نزلة البدرمان

( 1 )
ليت الشباب يعود يوما . جملة رائعة ولكن هيهات أن تتحقق . تذكرت ايامي الجميلة وقت زياراتي القصيرة لبلدتي نزلة البدرمان
والتي كنا نستعد لها كثيرا ونلح علي الوالد رحمة الله عليه ان يتدبر اموره لكي نقوم بهذه الاجازة الشبه سنوية ،
فهنا الاهل والاصدقاء ، هنا القرية بطيبة اهلها بأشراقة وجوههم وقت استقبالهم لنا ، هنا الكرم الاصيل فالكل يتنازعون فيما بينهم
ايهم يبدأ بضيافتنا ، الشباب من سني في هذا الوقت او كما نقول باللهجة الصعيدية المنياوية النزلاويه ( ندداتي ) يظلوا معي طوال
زيارتي للنزلة ولا يتركوني الا اوقات النوم ، وفي الصباح نلتقي ونتباحث فيما بيننا اي الاماكن نذهب اليها اليوم . منهم من يقترح ان
نذهب للحقل ( الغيط ) الحجاري او سلام وهذه اسماء لتقسيمات للاراضي الزراعية داخل حيازة النزلة . البعض الاخر يقول نروح البح
يقصد البحر اليوسفي الذي يجري داخل القرية ولا كورنيش المعادي ايام الصيف، كبيرهم وصغيرهم هناك منهم من يتوضأ ليصلي
بمسجد المراكبية ومنهم من يسبح ومنهم يستمتع برؤية ماؤه يجري من اسفل الكوبري الذي يربط القرية بدلجا ، كنت أحب كثيرا
الجميزة التي تعلوا الكوبري واغضب كثيرا عندما تتساقط حباتها في الماء فكيف لي ان أصل اليها . كما كنت اخشي ذلك الرجل القابع
داخل حجرة صغيرة اسفل هذه الشجرة . يقال انه حارس الكوبري . والذي كان ينهرنا لنبتعد عن الجميزة ،
البعض يقترح أن نلعب الكرة في الدوار بجوار الكوبري وبعضهم يقوم بدعوتنا للعب بالعمارة وهو اسم يطلق علي محطة رفع المياة
بالبحراليوسفي علي ما أعتقد وهي غرب البحر وكانت بخضرتهاو وأشجارها وورودها من اجمل الاماكن التي احب ان اتواجد بها
ذكريات جميلة أكملها لكم لاحقا و ( حكاياتي مع بلدتي نزلة البدرمان )