أكبر الحوادث الاشعاعية في العالم
وقعت أولى الحوادث الاشعاعية في العالم اثناء تصنيع المواد النووية للقنابل الذرية الاولى.
في 1 سبتمبر/ايلول عام 1944 شهد مختبر "اوك ريج" الوطني الامريكي الواقع في ولاية تنيسي في الولايات المتحدة انفجارا لمادة فلوريد اليورانيوم اسفر عن تشكل مادة خطيرة تدعى حامض الفلوريد، وذلك اثناء القيام بمحاولة تنظيف انبوبة في آلة تخصيب اليورانيوم. وقتل شخصان نتيجة الاصابة بحروق واستنشاق بخار الحامض. واصيب 3 آخرون بجروح خطيرة.
شهد الاتحاد السوفيتي اول حادث اشعاعي خطير في 19 يونيو/حزيران عام 1948 بعد انجاز انشاء المفاعل النووي الخاص بصنع البلوتونيوم الحربي في مقاطعة تشيليابينسك السوفيتية. وبنتيجة التبريد غير الكافي لبعض وحدات اليورانيوم جرى صهرها مع الغرافيت. وكان طاقم المفاعل وافراد الوحدات العسكرية يعملون على اصلاح العطب خلال 9 ايام متتالية مما جعلهم يتعرضون للاشعاع النووي .
في 3 مارس/آذار عام 1949 قام مصنع "ماياك" الواقع في مقاطعة تشيليابينسك بتسريب المواد الخام الاشعاعية النشيطة الى نهر تيتشا مما تسبب في تعرض 124 الف شخص في 41 بلدة وقرية للاشعاع النووي. وقد حصل 28100 شخص ساكن على ضفاف النهر على جرع اشعاعية خطيرة بمقدار 210 ميللي زيفيرت واصيب قسم منهم بالمرض الاشعاعي.
في 12 ديسمبر/كانون الاول عام 1952 شهدت كندا أول حادث خطير في المحطة الذرية. وقد ادى خطأ تقني ارتكبه طاقم محطة "تشولك ريفير" الذرية الى احماء المنطقة النشيطة وانصهارها الجزئي. وتسربت كميات من المواد الناتجة عن انشطار نواة الذرة وتسرب شعاعها الى البيئة المحيطة. اما 3800 متر مكعب من الماء الملوث اشعاعيا فتم رشها في منحدرات الارض بالقرب من نهر اوتاوا.
في 29 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1955 تسبب خطأ في تشغيل المفاعل بوقوع حادث في مفاعل "أي بي ار- 1" التجريبي الواقع في ولاية ايداهو الامريكية ، حيث ارتكب احد العاملين خطأ في تجربة البلوتونيوم مما ادى الى انهيار المفاعل واحتراق 40% من المنطقة النشيطة.
في 29 سبتمبر/ايلول عام 1957 وقع حادث دعي فيما بعد "كيشتيمسكي" حيث انفجرت خزانة تحتوي على 20 مليون كوري من الاشعاع النووي في مستودع المواد الخام الاشعاعية في مصنع "ماياك" الواقع في مقاطعة تشيليابينسك السوفيتية. وقد وصف الخبراء هذا الانفجار بانه ذو قدرة تعادل 70 100 طن من التروتيل. ومر السحاب الاشعاعي فوق مقاطعات تشيليابينسك و سفيردلوفسك وتيومين مشكلا ما يسمى بأثر شرق الاورال الذي بلغت مساحته ما يربو على 20 ألف كيلومتر مربع. ويقول الخبراء ان ما يزيد عن 5 آلاف شخص تعرضوا للاشعاع بقدرة حتى 100 رونتجن. وشارك حوالي 25 30 آلف شخص في تصفية عواقب الحادث وذلك في الفترة ما بين عام 1957 و1959. واعتبر الحادث في الحقبة السوفيتية حادثا سريا.
شهدت مدينة فيندسكايل في بريطانيا يوم 10 اكتوبر/تشرين الاول عام 1957 حادثا كبيرا في احد المفاعلين النوويين الخاصين بتصنيع البلوتونيوم الحربي. وتسبب خطأ في استخدام المفاعل في ارتفاع درجة الحرارة بالمفاعل مما ادى الى نشوب الحريق في المنطقة النشيطة والذي استمر 4 ايام. وتسبب الحادث في تعطيل 150 قناة تكنولوجية مما اسفر عن تسرب النويدات المشعة الى البيئة المحيطة واحتراق 11 طنا من اليورانيوم. وقامت الامطار المشعة بتلويث الاراضي الواسعة في انجلترا وايرلندا وبلغ السحاب المشع اراضي بلجيكا والدنمارك وألمانيا والنرويج.
في ابريل/نيسان عام 1967 وقع حادث اشعاعي في مصنع "ماياك" بمقاطعة تشيليابنسك السوفيتية الذي قام بتسريب المواد الخام المشعة الى بحيرة قره تشاي مما ادى الى انخفاض عمق البحيرة وجفافها جزئيا وتلوث الهواء بالغبار المشع الذي بلغ قدرته الاشعاعية 600 كوري وتساقط الغبار المشع على اراضي مساحتها 1800 كيلومتر مربع التي يقطنها 40 الف نسمة.
في عام 1969 وقع حادث في مفاعل "لوسانس" الواقع تحت الارض بسويسرا. واضطرت السلطات الى سد الكهف الملوث بالتسريبات المشعة الذي وقع فيه الحادث .
وشهدت فرنسا في العام نفسه حادثا وقع في محطة "القديس لافرينتي" الكهروذرية حيث انفجر مفاعل قدرته 500 ميغاواط. وذلك بسبب خطأ ارتكبه عامل اثناء تحميل قناة الوقود. وتسبب الحادث في احماء بعض مكونات المفاعل وانصهارها وتسرب 50 كيلوغراما من الوقود النووي السائل.
في 18 يناير/كانون الثاني عام 1970 شهد مصنع "كراسنويه سورموفو" في مقاطعة نيجني نوفغورود السوفيتية حادثا اشعاعيا وذلك اثناء عملية صنع الغواصة النووية"اس 300" . وادى الحادث الى تشغيل المفاعل النووي اضطراريا والذي عمل لمدة 15 ثانية مما تسبب في حدوث تلوث اشعاعي في جناح المصنع الذي صنعت فيه الغواصة. وحصل حوالي 1000 عامل على جرع اشعاعية. واصيب 3 اشخاص منهم بالمرض الاشعاعي الخطير الذي اودى فيما بعد بحياتهم. واعتبر هذا الحادث سريا على مدى 25 سنة. وشارك عمال المصنع كلهم في تصفية عواقب الحادث. وبقي منهم 380 شخصا فقط من مجموع 1000 عامل قيد الحياة بحلول يناير/كانون الثاني عام 2005.
في 22 مارس/آذار عام 1975 نشب حريق في مفاعل محطة "براونس فيري" بولاية ألاباما الامريكية. وقدر الخبراء الاضرار الناتجة عنه ب 10 ملايين دولار وتسبب الحريق في تعطيل المحطة لمدة سنة واحدة.
ويعتبر الحادث الذي وقع يوم 28 مارس/آذار عام 1979 في محطة "نريمايل ايلند" بولاية بنسلفانيا الامريكية اكبر حادث من حيث الخطورة في تاريخ قطاع الطاقة الذرية الامريكية. وتسبب عطب في تشغيل المفاعل الثاني للمحطة واخطاء ارتبكها العاملون في انصهار 53% من المنطقة النشيطة للمفاعل ، وفي تسريب الغازات المشعة الى الهواء بالاضافة الى تسرب 185 مترا مكعبا من الماء المشع خفيفا الى نهر سوكواخانا. وتم اجلاء 200 الف شخص من المنطقة التي تعرضت للتلوث الاشعاعي.
في 26 أبريل/نيسان عام 1986 انفجر مفاعل تشرنوبول النووى وبالتحديد المفاعل الرابع فيه. وهو اكبر حادث نووي في العالم . ووقع الانفجار بسبب خلل فى إحدى المولدات التوربينية حينما كان يتم إجراء تجربة فيه ، وتم تسرب 190 الف طن من المواد المشعة الى الهواء بما فيها 8 اطنان من مجموع 140 طنا للوقود النووي المستعمل في المحطة ، وتعرض سكان تشرنوبول الى اشعاع يزيد بمقدار 90 مرة عما هو عليه اثناء سقوط القنبلة النووية على مدينة هيروشيما اليابانية اثناء الحرب العالمية الثانية . واودت الكارثة بحياة 36 شخصا وأصابت أكثر من ألفين فى حينها. وأجلى على اثرها ما يزيد عن 100 ألف شخص من المناطق المجاورة خوفا عليهم من تأثير الإشعاعات التى قتلت المئات فى السنوات اللاحقة للانفجار.
لم ينحصر أثر انفجار مفاعل تشرنوبول على المنطقة فحسب بل تخطت آثاره الحدود الإقليمية لأوكرانيا لتطال دولا وقارات تفصلها عنها آلاف الأميال بما فيها جنوب جمهورية بيلاروس وغرب روسيا.وخلصت بعض التقارير إلى أن الغبار الذرى المتساقط من تشرنوبول تسبب فى تلويث 40% من سطح أوروبا. المزيد من التفاصيل على موقعنا.
في 30 سبتمبر/أيلول عام 1999 شهدت اليابان اكبر حادث نووي في تاريخها حيث بدأ التفاعل النووي المتسلسل غير المتحكم فيه بسبب خطأ ارتكبه عمال مصنع توكايمورا الخاص بصنع الوقود النووي للمحطات الكهرذرية في اقليم اباراكي الياباني. واستمر التفاعل لمدة 17 ساعة. وتعرض 439 شخصا للاشعاع وحصل 119 منهم على جرعة يزيد مستواها عما هو مسموح به لمدة سنة واحدة. وقد قتل شخصان من المصابين.
في 9 اغسطس/آب عام 2004 وقع حادث نووي في محطة "ميهاما" الواقعة في جزيرة هونشو 320 كيلومترا غربي طوكيو. وانبثق البخار البالغة درجة حرارته 200 درجة مئوية مما ادى الى اصابة بعض منتسبي المحطة الكهروذرية بحروق وقتل 4 اشخاص منهم. واصيب 18 شخصا بجروح خطيرة.
وشهد اليابان في 11 مارس/آذار عام 2011 اقوى زلزال في تاريخ البلاد. وتسبب الزلزال بهدم توربيد ونشوب حريق في محطة "اوغانافا" الكهروذرية. وتمكن طاقم المحطة من إطفاء الحريق بسرعة. لكن محطة "فوكوشيما" الكهروذرية شهدت وضعا حرجا وخطيرا نتيجة توقف نظام التبريد فيها وانصهار الوقود النووي في المفاعل الاول. وتسربت المواد المشعة الى خارج المحطة. فتم اجلاء السكان من منطقة تحيط بالمحطة . وقد افادت وسائل الاعلام في يوم 12 مارس/آذار بوقوع انفجار في المحطة وعرضت قناة "أن هي كا" صورا فوتوغرافية تبين جدار منهار في وحدة المفاعل.
تقييم:
0
0