ترجمة د/حسن
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على الهادي الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد: فهذا تعليق عليق كنت كتبته بدون ترتيب ولا تنسيق على ألفية البلاغة لشيخ البلاغيين واللغويين في عصره الدكتور حسن إسماعيل عبد الرازق رحمه الله وهو نظم رائق ونظام فائق ثم عن لي أن أنقحه وأزيده باذلا الجهد في تنقيحه وتهذيبه ولولا إلحاح ولده البار موسى الكاظم في إظهار هذا الشرح لما وضعتها إلا بعد زمن ولأدخلت الشرح في كفن التراخي ولكن اراد الله وقدر أن أضعه في هذا الوقت
رغبة مني في ألا يطول وقوف أخينا الكريم وأملا في نيل ثواب الملك العظيم جل علا
فإن أكن أصبت فيما ذهبت إليه فهذا ما أرجوه وإن أخطأت في بعض المواضع فالعذر انني قليل البضاعه في هذا المجال والله اسأل أن ينفعنا بهذا العلم وأن يزيننا بالصبر والحلم
وقبل الشروع في المقصود ننقل لكم ترجمة وافية للشيخ الناظم سطرها ولده المذكور وفقه الله لكل خير ودفع عنه كل شر وضير.
محمد بن راشد
13-Jan-2010, 03:27 مساء
فضيلة الدكتورحسن إسماعيل عبد الرازق
رئيس قسم البلاغة بجامعة الأزهر
وعضو اللجنة العلمية الدائمة للترقية بالأزهر
هو حسن بن إسماعيل بن حسن بن عبد الرازق الجناجيُ ، ولد بقرية "جناج" إحدى قرى الدلتا بطنطا مركز بسيون محافظة الغربية عام 1937 ميلادية
في عائلة ريفية فقيرة متدينة وكان أبوه أحد هؤلاء الفلاحين البسطاء ، وهو الشيخ إسماعيل الذي كان إمام المسجد الهاشمي القديم بالقرية المسمى هنالك بـ (الجامع الكبير) وهو مسجد أثري أنشأه المماليك قديماً .
وقد كان لحفظ أبيه للقرآن أثراً كبيراً فيه ، فدفعه لكُتاب القرية فأتم حفظ القرآن الكريم وهو في سن مبكرة على يد الشيخ عبد المنعم بَحَري _رحمه الله_ شيخ القرية ، ثم التحق بالمعهد الأزهري بدسوق وهو في الحادية عشرة من عمره ، ولم يترك مسجد القرية الذي نشأ وترعرع فيه بل كان يجالس علماء القرية خاصة علماء اللغة ، فشغف بعلوم اللغة فحفظ متونها وعرف دقها وجلها وعللها وغريبها فأجاد قرض الشعر والنثر وهو لما يلتحق بعد بالثانوية .
وبعد أن أتم دراسته بالمعهد إلتحق بالثانوية الأزهرية ، فتفقه بفقه أبي حنيفة رضي الله عنه فحفظ المتون العلمية وأتقن كتاب" اللباب في شرح الكتاب:" لعبد الغني الغنيمي ثم كتاب "الإختيار لتعليل المختار" للمجد الوصلي على أيدي مشايخه في المعهد فكان يخطب الجمعة في الجامع الكبير بجناج آنذاك ، وقد تتلمذ على عدد من المشايخ منهم أبو القاسم السمدوني ومصطفى عناني بك ، وأحمد الإسكندري ومحمود فرج وعلي العماري وغيرهم
ثم التحق بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر وقد كان يكتب في مجلة الأزهر وهو لا يزال طالباً حتى أعجبت بشعره السيدة عائشة عبد الرحمن الشهيرة بـ(بنت الشاطئ) وكرمته ،،
ثم عُين مدرس للغة العربية بوزارة التعليم من 2/10/1965م بمدينة السويس ولما جاء عام 1967 كانت الحرب ضروسا في السويس آنذاك فخرج منها وانتقل إلى مدرسة الجمالية بالقاهرة وقضى فيها أعواما قليلة ثم هاجر إلى ليبيا وعمل بالتدريس هناك بطرابلس وحضر للماجستير والدكتوراه وذلك خلال أربعة أعوام قضاها في ليبيا ثم عاد إلى القاهرة فحصل على الماجستير عام 1971م ثم حصل على العالمية (الدكتوراه) في البلاغة والنقد من كلية اللغة العربية جامعــة الأزهر 1977م عن موضوع (المعايير البلاغية والنقدية في وساطة القاضي الجرجاني بين المتنبي وخصومه).
بتقدير إمتياز مع مرتبة الشرف وتم تعيينه أستاذا بكلية اللغة العربية إلى أن هاجر إلى بلاد الحرمين الشريفين وعمل أستاذا هناك بجامعة الإمام محمد بن سعود.
ثم عاد مرة أخرى إلى القاهرة وعُين رئيساً لقسم البلاغة والنقد عام 1987 م وفي عام 2000م أختير عضوا للجنة العلمية الدائمة لترقية الأساتذة بالأزهر الشريف ولم يزل كذلك حتى وافته المنية..رحمه الله وعفى عنه..،،
من أشعاره:
لما علم بوفاة الشيخ محمد متولي الشعراوي ؛ رثاه بقصيدة طويلة جاء فيها:
يا شــــارح القرآن من إلهامه ** ببصـــيرة وقادة، وجنـــــان
حنت محاريب المساجد لوعةً** وبكى لفقدك مجلس القـــرآنِ
من للخواطر يجــتني آلاءها ** ويذيعــــها ببيانــه النوراني؟!
كم من لقاء حافل بخواطرٍ** لك من فيوضــات مع الفرقـــان
فيه الملائك أرهفت آذانـــها** لروائـــع التنزيل والتبيـــــــان
يقول في الثناء على الشعر وروضته:
للزهر نفحُ ، وللأطيار تغريدُ ** وللنسائم ترويحُ وتجديدُ
وللبلابل ألحان مرتلةُ ** وللحمائم تسبيح ، وتحميدُ
وللجداولِ أنغام مقســــــــمة ** كأنها -في الجمال-الناي والعــــــودُ
وللروابــــــي أناشيـــــد منــغمة ** يذيعها من ديار الخـــلــد داوودُ
كأن عرسا أقامته الربا فعلت ** من بين أرجائها الخُضر الزغاريـدُ
قالو: الربيع أتى والحسن يقدُمُه** فالحب-في ركبه- لحن وترديـــــد
فقلت: مهلا؛ فإن الحسن أعجلكم** هذا هو الشعر زفته التغاريــــــدُ
حديقة اللغة الفصحى تُكرَّمُه ** في كل عام له في ربيعها عيــــــــدُ
فيه لدى الصب جنات معطرة** يأوي إليها فتحويه المواجيــــــــــد
حصل على الزمالة الفخرية لرابطة الأدب الحديث.
كرمته الدولة في عيد العلم وتسلم شهادتي: التفوق والإمتياز من الرئيس محمد أنور السادات رشحته الكلية لنيل جائزة الدولة التقديرية في سنة 1992م في1979م.
الكتب والمؤلفات العلمية:
1- مراحل البحث البلاغي في اللغة العربيـة (دار الطباعة المحمدية 1979م).
2- نظرية البيان بين عبد القاهر والمتأخرين (دار الطباعة المحمدية 1981م).
3- النظم البلاغي بين النظرية والتطبيق(دار الطباعة المحمدية 1983م).
4- المعايير البلاغية والنقدية في "قانون البلاغة" لابن حيدر البغدادي المتوفى 517 هـ (دار الطباعة المحمدية 1985م).
5- من منابع البلاغة بين الأسرار والدلائل (دار الطباعة المحمدية 1986م).
6- "لآلئ التبيان في المعني والبديع والبيان"- (مكتبة الكليات الأزهرية 1985م).
7- " معيار الآلئ في العروض والقوافي"- (دار الطباعة المحمدية1986م).
8- خصائص النظم في (خصائص اللغة العربية) لأبي الفتح عثمان بن جني المتوفى 382 هـ.
9- البلاغة في "المثل الثائر"؛ لضياء الدين بن الأثيــر المتوفى 637 هـ.
10- النقد البلاغي في كتاب (المصون) لأبي أحمد العســكري المتوفى 382 هـ (دار الطباعة المحمدية 1987م).
11- "دلائل الإعجاز" بين أبي سعيد السيرافي وعبد القاهر الجرجاني (دار الطباعة المحمدية 1991م).
12- من قضايا البلاغة والنقد (مطبوع على الآلة الكاتبة)
13- البلاغة الصافية للصف الأول الثانوي الأزهري (طبع المكتبة الأزهرية للتراث).
14- البلاغة الصافية للصف الثاني الثانوي الأزهري (طبع المكتبة الأزهرية للتراث).
15- البلاغة الصافية للصف الثالث الثانوي الأزهري (طبع المكتبة الأزهرية للتراث).
16- البلاغة الصافية للصف الرابع الثانوي الأزهري (طبع المكتبة الأزهرية للتراث).
17- أنغام الشعر العربي في العروض والقوافي.
18- رباعيات عمر الخيام .
19- اللطائف البلاغة في الأحاديث النبوية (جزءان).
بجانب عشرات من الأبحاث والمقالات والردود العلمية
و توفى عن عمر يناهز 71عاما وذلك يوم الأربعاء 28 محرم سنة 1429 هجرية ، الموافق 6 فبراير 2008
رحمه الله وتغمده بواسع رحمته ...،،