رفع الملام عن المُشتاقين إلى البيت الحرام
رفع الملام عن المُشتاقين إلى البيت الحرام***الخبر**
بعد أيام قليلة ستنهي قوافلُ الحَجيج مسيرتها وتحُط رحالها عند البيت العتيق، وإن كانت هذه الأفواج والوفود قد حملت جموعًا من الولهين والمُشتاقين إلى البيت الحرام، فإنّه قد خلّفت وراءها جُموعًا لا تقل شوقًا وحنينًا لهذه البقاع المقدسة، الّتي ضمّت المسجد الحرام والمسجد النّبويّ، وموقف عرفات وروضة النّبيّ العَدنان صلّى الله عليه وسلّم، كيف لا يشتاق المسلمون لموقف تتنزّل فيه الرّحمات
تفيض فيه العبرات، وتُغفَر فيه السيِّئات، وترفع لأهله الدرجات، كيف لا يشتاق المسلمون والرّب قد ناداهم، وعلى لسان أبي الأنبياء دعاهم، كيف لا يشتاق المسلمون لهذا المكان وهم يعلمون بأنّ من وُفّق إليه فإنّ الله هو مَن اختارهم واصطفاهم، فكانوا من زُمرة النّاس الّذين اختصّهم الله فأسمَعهُم دعوة إبراهيم عليه السّلام حين نادى: {فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ} إبراهيم: .37 قال ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير: لو قال: {أفئدة النّاس} لازدحم عليه فارس والروم واليهود والنّصارى والنّاس كلّهم، ولكن قال: {مِنَ النَّاسِ} فاختُصَّ به المسلمون. واختُص من المسلمين القادرون المُستطيعون.
ولولاَ أنّ الله تعالى تولّى الحديث عن المتخلّفين بعذر فقال: {لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ} التوبة: 91، وقال سبحانه: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا} آل عمران: 97، لما وجد المُخلّفون مَن يُدافع عنهم ويرفع عنهم لومهم لأنفسهم، وبهذا يجدون مُتنفّسًا إلى حين يجدون ويستطيعون ويقدرون.
إذ كيف لا يشتاق المسلم إلى الحج ولا تتوق نفسه إليه ولا يُحدّثه فؤاده عنه؟ وقد قال صلّى الله عليه وسلّم: ''مَن حَجَّ ولم يرفُثْ ولم يفسق، رجَعَ كيومَ ولدتْه أُمُّه'' رواه البخاري.
كيف لا يشتاق المسلم إلى الحج، وقد قال صلّى الله عليه وسلّم: ''الحَج المبرور ليس له جزاء إلاَّ الجنّة'' رواه أحمد.
كيف لا يشتاق المسلم إلى الحج؟ ورؤيةُ الحَجر واستلامُه شهادةٌ بالإيمان، وقد قال صلّى الله عليه وسلّم: ''لَيَبْعَثَنَّ الله تبارك وتعالى الحَجَر يومَ القيامة وله عينان يُبصِر بهما، ولسان يَنْطِق، يَشْهَد على مَن استلمَه بِحَقٍّ'' رواه أحمد.
كيف لا يشتاق المسلم إلى الحج؟ ومَسْحُ الحجر والرُّكن يَحطَّان الذنوب حطًّا، قال صلّى الله عليه وسلّم: ''إنَّ مَسْح الحجر الأسود والرُّكن اليماني يحطَّان الذنوب حطًّا'' رواه أحمد والترمذي.
كيف لا يشتاق المسلم إلى الحج وفيه ''زمزم''؟ وقد قال صلّى الله عليه وسلّم: ''خيرُ ماءٍ على وجْه الأرض ماء زمزم؛ فيه طعام من الطُعم، وشفاء من السقم'' رواه الطبراني.
كيف لا يشتاق المسلم إلى الحَج وفيه الوقوف بعَرَفة؟ فعن عائشة قالتْ: إنَّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ''ما مِن يومٍ أكثـرَ مِن أن يعتقَ الله فيه عبدًا من النّار مِن يوم عَرَفة، وإنَّه ليدنو ثمّ يُباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء؟'' رواه مسلم.
ولكن ماذا يفعل المسلم المُحبُّ وقد حالتْ بينه وبين مُراده الظروف والأسباب، ماذا يفعل وقد قَامَت بينه وبين هذا الطلب الجليل المشاغل والأتعاب؟ ولا شيء بيده إلاَّ أنْ يفوِّضَ أمرَه إلى ربِّه، وأنْ يدعو قائلاً: اللّهمّ ارزقْنَا الحَجَّ، أو أن يوصي مَن يحُج أنْ يَرْفَعَ له طلبًا هناك حتّى يكون العام المقبل من الوافدين والمدعوين من قبل ربّ العالمين.
12-11-2010 الشيخ بشير شارف / إمام مسجد أنس بن مالك - باش جراح
تقييم:
0
0
بعد أيام قليلة ستنهي قوافلُ الحَجيج مسيرتها وتحُط رحالها عند البيت العتيق، وإن كانت هذه الأفواج والوفود قد حملت جموعًا من الولهين والمُشتاقين إلى البيت الحرام، فإنّه قد خلّفت وراءها جُموعًا لا تقل شوقًا وحنينًا لهذه البقاع المقدسة، الّتي ضمّت المسجد الحرام والمسجد النّبويّ، وموقف عرفات وروضة النّبيّ العَدنان صلّى الله عليه وسلّم، كيف لا يشتاق المسلمون لموقف تتنزّل فيه الرّحمات
تفيض فيه العبرات، وتُغفَر فيه السيِّئات، وترفع لأهله الدرجات، كيف لا يشتاق المسلمون والرّب قد ناداهم، وعلى لسان أبي الأنبياء دعاهم، كيف لا يشتاق المسلمون لهذا المكان وهم يعلمون بأنّ من وُفّق إليه فإنّ الله هو مَن اختارهم واصطفاهم، فكانوا من زُمرة النّاس الّذين اختصّهم الله فأسمَعهُم دعوة إبراهيم عليه السّلام حين نادى: {فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ} إبراهيم: .37 قال ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير: لو قال: {أفئدة النّاس} لازدحم عليه فارس والروم واليهود والنّصارى والنّاس كلّهم، ولكن قال: {مِنَ النَّاسِ} فاختُصَّ به المسلمون. واختُص من المسلمين القادرون المُستطيعون.
ولولاَ أنّ الله تعالى تولّى الحديث عن المتخلّفين بعذر فقال: {لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ} التوبة: 91، وقال سبحانه: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا} آل عمران: 97، لما وجد المُخلّفون مَن يُدافع عنهم ويرفع عنهم لومهم لأنفسهم، وبهذا يجدون مُتنفّسًا إلى حين يجدون ويستطيعون ويقدرون.
إذ كيف لا يشتاق المسلم إلى الحج ولا تتوق نفسه إليه ولا يُحدّثه فؤاده عنه؟ وقد قال صلّى الله عليه وسلّم: ''مَن حَجَّ ولم يرفُثْ ولم يفسق، رجَعَ كيومَ ولدتْه أُمُّه'' رواه البخاري.
كيف لا يشتاق المسلم إلى الحج، وقد قال صلّى الله عليه وسلّم: ''الحَج المبرور ليس له جزاء إلاَّ الجنّة'' رواه أحمد.
كيف لا يشتاق المسلم إلى الحج؟ ورؤيةُ الحَجر واستلامُه شهادةٌ بالإيمان، وقد قال صلّى الله عليه وسلّم: ''لَيَبْعَثَنَّ الله تبارك وتعالى الحَجَر يومَ القيامة وله عينان يُبصِر بهما، ولسان يَنْطِق، يَشْهَد على مَن استلمَه بِحَقٍّ'' رواه أحمد.
كيف لا يشتاق المسلم إلى الحج؟ ومَسْحُ الحجر والرُّكن يَحطَّان الذنوب حطًّا، قال صلّى الله عليه وسلّم: ''إنَّ مَسْح الحجر الأسود والرُّكن اليماني يحطَّان الذنوب حطًّا'' رواه أحمد والترمذي.
كيف لا يشتاق المسلم إلى الحج وفيه ''زمزم''؟ وقد قال صلّى الله عليه وسلّم: ''خيرُ ماءٍ على وجْه الأرض ماء زمزم؛ فيه طعام من الطُعم، وشفاء من السقم'' رواه الطبراني.
كيف لا يشتاق المسلم إلى الحَج وفيه الوقوف بعَرَفة؟ فعن عائشة قالتْ: إنَّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ''ما مِن يومٍ أكثـرَ مِن أن يعتقَ الله فيه عبدًا من النّار مِن يوم عَرَفة، وإنَّه ليدنو ثمّ يُباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء؟'' رواه مسلم.
ولكن ماذا يفعل المسلم المُحبُّ وقد حالتْ بينه وبين مُراده الظروف والأسباب، ماذا يفعل وقد قَامَت بينه وبين هذا الطلب الجليل المشاغل والأتعاب؟ ولا شيء بيده إلاَّ أنْ يفوِّضَ أمرَه إلى ربِّه، وأنْ يدعو قائلاً: اللّهمّ ارزقْنَا الحَجَّ، أو أن يوصي مَن يحُج أنْ يَرْفَعَ له طلبًا هناك حتّى يكون العام المقبل من الوافدين والمدعوين من قبل ربّ العالمين.
12-11-2010 الشيخ بشير شارف / إمام مسجد أنس بن مالك - باش جراح
تقييم:
0
0