الشعب «رجع» الميدان.. ويهدد بنقل الثورة إلى «شرم الشيخ»
الملايين عادوا لـ «التحرير» أمس للمطالبة بـ «تطهير البلاد»
عادت لميدان التحرير «مليونياته»، وفاض الميدان والشوارع المتفرعة منه بالمتظاهرين، أمس، فى مظاهرة حاشدة وُصفت بـ«جمعة المحاكمة والتطهير»، وتصدرت محاكمة الرئيس السابق حسنى مبارك وعائلته وكبار رموز حكمه، خصوصاً صفوت الشريف وفتحى سرور وزكريا عزمى، مطالبات المتظاهرين الذين شددوا على ضرورة محاكمة مبارك ورموز نظامه فى قضايا موقعة الجمل وقتل المتظاهرين وفتح السجون والانفلات الأمنى لترويع الشعب، وطالب المتظاهرون المجلس الأعلى للقوات المسلحة والنائب العام بعدم اقتصار المحاكمات على الفساد المالى فقط، ولكن أيضاً الإفساد السياسى وجرائم قتل المتظاهرين.ورفع المتظاهرون شعارات تطالب بتطهير البلاد، مهددين فى حالة التباطؤ فى محاكمة مبارك بالذهاب إلى شرم الشيخ لإحضاره ومحاكمته، ونظم نشطاء محاكمة رمزية للرئيس السابق ووضعوا صورة كبيرة له فى قفص، رافعين شعار: «ثورة ثورة فى كل مكان.. راجعين تانى للميدان».شارك فى المظاهرة جميع الحركات الاحتجاجية والأحزاب السياسية وجماعة الإخوان المسلمين وشباب الثورة والأحزاب تحت التأسيس، وأصدرت القوى المشاركة فى المظاهرة بياناً هددت فيه بنقل الثورة إلى شرم الشيخ.وألقى الداعية الإسلامى صفوت حجازى خطبة الجمعة فى ميدان التحرير، واستنكر تأخر محاكمة مبارك وعائلته ورجاله رغم مسؤوليتهم عن إراقة دماء مئات الشهداء والضحايا، وهدد بتحرك جماهيرى إلى مقر إقامة الرئيس السابق فى شرم الشيخ للقصاص لدماء الشهداء.وتراوحت اللافتات التى رفعها المواطنون بين «اللى يتكسف من مبارك ما يجيبش منه فلوس» و«الشعب يريد محاكمة الرئيس» و«التطهير يبدأ برؤوس الفساد»، بينما احتشد مئات المواطنين من أمام المتحف المصرى مطالبين برحيل زاهى حواس من وزارة الآثار.ومن أبرز مشاهد تلك الجمعة كان اعتلاء الفنان على الحجار المنصة ليغنى «اللى بنى مصر كان فى الأصل حلوانى»، وهو ما تفاعل معه المواطنون بشكل كبير، مرددين معه كلمات الأغنية.وشارك آلاف المواطنين فى المحافظات، أمس، فى مظاهرات «جمعة التطهير»، ودعا عدد من خطباء المساجد إلى سرعة محاكمة الفاسدين. وفى الإسكندرية، احتشد نحو ?? ألف مواطن فى ساحة مسجد القائد إبراهيم بمنطقة محطة الرمل، وطالب الشيخ أحمد المحلاوى فى الخطبة التى ألقاها أثناء المظاهرة، باستغلال استراحات الرؤساء السابقين فى أى أغراض نافعة للمواطنين، وطالب بإلغاء مجلس الشورى ونسبة العمال والفلاحين بمجلس الشعب، وشهدت المظاهرات توزيع منشورات تطالب بحل الحزب الوطنى ومحاكمة المسؤولين عن الفساد وإلغاء الطوارئ وسرعة استرداد الأموال المنهوبة، وإلغاء قانون تجريم الاحتجاجات.وأعلن المئات من أسر الشهداء، أمس، دخولهم فى اعتصام مفتوح بميدان التحرير، وطالبوا بسرعة القصاص العادل من الرئيس السابق، حسنى مبارك، ووزير الداخلية الأسبق، حبيب العادلى، وضباط الداخلية المتورطين فى مقتل أبنائهم، مؤكدين أنهم لن يقبلوا سوى بإعدامهم.وردد عدد من المتظاهرين هتافات تطالب بالقصاص العادل، منها «الرصاص الرصاص قتلوا ولادنا بالرصاص، قاعدين مش ماشيين حتى يتم التطهير ومحاكمة الفاسدين، القصاص القصاص.. قتلوا إخوتنا بالرصاص».وناشد أهالى الشهداء المشير طنطاوى، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ضرورة التدخل للحفاظ على حقوق أبنائهم، مرددين «اعتصام اعتصام حتى حكم الإعدام».وقال والد الشهيد محمد مصطفى إنهم لن يفضوا اعتصامهم حتى يحصلوا على أحكام رادعة لقتلة أبنائهم، مطالباً اللواء منصور عيسوى، وزير الداخلية، بسرعة محاكمة القتلة، واتهم الأهالى الحكومة الحالية بالاستخفاف بمطالب الشعب وأسر الشهداء، وقال عدد منهم «حينما توفى حفيد مبارك قامت الدنيا لأسابيع، فى حين تم إهدار دم أبنائنا ولم نر أى محاكمات إلا حول الفساد وتجاهلوا دم الشهداء».وطالبت والدة الشهيد محمد سليمان بحضور محاكمة العادلى يوم ?? أبريل، حتى ترى بعينها محاكمته على مقتل الشهداء، قائلة: «إذا لم يسمحوا بحضور أسر الشهداء فلابد أن تذاع علنياً فى الإعلام».وأكد تامر سليمان، شقيق الشهيد محمد سليمان، أن جميع أسر الشهداء ترفض التصالح مع الشرطة، قبل القصاص من قتلة أبنائهم، وأن ما يتردد عن قبول أسر الشهداء مبادرات الصلح، أمر غير صحيح ولن نقبل به قبل محاكمة القتلة.