زيارة "الفجر" لأبلسة
تينهنان، أوالمرأة الكثيرة الترحال والسفر.. إسم يتداول بقوة بولاية تمنراست، وخاصة عند أصحاب اللثام الأزرق، أوالتوار?، والتي تشكل بالنسبة لهم الأم الروحية أوأمهم الأولى التي استقرت بمنطقة الأه?ار وأسست سلالتها التوار?قامت “الفجر” بزيارة إلى ضريح تنهينان ببلدية أبلسة، على بعد حوالي 80 كلم شمال غرب مدينة تمنراست، رفقة رئيس الوفد الثقافي لولاية جيجل بتمنراست عز الدين سويسي والشاعر جمال بن مريومة.. كانت الرحلة شيقة ولم تدم سوى ساعة وبضعة دقائق لنصل للمكان الذي وجدنا به مجموعة من الزوار من مختلف الولايات يلتقطون صورا أمام ضريح الملكة تنهينان. وبعد دخولنا إلى مركز الضريح استقبلنا السيد سبقاق أحمد بحفاوة، وأشار إلى أن هذا الضريح مبني من حجارة ذات شكل بيضوي، ويبلغ سمك السور المحاط به 1.4 م، وينقسم الضريح إلى 11 غرفة غير منتظمة الشكل، باستثناء الغرفة الجنائزية التي تحتوي قبر تنهينان. أما الغرفة التي وجد بها الهيكل العظمي فهي محاطة برواق دائري، كما نحتت حول الضريح ثلاثة عشر معالم جنائزية صغيرة.وأضاف المتحدث أن تاريخ الضريح يعود إلى حوالي القرن الرابع الميلادي، حسب الأدوات التي عثر عليها بجانب الهيكل كالمجوهرات والأواني الخاصة بالطقوس الجنائزية. وحسب روايات بعض الأجداد فإن هذه الملكة تعرضت لمضايقات الأسرة الحاكمة آنذاك لتفر رفقة حاشيتها وتقطع الصحراء الكبرى لينتهي بها المطاف في أبلسة بتمنراست، أين اختارت الإقامة بسبب توفر شروط الحياة بها، حيث يوجد فيها تقاطع لوادين مهمين للتزود بالمياه، وكذا كون المنطقة عبارة عن مراكز عبور باتجاه إفريقيا.كما أشار السيد سبقاق الى أن الروايات تقول إن الملكة كانت فاتنة جدا وهي الأم الأولى للتوار? النبلاء، وكانت معها أختها المسماة “تكمات”، والتي هاجرت إلى منطقة آير بالنيجر، أين أنجبت أولاد “مدى”، وهي قبيلة مشهورة اليوم في النيجر. وعن قضية وجود مجوهرات ثمينة للملكة تينهنان بمتحف كاليفورنيا بأمريكا، فقد أوضح ذات المسؤول أن هذا الضريح تم اكتشافه بعد حفريات مشتركة لفرنسيين وأمريكيين سنة 1925، أي خلال فترة الإستعمار، وعند العثور على الضريح قام الفرنسيون بأخذ الهيكل العظمي، فيما استولى الأمريكيون على المجوهرات ووضعوها في متحف ببلدة كاليفورنيا.وكانت هناك مبادرة جد إيجابية من طرف وزارة الثقافة في بداية التسعينيات لاسترجاع تلك المجوهرات، فاشترط رئيس بلدية كاليفورنيا حضور رئيس بلدية أبلسة شخصيا لتسليمه المجوهرات، وفقا لاتفاقيات معينة، إلا أن العملية لم تتم لأسباب تبقى مجهولة..!للإشارة، فإن السلطات المحلية تقيم سنويا مهرجانا دوليا باسمها للتعريف بالطاقات السياحية والتاريخية لأبناء الأه?ار، في انتظار استرجاع المجوهرات من كاليفورنيا والهيكل العظمي من فرنسا، وهو مطلب كل المواطنين الدين التقينا بهم بعاصمة الأه?ار