من شطورة الي القاهرة وليس العكس
من ” شطورة ” إلى القاهرة ، وليس العكس !دكتور مصطفى رجب
في ” شطورة ” . . . التي ذكرها ابن دقماق في كتابه العظيم عن مصر ( الانتصار لواسطة عقد الأمصار ) باسم ” الشطورات ” عاشت قبائل عربية أصيلة ، وأقباط أسلموا وتناسلوا ، وأقباط ما زالوا على دينهم آمنين مأمونين . . .
ولم تبخل الأقدار على شطورة بشيء من كرائم العطايا ، فلها على النيل ساحل طويل ، و لها على طريق السكك الحديدية وطريق القاهرة البري معروف . ثم إنها النقطة الفاصلة تماماً بين القاهرة وأسوان فهي تبعد عن كل منهما ثلاثين وأربعمئة كيلومتر بالضبط ، وكأنها بذلك واسطة العقد ، وكان من محاسن العطايا أن وهبها الله هذا الاسم الجميل ، وهذا الموقع الجغرافي الجميل .
ثم إن أهلها يجمعون إلى روح الإلفة والمودة ، خفة الظل ، وكرم الضيافة ، ورعاية الأخلاق ، وحب العلم وأهل العلم .
فحين كنا صغاراً كنا نشهد عدة حلقات في مساجد القرية يُدَّرس فيها الفقه على أحد المذاهب الأربعة ، أو عليها جميعاً على طريقة ( الفقه المقارن ) .
ولا يخجل أهل شطورة من فقرهم ، بل إنهم يفخرون بأنهم استطاعوا أن يتلاءموا مع هذا الفقر ، و ( يتلاءموا ) عليه إذا اضطروا إلى ذلك !! فهم لا يحبون الهجرة كما هو الحال في القرى المجاورة. وحتى اليوم يستطيع أي واحد منهم أن يحصي على أصابع يديه عدد من سافروا إلى الخارج من أهل هذه القرية الكثيفة العدد إلى حد مزعج !! ومع أنهم لا يحبون الهجرة ولو إلى القاهرة !! فإنهم استطاعوا أن يرتقوا اجتماعياً ، وأن يعيدوا بناء قريتهم شكلاً ومضموناً وتحديثها بالصبر والمصابرة والكفاح والمثابرة . . .
وقد قدمت هذه القرية المنسيّة إلى مصر والعالم أكثر من خمسين ومائة أستاذ جامعي ، وهو عدد لا يتوفر لمركز كبير من المراكز ، وهذا العدد يشمل المتخصصين في العلوم كلها من الفيزياء إلى الإدارة ومن الطب إلى التجارة ، وجميع هؤلاء العلماء ينتشرون الآن في معظم جامعات مصر والعالم العربي والعالم الخارجي ويجمعهم جميعاً خيطاً رقيق جداً هو : أن أحداً منهم مهما بلغ لا يستطيع أن يتنكر لقريته إذا احتاجت إليه .
ومن هاجر منهم بحكم عمله ، أو لأن أمه غريبة ، يعود إلى منبته من حين لآخر فيصل رحمه ، ويؤدي واجباته القومية من تبرع بالمال ، أو إصلاح لذات البين ، أو تعضيد لمشروع خيري .
منقول عن الاستاذ القدير
د.مصطفي رجب
في ” شطورة ” . . . التي ذكرها ابن دقماق في كتابه العظيم عن مصر ( الانتصار لواسطة عقد الأمصار ) باسم ” الشطورات ” عاشت قبائل عربية أصيلة ، وأقباط أسلموا وتناسلوا ، وأقباط ما زالوا على دينهم آمنين مأمونين . . .
ولم تبخل الأقدار على شطورة بشيء من كرائم العطايا ، فلها على النيل ساحل طويل ، و لها على طريق السكك الحديدية وطريق القاهرة البري معروف . ثم إنها النقطة الفاصلة تماماً بين القاهرة وأسوان فهي تبعد عن كل منهما ثلاثين وأربعمئة كيلومتر بالضبط ، وكأنها بذلك واسطة العقد ، وكان من محاسن العطايا أن وهبها الله هذا الاسم الجميل ، وهذا الموقع الجغرافي الجميل .
ثم إن أهلها يجمعون إلى روح الإلفة والمودة ، خفة الظل ، وكرم الضيافة ، ورعاية الأخلاق ، وحب العلم وأهل العلم .
فحين كنا صغاراً كنا نشهد عدة حلقات في مساجد القرية يُدَّرس فيها الفقه على أحد المذاهب الأربعة ، أو عليها جميعاً على طريقة ( الفقه المقارن ) .
ولا يخجل أهل شطورة من فقرهم ، بل إنهم يفخرون بأنهم استطاعوا أن يتلاءموا مع هذا الفقر ، و ( يتلاءموا ) عليه إذا اضطروا إلى ذلك !! فهم لا يحبون الهجرة كما هو الحال في القرى المجاورة. وحتى اليوم يستطيع أي واحد منهم أن يحصي على أصابع يديه عدد من سافروا إلى الخارج من أهل هذه القرية الكثيفة العدد إلى حد مزعج !! ومع أنهم لا يحبون الهجرة ولو إلى القاهرة !! فإنهم استطاعوا أن يرتقوا اجتماعياً ، وأن يعيدوا بناء قريتهم شكلاً ومضموناً وتحديثها بالصبر والمصابرة والكفاح والمثابرة . . .
وقد قدمت هذه القرية المنسيّة إلى مصر والعالم أكثر من خمسين ومائة أستاذ جامعي ، وهو عدد لا يتوفر لمركز كبير من المراكز ، وهذا العدد يشمل المتخصصين في العلوم كلها من الفيزياء إلى الإدارة ومن الطب إلى التجارة ، وجميع هؤلاء العلماء ينتشرون الآن في معظم جامعات مصر والعالم العربي والعالم الخارجي ويجمعهم جميعاً خيطاً رقيق جداً هو : أن أحداً منهم مهما بلغ لا يستطيع أن يتنكر لقريته إذا احتاجت إليه .
ومن هاجر منهم بحكم عمله ، أو لأن أمه غريبة ، يعود إلى منبته من حين لآخر فيصل رحمه ، ويؤدي واجباته القومية من تبرع بالمال ، أو إصلاح لذات البين ، أو تعضيد لمشروع خيري .
منقول عن الاستاذ القدير
د.مصطفي رجب