الإبراهيمية القبلية

روشـتة قرآنيـة [
يحررها / محمد عبدالسـلام
منا من يشبه الذباب لا تقع إلا على كل قبيح ، ولا ترى عينه دائماً إلا عيوبالآخرين ولا إلى الناس إلا ترى نقائصهم ومسالبهم 0
ولكن الإسلام يدعوا دائماً إلى الجمال ويرفض القبح بجميع أشكاله ، ولم يكن ذكر الصور الجمالية البديعة في القرآن الكريم وصفاً دقيقاً وحقيقياً إلا ترسيخاً لقيمة الجمال في النفوس و تربية للذوق الجمالي لدى الأفراد والجماعات ولما لا والله هو منبع الجمال ذاته فقد قال النبي " إن الله جميل يحب الجمال " صحيح رواه مسلم 0
ولأن الجميل لا يخلق إلا جميلاً فها هي السماء خلقت في تناسق وإبداع حيث قال تعالى " أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج " ولتعرف الجمال أنظر إلى نفسـك " ولقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم " بل انظر إلى الحيوانات والأنعام فسترى آثار الجمال فيها حيث قال تعالى " ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون " 0
والإسلام يريد أن يشيـع الجمـال في كل شيء حولنا حتى ينعكس ذلك على أفعالنا وأخلاقنا فإذا سامحنا الناس لابد أن يكون هذا التسامح والصفح جميلاً حيث قال تعالى " فاصفح الصفح الجميل " وإذا صبرنا لا نصبر ونحن متعبون من هذا الصبر بل لابد أن يكون صبراً عن يقين لذلك قال تعالى " فاصبر صبراً جميلاً " 0
وانظر لموقف النبي صلى الله عليه وسلم عندما مر هو وأصحابه على شاة ميتة فقال أحد أصحابة ما أقبح منظرها وقال أخر ما أنتن ريحها فقال النبي صلى الله عليه وسلم معلماً لهم ولنا " ما أبيض أسنانها " فلم يرد أن ينطق بالقبيح ولم يعود عينه على أن ترى العيوب ومن ذلك يتضح أن الإسلام يدعو للجمال ويرفض القبح ولا يمكن لدين هذا موقفه أن يصادر مشاعر الناس وعواطفهم في حب الجمال والجمال إذا ساد في كل شيء في أقوالنا وأفعالنا فإن النتيجة ستكون حياة جميلة ونتحول من ذباب لا يقع عينه إلا على العيوب والقاذورات إلى مؤمنين أشبه ما نكون بالنحل وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم " والذي نفس محمد بيده إن مثل المؤمن كمثل النحلة إذا أكلت أكلت طيبا وإذا وضعت وضعت طيبا وإذا وقعت لم تكسر ولم تفسـد " والجمال إحساس داخلي ينعكس بدوره على ما يحيط بالإنسان خيرى كل شيء جميلاً فالجمال إذاً ليس في الشكل الظاهري فقط وإنما هو في المقام الأول في أعماق النفس الإنسانية فكن جميلا ترى الوجود جميلا أما الذي نفسه بغير جمال فإنه لا يرى في الوجود شيئاً جميلاً 0