عاشقة حدود الوطن
عاشقة حدود الوطن
اليوم وأنا أعد وأجهز قهوتي الصباحيه كعادتي اليومية
هاتفت نفسي وأعماقي، وكانت خطوط التواصل تتقطع بين الفينة والفينة
فجاءت مشاعري وافكاري مشوشة وملخبطة ومرتبكة بعض الشيء
تخيلتُ نفسي وروحي في نزهة لا مثيل لها في الوجود
كأنها من نزهات ألف ليلة وليلة تخيلت نفسي وروحي
تعمشقت عرين اسد لايهدأ من صخب المشاعر والأحاسيس
بشذى وعطر يرتقي مع نسائم الوجدان وتنهد النفس والأرواح
تصهرها اعماق الروح في بوتقة المشاعروالأحاسيس الراقية
إنها ،، إنها مجرد لحظاتُ من عبث وهزار ربما لن تتكرر
وزفراتي كانت لها وهج حارق ترتطم بجدار صمتي وسكوني
وترتد لجوف وحنايا فؤادي كانها شعلة نار حارقة خارجة
لتوها من فوهة بركان ثائرة
وضعت ونحيت السكر والمحليات على جانب الفنجان
لأني تعودت ارتشاف قهوتي مرة بمرارة أيامك يا وطني
وعلى شفة الكوب بعضُ من صباحاتك المتعلقمة عالقة
في هذا الصباح الغير عادي الأستثنائي لكل صباحاتي
سوف أرتشفُ قهوتي أرتشافا وليس أحتساء لكنها ستكون مرة لـ حد الإرتواء
كما هو طعمُ رحيلك وفراقك عن نظرقلبي وخاطري
غارقة في مرارة تتعلقمُ كالحنظل في جداريات قلبي حد الآنين والألم
ومُتلهفة ومتشوقة لآن أتذوق أرتشاف قهوتك
بإنتظار يحين موعد لقائي بك بين كروم التين والزيتون والعنب
ولكني هاتفت نفسي وأعماقي بقوة وشدة ،
بأن اذهبي وابحثي وبعثري هنا وهناك لعلك تجدين وتعثرين على شيئا ما
او لعلك تعلكين وتمضغين الوقت وتنسين بعضا مما
اصاب قلبك ذهبت أبحث بين دفاتري وأوراقي الأثرية المعتقة
لعلي أنسى آلامي وما اصابني من هلوسات وهذيان
فوجدت ورقة منها زادت أشواقي وحنيني حد الأنصهار
فيا ترى أيها البعيد ايها الساكن هناك في تلك الأقبية
متى هو موعد التلاقي وتمازج الأنفاس؟؟؟
برب السمااء قلي واخبرني متى ؟؟
متى سيستعمرني ويقبع الفرح في أوصالي
ويشيح عني دمع المآقي والأحداق
فكلما سافرت وهاجرت بعيدابعيدا
زاد الألم من التصاقه واستعماره لجميع أجزائي
وكأنه عاشق ومعشوقة
وكأنه عاهد نفسه بأن لا يتركني وحيدة مدى الحياة
وأن يظل مرافقي الدائم كظلي وخيالي
نعم كرهته وأمقته
كما كرهت كل من كان حولي
ويا له من شعور صعب تلفه وتغلفه المرارة
يؤلمني…يحطمني يكسرني ويثنيني
ولكن لا أقوى على النسيان ولا التناسي
فكلما جاهدت أن أتناسى أجد كل من حولي يذكرني
ويأخذني لتلك الآلام والأحزان المصهورة والممزوجة
بنا حد الأرتواء
يا ترى هل أنا من أخطأت ؟؟
ولم أدرك ما الذي يحدث من حولي ؟؟
هل هي احداقي من أغفلت عن الحقيقة المرة المعلقمة
وأرأدت أن تسكن عالم الخيال والأحلام وترتفع حتى القمم
نعم ,, نعم ,, أدركت مدى غباء عقلي وضعف نفسي
وحينها أمطرت سمائي زخات وزخات
دموعا بعدد زخات المطر النقية
وتلبدت بغيومها الضبابية السوداء…وكأنها ترثي لحالي
فابتسمت…لأنني وأخيرا وجدت من شعر بي
جاءني صوته من خلفي كانه عصفور يشدواويغرد بأعذب الألحان
حبيبتي ونور عيوني، أرجوكي توقفي للحظات واصغي لي
حببتي .. دعينا نختار اصفى وأنقى الالوان ووأزهاها
ونترك الاسود والقاتم منها ليذهب ويولي بعيدا عناوعن ارواحنا
حبيبتي.. لماذا..؟ لاندرك ونعيش أوقاتنا الجميلة
ونعيش حياتنا بسعادة وهناء
ونرى العصافيروالطيور التي تغرد وتزقزق هنا
ونغرد ونعزف معهااجمل السمفونيات والألحان الراقية
التي تطرب الأذان والأرواح
لماذا انتي هكذا ياحبيبتي.
لماذا السؤال وانتي من قلبي قريبه …..؟
هل لانك فكري وروحي وأعماقي
هل لانك نور عيوني التي اشاهد العالم بها
هل لانك دواء لعمري وضماد جروحي
هل لانك حبي وشجوني
فانتي النبض الذي أعيش به وساكن كل كياني
أنتي الحلم الذي حلمت في يومً أن يكون من نصيبي
أنتي امل راودني منذ طفولتي
أنتي الفرح الذي آسرني والدمع الذي ارهقني وأتعبني
أنتي الشوق والحنين وأجمل ذكرياتي عبر حياتي وسنين عمري
أنتي ذرة من سماء عشقي وهيامي
ونسمةٌ من نسمات قلبي وريحانة فؤادي
يافراشةٌ تجولت بين الزهورفي وسط الحقول
وياحمامةٌ سلام تختلف عن كل الحضور
أن القلم يستمد من دمي حبراً ليعبر عن ما بدواخلي وصفائح فؤادي
كم أحبك حبيبتي فدعينا نعيش هنا
فلقد حلفت أن تكون سنين عمري لكِ
وأنتظاري الطويل على أعتاب قلبك وليلك
ونوافذ فجرك وسناه المشرق
همساتي الأخيرة
أرتشف قهوتي بطعم ولذة القهروالألم والحزن المذاب في
أجزاءنا وكياننا وارواحنا، لأتجرع أكواب الحزن كوبا تلو الآخر
فقد أدمنت تذوق طعم الحسرة منذ قرون وعصور
سأرتشفها مطرزة ومنقوشة بشكل الأحباط والياأس
بطعم الوحدة و الندم والقهر والعذاب
على أنغام والحان سمفونية آنين الألم والحزن العتيق
همساتي لوطني ..!!
وطني هل أنت بخيروعافية ؟؟
أعلم وأدري
أما زالت فيك عروق وأوردة تنبض بالحياة والحب والأمل ؟؟
أني اشتاقك .. أشتاقك
أشتاق بلهفة لأنفاسك المقدسية المسكية العنبرية
وأحتاج ان اكون في ربوعك وبين طياتك
كثوب يدثرنا ويقينا من برد كانون وتشرين
أحتاج أن أتنفس هواءك واشم مسك ترابك وثراك الطاهر؟؟
هل اشتاقت أحداقك لأحداقي ..؟؟
هل تسال عني دوما ؟؟
هل ستضمني بين أحضانك عندما أزورك ويمتزج عطري مع عطرك ؟؟
هل أنت مستعد للقائي وأستقبالي على أعتاب ابوابك بإبتسامتك المشرقة ؟؟
هل ستشرع لأستقبالي جميع نوافذك ؟؟
هل ستنحر لي نعاجا أتوق بشدة لنحرها على أعتابك ؟؟
وبعد كل هذا هل عرفت من أنا يا وطني ؟؟
أنا .. أنا ..عاشقة الوطن
دمت بخير يا وطن إلى أن ألقاك