سبت النابور

صار الحديث في هذه الأيام بين ساكنة منطقة النابور يدور معضمه حول الإحتجاجات والوقفتين التي عرفها مركز الجماعة ، فتسمع هذا يقول : ماذا يجرى في النابور ؟ وذاك يقول : من هم هؤلاء الذين يحتجـــــــون ؟ وماذا يريدون ؟ أما ذاك فيقول : ما الذي يرغبون في أن يشمله التغيير، أو أن يكون عليه حال النابور وأهلـــــه ؟ . فتسمع المجيبين وعلى حالة انفعال وأحيانا بتهكم واستهزاء فيقول أحدهم : إن هؤلاء أطفال صغار لايفقهون واقع هذا البلد ويقول الآخر : اللهم إرحم (بنت أزمور) اي العصى او الهراوة اي قمع كل تجمهور او تجمع احتجاجي . اما هذا المسن فهو يقول : الله إدينا في الضوء ، اي ان الوضع الذي آلت إليه الأمور لا ينبئ بخير ولا باستقرار . فالخير هو الرحيل اللى دار البقاء ، وإذا استمعنا الى ذلك الرجل الذي عاش سنوات الإنتقال الى الدولة المغربية المستقلة أثناء الخمسينات من القرن الماضي واثناء خروج الناس والتعبير بفرحتهم والقيام بالحفلات (فوشة) ابتهاجا ببدئ مغادرة الإستعمار الفرنسي لهذا البلد العزيز ، فيقول إن بعض الرجال الذين عاشوا تلك الحقبة يعتبرون أن كل من يخرج الى تلك الحفلات أو يتصور أن الاستعمار زائل وأن الملك المغفور بالله محمد الخامس قدس الله روحه بأنه عائد الى أرض الوطن فهو في حلم في عز النهار ، وأن مجرد التعبير عنه فهو من السباحة في الخيال . بمعنى انـــــــه لايتصور في دهنهم أنداك أن الإستعمار زائل لا محالة وأن الإستقلال أمر محتوم لا شك فيه أراد من أراد أو أبى من أبى . وها هو التاريخ أعاد نفسه بصورة وشكل مغاير ، إذ ومند بداية هذه السنة يعود ليسطر ويكتب كلمات التغييــر أو الإنتقال أو الثورة كما يسميها البعض ، فما الذي يعتقده الناس الآن مما يجري من إحتجاجات وتضاهرات ووقفات فهل هو فعلا تغيير أو إنتقال من حسن الى أحسن أو الى أسوء . هذه الأسئلة أطرحها على أبناء منطقة النابور الغيورين فليكن لهم الجواب والتعليق والشكر للجميع .