الإبراهيمية القبلية

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ العنيد / مخرب الكذابي
بقلم / محمد عبد السلام
*لكل زعيم من زعماء الدكتاتورية بواعثه النفسية والأخلاقية التي جنحت به أو فرضت عليه أن يصطنع الدكتاتورية منهاجا لحكمه فكان أن أصبح لكل منهم دكتاتوريته الخاصة والمتميزة
* فمنهم من آمن بأن الدكتاتورية هي أصلح سياسة بل أوجب سياسة لإنقاذ الشعب مما حاق به وانتهى إليه فكان جبارا عاتيا أذل شعبه وللأسف يتفرد وطننا العربي برقم قياسي في من حكموه من الدكتاتوريين بداية من فرعون موسى ومرورا بالحجاج بن يوسف الثقفي ووصولا إلى مبارك والقذافي وغيرهم
*وتعود بداية القذافي إلى أول سبتمبر سنة 1969م حيث قامت مجموعة من الضباط الليبيين بانقلاب عسكري أطاحوا فيه بالنظام الملكي ، وهللت الصحافة العربية والعالمية لثورة الفاتح من سبتمبر وهو الاسم الذي أطلق على ثورة ليبيا في ذلك الوقت ، ووجد قائدهم وهو العقيد معمر القذافي نفسه محط واهتمام أنظار العالم فانبهر بذاته وشخصيته انبهارا أوقعه في تناقض نفسي مع ذاته وشخصيته ، إلا أن هذا لا يعني أن كل من ينبهر بمدح الآخرين يكون معرضا للإصابة بمرض انفصام الشخصية وجنون العظمة ولكن يحدث هذا عندما يكون الإنسان مهيأ بتكوينه النفسي والفكري والاجتماعي لتقبل تلك الإصابة ، وهو ما كان متوفرا لدى القذافي فهو يشعر دائما بالعظمة والقدرة اللامحدوده
*ولعل هذا ما دفع أحد المذيعات البريطانيات في حوار أجرته معه منذ فترة أن تختم حديثها معه بهذا السؤال :
- المذيعة " فالاتشي " : أيها العقيد هل لي أن أسأل سؤالا أخيرا ؟
- القذافي : بكل تأكيد
- فالاتشي : هل تؤمن بالله ؟
- القذافي : طبعا ولكن لماذا تسألين هذا السؤال ؟
- فالاتشي : لأنني ظننت أنك أنت الله !!!!!!!
*ولو سألنا عن السبب أو الأسباب التي جعلت شخصية القذافي كما هي الآن فلعل هذا يرجع إلى تشربه بالفكر المنحرف منذ نشأته وقد استمد القذافي هذا الفكر من أفكار ماركس ولينين ولكنه افتتن إلى حد الهوس بأفكار " ماوتسي تونج " الدكتاتور الصيني الذي اخضع شعب الصين لدكتاتوريته ، ولكي يترجم القذافي هذا الافتتان ترجمة عملية فانه كلف " كارل هانسن " قائد حرسه الخاص بان يشترك معه في اختيار بعض الأفكار من كتاب " ماوتسي تونج " المعروف باسم الكتاب الأحمر ، ووضع الاثنان مجموعة من الأفكار أطلق عليها القذافي " النظرية العالمية الثالثة " ولكي يؤكد القذافي مدى حبه وتقديسه ل" ماوتسي تونج " فانه سمى نظريته باسم الكتاب الأخضر على اسم زوجة " ماوتسي تونج " وهي " جيانج كنج " أي النهر الأخضر ، وإذا كان " ماوتسي تونج " أقام معسكرات السابع من أيار لمناقشة أفكاره الماركسية فقد أقام القذافي معسكرات السابع من ابريل لمناقشة أفكار الكتاب الأخضر ، وإذا كان " ماوتسي تونج " قد غير بعض أسماء المدن فقد فعل القذافي مثله تماما فقد غير اسم مدينة " زوارة " إلى مدينة النقاط الخمس ومدينة " سبها" إلى مدينة الشرارة الأولى