أحزاني تضخمت في صدري
أحزاني تضخمت في صدري *
يا وطن الزيتون
والأجداد الآوفياء
أحزاني تضخمت في صدري
وأصبحت كالبلون منفوخة
بالقهر والعذاب والجفاء..
وتحولت كسواد الليل
البهيم في كوانين الشتاء
وشقاء روح أطفالي
ليس كأي شقاء...
في غزة العزة يطعنون
ويحرقون بنيران الأعداء
ويموتون بالمئات قبل أن
تستيقظ شمس الصباح بنقاء....
يا مهجتي يا وطني
هل أعلموك الحقيقة المرة
أن ضياعي وضياع أبنائي
وبيارات البرتقال وجفاف ينابيعك
ليس كضياع هؤلاء الجبناء..
وليس كضياع كراسيهم
التي صدئت بخستهم
ولا يكفينا ثمنا لكل ضياعنا
سوى رد الأوطان
وقبلة على الجبين
لتنبت أزاهير الزعتر
والخزامي والأقحوان
المروية بدماء شهدائنا الآوفياء..
يا جنة فؤادي يا وطني
يجب إعدام
جميع من تآمروا
على إنسانيتنا
ودمروا تاريخ حضارتنا
وطمسوا معالم تراثنا
وكانوا سببا
لهدم أسوار أوطاننا
وتوشح طيورنا
بسواد أحلك من سواد ليلنا..
يكفينا نزاعات وانقسامات
من أجل مصالحهم ..
يكفينا رسم الأماني والأحلام
فوق غبارالطلع وعجاج طرقاتهم ..
يكفينا حزنا وألما ونفاقا ورقصا
فوق جثث شهدائنا الأبرياء
من أجل خاطر عيونهم..
يا نسمة عمري وأنفاسي
طيورك أصبحت بلا مأوى
تحوم في الأفق لا تهجع عيونها
خسارة فقدنا كل شيء حتى دماؤنا
بنفاق بني جلدتي وتآمرهم علينا
فقدنا كل هؤلاء الأبرياء
الذين كانوا يشعروننا بإنسانيتنا
وأنهم القواعد المتينة
والركيزة الأساسية لآعمدة الوطن
كانوا ثوابت العمر وزينة حدائقي
يا وطني أمامي القليل
من الوقت الثمين
ربما أنجز فيه الكثير الكثير
من مطالبك ومطالبي
رغم شتاتي وبعثرة أفكاري
وحنين فؤادي
أحاول البقاء قيد الفرح
رغم أحزاني وألمي
التي هدمت جدران القلب واحتلته
كما أحتل الغاشم وطني
بخبث ودهاء..
يا وطني أحزاني
تضخمت في صدري
وأصبحت أنا العجوزالتائه
بين دروب غربتي
أتشبث بأكمام قلبي
وبحوح حنجرتي
وأمسك بأعواد الثقاب
لتشعل درب الآمل
لعله يوما يزور قلوب أطفالنا
وتعود لهم البسمة
وتضج الطرقات بقهقهاتهم
والشقاوة تملآ الحدائق
والبساتين تزهر بإشراقتهم
ويغني اللوز والبيلسان وزهر نيسان
وتنشد بلابل الفجرالحمد لله
رجعت لنا يا وطن الجبارين الأوفياء.
يسرى الرفاعي
سوسنة بنت المهجر