القاتل الصامت-الفيروس الكبدي الوبائى سي
أشارت الإحصائيات الطبية أن حوالي 3% من سكان العالم أي أكثر من 170 مليون شخصاً يعانوا من الإصابة بمرض صامت يقوم بتدميرالكبد، وغالباًيجهل الشخص المريض إصابته بالمرض، وذلك نتيجة أن حوالي 90% منالمرضي المصابين بفيروس الكبد الوبائي C (سي) لا يظهر لديهم أيأعراض للمرض. معظم مرضي (فيروس C) لا يدركون إصابتهم بالمرض إلابعد مرور أعوام طويلة من الإصابة وتلف الكبد بشكل كبير جداً وعدمقيامه بوظيفته بشكل كبير.
يكتشف المريض إصابته بفيروس "C" مبكراً في بعض الأحيان وذلك فيحالة قيامهبالتبرع بالدم حيث يتم اكتشاف الفيروس عن طريق فحص الدم قبلالتبرع.
- تعريف الكبد:الكبد هو عبارةعن عضو داخلي في الجسم، معقد وكبير الحجم، فهو يزن حوالي 1.5 2كيلوجرام. يقع الكبد أسفل الضلع الأيمن ويقوم بعمل وظائف هامة جداًبالجسم، مثل تنقية الدم بالجسم والتخلص من المواد الضارة وتصنيعمواد حيوية هامة.
- فيروس "C":هو واحد من عدة فيروسات للكبد الوبائي: A, B, C, D, E, G (إيه ، بي ، سي ، دي ، إي ، جي).
تسبب كل هذه الفيروسات التهاب حاد في الكبد تؤدي إلي حدوث خلل فيوظائفه، لكن فيروس C هو أخطر وأعنف هذه الفيروسات فتكاً بالكبد.
يؤدي فيروس الكبد الوبائي "C" إلي إصابة الكبد بالعديد من الأمراضالخطيرة مثلتليف الكبد، سرطان الكبد والفشلالكبدي.
بالرغم من وجود تطعيم ضد فيروسى "A, B" إلا أن فيروس "C" لا يوجدله تطعيم حتى الآن.
لا تظهر أي أعراض مع فيروس "C"، خاصة في المرحلة الأولي له. وإذاحدثت أعراض غالباً ما تكون ضعيفة جداً وتتضمن:
- تعب عام.
- غثيان، فقدان للشهية.
- آلام فيالمفاصل والعضلات.
- ضعف عام في المنطقة المحيطة بالكبد.
حتى في حالة تطور عملية الإصابة بفيروس "C"، يشعر المريض بأعراضبسيطة للإصابة وأحياناً قد لا تظهر أعراض الإصابة لمدة تصل إلي 30 عاماً.
- وتتضمن الأعراض:
- تعب عام.
- فقدان للشهية.
- غثيان وقيء.
- اصفرار لون العين والجلد.
- ارتفاع بسيط في درجة الحرارة.
يقوم فيروس الكبد الوبائي "C" بإصابة الكبد إصابات خطيرة وحدوث خللكامل أو جزئي في وظائفه حتى إذا لم تظهر أي أعراض له. بل وقد يقومالمريض أيضاً بنقل المرض إلي شخص آخر دون الشعور بذلك. لذلك يجبعمل اختبار دم للتأكد من عدم الإصابة بالفيروس خاصة قبل الزواج أوقبل حدوث أي اتصال جنسي أو أي عوامل قد تؤدي إلي اتصال الدم.
* أسباب الإصابة:
تحدث الإصابة بفيروس الكبد الوبائي "C" عن طريق الدم. ومعظمالأشخاص المصابة بهذا الفيروس تتم عن طريق نقل الدم الملوثبالفيروس لهم.
يمكن أيضاً انتقال الفيروس عن طريق استخدام حقن مستخدمة قبل ذلك،حيث تكون الإبرة ملوثة بالدم. وتنتشر هذه الطريقة أكثر بين مدمنيالمخدرات. ينتشر فيروس "C" أيضاً عن طريق الاتصال الجنسي بالشخصالمريض.
* عوامل الخطورة:
حد تطور اختبار الدم وفحصه من فرص انتشار الفيروس عن طريق نقلالدم، ولكن قبل بداية التسعينيات كانت عملية اختبار الدم أقل كفاءةبكثير من الآن. وقد يحدث انتقال للفيروس عن طريق نقل الدم أيضاً.
- ترتفع فرص الإصابة بفيروس الكبد الوبائي "C" في حالة:
- استخدام إبر أو حقن الإدمان (مثل الكوكايين) التي تم استخدامهاحتى ولو لمرة واحدة.
- التعرض لعملية نقل دم أو أي عملية جراحية تطلبت نقل دم قبل بدايةالتسعينيات أي قبل تطور وانتشار عملية اختبار الدم.
- في حالة تعرض شخص يعمل في المجال الطبي لدم ملوث.
* متى يجباللجوء للطبيب:
يجب اللجوء للطبيب في حالة الشك في التعرض لدم ملوث أو في حالةملاحظة تغير لون العين أو الجلد إلي اللون الأصفر أو عند حدوث أيمن أعراض الإصابة والتي ذكرناها سابقاً.
إذا كنت تعالج الآن من الإصابة بفيروس الكبد الوبائي "C" يجباللجوء للطبيب فوراً إذا شعرت بأي من هذه الأعراض:
- زيادة الشعور الدائم بالنعاس.
- عدم التركيز أو اضطراب المزاج.
- القيء.
- الإمساك.
- آلام أسفل البطن.
- زيادة الصفراء.
- التهاب الجلد.
- ارتفاع درجة الحرارة.
- فقدان الشهية.
يقوم الطبيب بفحص الدم إذا ظن الشخص أنه قد تعرض لدم ملوث أولعملية نقل دم منذ فترة. يتم اكتشاف وتشخيصفيروس الكبد الوبائي "C" عن طريق اختبار الدم بالإضافة إلي قيامالطبيب بفحص المريض جيداً ومعرفة تاريخه المرضي وهل تعرض لعمليةنقل دم أو أي عملية جراحية قبل ذلك.
قد ينصح الطبيب أيضاً بأخذعينة من الكبدلفحصها. بالرغم من أن هذه العملية لا تساعد كثيراً في تشخيصالإصابة بالفيروس ولكنها تساعد في تحديد مدى خطورة تأثير المرضومدى تلف الكبد.
من 15 20% من نسبة المصابين بفيروس الكبد الوبائي "C" يتصدونللمرض ويتمكنوا من الشفاء دون حدوث أضرار بالكبد ولكن النسبةالباقية يحدث لهم خلل وأضرار كبيرة بالكبد ويحدث ذلك ببطء شديدودون شعور المريض بهجوم المرض.
حوالي 85% من المصابين بفيروس "HCV" يحدث لهم تطور حاد ومزمنللفيروس وحوالي 20% من المرضي يصابوا بتليف الكبد في خلال 20 عاممن بداية الإصابة. ونصف المصابين بتلف الكبد يصابوا بسرطان الكبدبعد ذلك بالإضافة إلي أمراض الكبد الأخرى.
* العلاج:
تشخيص وجود فيروس الكبد الوبائي (C (HCV في الجسم لا يعني دائماً حاجة المريض إلي العلاج.
- يجب قيام المريض بالعلاج من فيروس "C" في حالة:
- القيام بعمل اختبار (RNA) من فيروس C والذي يظهر وجودالفيروس في مجرى الدم بالجسم.
- أخذ عينة من الكبد، والتي تشير إلي مدى حدوث خلل في الكبد نتيجةالفيروس.
- ارتفاع إنزيمات الكبد في الدم.
هناك بعض الأطباء يفضلوا طريقة أخرى في العلاج وهي محاربة الفيروسوذلك لأن ليس هناك أي أدلة كاملة تساعد علي معرفة احتمال تطورالمرض داخل الكبد أم لا.
أفضل علاج لفيروس "C" وحتى فترة قريبة هو
"الإنترفيرون - Interferon" وهو يستخدم لعلاج الكبد الوبائي ويتضمن (alfacon-1, alfa-2a, alfa2b) لكن الإنترفيرون لا يستخدم إلا فيحوالي 20% من حالات الإصابة.
يتم الآن الحقن بمزيج من الإنترفيرون مع "ريبافيرين - Ribavirin" ويستمر عادة العلاج من 6 شهور إلي سنة وينجح مع حوالي 40% من المرضي.
- تحدث بعض المضاعفات نتيجة العلاج الدوائي، وتتضمن:
1- أعراض شديدة شبيهة بأعراض نزلات البرد.
2- انخفاض مؤقت في الهيموجلوبين (أنيميا)،انخفاض أيضاً في عددكرات الدم البيضاء والصفائح الدموية.
هناك بعض المضاعفات المزمنة التي تحدث نتيجة العلاج بالإنترفيرون و"Ribavirin" وهي تؤثر علي نصف المرضي المعالجين بهذه العقاقير، وتتضمن:
- إعياء شديد.
- توتر وقلق.
- اعتلال المزاج والشعور بالغضب.
- إحباط.
- هناك بعض الحالات قد تلجأ إلي الانتحار (حالات نادرة).
لذلك لا يفضل العلاج بالإنترفيرون في حالة وجود تاريخ مرضي للمريضيتضمن حدوث حالاتاكتئاب أو إحباط أو ما شابه ذلك.
ولا يفضل العلاج بالإنترفيرون في حالة وجود ضعف عام في الجسم (أنيميا) أو نقص في عدد كرات الدم، أو تعرض المريض للعلاج منالغدة الدرقية أو إصابته بأي من أمراض المناعة قبل ذلك.
أيضاً لا يفضل العلاج بهذا العقار في حالةشرب الكحوليات أو إدمان المخدرات.
أصبح الآن أفضل طرق علاج الفيروس زراعة الكبد للمريض المصاب. لكن للأسف عدد المصابين والذين يحتاجون زراعة للكبد أكبر بكثير منعدد الأعضاء المتبرع بها.
لكن هناك تطورات تحدث الآن في عملية زراعة الكبد وتتضمن التبرعبأنسجة الكبد منأحد الأقارب الأحياء وانقسام الكبد إلي جزأين وذلك لإمكانية زرعهلشخصين بدلاً من شخص واحد وبالتالي سيتمكن عدد أكبر من المرضي منزراعته.
بسبب عدم وجود تطعيمات ضد فيروس الكبد الوبائي "C" لذلك أفضلوسيلة للوقاية من الفيروس هو تجنب الإصابه به.
- وذلك يتضمن إتباع الإرشادات التالية:
- عدم القيام بممارسة الجنس مع أي شخص غريب لاحتمال إصابته بالمرض.
- عدم تبادل أو استخدام السرنجات والإبر مع أي شخص وعدم استخدامسرنجات تم استخدامها أو حتى فتحها من قبل.
- عدم تناول المخدرات، فهي أكثر الطرق التي تساعد في انتشارالفيروس.
- عدم رسمالوشم، قد تكون الأدوات المستخدمة ملوثة وهي تساعد بشكل كبيرفي انتشار الفيروس.
إذا كنت مصاباً بفيروس الكبد الوبائي "C"، سيقوم طبيبك بإرشادكلتغيير وإتباع أسلوب معين في حياتك اليومية.
- هذه الخطوات البسيطة تجعلك في صحة أفضل وأطول وتتضمن هذهالخطوات:
- عدم تناول أو الحد بشكل كبير من تناول الكحوليات. فهي تساعد عليزيادة أمراض الكبد والضرر به بشكل أسرع.
- تجنب العلاجات التي قد تضر بالكبد (يقوم الطبيب بإرشادك عن هذهالعقاقير).
- إتباع نمط حياة صحي تناول الأطعمة الصحية والتي تتضمنالفاكهة والخضراوات والحبوب والقيام بممارسة التمارينالرياضيةبشكل دوري وتجنب التعرض للإرهاق.
- يجب التأكد من عدم اختلاط أي شخص بك عن طريق الدم يجب تغطية أيجروح تصاب بها وعدم ملامسة أحد وأنت مصاب أو تنزف، عدم مشاركةماكينة الحلاقة أو فرش الأسنان، لا تقوم بالتبرع بالدم أبداً أوالتبرع بأي عضو آخر في الجسم. يجب عليك إخبار زملائك في العمل أنكمصاب بالفيروس لتساعد علي عدم انتشار الفيروس.
منقول- اخوكم أبوأروى