ايليغ
تقع مدينة إيليغ في وسط قبيلة تازروالت، وهي معلمة من المعالم السوسية التاريخية، وقد أسسها الأمير أبو الحسن علي بودميعة السملالي حفيد الشيخ احمد بن موسى الجزولي السملالي وهو الثالث من أمراء الأسرة الجزولية التي أسست إمارة سملالية بسوس في تازروالت، واتسعت إيالتهم في أواخر الدولة السعدية، واستمرت في حكمها إلى أن قضى عليها المولى الرشيد العلوي، ولالقاء نظرة حول تاريخ هذه المدينة ننقل ما ورد في كتاب الاستاذ المختار السوسي - إيليغ قديما وحديثا - في معرض حديثه عن تأسيس هذ المدينة حيث قال
قالوا إن سبب تأسيس مدينة إيليغ أن الأمير بودميعة كان يصطاد يوما في تلك الناحية فأعجبه المكان فاستخار الله فشرع في تأسيس دار فيه، ثم بدا له فتوسع في المشروع وجعل المكان عاصمة إمارته، لأن ذلك الحصن الموجود في قمة الجبل لا يمكن أن يصار إليه من تازروالت بسهولة، ولا يتأتى ذلك إلا من جهة قبيلة مجاط فقط، وأما من غير هذه الجهة فالتسلق اليه من الجبال الشديدة الوعورة صعب، ثم إن ما كان يحفز أسلافه الى الانجحار في ذلك الحصن فرارا من العدو، ثم قرب المكان من مقر أسلافه بالزاوية، ثم اجتهد الأمير في إدارة السور على عاصمته وفتح لها أبوابا مختلفة وانتدب الناس الى سكناها كما فصل فيها أسواقا مصفوفة بالدكاكين وجعل لها أربعة أبواب وهم باب العين وباب أزاغار وباب تالعينت وباب الملاحين، وقد ذاع أن الأمير فرض على سكان القبائل الارتحال الي عاصمته لتعمر بهم ولا يزال معروفا الى الآن في شرقي المدينة وغربها محل ينزل فيه الافرانيون والاعراب الصحراويون كما مال اليها التجار وغيرهم من أرياب الحرف، كما اتخذتها طائفة من اليهود مسكنا فاسسوا فيها كنيسة يؤدون فيها شعائر دينهم
واسم إيليغ مشهور لمواطن متعددة من قرى سوس فهناك قرية إيليغ في قبيلة إداوزكري وأخرى في الفائجة إزاء تاتلت
وروى المختار السوسي أيضا أنه وجد وثيقة تهم تأسيس هذه المدينة وفيها - وشرع في بناء ايليغ سنة 1021هـ وسكن فيه سنة 1031هـ - فعرفنا أن الامير صمد الى تأسيس عاصمته بمجرد ما بويع من الناس، ثم استمر البناء 10 سنين ثم اتخذها له ولحاشيته مسكنا، ولا ريب أنه لا يزال بعد ذلك يزيد في بناياتها وسترى في فصل ما بينه وبين الأوروبيين أنه كان يستخدم أسراهم في البناء
وقد زارها المختار السوسي سنة 1361هـ فقال عنها : رأيت شارعا من شوارعها يشقها من نحو الشرق وحواليه آثار دكاكين التجار لا تزال أسسها ظاهرة وفي هذا الشارع دار الأمير الواسعة وآثاره بارزة من بينها موضع حمام وهري كبير وفيه أيضا المسجد الجامع غير بعيد عن الدار وهناك موضع السجن وهو سرداب محفور تحت الارض تذكرت حين وقفت عليه سجن البديع وسجن مكناس وباب هذا السجن لا زال مفتوحا يشبه باب مطمورة وقد درت حول ما بقي من أساس السور فتراءى لي أن المدينة المسورة بهذا السور الذي نراه غير متسعة فهي دون مدينة الصويرة بكثير ولا تزال جدران صغيرة تقف بأسافل بعض ابراجها وهي دون القامة والسور مبني باللوح المركز، وبعض الابراج تسمى الصقالة فدل هذا الاسم على أن المدافع وضعت هناك، ويظهر لي أن هذا المسور إنما هو دار الأمير وحاشيته فقط وقد اخبرت أن الابنية اتسعت خارج هذا السور بكثير، ويصدق هذا الخبر وجود أطلال كثيرة ممتدة الى بعيد، فهناك المحل الذي يقطنه الافرانيون وكذلك المحل الذي كان فيه منازل الاعراب ومسكن اليهود يبتعد عن هذا المسور، فبذلك ندري أن كل ما تنتشر فيه اليوم قرية إيليغ الحديثة كان إذ ذاك مسكونا معدودا من المدينة أدير عليه سور آخر قد تهدم ايضا، وكثرة الجداول المندثرة ووجود أطلال منتشرة في خارج هذا المسور مما يقوي ما يذهب اليه الناس هناك
وبعد أن قضيت في جولتي حول ذلك ما قضيته في عشية وقفت اترحم على تلك الدولة المزهرة، وعيني شاخصة الى قمة أكمة علياء كانت مدافع المولى الرشيد العلوي تلقي منها قذائفها المدمرة على المدينة يوم محاصرتها حتى خر سقف ذلك الهري المتقدم على كل من التجؤوا اليه فهلكوا في الهالكين، فصارت المدينة إذ ذاك نسيا منسيا إلا من داكرة التاريخ
قالوا إن سبب تأسيس مدينة إيليغ أن الأمير بودميعة كان يصطاد يوما في تلك الناحية فأعجبه المكان فاستخار الله فشرع في تأسيس دار فيه، ثم بدا له فتوسع في المشروع وجعل المكان عاصمة إمارته، لأن ذلك الحصن الموجود في قمة الجبل لا يمكن أن يصار إليه من تازروالت بسهولة، ولا يتأتى ذلك إلا من جهة قبيلة مجاط فقط، وأما من غير هذه الجهة فالتسلق اليه من الجبال الشديدة الوعورة صعب، ثم إن ما كان يحفز أسلافه الى الانجحار في ذلك الحصن فرارا من العدو، ثم قرب المكان من مقر أسلافه بالزاوية، ثم اجتهد الأمير في إدارة السور على عاصمته وفتح لها أبوابا مختلفة وانتدب الناس الى سكناها كما فصل فيها أسواقا مصفوفة بالدكاكين وجعل لها أربعة أبواب وهم باب العين وباب أزاغار وباب تالعينت وباب الملاحين، وقد ذاع أن الأمير فرض على سكان القبائل الارتحال الي عاصمته لتعمر بهم ولا يزال معروفا الى الآن في شرقي المدينة وغربها محل ينزل فيه الافرانيون والاعراب الصحراويون كما مال اليها التجار وغيرهم من أرياب الحرف، كما اتخذتها طائفة من اليهود مسكنا فاسسوا فيها كنيسة يؤدون فيها شعائر دينهم
واسم إيليغ مشهور لمواطن متعددة من قرى سوس فهناك قرية إيليغ في قبيلة إداوزكري وأخرى في الفائجة إزاء تاتلت
وروى المختار السوسي أيضا أنه وجد وثيقة تهم تأسيس هذه المدينة وفيها - وشرع في بناء ايليغ سنة 1021هـ وسكن فيه سنة 1031هـ - فعرفنا أن الامير صمد الى تأسيس عاصمته بمجرد ما بويع من الناس، ثم استمر البناء 10 سنين ثم اتخذها له ولحاشيته مسكنا، ولا ريب أنه لا يزال بعد ذلك يزيد في بناياتها وسترى في فصل ما بينه وبين الأوروبيين أنه كان يستخدم أسراهم في البناء
وقد زارها المختار السوسي سنة 1361هـ فقال عنها : رأيت شارعا من شوارعها يشقها من نحو الشرق وحواليه آثار دكاكين التجار لا تزال أسسها ظاهرة وفي هذا الشارع دار الأمير الواسعة وآثاره بارزة من بينها موضع حمام وهري كبير وفيه أيضا المسجد الجامع غير بعيد عن الدار وهناك موضع السجن وهو سرداب محفور تحت الارض تذكرت حين وقفت عليه سجن البديع وسجن مكناس وباب هذا السجن لا زال مفتوحا يشبه باب مطمورة وقد درت حول ما بقي من أساس السور فتراءى لي أن المدينة المسورة بهذا السور الذي نراه غير متسعة فهي دون مدينة الصويرة بكثير ولا تزال جدران صغيرة تقف بأسافل بعض ابراجها وهي دون القامة والسور مبني باللوح المركز، وبعض الابراج تسمى الصقالة فدل هذا الاسم على أن المدافع وضعت هناك، ويظهر لي أن هذا المسور إنما هو دار الأمير وحاشيته فقط وقد اخبرت أن الابنية اتسعت خارج هذا السور بكثير، ويصدق هذا الخبر وجود أطلال كثيرة ممتدة الى بعيد، فهناك المحل الذي يقطنه الافرانيون وكذلك المحل الذي كان فيه منازل الاعراب ومسكن اليهود يبتعد عن هذا المسور، فبذلك ندري أن كل ما تنتشر فيه اليوم قرية إيليغ الحديثة كان إذ ذاك مسكونا معدودا من المدينة أدير عليه سور آخر قد تهدم ايضا، وكثرة الجداول المندثرة ووجود أطلال منتشرة في خارج هذا المسور مما يقوي ما يذهب اليه الناس هناك
وبعد أن قضيت في جولتي حول ذلك ما قضيته في عشية وقفت اترحم على تلك الدولة المزهرة، وعيني شاخصة الى قمة أكمة علياء كانت مدافع المولى الرشيد العلوي تلقي منها قذائفها المدمرة على المدينة يوم محاصرتها حتى خر سقف ذلك الهري المتقدم على كل من التجؤوا اليه فهلكوا في الهالكين، فصارت المدينة إذ ذاك نسيا منسيا إلا من داكرة التاريخ