التدخين وأضراره
الـتـدخـــين
لقد تطرقت في هذا الموضوع إلى مشكلة التدخين لأن التدخين مشكلة غريبة في هذا العصر فهو الموت البطيء الذي يسبب الكثير من الأمراض الخطرة ولكن المدخنين مستمرين في تعاطي هذا السم ولأنني لا أدخن فكرت بالبحث عنه وإقناع نفسي أولا بأنه مضر لصحة الإنسان بشكل كبير وثانيا للقارئ من خلال جمع المصادر في المكتبة وبعض استنتاجاتي لبعض الكتب .
تعريف التدخين:
التبغ نبات من الفصيلة الباذنجانية ذو ساق أسطواني قاتم وأوراق بيضاوية لزجة كبيرة الحجم وله رائحة كريهة مخدرة وهو يتركب من عدة مواد النيكوتين ، البريدين ، اليوتاس ، والنيكوتيانين والكولليدين والأيدوروجين وأول أكسيد الكربون وحامض البروسيك وكلها سموم خطيرة واشدها فتكا بالجسم النيكوتين وهو الجزء الهام في التبغ .
نشأة التدخين :
لم يعرف التدخين في الدنيا القديمة قبل أن يستكشف "كرستوف مولومب" القارة الأمريكية فقد نشأ التدخين أول ما نشأ في أمريكا الجنوبية .
أسباب التدخين:
هناك عدة عوامل دون أن يكون لأي منها أفضلية أو أهمية خاصة على ما عداها ولكل شاب أو مراهق دوافعه الخاصة التي قد تختلف عن دوافع الآخرين. وأهم هذه الدوافع هي كالآتي:
1. تساهل الوالدين
عندما ينغمس الأهل في مثل هذه العادات يصير سهلاً على الولد أن يعتقد بأن هذه السجائر ليست بهذه الخطورة و إلا لما انغمس أهله وأقاربه فيها وبهذا فإن الأهل يشجعون أبنائهم عن سابق إصرار وتصميم على التدخين.
2. الرغبة في المغامرة
إن المراهقين يسرهم أن يتعلموا أشياء جديدة وهم يحبون أن يظهروا أمام أترابهم بمظهر المتبجحين العارفين بكل شيء، وهكذا فإنهم يجربون أموراً مختلفة في محاولة اكتساب معرفة أشياء عديدة، فيكفي للمراهق أن يجرب السيجارة للمرة الأولى كي يقع في شركها وبالتالي يصبح من السهل عليه أن يتناولها للمرة الثانية وهكذا.
3. الاقتناع بواسطة الأصدقاء
الكثير من المراهقين يخشون أن يختلفوا عن غيرهم لاعتقادهم أن هذا من شأنه أن يقلل من ترحيب رفاقهم بهم.
4. توفير السجائر
إن أقرب السجائر تناولاً للمراهق هي تلك الموجودة في بيته ولتعلمون إن تلك السيجارة الموجودة في بيته قد تكون سبباً في هلاكه وتشرده فمن تلك السيجارة يمكن أن يصبح مدخناً ولا نعلم ماذا سيصبح بعد أن أصبح مدخناً.
أثار التدخين على الرئتان :
"الالتهاب الشعبي هو الالتهاب في القنوات المؤدية إلى الحويصلات الرؤية الحويصلات مدى المدخنين المفرطين تتوسع وتتضخم هذه الحالة تسمى الانتفاخ الرئوي الحويصلي.
وقد قرأه في إحدى الصحف بأن سرطان الرئة شائع بين المدخنين 25 مرة أكثر منه لدى أولئك الذين لم يدخنوا أبداً .
المشكلات الناتجة عن التدخين :
1.مشكلات اقتصادية ناتجة عن التكلفة التي تنفقها الدولة لمواجهة الأضرار الصحية المترتبة على التدخين.
-نقص الإنتاج عن الإعاقات الصحية
-الأموال المدفوعة في شراء الدخان سواء من جهة الأفراد أو الدولة .
2.المشكلات الصحية كالأمراض الصدرية .
أما بالنسبة للعلاج فكما هو معروف دائما فإن الوقاية خير من العلاج والإقلاع الفوري عن التدخين لمن بدءوا هذه العادة السيئة .
أسباب انتشار هذه الظاهرة :
لم يحظ ظاهرة اجتماعية بمثل ما حظيت به ظاهرة انتشار وإدمان المخدرات على كافة الأصعدة المحلية والعالمية وعقدت لذلك المؤتمرات وشرعت فيه القوانين والمعاهدات لما لها من أثار مدمرة على الفرد والمجتمع ولارتباط المخدرات بالكثير من الأسباب المتداخلة والمعقدة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
كما أن الإدمان المخدر له ارتباط وثيق بشخصية الفرد المدمن والتي تخلو بشكل أو بآخر من العقد النفسية الدافعة للاتجاه نحو المخدر وتشير الدراسات إلى أن شخصية المدمن يمثلها ذلك الشخص الذي يصر على إشباع طاقة رغباته دون تأخير لذا فأنه ما يطلق عليه بالمدمن الأناني .
1.ضعف الضبط الاجتماعي والرقابة من قبل الأسرة وتوفير قدر من المال لأبنائهم أكثر من احتياجاتهم الفعلية .
2.قضاء أوقات الفراغ في أمور تافهة لا تعود الشباب بالنفع.
3.كثرة المشكلات الأسرية تؤدي إلى انجراف الشباب في تيار الانحراف.
4.انحدار القيم الأخلاقية وضعف الوازع الديني واستيراد قيم جديدة غريبة على مجتمعاتنا وتتنافى مع مبادئ ديننا الحنيف.
5.السفر إلى الخارج أحيانا والتقليد الأعمى والتباهي والتفاخر بالرجولة أحيانا .
6.انتشار التدخين بين الطلاب في المدارس.
تأثير التدخين على الجسم
يحتوى دخان السيجارة على الآلاف من المركبات الكيميائية , وعندما يجذب المدخن أنفاس السيجارة فإن هذه المركبات تصل إلى الجهاز التنفسي ويؤثر البعض منها على سلامة وكفاءة هذا الجهاز, كما يتمص بعض هذه المركبات البسيطة بواسطة الأوعية الدموية المنتشرة في الرئة لتصل إلى الدم الذى ينقلها الى أعضاء الجسم المختلفة مثل المخ والقلب والشرايين, حيث تسبب هذه المواد تغيرات في وظائف الأعضاء وبعد ممارسة التدخين لمدة طويلة تسبب المواد الضارة الموجودة في الدخان حدوث إصابات في الجهاز التنفسي والقلب والشرايين وأعضاء اخرى.
ويمكن تقسيم المواد التي يحتويها دخان السيجارة أو السيجار أو الغليون أو الشيشة إلى الأقسام التالية:
مواد تؤثر على الجهاز العصبي المركزي:
يحتوي الدخان على مواد تمتص بوساطة الأوعية الدموية المنتشرة في الرئة إلى الدم الذي يحملها إلى المخ, وتعتبر مادة النيكوتين التي تنتقل عن طريق الدم إلى خلايا المخ المادة التي تؤدي إلى استمتاع المدخن بالتدخين والتي تجعله يرغب في ممارسة التدخين والإدمان عليه. وتدل الدراسات على أن النيكوتين يمتص بسهولة من خلال الأغشية المبطنة للفم وبوساطة الأوعية الدموية المنتشرة في الرئة, ويقل إمتصاص النيكوتين بوساطة أغشية المعدة والأمعاء , ويصل النيكوتين من الرئة إلى المخ بعد7.5 ثانية من جذب أنفاس السيجارة, وهذا يفسر سرعة تأثير النيكوتين على المخ حيث يؤثر على بعض مراكزه ويسبب الإستمتاع وزيادة التركيز الفكرى والتغلب على التوتر والقلق والتعب, كما يساعد على إرتخاء العضلات . وينخفض معدل النيكوتين في الدم إلى النص بعد حوالى 20 دقيقة من إطفاء السيجارة وهذا يفسر رغبة المدخن في إشعال سيجارة أخرى بعد مدة قصيرة من إطفاء السيجارة السابقة.
ولقد دلت الأبحاث على أن النيكوتين يساعد على إفراز مورفينات المخ أو الإندورفينات كما يساعد على إفراز مواد أخرى مثل النور أدرينالين والدوبامين , ويسبب إفراز هذه المواد تنشيط مراكز النشوة بالمخ وهذا يؤدى إلى استمتاع المدخن بالنيكوتين , كما يعد إفراز هذه المواد سبباً أساسياً من أسباب ظهور أعراض الحرمان بعد الإقلاع عن التدخين , حيث إنة عندما يقلع المدخن عن التدخين ينعدم وصول النيكوتين الى المخ وهذا يقلل من إفراز الإندورفينات والمواد الأخرى التي كانت تعطي المتعة للمدخن, ولهذا يشتهي المدخن السيجارة بعد الإقلاع وتظهر عليه بعض الأعراض التي قد لايحتملها, ويحاول التغلب عليها بممارسة التدخين مرة أخرى.
يحتوي دخان السيجارة على 15 مادة على الأقل تسبب حدوث السرطان في الفم والرئة والمرىء وأعضاء أخرى, وتشتمل هذه المواد مركبات النيتروزامين والأمينات العطرية والبنزوبيريدين , بالإضافة إلى العناصر المشعة مثل بولونيم-210.
التدخين .. أخطر الأوبئة
لا شك أن التدخين في العصر الحديث هي أشد الأوبئة انتشارا ، وأكثرها خطورة . ويؤكد تقرير منظمة الصحة العالمية أن عدد الذين يلاقون حتفهم أو يعيشون حياة تعيسة مليئة بالأسقام والأمراض المزمنة من جراء التدخين يفوقون دون ريب عدد الذين يلاقون حتفهم نتيجة الطاعون والكوليرا والجدري والسل والجذام والتيفوئيد والتيفوس مجتمعة في كل عام .
وقد جاء في تقرير الكلية الملكية للأطباء : " أن ثلاثة من كل عشرة يدخنون سيلاقون حتفهم بسبب أمراض ناتجة عن التدخين " . وتقول مجلة هيكساجون الطبية : " إن شركات التبغ تنتج سيجارتين لكل إنسان على وجه الأرض يوميا . ولو أخذت هذه الكمية من النيكوتين دفعة واحدة لاستطاعت أن تبيد الجنس البشري بأكمله في ساعات " .
ويقول تقرير منظمة الصحة العالمية في قرار الجلسة السابعة والسبعين للمجلس التنفيذي : " إن تدخين واستخدام التبغ يؤدي إلى 90 % من جميع حالات سرطان الرئة ، و 75 % من جميع حالات التهاب الشعب الهوائية المزمن وحالات انتفاخ أسناخ الرئة ، بالإضافة إلى مساهمته الأكيدة في تسبيب ضيق شرايين القلب ، وبالتالي تسبب الذبحات الصدرية وجلطات القلب . كذلك فإن التدخين يسبب جملة من السرطانات المختلفة مثل سرطان الحنجرة والمريء ، ويشترك مع مواد أخرى في تسبيب سرطان الجهاز البولي والجهاز الهضمي ، كما يؤدي إلى مضاعفات كثيرة بالنسبة للأجنة في بطون أمهاتهم " .
واستخدام التبغ لا يؤدي إلى الإضرار بالمتعاطي فحسب ، ولكن المدخن يلوث البيئة ويصيب غير المدخنين الموجودين معه بالأضرار الصحية البالغة . فالأطفال الموجودون في بيئة مليئة بدخان التبغ يعانون من أمراض مختلفة متكررة وخاصة أمراض الجهاز التنفسي العلوي ( الأنف ، الجيوب الأنفية ، الحنجرة .. )
حقائق علمية عن التدخين والأمراض
الحقيقة الأولى :إن التدخين يسبب أنواعا عديدة من السرطان -أهمها سرطان الرئة- لقد كان سرطان الرئة مرضا نادرا قبل الثلاثينات حيث كان عدد الإصابات لهذا المرض في الولايات المتحدة الأمريكية يقدر بحوالي 600 إصابة سنويا وقد ارتفع هذا الرقم في سنة 1977م إلى حوالي 85,000 إصابة وليس هناك من شك أن أهم الأسباب التي أدت إلى هذه الزيادة الهائلة في الإصابات هو التدخين.
لقد أثبتت الدراسات الطبية على المتطوعين الأصحاء بواسطة تلوين شرايين القلب أن تدخين أقل كمية ممكنة من التبغ يسبب تقلصا مؤقتا في قطر الشريان وأن التدخين المتواصل والمزمن يسبب بالتالي ضيقا في شرايين القلب، لقد دلت دراسة أجريت في الولايات المتحدة لمدة 20 سنة أن التدخين يزيد نسبة الإصابة بنشاف الشرايين بحوالي 200% وتخف هذه النسبة تدريجيا بعد التوقف عن التدخين. يجدر بنا أن نشدد على أن التدخين ليس هو السبب الوحيد لنشاف شرايين القلب - فهناك مسببات أخرى كارتفاع الضغط ووجود زيادة في المواد الدهنية بالدم والاستعداد الوراثي إلا أن التدخين يزيد بشكل واضح خطورة هذه الأسباب. إن الصغار والشباب هم أكثر تأثرا بالتدخين من الكبار إذ أن شرايين قلوبهم تكون (أطرى) وتتقلص بقوة أكثر، هؤلاء هم الذين يجب أن نحميهم من مضار التدخين بسرعة ولكن لسوء الحظ هؤلاء هم الأكثر استعدادا للبدأ بالتدخين لأسباب نفسية ودعائية تركز عليهم، وهم في العادة أقل حذرا واهتماما بصحتهم من الكبار.
التدخين يسبب سرطان الرئة وأمراض القلب والدماغ
كشفت الأرقام الأخيرة الصادرة عن حملة أبحاث السرطان في يوم الإقلاع عن التدخين أن معدل الشفاء من مرض سرطان الرئة في بريطانيا أسوأ مما هو عليه في فرنسا وتلقي الحملة باللوم على التأخير غير المقبول في معالجة الأطباء المختصين للمصابين والعناية السيئة التي يحصلون عليها بعد تلقيهم الفحوص الطبية وقد قامت حملة أبحاث السرطان بتوزيع شريط مسجل وأسطوانة مسجلة تضم معلومات مهمة ومفيدة حول مرض سرطان الرئة وأسبابه تهدف إلى توعية المصابين ودفعهم للمطالبة بعناية أفضل من الجهات الصحية ويقاس معدل الشفاء من السرطان بعدد المرضى الذين يبقون على قيد الحياة بعد خمس سنوات من إصابتهم بالمرض .
لقد تطرقت في هذا الموضوع إلى مشكلة التدخين لأن التدخين مشكلة غريبة في هذا العصر فهو الموت البطيء الذي يسبب الكثير من الأمراض الخطرة ولكن المدخنين مستمرين في تعاطي هذا السم ولأنني لا أدخن فكرت بالبحث عنه وإقناع نفسي أولا بأنه مضر لصحة الإنسان بشكل كبير وثانيا للقارئ من خلال جمع المصادر في المكتبة وبعض استنتاجاتي لبعض الكتب .
تعريف التدخين:
التبغ نبات من الفصيلة الباذنجانية ذو ساق أسطواني قاتم وأوراق بيضاوية لزجة كبيرة الحجم وله رائحة كريهة مخدرة وهو يتركب من عدة مواد النيكوتين ، البريدين ، اليوتاس ، والنيكوتيانين والكولليدين والأيدوروجين وأول أكسيد الكربون وحامض البروسيك وكلها سموم خطيرة واشدها فتكا بالجسم النيكوتين وهو الجزء الهام في التبغ .
نشأة التدخين :
لم يعرف التدخين في الدنيا القديمة قبل أن يستكشف "كرستوف مولومب" القارة الأمريكية فقد نشأ التدخين أول ما نشأ في أمريكا الجنوبية .
أسباب التدخين:
هناك عدة عوامل دون أن يكون لأي منها أفضلية أو أهمية خاصة على ما عداها ولكل شاب أو مراهق دوافعه الخاصة التي قد تختلف عن دوافع الآخرين. وأهم هذه الدوافع هي كالآتي:
1. تساهل الوالدين
عندما ينغمس الأهل في مثل هذه العادات يصير سهلاً على الولد أن يعتقد بأن هذه السجائر ليست بهذه الخطورة و إلا لما انغمس أهله وأقاربه فيها وبهذا فإن الأهل يشجعون أبنائهم عن سابق إصرار وتصميم على التدخين.
2. الرغبة في المغامرة
إن المراهقين يسرهم أن يتعلموا أشياء جديدة وهم يحبون أن يظهروا أمام أترابهم بمظهر المتبجحين العارفين بكل شيء، وهكذا فإنهم يجربون أموراً مختلفة في محاولة اكتساب معرفة أشياء عديدة، فيكفي للمراهق أن يجرب السيجارة للمرة الأولى كي يقع في شركها وبالتالي يصبح من السهل عليه أن يتناولها للمرة الثانية وهكذا.
3. الاقتناع بواسطة الأصدقاء
الكثير من المراهقين يخشون أن يختلفوا عن غيرهم لاعتقادهم أن هذا من شأنه أن يقلل من ترحيب رفاقهم بهم.
4. توفير السجائر
إن أقرب السجائر تناولاً للمراهق هي تلك الموجودة في بيته ولتعلمون إن تلك السيجارة الموجودة في بيته قد تكون سبباً في هلاكه وتشرده فمن تلك السيجارة يمكن أن يصبح مدخناً ولا نعلم ماذا سيصبح بعد أن أصبح مدخناً.
أثار التدخين على الرئتان :
"الالتهاب الشعبي هو الالتهاب في القنوات المؤدية إلى الحويصلات الرؤية الحويصلات مدى المدخنين المفرطين تتوسع وتتضخم هذه الحالة تسمى الانتفاخ الرئوي الحويصلي.
وقد قرأه في إحدى الصحف بأن سرطان الرئة شائع بين المدخنين 25 مرة أكثر منه لدى أولئك الذين لم يدخنوا أبداً .
المشكلات الناتجة عن التدخين :
1.مشكلات اقتصادية ناتجة عن التكلفة التي تنفقها الدولة لمواجهة الأضرار الصحية المترتبة على التدخين.
-نقص الإنتاج عن الإعاقات الصحية
-الأموال المدفوعة في شراء الدخان سواء من جهة الأفراد أو الدولة .
2.المشكلات الصحية كالأمراض الصدرية .
أما بالنسبة للعلاج فكما هو معروف دائما فإن الوقاية خير من العلاج والإقلاع الفوري عن التدخين لمن بدءوا هذه العادة السيئة .
أسباب انتشار هذه الظاهرة :
لم يحظ ظاهرة اجتماعية بمثل ما حظيت به ظاهرة انتشار وإدمان المخدرات على كافة الأصعدة المحلية والعالمية وعقدت لذلك المؤتمرات وشرعت فيه القوانين والمعاهدات لما لها من أثار مدمرة على الفرد والمجتمع ولارتباط المخدرات بالكثير من الأسباب المتداخلة والمعقدة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
كما أن الإدمان المخدر له ارتباط وثيق بشخصية الفرد المدمن والتي تخلو بشكل أو بآخر من العقد النفسية الدافعة للاتجاه نحو المخدر وتشير الدراسات إلى أن شخصية المدمن يمثلها ذلك الشخص الذي يصر على إشباع طاقة رغباته دون تأخير لذا فأنه ما يطلق عليه بالمدمن الأناني .
1.ضعف الضبط الاجتماعي والرقابة من قبل الأسرة وتوفير قدر من المال لأبنائهم أكثر من احتياجاتهم الفعلية .
2.قضاء أوقات الفراغ في أمور تافهة لا تعود الشباب بالنفع.
3.كثرة المشكلات الأسرية تؤدي إلى انجراف الشباب في تيار الانحراف.
4.انحدار القيم الأخلاقية وضعف الوازع الديني واستيراد قيم جديدة غريبة على مجتمعاتنا وتتنافى مع مبادئ ديننا الحنيف.
5.السفر إلى الخارج أحيانا والتقليد الأعمى والتباهي والتفاخر بالرجولة أحيانا .
6.انتشار التدخين بين الطلاب في المدارس.
تأثير التدخين على الجسم
يحتوى دخان السيجارة على الآلاف من المركبات الكيميائية , وعندما يجذب المدخن أنفاس السيجارة فإن هذه المركبات تصل إلى الجهاز التنفسي ويؤثر البعض منها على سلامة وكفاءة هذا الجهاز, كما يتمص بعض هذه المركبات البسيطة بواسطة الأوعية الدموية المنتشرة في الرئة لتصل إلى الدم الذى ينقلها الى أعضاء الجسم المختلفة مثل المخ والقلب والشرايين, حيث تسبب هذه المواد تغيرات في وظائف الأعضاء وبعد ممارسة التدخين لمدة طويلة تسبب المواد الضارة الموجودة في الدخان حدوث إصابات في الجهاز التنفسي والقلب والشرايين وأعضاء اخرى.
ويمكن تقسيم المواد التي يحتويها دخان السيجارة أو السيجار أو الغليون أو الشيشة إلى الأقسام التالية:
مواد تؤثر على الجهاز العصبي المركزي:
يحتوي الدخان على مواد تمتص بوساطة الأوعية الدموية المنتشرة في الرئة إلى الدم الذي يحملها إلى المخ, وتعتبر مادة النيكوتين التي تنتقل عن طريق الدم إلى خلايا المخ المادة التي تؤدي إلى استمتاع المدخن بالتدخين والتي تجعله يرغب في ممارسة التدخين والإدمان عليه. وتدل الدراسات على أن النيكوتين يمتص بسهولة من خلال الأغشية المبطنة للفم وبوساطة الأوعية الدموية المنتشرة في الرئة, ويقل إمتصاص النيكوتين بوساطة أغشية المعدة والأمعاء , ويصل النيكوتين من الرئة إلى المخ بعد7.5 ثانية من جذب أنفاس السيجارة, وهذا يفسر سرعة تأثير النيكوتين على المخ حيث يؤثر على بعض مراكزه ويسبب الإستمتاع وزيادة التركيز الفكرى والتغلب على التوتر والقلق والتعب, كما يساعد على إرتخاء العضلات . وينخفض معدل النيكوتين في الدم إلى النص بعد حوالى 20 دقيقة من إطفاء السيجارة وهذا يفسر رغبة المدخن في إشعال سيجارة أخرى بعد مدة قصيرة من إطفاء السيجارة السابقة.
ولقد دلت الأبحاث على أن النيكوتين يساعد على إفراز مورفينات المخ أو الإندورفينات كما يساعد على إفراز مواد أخرى مثل النور أدرينالين والدوبامين , ويسبب إفراز هذه المواد تنشيط مراكز النشوة بالمخ وهذا يؤدى إلى استمتاع المدخن بالنيكوتين , كما يعد إفراز هذه المواد سبباً أساسياً من أسباب ظهور أعراض الحرمان بعد الإقلاع عن التدخين , حيث إنة عندما يقلع المدخن عن التدخين ينعدم وصول النيكوتين الى المخ وهذا يقلل من إفراز الإندورفينات والمواد الأخرى التي كانت تعطي المتعة للمدخن, ولهذا يشتهي المدخن السيجارة بعد الإقلاع وتظهر عليه بعض الأعراض التي قد لايحتملها, ويحاول التغلب عليها بممارسة التدخين مرة أخرى.
يحتوي دخان السيجارة على 15 مادة على الأقل تسبب حدوث السرطان في الفم والرئة والمرىء وأعضاء أخرى, وتشتمل هذه المواد مركبات النيتروزامين والأمينات العطرية والبنزوبيريدين , بالإضافة إلى العناصر المشعة مثل بولونيم-210.
التدخين .. أخطر الأوبئة
لا شك أن التدخين في العصر الحديث هي أشد الأوبئة انتشارا ، وأكثرها خطورة . ويؤكد تقرير منظمة الصحة العالمية أن عدد الذين يلاقون حتفهم أو يعيشون حياة تعيسة مليئة بالأسقام والأمراض المزمنة من جراء التدخين يفوقون دون ريب عدد الذين يلاقون حتفهم نتيجة الطاعون والكوليرا والجدري والسل والجذام والتيفوئيد والتيفوس مجتمعة في كل عام .
وقد جاء في تقرير الكلية الملكية للأطباء : " أن ثلاثة من كل عشرة يدخنون سيلاقون حتفهم بسبب أمراض ناتجة عن التدخين " . وتقول مجلة هيكساجون الطبية : " إن شركات التبغ تنتج سيجارتين لكل إنسان على وجه الأرض يوميا . ولو أخذت هذه الكمية من النيكوتين دفعة واحدة لاستطاعت أن تبيد الجنس البشري بأكمله في ساعات " .
ويقول تقرير منظمة الصحة العالمية في قرار الجلسة السابعة والسبعين للمجلس التنفيذي : " إن تدخين واستخدام التبغ يؤدي إلى 90 % من جميع حالات سرطان الرئة ، و 75 % من جميع حالات التهاب الشعب الهوائية المزمن وحالات انتفاخ أسناخ الرئة ، بالإضافة إلى مساهمته الأكيدة في تسبيب ضيق شرايين القلب ، وبالتالي تسبب الذبحات الصدرية وجلطات القلب . كذلك فإن التدخين يسبب جملة من السرطانات المختلفة مثل سرطان الحنجرة والمريء ، ويشترك مع مواد أخرى في تسبيب سرطان الجهاز البولي والجهاز الهضمي ، كما يؤدي إلى مضاعفات كثيرة بالنسبة للأجنة في بطون أمهاتهم " .
واستخدام التبغ لا يؤدي إلى الإضرار بالمتعاطي فحسب ، ولكن المدخن يلوث البيئة ويصيب غير المدخنين الموجودين معه بالأضرار الصحية البالغة . فالأطفال الموجودون في بيئة مليئة بدخان التبغ يعانون من أمراض مختلفة متكررة وخاصة أمراض الجهاز التنفسي العلوي ( الأنف ، الجيوب الأنفية ، الحنجرة .. )
حقائق علمية عن التدخين والأمراض
الحقيقة الأولى :إن التدخين يسبب أنواعا عديدة من السرطان -أهمها سرطان الرئة- لقد كان سرطان الرئة مرضا نادرا قبل الثلاثينات حيث كان عدد الإصابات لهذا المرض في الولايات المتحدة الأمريكية يقدر بحوالي 600 إصابة سنويا وقد ارتفع هذا الرقم في سنة 1977م إلى حوالي 85,000 إصابة وليس هناك من شك أن أهم الأسباب التي أدت إلى هذه الزيادة الهائلة في الإصابات هو التدخين.
لقد أثبتت الدراسات الطبية على المتطوعين الأصحاء بواسطة تلوين شرايين القلب أن تدخين أقل كمية ممكنة من التبغ يسبب تقلصا مؤقتا في قطر الشريان وأن التدخين المتواصل والمزمن يسبب بالتالي ضيقا في شرايين القلب، لقد دلت دراسة أجريت في الولايات المتحدة لمدة 20 سنة أن التدخين يزيد نسبة الإصابة بنشاف الشرايين بحوالي 200% وتخف هذه النسبة تدريجيا بعد التوقف عن التدخين. يجدر بنا أن نشدد على أن التدخين ليس هو السبب الوحيد لنشاف شرايين القلب - فهناك مسببات أخرى كارتفاع الضغط ووجود زيادة في المواد الدهنية بالدم والاستعداد الوراثي إلا أن التدخين يزيد بشكل واضح خطورة هذه الأسباب. إن الصغار والشباب هم أكثر تأثرا بالتدخين من الكبار إذ أن شرايين قلوبهم تكون (أطرى) وتتقلص بقوة أكثر، هؤلاء هم الذين يجب أن نحميهم من مضار التدخين بسرعة ولكن لسوء الحظ هؤلاء هم الأكثر استعدادا للبدأ بالتدخين لأسباب نفسية ودعائية تركز عليهم، وهم في العادة أقل حذرا واهتماما بصحتهم من الكبار.
التدخين يسبب سرطان الرئة وأمراض القلب والدماغ
كشفت الأرقام الأخيرة الصادرة عن حملة أبحاث السرطان في يوم الإقلاع عن التدخين أن معدل الشفاء من مرض سرطان الرئة في بريطانيا أسوأ مما هو عليه في فرنسا وتلقي الحملة باللوم على التأخير غير المقبول في معالجة الأطباء المختصين للمصابين والعناية السيئة التي يحصلون عليها بعد تلقيهم الفحوص الطبية وقد قامت حملة أبحاث السرطان بتوزيع شريط مسجل وأسطوانة مسجلة تضم معلومات مهمة ومفيدة حول مرض سرطان الرئة وأسبابه تهدف إلى توعية المصابين ودفعهم للمطالبة بعناية أفضل من الجهات الصحية ويقاس معدل الشفاء من السرطان بعدد المرضى الذين يبقون على قيد الحياة بعد خمس سنوات من إصابتهم بالمرض .