أجور خيالية وسمسرة وأشياء أخرى بأستوديو دوزيم
أجور خيالية وسمسرة وأشياء أخرى بأستوديو دوزيم
الكاتب: أخبار بلادي
كشفت مجلة " أوال " في عددها ماقبل الأخير ضمن تحقيق أجرته الزميلة مريم الرايسي، حول أجور أستوديو دوزيم ، والذي بدى صادما للوهلة الأولى ." أخبار بلادي " ولقيمة الملف والمتعلق بأموال دافعي الضرائب من المواطنين المغاربة ،إرتأت أن تعيد نشر هذا التحقيق ، إذ ليس من رأى كمن سمع عن أجور النجوم العرب والأجانب الذين استقبلتهم القناة الثانية ضمن برنامح استوديو دوزيم لأول مرة تتسرب وثيقة من قسم المحاسبة بالقناة تكشف الأجور الحقيقية لهؤلاء، نعرضها للنشر أمام الرأي العام الوطني لتوضيح حقيقة ما يجري داخل القناة، وساطات رشاوى ولوبي يتحكم في سوق الترفيه بالقناة الثانية…
لم يتوصل العاملون في القناة الثانية بأجورهم في موعدها ، أكثر من مرة لأسباب ربطتها إدارة القناة بالأزمة المالية الخانقة التي تعيشها “دوزيم” منذ أكثر من سنتين وفي عز الأزمة المالية واظبت على تنظيم أضخم برامجها الذي يكلف ميزانية الدولة غاليا. أجور الفنانين الذين شاركوا في نسخة 2010 من برنامج “استوديو دوزيم” وصلت لوحدها إلى أكثر من 360 مليون سنتيم.
أجور ساخنة
تربعت المغنية أصالة نصري على رأس لائحة الفنانين الأجانب بحصولها على أعلى أجر من القناة الثانية، أثناء مشاركتها في البرايم الخامس من برنامج “استوديو دوزيم”. 27 مليون سنتيم (30 ألف دولار)، هو سعر وقوف الفنانة السورية لأقل من 15 دقيقة على خشبة بلاتو دوزيم، بحسب ما كشفته وثائق من قسم المحاسبة بالقناة الثانية، حصلت عليها “أوال” إنها رفضت أن تصعد إلى المنصة غلا إذا توصلت بنصف المبلغ المتعاقد عليه” ، يقول مصدر حضر لحظة وصول أصالة إلى مقر القناة الثانية الذي أضاف أنه “لولا تدخل أحد الوسطاء، في مجال الفن الذي كانوا يرافقونها لما غنت تلك الليلة، لأن الاتفاق كان يقضي بأن تتوصل بنصف المبلغ ب”الدولار” قبل وصولها، والنصف الآخر عند وصولها إلى المغرب قبل دخولها مقر القناة وكل هذا في غياب أي عضو من أعضاء فرقتها حضرت إلى مقر القناة لوحدها” ، من بين بنود العقد، أيضا، بين القناة والفنانة تذكرة الطائرة ذهابا وإيابا في الدرجة الأولى مع مرافقيها، إضافة على الإقامة في فندق من فئة خمس نجوم.
سميرة سعيد، ابنة البلد، كانت أول ضيفة على أصالة في “البرايم” الأول، وجاءت ثانية بعد أصالة من حيث سعر المشاركة، إذ
حصلت على 25 مليون سنتيم وبدورها غيبت أعضاء فرقتها أيضا، واستفادت من المبلغ لوحدها.
ابنة البلد يصفها مصدر “أوال” من داخل القناة بأنها “معتدلة” في متطلباتها مقارنة بباقي الفنانات الأخريات حيث كثيرا ما تشترط مكانا “هادئا ومريحا “مباشرة بعد انتهاء وصلتها الغنائية ويأتي في المرتبة الثالثة ضمن ترتيب أعلى الأجور التي قدمتها “دوزيم” للمطربين الأجانب، اللبناني فارس كرم الذي حصل على 16 مليون سنتيم (20 ألف دولار) لقاء مشاركته في البرايم السادس من برنامج “استوديو دوزيم” وبحسب مصادر “أوال” فإن فارس تعامل بعجرفة وتعال مع إدارة القناة التي حاولت إرضاء طلباته ومن بينها وضع سيارة فاخرة تحت تصرفه طيلة مدة إقامته في الدار البيضاء لنقله إلى كل أرجاء المدينة ونواحيها.
“المغني ظهر في كواليس “استوديو دوزيم” بصورة غير لائقة وهو يرفض التقاط صور مع عدد من معجبيه” يقول مصدر “أوال” . وجاء رابعا ضمن لائحة أعلى الأجور اسم ليس من نجوم العرب هو المغني داني براين الفرنسي ذي الأصول التونسية، الذي حصل على 16.5 مليون سنتيم (15 ألف دولار) نظير مشاركته في البرايم السادس، حيث كانت في انتظاره مجموعة من التفاصيل الخاصة التي طلب تحضيرها بمقصورته استعدادا للحفل. طبعا القناة الثانية كانت دائما كريمة في الإغداق على نجومها الأجانب المفضلين.
هذا، وحصلت دينا حايك، المغنية اللبنانية على 8 ملايين سنتيم (10 آلاف دولار) لمشاركتها في البرايم الرابع، كانت هذه المناسبة أول بروز مباشر لها في برامج القناة، وتعد حايك من النجمات المصنفات في العالم العربي في الدرجة الثانية.
الدرهم بدل الدينار
وفي لون غنائي أخر هذه المرة وفي صنف الراي، تقاضى الشاب فوضيل خلال مشاركته في البرايم الخامس ، 7 ملايين سنتيم (7 آلاف أورو) محتلا بذلك الرتبة السادسة. في حين احتل الشاب خالد الذي يتربع على عرش الراي، والمعروف عنه أنه ملك الأجور المرتفعة المرتبة الثامنة، بعد الفنانة الموريتانية المعلومة بنت الميداح. ويعود احتلال ملك الراي لهذه الرتبة، على تسامحه (حسب أصدقائه المقربين) مع القناة الثانية، بحكم العلاقات الخاصة التي تربطه بها منذ سنوات، إضافة إلى تزامن حضوره البرايم الثالث مع مشاركته في مهرجان ابن جرير. ومع تنظيمه أيضا في المناسبة نفسها لحفل خاص بمنتجع”مازاغان” وحصل من القناة على أجر بلغ 6 ملايين سنتيم فقط (5 آلاف أورو).
بالنسبة لظروف استقبال الشاب خالد في القناة الثانية فالأمر يختلف عن باقي الفنانين، حيث كل الظروف مناسبة في المقصورة الخاصة به، والتي تظل خاصة جدا ولا يمكن لأي شخص دخولها خصوصا المصورين والصحافة، التي لا يحبذ الشاب خالد التواصل معها وبخاصة في اللحظات التحضيرية الخاصة به.
مواطنته فلة الجزائرية المثيرة للجدل بخصوص تواجدها المستمر في المغرب والتي تربطها بالقناة الثانية علاقة “وطيدة” احتلت الرتبة التاسعة، وحصلت على أجر حدد في 5.6 ملايين سنتيم (7 آلاف دولار).
مغاربة ولكن ..
من خلال مقارنة بسيطة لأجور الفنانين المغاربة مع زملائهم المشارقة وحسب المعطيات والأرقام الواردة في نفس الوثائق الحسابية للبرنامج ذاته، احتلت لطيفة رأفت المرتبة الأولى بالنسبة للفنانين المغاربة، بحصولها على أجر 10 ملايين سنتيم لغنائها في البرايم الخامس إلى جانب أصالة نصري. بفارق كبير جدا عن هذه الأخيرة المحتلة للرتبة الأولى في لائحة الفنانين العرب الذين غنوا في بلاتو القناة الثانية، ويمكن تحديد هذا الفارق في 17 مليون سنتيم.
ومعلوم أن لطيفة رأفت من النوع الذي يدافع عن صورته ومتطلبة في شروطها، ولا تتنازل عن السعر الذي تحدده، إلا أنها بدت
منزعجة من مشاركتها الأخيرة في البرنامج، حيث كانت تنتظر تخصيص مقصورة خاصة بها، وتفاجأت باقتسام عدد من الفنانات لمقصورة واحدة فكانت مضطرة لتغيير ملابسها في المكان نفسه.
في الجهة المقابلة حصلت الفنانة نعيمة سميح على أجر بلغ 8 ملايين سنتيم، مقابل مشاركتها في نفس البرايم الذي حضره إلى
جانبها ابنها شمس الذي أصبح يلازمها في جل سهراتها الفنية.
المرتبة الثالثة احتلتها نجمة الأغنية الشعبية نجاة اعتابو، بأجر مالي وصل على 6 ملايين سنتيم، فيما احتلت حياة الإدريسي الرتبة الرابعة، التي بدت في كواليس البرايم غير مرتاحة بسبب الازدحام.
وعلى ضوء ما تقدم، تحتل نجاة اعتابو المقدمة ضمن نجوم الأغنية الشعبية ، فيما تتفاوت أجور باقي الفنانين في نفس الصنف، ما بين مليون ومليون ونصف سنتيم، لكل من (الداودي، الستاتي، الحاج مغيث، طاهور). أما بالنسبة للفرق الشعبية التاريخية، فنشير إلى أن مجموعة ناس الغيوان تحتل المقدمة بغلاف مالي يصل إلى 5 ملايين سنتيم، متبوعة بجيل جيلالة ثم المشاهب بمليوني سنتيم ونصف في الرتبة الأخيرة.
“نجوم” المليون سنتيم
في الضفة الأخرى، يبدو أن إدارة القناة الثانية “دوزيم” لها حسابات وتصورات أخرى فيما ستعلق بأجور خريجي برنامج استوديو دوزيم، حيث تسلمت حسناء زلاغ إحدى خريجات البرنامج 3 ملايين سنتيم، مقابل نصف ساعة من الغناء مقابل مليون سنتيم كأجر لكل من (توفيق البوسيتي، ليلى البراق، حاتم عمور، بدر بوتكبوت، زبيدة فنيش، مريم شقرون..)، الأمر الذي أثار حينها حنق جل زملائها الذين استغربوا من هذا التمييز. (بعضهم لم يعلق على الموضوع لأن إدارة القناة تصنفهم من المغضوب عليهم).
أما بخصوص لجنة التحكيم فيلاحظ ان هناك تفاوتا في الأجور بين أعضائها فالحسين القدميري حصل على أعلى أجر، متبوعا بنبيل الخالدي وكريستين كارو بمبلغ يصل إلى 7 ملايين سنتيم ثم محمد الدرهم بغلاف وصل إلى 6 ملايين سنتيم؟، فيما حصل كل من محمد الزيات، ومالك على 5 ملايين سنتيم، وفي المرتبة الأخيرة عبد السلام الخلوفي الذي يشتغل في البرنامج كمعد ولم يكن حاضرا قط ضمن أعضاء لجنة التحكيم، ولم تتم الإشارة إليه ولو مرة واحدة طيلة مراحل البرنامج. الخلوفي حصل على 4 ملايين سنتيم، دون احتساب ما استخلصه لأنه معد البرنامج، وهي المرة الأولى التي نسمع فيها أن معد لبرنامج يصير عضوا في لجنة التحكيم، بشكل خفي في نفس الوقت جامعا بذلك ما لا يجمع في تناف واضح للمهام.
سماسرة دوزيم
هذا التفاوت في الأجور والفتات الذي يتركه النجوم العرب للفنانين المغاربة، كثيرا ما يثير جدلا على مستوى النقابات الفنية وبين الفنانين أنفسهم حيث يلاحظ الحضور الطاغي لفناني المشرق ونجوم الراي الجزائري ، وذلك على حساب رواد الأغنية المغربية العصرية، وفي نفس الآن هيمنة الأغنية الشعبية المغربية على باقي الأشكال الفنية الأخرى.
في هذا السياق يقول الفنان عبد الهادي بلخياط في تصريحه لـ”أوال” :”بكل صدق لا أعرف حقيقة ما يروج في الوسط الفني، وبالأخص المعايير المتعلقة بتحديد الأجور، ولا أريد أن أشغل نفسي بذلك، فشخصيا يكفيني 50 سنة من عمري الفني قدمتها للجمهور المغربي بدون مقابل”.
فنان آخر لم يرد ذكر اسمه، عبر عن حنقه وغضبه من الأخبار التي تتواردها الألسن حول قيام بعض الأسماء بالقناة الثانية من أجل برمجتهم في عدد من البرامج الفنية والترفيهية ، وعلى رأسها برايمات “استوديو دوزيم” و”سهران معاك الليلة” عبد الله الداودي، المغني الشعبي، في تصريح ل ـ”أوال” يقر بصحة هذه الظاهرة ، قائلا :” مثل هذه الأمور حقيقة معروفة في الساحة ولا تمت للفنان المحترم بصلة، وبالنسبة لي، فإن أحسن ربح يمكنني الحصول عليه هو حب الجمهور، لكن، لا أخفي شعوري بالضيق و “الحكرة” التي تفرض على الفنان المغربي الذي يكون جمهوره في مناسبات عدة أكبر من جمهور أحد الأسماء العربية أو حتى الأجنبية وفي السهرة نفسها”. ويرى أعضاء بعض الفرق الشبابية أن نقطة ضعف الفنانين المغاربة هي “اللاتنظيم” ، فرغم كثيرة النقابات الفنية فإنها لم تستطع تنظيم الحقل، وفرض معايير مهنية وفنية على التلفزيون تراعي التنوع بين مختلف التشكيلات الفنية ولأن هذا الأخير ملزم بتقديم خدمة عمومية ، ومرتبط بدفتر تحملات مع الهيئة العليا للسمعي البصري فإنه مدعو لاحترامها.
مصاريف أخرى
إلى جانب المدار الفنيين، هناك فئة اخرى تلعب دور الوسيط، ويسمون بالسماسرة وهذه الفئة بات لها حضور مستمر ودائم في الساحة المغربية بحكم العلاقات التي نسجتها مع القناة الثانية والمهرجانات والفضاءات السياحية ومتعهدي الحفلات وينشطون في العديد من الدول العربية من الخليج إلى المحيط بفضل تطور وسائل التواصل التكنولوجي وتعتمد القناة الثانية على عينه من هؤلاء ، خاصة فيما يتعلق بدعوات الفنانين إلى برنامج “سهران معاك الليلة” و”استوديو دوزيم” وبخصوص هذه الفئة لم ترد بشأن أتعابها في الحسابات الرسمية للقناة أية إشارة بقدر ما ورد رقم تحت عنوان : مصاريف أخرى بلغت قيمته :29 مليون سنتيم، لم يتم التفصيل في طرق صرفه.
يقول وسيط لم يرد ذكر اسمه، إنه “يتقاضى أجرا من القناة وأجرا آخر من مدير أعمال الفنان بحسب طبيعة وحجم هذا الأخير في الساحة الفنية، ويتراوح ما بين مليوني سنتيم و3 ملايين سنتيم، دون احتساب مصاريف النقل والإقامة، وتتكلف بها القناة ضمن مصاريف الفريق المصاحب للفنان المدعو أو يتحملها المدير الفني.
وأشار محدثنا إلى أن الأجر الذي يتم الاتفاق عليه يأخذ بعين الاعتبار معطيات أخرى، تجعله يرتفع أو ينخفض تبعا للأنشطة التي يمكن أن تتم برمجتها على هامش حضور الفنان للقناة، وكثيرا ما يدبرها الوسيط قبليا، كتخصيص بعض المجلات بحوارات وأغلفة أو المشاركة في مهرجات فنية وسينمائية أو حفلات خاصة التي تمنح الفنانين مبالغ كبيرة.
“سهران معاك”
كانت “أوال” على موعد مع عدد من الفنانين المغاربة ادعوا بأنهم دفعوا مبالغ نقدية لبعض الأسماء المسؤولة داخل القناة رغبة منهم في المشاركة في إحدى حلقات برنامج “استوديو دوزيم” فنانون آخرون أشعلوا حربا على صفحات عدد من الجرائد الوطنية اتهموا فيها عماد النتيفي منشط البرنامج الذي وعد باستضافتهم في حلقات “سهران معاك الليلة” رغم اتفاقات سابقة بين الطرفين. ما تتداوله ألسن السوء عن “اتفاقات” يبرمها مسؤولون عن إعداد البرامج الغنائية بالقناة الثانية وبعض الفنانين الذين يرغبون في المشاركة ولو لخمس دقائق في سهرات السبت أو عند اقتراب موعد “استوديو دوزيم” وحتى برنامج “مسار” يستحق فعلا إجراء تحقيق داخل القناة حول صحة هذه الأخبار، خصوصا وأنها كثرت في الشهور الأخيرة ، لكن التحقيق الآخر الذي يفترض أن يثير خبراء المجلس الأعلى للحسابات، هو ذلك المتعلق بكيفية تحديد أجور الفنانين الذين يجلبهم معدو برامج السهرات في القناة الثانية، يجلبهم معدو برامج السهرات في القناة الثانية،خصوصا مع الأزمة المالية الخانقة، التي تعيشها دوزيم، والتي تسببت في عدم توصل المستخدمين بأجورهم في موعدها، وهو ما تكرر أكثر من مرة بداية هذه السنة، ولا يعرف إلى متى سيظل “نزيف” إغداق المال على الفنانين الأجانب وسماسرة القناة من أموال دافعي الضرائب مستمرا.
عادل الميلودي طلب مني مليون سنتيم مقابل المشاركة في برنامج غنائي بدوزيم
الأخبار التي تروج في الأوساط الفنية والإعلامية حول الطريقة اللامهنية التي يعامل بها مجموعة كبيرة من الفنانين المغاربة من طرف معدي البرامج الغنائية الأسبوعية على القناة الثانية صحيحة. التأكد جاء على لسان عادل الميلودي ، مغني الفن الشعبي.
الميلودي كشف ، ل “أول” عن تعرضه “لابتزاز مالي، من طرف أحد معدي برنامج أسبوعي ترفيهي بدوزيم، إذ أكد الميلودي أن الأخير طلب منه مقابلا ماديا حدده في مليون سنتيم “لتتم استضافتي في إحدى السهرات الفنية للبرنامج ، إلا أنني رفضت الخضوع لطلبه”. ويضيف الكيلودي :”هذا التصرف لا يمكنني أن أصفه إلا بالمنحط وهو ما جعلني احتفظ بتسجيل صوتي على هاتفي النقال وهو يطلب مني أن التقي به في إحدى المقاهي لأسلم له المبلغ المطلوب”.
من جهة أخرى ، اعتبر الميلودي نزول الفنان إلى مثل هذا المستوى ، أمر “نخجل” فعوض أن يتم الاهتمام بالفنان المغربي، شأنه شأن أي مغن مشرقي أو اجنبي أو خليجي نجد أنفسنا نتعرض لمساومات رخيصة.
وعن رفضه للسلوك الذي تعرض له، يضيف الميلودي قائلا “جل البرنامج الفنية، لا يمكن أن تتطور في “دوزيم” إن ظلت تحت سيطرة الذين يستغلون الفنانين لإحياء حفلات خاصة في ملاه ليلية، بالموازاة مع المرور على شاشة القناة… وبطبيعة الحال لكل شيء مقابله المادي”.
الكرم المغربي
يحصل هؤلاء الفنانون العرب في ليلة واحدة على أجر يوازيه عمل فنان مغربي على مدار شهرين، فإذا افترضنا تنظيم هذا الأخير لحفل مقابل مليون سنتيم، فإنه سيحصل خلال الفترة المذكرة على ما يقارب مدخول الشاب خالد في ليلة واحدة، وقد يتجاوز ذلك بكثير، ففي حفل نظمه هذا الأخير بأحد الفضاءات السياحية المشهورة بطنجة مؤخرا حصل على أجر حدد في 70 مليون سنتيم،خارج مصاريف الإقامة وتذاكر السفر بالطائرة من الدرجة الأولى يتحمل صاحب هذه المؤسسة تكاليف دون تفاوض
وتشير مصادر “أوال” على أن شرين عبد الوهاب تأتي في الرتبة الثالثة بعد نانسي عجرم في إحياء الحفلات الخاصة بالمغرب بأجر يصل إلى 66 مليون سنتيم ويليها فضل شاكر بـ55 مليون سنتيم.
أما المغني مروان خوري، الذي لا يظهر كثيرا بالمغرب فيحدد أجره حسب مصادر “أوال” في 33 مليون سنتيم، أما سعيد الصغير الذي حل الأسبوع الماضي ضيفا على برنامج “سهران معاك الليلة” فيتراوح الأجر الذي يتقاضاه هو وسيرين عبد النور ودينا كرزا واللبنانية ميريام فارس وكارول سماحة، ما بين 25 و30 مليون سنتيم.
60 مليون سنتيم للبرايم الواحد
صنف البرايم الخامس من برنامج استوديو “دوزيم” هذه السنة كأغلى برايم في موسم 2010، إذ كلف القناة الثانية ميزانية قدرت حسب ما توصلت إليه أوال من وثائق مالية بحوالي 60.5 مليون سنتيم.
وتأتي هذه الرتبة التي احتلتها من بين 6 برايمات لكون البرنامج الفني استضاف 11 فنانا من ألوان موسيقية مختلفة، على رأسهم أصالة نصري، المغنية السورية.
التي اعتبرت الأغلى أجرا بين مجموعة من المغنيات اللبنانيات اللواتي تمت استضافتهن في جل برايمات الموسم.
البرايم الخامس، ضم، في المقابل عددا من الأسماء الفنية المغربية على رأسهم لطيفة رأفت التي ساهمت في ارتفاع ميزانية هذا البرايم عن باقي المراحل الخمس المتبقية في المسابقة الفنية، بمقابل مادي حدد في 100 ألف درهم، محتلة بذلك المرتبة الأولى بين الفنانين المغاربة، بعدها تأتي نعيمة سميح في المرتبة الثالثة بـ80 ألف درهم و40 ألف درهم لكل من “دون بيغ” مغني الراب وحياة الإدريسي، ومحودو الإدريسي ب 15 ألف درهم و10 آلاف درهم لكل من زبيدة فنيش وبدر بوتكبوت وعبد العزيز الستاتي ، زهير الزريوي مدير البرمجة بالقناة الثانية أكد لـ”أوال” أن الأزمة التي تعيشها دوزيم لا تعني إقفال هذه الأخيرة، وتقديم منتوج تلفزيوني باهت للجمهور المغربي فالقناة تبقى دائما ملزمة بتقديم الأفضل. وذلك في ظل إمكانياتها المادية واللوجيستيكية، سواء كانت هناك أزمة مالية أم لا، فـ”دوزيم” تلبي ما يطلبه المشاهد المغربي من برامج وسهرات والذي لن يقبل أن تقدم له القناة برامج تافهة وضيوفا متواضعين”.
كواليس خاصة
بعيدا عن أجور الفنانين التي تختلف من اسم لآخر، حيث تظل مجموعة من التفاصيل تدور أحداثها في كواليس خاصة، نذكر منها ما وقع داخل القناة الثانية “دوزيم” عن استضافة خالد سليم المغني المصري، الذي خلق فضيحة أثناء استعداده لتصوير حلقة من برنامج “سهران معاك الليلة” المشكل بدأ عندما دخل خالد مقصورة الماكياج ليكتشف أنها لا تتوفر على نوع خاص من “الجيل” تعود على استعماله ليظهر شعره بـ”اللوك” الذي تعود عليه الجمهور. حالة طوارئ أعلنت داخل “دوزيم” بحثا عن “الجيل” الأمر الذي تطلب تكليف عدد عن سائقي سيارات القناة الثانية بالبحث عن ذلك النوع من “الجيل” . ولم يصور سليم إلا حين تم العثور عليه. شروط الفنان المصري لم تنفع معها حتى الصداقة القوية التي تجمعه بالمنشط عماد النتيفي.
ومن نماذج ذلك أيضا أن الفنان المصري تامر حسني طالب مؤخرا، رجل أعمال مغربي بمبلغ 90 مليون سنتيم، لأجل إحيائه حفلا فنيا خاصا.
وأشارت مصادرنا على أن المغني المصري عبر ، في هذا السياق عن رغبته في أن يخصص له عشرة حراس شخصيين يكونون تحت إمرته، ويرافقونه في تحركاته. شروط بدت لصاحب الحفل مبالغا فيها، مما جعله يعدل عن دعوة تامر ويفكر في تعويضه بفنان آخر بكلفة أقل.
اللبنانية أليسا، اشترطت هي أيضا في إحدى حفلات الزفاف الخاصة بعائلة معروفة بمدينة مراكش، تذكرة سفر من الدرجة الأولى ونفقات 40 موسيقيا يصاحبونها في الرحلة إضافة إلى عشرة حراس شخصيين من باريس مقابل 30 دقيقة فقط من الغناء.
أما نانسي عجرم المغنية اللبنانية، فقد راجت أخبار حول مطالبتها إدارات بعض المهرجانات الوطنية بأن تخصص لها مرحاضا متنقلا فكيف سيكون الحال عندما يتعلق الأمر بحفلات خاصة؟ مواطنها عاصي الحلاني طلب خلال إحيائه حفل زفاف بالمحمدية، أن يأتي ويعود على متن طائرة خاصة محملا بمبلغ 120 مليون سنتيم.
أزمة مالية فعلية في دوزيم أم أزمة سيولة وتدبير
بعد أشهر من ترويج أخبار متعلقة بأزمة مالية خانقة تعصف بالقناة الثانية نتج عنها تأخير الإفراج عن أجور العاملين ورفض المؤسسات البنكية صرف هذه الأجور لمرات عدة، وبعد احتجاجات كثيرة أبداها العديد من المنتجين بعد تأخير مستحقاتهم المالية، أكد وزير الاتصال خالد الناصري قبل أيام، في جلسة تقديم الميزانية المالية لسنة 2011 أن الدولة وقعت عقد البرنامج مع شركة “دوزيم صورياد” وذكر مصدر مطلع أن قيمة العقد تقدر بـ250 مليون الدرهم (25 مليار سنتيم) وتمتد لأربع سنوات قادمة.
وأضاف المصدر أن ميزانية القناة الثانية توصلت بمبلغ حدد في 70 مليون درهم (7 ملايير سنتيم) على دفعتين على أن تستكمل المبلغ المتفق حوله في الشهور القادمة.
وفي السياق ذاته، أكدت وثيقة حول مشروع قانون المالية لسنة 2011 توصلت “أوال” بنسخة منها، أن الدولة خصصت للقناة الثانية مبلغ 50 مليون درهم في سنة 2009 مولها صندوق النهوض بالفضاء السمعي البصري، إلا أنه على الرغم من ضخ هذه الميزانية تعيش القناة حسب ما أكد مصدر مطلع- مشاكل مالية.
وعلل مصدر في القناة هذه المشاكل المادية بتأخر توقيع العقد البرنامج بين الدولة وشركة “صورياد” الذي أعلن عنه في الأيام الأخيرة وارتفاع كتلة الأجور في الشركة وهو الشيء الذي سبق وأن طالبت وزارة المالية على ضوئه بضرورة خفض هذه الكتلة عبر إجراءات صارمة من بينها توقيف التوظيف وتشجيع المغادرة الطوعية.
في هذا الإطار يؤكد تقرير لوزارة المالية أنه في إطار ترشيد تدبير الموارد البشرية تمت برمجة عملية المغادرة الطوعية بالنسبة للقناة الثانية، وحدد عدد المناصب التي سيتم تسريح أصحابها في 75 مستخدم برسم سنة 2010، وأكد مصدر مطلع من جانبه، أن الأزمة المالية متعلقة بأزمات العائدات الإشهارية التي أشارت أرقام على تراجعها بنسبة قدرت بـ 20 في المائة بداية السنة، قبل أن يرتفع رقم تراجع العائدات الإشهارية إلا أنه خلال الشهور الأخيرة حسب ما أكد الرئيس المدير العام للقطب العمومي فيصل العرايشي في اجتماع مع نقابة مستخدمي دوزيم- عرفت هذه العائدات بعض التحسن، ما يعني إمكانية تجاوز الأزمة إذا كانت فرضية كون العائدات الإشهارية هي السبب الفعلي وراء الأزمة في ضوء انتقاد بعض المصادر صيغة التدبير المالي الذي تسير به القناة الثانية.
وتعليقا على الأخبار التي تتحدث عن أزمة مالية في القناة، نفى مصدر مسؤول في دوزيم وجود هذه الأزمة المالية معتبرا أن مشكل القناة الثانية مشكل سيولة فقط ولا يصل الأمر إلى أزمة مالية خانقة في ميزانية تهدد واقع أو مستقبل قناة عين السبع.
وفي ارتباط بالأزمة المالية كشفت تقارير أنشطة “صورياد دوزيم” ما بين سنتي 2003 و2007 ، التي حصلت “أوال” على نسخ منها أن القناة حققت صافي أرباح يتجاوز 26 مليون درهم سنة 2003 و65 مليون درهم سنة 2004 وتجاوز 75 مليون درهم سنة 2007، وفي ما يتعلق بنتائج القناة لسنة 2008، فقد وصل عجز القناة حسب مصدر مسؤول إلى 78 مليون درهم، هو الرقم الذي ارتفع فيما بعد في سنة 2009 مما جعل المسؤولين يدقون ناقوس الخطر لإنقاذ القناة الثانية من شبح الإفلاس.
وتحدثت بعض المصادر عن عجز قدر بما يناهز 450 مليون درهم خلال خمس سنوات، دون احتساب دعم الدولة للقناة، وذكر مصدر مسؤول أن القناة حققت نتائج إيجابية في الفترة الممتدة ما بين 2003 و 2007 وأكد أن مداخيل الإشهار انتقلت من 290 مليون درهم إلى 603 ملايين درهم، في الوقت الذي تراجع فيه دعم الدولة من 133 مليون درهم سنة 2003 إلى 80 مليون درهم سنة 2006، وأضاف المصدر أن العجز وصل دون احتساب دعم الدولة، إلى أكثر من 445 مليون درهم، ما بين سنتي 2008 و2009 وتشير أرقام إلى ارتفاع هذا العجز في الشهور الأخيرة قبيل الإعلان عن توقيع العقد البرنامج بين الدولة وشركة “صورياد”.
تقييم:
0
0