلي ???? وحصل علي وشاح النيل الأكبر من الرئيس مبارك ووسام الجمهورية من الطبقة الأولي من الرئيس السادات ووسام الجمهورية من الطبقة الثالثة من الرئيس جمال عبدالناصر وحصل علي ?? نيشاناً من عدة دول أوروبية وأفريقية وذات مرة سأله زميل صحفي: «لماذا تتهاون مع سارقي التيار الكهربائي من المواطنين» فرد عليه: «أنا أرفض أن يقال عن أي مواطن مصري أنه حرامي،
هو فقط عشمان في الكهرباء»، كما برزت أهم مواقفه عندما قدم التهنئة لمن خلفه في الوزارة، حيث كان الكثيرون يتوقعون عدم خروجه منها إلا أن الكلمة التي كان يرددها دائماً «هذه سنة الحياة».. ورفض الرجل الذهاب إلي مبني وزارة الكهرباء بعد خروجه لتكريمه، وكان يقول لن أذهب حتي لا أتسبب في أي حرج لزميلي الموجود في المسؤولية حالياً.
يقول عنه الدكتور حسن يونس وزير الكهرباء والطاقة : لا أحد ينسي المهندس ماهر أباظة إنه الأستاذ والمربي الذي علم أجيالاً عديدة، وقام بإنجازات كبيرة في السنوات التي قضاها وزيراً سواء في كهربة الريف أو في الشبكات أو المحطات وكان يدعو دائماً إلي التفكير في المستقبل وسيظل الرجل من العلامات البارزة التي لن تنسي. ويضيف الوزير: علاقتي الإنسانية معه لم تنقطع بعد خروجه من الوزارة، زرته قبل وفاته بأيام وتحدثنا في أمور وموضوعات كثيرة، وكان متفائلاً جداً ويدعو الله بالشفاء، ولكنها الأقدار التي لا مفر منها.
عرف عن الوزير السابق النزاهة والشفافية وكان حريصاً علي سمعته وسمعة أولاده وعائلته إلي أبعد الحدود وقد حكي لي المرحوم المهندس السعيد عيسي، رئيس هيئة كهرباء مصر الأسبق، موقفاً بارزاً في حياة الوزير ماهر أباظة، حيث قال إن شركة بكتل الأمريكية قدمت شكوي رسمية إلي الرئيس مبارك في إحدي زياراته إلي واشنطن في أواخر الثمانينيات، وقد تضمنت الشكوي اتهاماً للوزارة بالتلاعب في مناقصة إحدي محطات الكهرباء، واتصل الرئيس مبارك من علي الطائرة بالوزير ماهر أباظة للاستفسار عن الأمر، وكلف اللواء أحمد عبدالرحمن رئيس هيئة الرقابة الإدارية ـ
آنذاك ـ بكتابة تقرير عن هذه المناقصة، ومكث الرجل أكثر من شهر في الوزارة في مراجعة البيانات والوثائق والمستندات الخاصة بالمناقصة، وقدم التقرير إلي الرئيس أثبت فيه أن الشكوي كيدية لخروج بكتل من المناقصة وأن المناقصة تمت بمنتهي الشفافية وراعت فيها كل أصول المناقصات، كما أشاد التقرير بسمعة الوزير ماهر أباظة، وكان التقرير بمثابة وسام علي صدر ماهر أباظة.
كان هذا الرجل شديد الوطنية والانتماء لمصر وتجلت أبرز مواقفه الإنسانية عندما بكي وهو يودع زوجته المرحومة ازدهار أبوالعلا إلي مثواها الأخير.
منقول