فضل يوم الجمعة
فضل يوم الجمعة
يوم الجمعة، الذي هدى الله تعالى أمة محمد صلى الله عليه وسلم إليه، وأضل الأمم الماضية عنه، هذا اليوم الذي فيه خُلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها، وفيه تقوم الساعة « وما من ملك مقرب، ولا سماء، ولا أرض، ولا رياح، ولا جبال، ولا بحر، إلا وهن يشفقن من يوم الجمعة » [رواه أحمد وحسنه الألباني]. وقد ذكر كعب الأحبار أنه: « ما طلعت الشمس من يوم الجمعة إلا فزع لمطلعها البر والبحر والحجارة، وما خلق الله من شيء إلا الثقلين » [رواه عبد الرازق في مصنفه 3/552]، ومع ذلك نرى التفريط والإضاعة في ساعاته، لذا لزاماً علينا أن ندرك بعض حقائق هذا اليوم حتى نعرف قدره، ونقدر أمره فمن ذلك:
أولاً: عظم هذا اليوم:
قد جاءت النصوص الشرعية في بيان عظم هذا اليوم، فعن أبي هريرة رضي الله عه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أُدخل الجنة، وفيه أُخرج منها » [رواه مسلم] وعن أوس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة » الحديث [رواه أبو داود].
ثانياً: فضل الجمعة والتبكير إليها:
لأن من أدرك فضل هذا اليوم سيدفعه ذلك إلى الاهتمام به، والحرص على انتهاز هذه الفرصة العظيمة، واستغلالها بكل ما أوتي من فعل الخيرات وترك المنكرات، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارات لما بينهن » [رواه مسلم]. وعن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال فال النبي صلى الله عليه وسلم: « لا يغتسل رجل يوم الجمعة ويتطهر ما استطاع من طهر ويدّهن من دهنه أو يمس من طيب بيته ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين ثم يصلي ما كتب له ثم ينصت إذا تكلم الإمام إلا غُفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى» [رواه البخاري].
ثالثاً: عقوبة التخلف عن شهود الجمعة:
عن الحكم بن ميناء أن عبد الله بن عمر وأبا هريرة حدثاه أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على منبره: «لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين » [رواه مسلم]. أن يمكث بعد صلاة الفجر للذكر والتلاوة.
: يستريح قليلاً ثم يتناول طعامه، ويغتسل ويتطيب، ويستاك ويقص شاربه، ويلبس أنقى ثيابه.
عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: « لا يغتسل رجل يوم الجمعة ويتطهر ما استطاع من طهر ويدهن من دهنه أو يمس من طيب بيته ثم يخرج فلا يفرّق بين اثنين، ثم يصلي ما كتب له، ثم ينصت إذا تكلم الإمام إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى » [رواه البخاري] يقول محمّد ابن إبراهيم التميمي: من قلم أظفاره يوم الجمعة، وقص شاربه، واستن، فقد استكمل الجمعة. [عبد الرزاق في مصنفه] وكان ابن عمر- رضي الله عنهما- لا يروح إلى الجمعة إلا أدهن وتطيب . ويقول أبو سعيد الخدري: ثلاث هن على كل مسلم في يوم الجمعة: الغسل والسواك، ويمس طيباً إن وجد.
أن يبكر لحضور الجمعة ماشياً لا راكباً، لنال الأجر العظيم في تبكيره، لما جاء في الصحيحين عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح فكأنما قرب بدنة ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشاً أقرن، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة ، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة، فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر»
عن أوس بن أوس الثقفي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « من غسَّل واغتسل يوم الجمعة وبكر وابتكر ومشى ولم يركب فدنا من الإمام واستمع ولم يلغ كان له بكل خطوة أجر سنة صيامها وقيامها » [روه أحمد].
وهذا هدي الصحابة- رضي الله عنهم- يقول أنس بن مالك رضي الله عنه- كنا نبكر بالجمعة ونقيل بعد الجمعة [رواه البخاري].
نستغل فترة جلوسنا في المسجد بما يناسب قلبنا وحاله، إما بكثرة الصلاة وقد جاء في صحيح مسلم من حديث ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه قال: « كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته بوضوءه وحاجته فقال لي: سل ، فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة، قال: أو غير ذلك ، قلت: هو ذاك قال: فأعنّي على نفسك بكثرة السجود » وكلنا مطلبه أن يكون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة، وهذه الأمنية لا تتحقق بعد رحمة الله تعالى إلا بفعل الأسباب، ومن الأسباب كثرة الصلاة، يقول نافع: كان ابن عمر يصلي يوم الجمعة، فإذا تحين خروج الإمام قعد قبل خروجه [عبد الرزاق 3/210]، ومن ذلك أيضاً: قراءة سورة الكهف فقد وردت نصوص في فضل قراءتها، ثم يحاول أن يحفظ شيئاً من القرآن الكريم ليملأ قلبه، وصدره منه، فخير ما ملئت به القلوب كتاب الله تعالى، روى الترمذي من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب » [قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح].
لدعاء واستغلال ساعة الاستجابة ، لما جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة- رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر يوم الجمعة فقال: « فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله تعالى شيئاً إلا أعطاه إياه وأشار بيده يقللها » .
واختلف أهل العلم في تعيين هذه الساعة على أقوال كثيرة، ولكن لعل أرجحها أنها آخر ساعة من العصر، فحري بالشاب المسلم الذي يعلم فقره وحاجته إلى ربه، أن ينتهز هذه الفرصة بالدعاء بنفسه بالهداية والثبات على هذا الدين والدعاء لإخوانه المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.
-لاتنسونى من--- دعوة صالحة اختكم المحبة لكم فى الله ميساءقطان أم أحمد