|
ابو زكرياء ابراهيم
|
بشار
| 08/11/10 |
أبناء عـم إبليس
عبد السلام البسيوني | 08-11-2010 00:29
كنا نتحدث عن المروءات، والمعالي، والسيادة وأخلاق السادة، في مقارنة بين أبناء الأصول وأبناء (الإيه) فقال صديقي مستغرقًا في ضحكة مندهشة، خذ هذه:
صادفت ذات حج رجلاً مسنًّا، قد ضلّ عن مطوّفه، وعن أهله، وعن رفاقه. وكان أميًّا، ساذج الهيئة، لا يجد حيلةً، ولا يهتدي سبيلاً.. فاحتسبت الأجر، ونويت أن أعينه على الوصول لمأمنه، وظللت أسأل وهو معي، حتى اهتدينا – بعد نحو ساعتين من العناء والعياء – إلى خيمة أهله في منى، رغم الزحام، وبُعد المسافة، وجهلي بالمكان.. فلما أوصلته ودّعته قائلاً: في أمان الله يا عمي الحاج.. مع السلامة.
فإذا به (يشخط في) بلهجة متعالية حيرتني وألجمتني: أنا عمك أنت؟ ما بقي إلا أنت؟ رح.. رح.. فألجمتني الدهشة، وانصرفت وأنا أضرب كفًّا بكف، وأستغفر الله تعالى؛ كراهية للجدال في الحج.
قلت لصاحبي: ولم العجب وأنت تعلم أن من بني البشر كائنات مسكينة أوقعتها (قلة العقل، والخيبة القوية) في اعتقاد نرجسي مرضيّ، يرون به أنهم متميزون عن سائر البشر؛ فإذا كان عباد الله مخلوقين من طين، أو من ماء مهين، فإن (البعداء) يعتقدون أنهم مخلوقون من ماء آخر: ربما من ماء زمزم، من ماء المزن، من ماء الورد، من ماء الرمان.. المهم أنهم ليسوا كالناس، فلهم خصوصية في كل شيء:
لا يرد أحدهم السلام إذا ألقيت عليه السلام، وإذا ناديته لم يُعِرْك أي اهتمام.
وإذا سار على الأرض – كالبشر – رفع رأسه، وجرّ ثوبه، وثنى عطفيه، وصعّر خدّه..
وإذا نطق تآكلت الحروف على لسانه، والتصقت بأسنانه، واسترخت، وتمطت، وشطحت، واغتربت..
فإذا تعرض المسكين لأهون شدة، وجدت قلبه قلب طائر، وعقله عقل جاهل، وسلوكه سلوك انتهازي يتقن (بوس الرؤوس) وتقبيل الأيدي والأرجل، خصوصًا أرجل من يعرفون حقيقته.
وكثيرًا ما يعظنا التاريخ – الذي لا ينسى – أن المتكبر محروم من الخير، بعيد عن حب الناس، بغيض إلى أهل العلم، وأهل الفضل، ثم إنه سيكون – يوم القيامة – مطروحًا تحت الجزم، بل تحت الأقدام العارية، تدوسه احتقارًا ولا مبالاة، بعد أن جعله الله تعالى وأمثاله أشباه الذر؛ أي النمل الصغير الذي لا يكاد يُرى!
وبقدر ما يستعلي هنا، بقدر ما يداس هناك، لأن الكبرياء لا تكون إلا لله الكبير المتعال، ومن نازعه العظمة قصمه ولم يبال.
ولا شك عندي أن هذا المستكبر متهم – فيما بينه وبين نفسه – بأنه يستر باستكباره عورة أو عورات يخشى افتضاحها؛ فهو إما حقير بلا نسب، أو جاهل عيـي، حصور اللسان، ليس بينه وبين العلم سبب، أو عائر مغموص، يخفي – بالمبالغة – ما لا يحب إظهاره.
أما كبير الهمة، راجح العقل، غزير العلم، عريق المحتد، فهو متواضع لين، تستطيع – بسهولة – أن تحادثه، وتؤاكله، وأن تجد منه طلاقة الوجه، وحلاوة اللسان، ولا ينبسط للكريم إلا الكريم..
فهذا رسول الله محمد سيد الأولين والآخرين كانت البُنيّة الضعيفة تأخذ بيده، فتطوف به شوارع المدينة ما يمتنع منها.
وكان يجلس بين أصحابه لا يعرف من بينهم، ولا يمتاز عليهم.
وكان يعلّم من حوله أن من تواضع لله أعزّه الله ورفعه.
وأبو بكر خليفة المسلمين يمشي في ركاب شاب ابن سبع عشرة سنة، ليغـبّر قدميه في سبيل الله.
وعمر الفاروق ينفخ في الكانون للعجوز حتى يتخلل الدخان لحيته، ويلبس – كمن سبقاه – الثياب المرقعة، لا يحسّ بدونية، ولا هوان، بل هو العزيز بالله المعز لدين الله..
أما اللئيم فهو غير ذلك.. أما المتكـبر فهو غير ذلك:
** جلس سيدي ونور عيني محمد النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم يأكل مع مستكبر، فوجده يأكل بشماله، فلما قال له: كل بيمينك، ضرب على الغبي (عرق الهيافة) والاستكبار، فقال من طرف أنفه: لا أستطيع، فدعا عليه المصطفى عليه السلام: لا استطعت، فما رفع يده إلى فيه!
** وأحمق ثانٍ يمر بمالك بن دينار، فلما رآه مالك متبخترًا معجبًا بنفسه، قال: شوية شوية.. رويدك؛ أن ينفجر فيك عرق، أو تطير كالبالون في الهواء.
فاستدار أخونا المنفوخ وهو يهزّ الميدالية الذهبية، ويثبت النظارة الكارتيـيه على أنفه: أنت مش عارف أنا مين؟!
فقال مالك: بل أعرفك جيدًا، ولا يخفى عليّ أصلك: كنت نطـفةً مهينة مذرة، وتصير جيفة مدوّدة قذرة، وأنت فيما بين الكون والصيرورة تحمل بين جنبـيك العذرة!
فبهت الذي انتفخ.
** وقد يؤدي هذا الانتفاخ إلى درجة إبليسية، تذكّرنا بالرجيم الذي أبى واستكبر وكان من الكافرين:
مرت امرأة لا تعرف الطريق جيدًا فسألت أحد المارة: يا عبد الله: كيف الطريق إلى مكان كـذا؟
فقال لها في أبلسة: أمثلي يكون من عبيد الله؟!
** ومنفاخ آخر خطب الناس بالبصرة فأحسن وأوجز، فنودي من نواحي المسجد: كثّر الله فينا من أمثالك، فقال وبئس ما قال: لقد كلفتم الله شططًا !
** وثالث أضلّ راحلته فالتمسها فلم توجد، فقال: والله لئن لم يردّ الله علي راحلتي لا صليت له أبدًا، فلما وُجدت، قيل: قد رد الله عليك راحلتك، فقال: إنما كانت يميني يمينًا قصدًا!
قولاً لأحمق يلوي التيهُ أخدَعَهُ ..... لو كنت تعلم ما في التيه لم تَتِـهِ
التيه مفسدةٌ للدين.. منقـصةٌ ..... للعـقل.. مَهْلكةٌ للعرض فانتـبهِ
والمؤمن – بطبعه – إلف مألوف.
وأقرب الناس مجالس من النبي صلى الله عليه وسلم أحاسنهم أخلاقًا. وأصحابه كل متواضع منكسر، يرى نفسه مقصرًا، ضعيفًا، محتاجًا لعفو العفوّ، ورحمة الرحمن..
وإن قيمة المرء تعلو؛ ليس بثيابه بل بثوابه، وليس باختياله بل بفعاله..
وقد عرف سادات العرب في الجاهلية بالحلم والبذل والنجدة، وجمَع ساداتُ المسلمين – إلى ذلك - الانكسار لله، والتواضع لعباده، فكانوا هم السادة الحقيقين، والغرَ الميامين.
وأين أنت قارئي العزيز من مآثر السادة النجب من آل بيت رسول الله والصحب والخلفاء والعلماء والعباد صلى الله عليهم وسلم تسليمًا كثيرًا؟!
أين أنت من جود عبيد الله بن العباس، وعبد الله بن جعفر الطيار، وسعيد بن العاص، وطلحة الطلحات، ومعن بن زائدة، ويزيد بن المهلّب، وغيرهم؟
اقرأ معي عن ثلاثة من الأجواد هذه القصة الأعجوبة:
تماري ثلاثة في أجواد الإسلام – بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم – فقال واحد:
أسخى الناس في عصرنا: عبد الله بن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنهما!
وقال الآخر: بل أسخاهم عرابة الأوسي،
وقال الثالث بل إن الأسخى هو قيس بن سعد بن عبادة.
ثم بدا لهم أن يجروا اختبارًا ميدانيًّا، لاكتشاف الأسخى من أولئكم الأجواد الثلاثة، فمضى صاحب عبد الله بن جعفر إليه، فصادفه وقد وضع رجله في غرز رحله، يريد ضيعة له، فقال الرجل: يا بن عم رسول الله: ابن سبيل ومنقطَع به.
فقال ابن جعفر: ضع رجلك، واستوِ على الراحلة، وخذ ما في الحقيبة، واحتفظ بسيفك فإنه من سيوف علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
فجاء لصاحبيه بالناقة، والحقيبة فيها مطارف خزّ بأربعة آلاف دينار، وأعظمها وأجلّها كان السيف!
وأما صاحب قيس بن سعد بن عبادة – رضي الله عنهم – فصادفه نائمًا، فخرجت له خادمة فقالت: هو نائم، فما حاجتك إليه؟
قال: ابن سبيل ومنقطَع به.
قالت الجارية (المفلوتة) التي أصابتها من سيدها عدوى الجود:
حاجتك أهون من إيقاظه، ثم رمت إليه بكيس فيه سبعمائة دينار، وقالت: الله يعلم أن ما في دار قيس غيره، فخذه، وامض إلى معاطن الإبل، فخذ راحلةً من رواحله، وما يصلحها، وعبدًا من العبيد، وامض لشأنك.
فقيل إن قيسًا لما انتبه من رقدته أخبرته بما صنعت فـ......أعتقها!
ومضى صاحب عرابة الأوسي إليه فألفاه قد خرج من منـزله يريد الصلاة، وهو يمشي معتمدًا على عبدين، وقد كفّ بصره، فقال الرجل:
يا عرابة: ابن سبيل ومنقَطع به، قال: فخلى العيدين، وصفق بيمينه وقال: أواه، أواه، ما تركت الحقوق لعرابة مالاً. ولكن خذهما؛ يعني العبيدين..
فقال الرجل: ما كنت الذي أقصّ جناحيك.
قال: إن لم تأخذهما فهما حرّان، فإن شئت تأخذ، وإن شئت تعتق..
هذه هي السيادة، وهذا هو الشرف؛ لا نفخة الطبل الأجوف، ولا مشية الطاووس، ولا جعجعة الرحى لا ترى منها طحنًا:
هذى المكارمُ لا قعبان من لبِن ..... شِيبا بماء فعادا بَعْدُ أبوالا
albasuni@hotmail.com
المصريون//
|
ابو زكرياء ابراهيم
|
بشار
| 08/11/10 |
الأنعام وتقديس الأصنام
صباح الموسوي | 08-11-2010 00:15
جاءت الأديان السماوية لتحرير الإنسان من عبادة الأصنام و رفع قيمته الإنسانية بالتأكيد على انه ولد حرا و يجب ان لا يكون عبدا لغير الله الواحد الخالق. وقد منح الله تبارك وتعالى الإنسان نعمة العقل وميزه عن سائر المخلوقات ‘ وجعل العقل أداة تقود الإنسان الى القدرة على التمييز بين الخير والشر ‘المنافع و المضار‘ الصحيح من الغلط وأمور عديدة أخرى . وجعل العقل وسيلة ترتقي بالإنسان وتسموا به على ان يحيي حياة كريمة تميزه عن حياة سائر المخلوقات بعد ان ميزه عن تلك المخلوقات بالعقل. و حسب رأي المفكرين الإسلاميين فان الإسلام قد تميز بالتركيز على العقل كضرورة ‘" حيث ان الإسلام بلغ درجة عالية من التفوق والتميز في احترام عقل الإنسان، فمقام العقل في الإسلام مكان عال وفريد ولا نظير له في الشرائع السابقة على الشريعة الإسلامية الخاتمة" ،. و قد وصف الله عز وجل في كتابه الكريم الذين لا يريدون أن يتفكروا بعقولهم ‘ بالإنعام بل هم أضل سبيلا ( آية 55سورة الأنفال ) ‘ والإنعام هي البهائم من الحيوانات ‘ و زاد تعالى على ذلك بان وصف الذين يعاندون منطق العقل ويصرون على الجهل بأنهم شر الدواب‘ " إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ " ( 22 الأنفال ) ‘ و ذلك لمخالفتهم وتصديهم لمنطق العقل الذي منحه إياهم. ولكن على الرغم من تأكيد القرآن الكريم والدين الإسلامي الحنيف على ضرورة استخدام منطق العقل في كل جوانب الحياة ‘ إلا ان البعض ممن يعدون أنفسهم أكثر الناس إيمانا و وطنية و دفاعا عن المقدسات ‘يرفضون منطق العقل و يسلكون الجهل والتخلف أسلوبا ‘ و التمسك بتقديس الأصنام منهجا .
لقد استبدل هؤلاء الأنعام ‘الأصنام الحجرية الجامدة التي كانت تُعبد في أيام الجاهلية ‘ بأصنام متحركة ‘ مرجعيات ‘أحزاب وحكومات ‘ تمارس الظلم وإشعال الفتن الطائفية وتصدير الإرهاب لتعيش برفاه على حساب مأساة الآخرين ‘ و أصبح تقديس هؤلاء الأنعام لأصنامهم ‘ اشد من تقديس قوم نبي الله إبراهيم (عليه السلام ) و كفار قريش لأصنامهم‘ وذلك على الرغم من ان بعض هؤلاء الأنعام التي غاضهما نقدنا لأصنامهم ‘ يعيش في بعض الدول الغربية التي هي متقدمة عقليا و علميا على أصنامهم بشكل غير قابل للمقارنة لكنهم لم يتعلموا في هذه الدول سوى كيفية جمع المال و الاستفادة من الرفاهية المعيشية ويا ليتهم تعلموا بقدر ذلك مبدأ احترام حرية الرأي والرأي الآخر و عودوا أنفسهم على تقبل مبدأ النقد المعول به في هذه الدول . ولكن أنا لهم ذلك وقد أغلقوا عقولهم و ارتضوا لأنفسهم ان يكونوا عبيدا لغيرهم .
لقد هاجت و ماجت هذه الأنعام معترضة على ما جاء في مقالنا السابق المعنون ( كم كان ثمن استقبل احمدي نجاد في لبنان؟ ) معتبرة ان فيه إساءة كبيرة لأصنامهم ‘ وعلى رأسها حزب الله و النظام الايراني . علما ان كل عاقل وصاحب رأي منصف قرأ ذلك المقال وجد فيه وبكل بساطة ان المقال لم يتجاوز حدود الصراحة الملتزمة بأدب الحوار البناء ‘ ولم يخرج عن أطار النقد المعقول ‘ ولكن غياب العقل عند عبدة الأصنام جعلهم يشتاطون غيضا وغضبا غير مدركين انه لا يحق لهم ان يفرضوا ما يعتقدون انه مقدس عندهم على غيرهم ‘ كما ان نقدنا لأصنامهم لم يأتي من فراغ فلو كانت تلك الأصنام جامدة‘ كللات والعزة و مناة الثالثة الأخرى ‘ ولم ترتكب أعمالا تخالف العقل والشرع ‘ و تحدث الفتن والقتل والدمار للبلاد و العباد ‘ لما كنا قد تطرقنا الى تلك الأصنام بالنقد أصلا .كما ان نقدنا الذي لم يتجاوز الكلام ‘ مهما كانت حدته لا يمكن ان يقارن بالأفعال والجرائم التي ارتكبتها وترتكبها تلك الأصنام التي اشرنا اليها في مقالنا السابق الذكر.
مشكلة هذه الأنعام انها لا تريد ان تعترف وهي تعلم علم اليقين ان وضع الشعوب الإيرانية في ظل نظام ولاية الأصنام أصبح جحيما لا يطاق وهو ما تسبب في هجرة أكثر من خمسة ملايين إيراني الى أوروبا وأمريكا و كندا ‘ وان الأخيرة أصبحت ملجئاً لأكثر من خمسين بالمئة من الكفاءات الإيرانية ‘ كما ان العديد من البلاد العربية والإسلامية أصبحت تعاني من تدخلات هذا النظام و الفتن التي يزرعها بين أبناءها . أما حزب الله و زعيمه الذي يتغنى بولائه وتابعيته للنظام الايراني ‘ فلا يحق له ان يطلب منا السكوت على تحويله لبنان الى ساحة إيرانية بحجة ان إيران تدعم المقاومة ‘كما ولا يحق أيضا له ان يقوم بتلميع صورة النظام الايراني و يكيل له المديح والثناء ويريدنا ان نسكت على ذلك ونحن أكثر من غيرنا معرفة بهذا النظام وأكثرنا تضررا من إجرامه .
ان قول كلمة الحق أمر فرضه علينا ديننا ( أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر ) ‘ و ممارسة النقد وحرية الرأي‘ حق كفلته لنا دساتير ونظم هذه البلاد الغربية التي نعيش فيها بأمن و حرية بعيدا عن وصايا الأصنام المقدسة .
فمن شاء فليتعلم كيف يحترم حق الآخرين باستخدام حرية الرأي ‘ ومن لم يعجبه ذلك فليذهب الى العيش في جمهورية الأصنام .
صباح الموسوي
كاتب احوازي
المصريون**
|
أبو علي
|
الزوايدة
| 07/11/10 |
السلام عليكم أخي حجيرة
كل عام وأنتم بخير
وجميع أهل بيتك الشرفاء
بمناسبة هذه الأيام المباركة
أول الأيام العشرة من شهر ذي الحجة
أعاد الله علينا وعليكم وعلى جميع الأمة الإسلامية بالخير والبركات،وأن ننال الوقوف على جبل عرفات ،اللهم تقبل مني ياربي هذا الدعاء.
|
حجيرة ابراهيم ا بن الشهيد | 07/11/10 |
الحكمة 1: الفرق بين الحكمة والذكاء والحكمة
ما اروع الحكمة. انها من اعظم الفضائل. بل هي اهم مفتاح للفضائل كلها. يحتاج اليها البشر جميعا وبخاصة في عصرنا هذا بل تحتاج اليها الدول ايضا. وهي الميزة التي يجب ان يتصف بها الرجال الصناديد ...انها باب التوفيق والنجاح والتفوق. وكما يقال 'الحكيم عيناه في رأسه. اما الجاهل فيسلك في الظلام'. لذلك فهي نور داخلي ينير العقل والقلب كما انها نور خارجي ينير للآخرين طريقهم.
سؤال: هل من فارق بين الحكمة والذكاء؟
الحكمة لها معني اوسع بكثير من الذكاء. وقد يكون الذكاء مجرد جزء منها. فكل انسان حكيم يكون ذكيا. ولكن ليس كل ذكي حكيما..!
فقد يتمتع انسان بذكاء خارق وعقل ممتاز ومع ذلك لا يكون حكيما في تصرفه فربما توجد عوائق تعطل عقله وذكاءه اثناء التصرف العملي!
فما الحكمة اذن؟ وفي اي شيء تتميز عن الذكاء؟
الذكاء مصدره العقل. وقد يكون مجرد نشاط فكري سليم ،اما الحكمة فهي لا تقتصر علي التفكير السليم بل تتبعه بالتصرف الحسن في السلوك العملي. وهي لا تعتمد علي العقل فقط، انما تستفيد ايضا من الخبرة والارشاد ومن معونة الله بالصلاة والسلام على رسوله الامين سيدنا وحبيبنا وعظيمنا محمد صلى الله عليه وسلم.
فالحكمة ليست هي مجرد المعرفة السليمة او الفكر الصائب انما هي تدخل في صميم الحياة العملية لتعبر عن وجودها بالسلوك الحسن.. فان كان العقل يميزه الفهم والتفكير فان الحكمة يميزها حسن التصرف والتدبير.. حقا ان الذكاء او التفكير السليم يجوز اختبارا دقيقا عند التطبيق العملي فان نجح فيه يتحول الي حكمة.
وهكذا تشمل الحكمة جودة التفكير ودقة التعبير وسلامة التدبير.
معطلات الحكمة:
قد يكون الانسان ذكيا يفكر افكارا سليمة ولكن تنقصه الدقة في التعبير لنقص معلوماته عن المدلول الدقيق لكل لفظة. فيخطيء حينما يعبر عن قصده. اما الانسان الحكيم، فانه يقول بدقة ما يقصده. وايضا يقصد كل ما يقوله.
من معطلات الحكمة ايضا السرعة في التصرف، ولذلك يتصف الحكماء بالتروي.. فالحكيم لا يندفع في تصرفاته. وانما يهدٌيء اقتناعه الخاص حتي يتبصر باسلوب اعمق واوسع. ان السرعة لا تعطي مجالا واسعا للتفكير والبحث والدراسة ومعرفة الرأي الاخر. كما انها لا تفسح مجالا للمشورة الصلاة.. وربما تحوي السرعة في طياتها لونا من السطحية.. ولذلك كثيرا ما تكون التصرفات السريعة هوجاء طائشة!
ان الحكماء تصرفاتهم متزنة رزينة قد نالت حظها من التفكير والدراسة والعمق والفحص مهما اتهموهم بالبطء.
ولا ننكر ان بعض الامور تحتاج الي سرعة في البت.
ولكن هناك فرقا بين السرعة والتسرع!!
والتسرع هو السرعة الخالية من الدراسة والفحص ويأخذ التسرع صفة الخطورة اذا كان في امور مصيرية او رئيسية. ان الحل السليم ليس هو الحل السريع بل الحل المتقن.
وقد تكون السرعة من صفات الشباب اذ يتصفون بحرارة تريد ان تتم الامور بسرعة ولكنهم حينما يختبرون الامر مع من هو اكبر منهم يمكن ان يقتنعوا بان السرعة لها مخاطرها! وقد تكون السرعة طبيعية في بعض الناس وهؤلاء يحتاجون الي التدريب علي التروي والتفكير وكثيرا ما يندم الانسان علي تصرف سريع قد صدر منه فاخطأ فيه او ظلم فيه غيره.
من معطلات الحكمة ايضا: قلة المعرفة!
وهكذا في التعامل عموما ينبغي للانسان الحكيم ان يدرس نفسية وعقلية وظروف كل من يتعامل معه.. سواء كان زميلا في العمل او رئيسا او مرؤوسا، او صديقا او جارا. ويعامله بما يناسبه.
فان درست نفسية وعقلية من تتعامل معه تعرف حينئذ المفاتيح التي تدخل بها الي قلبه. وتنجح في تصرفك معه.
وحتي لو تعطل المفتاح حينا تعرف كيف تزيته وتشحمه.. ثم تعيد بعد ذلك فتح الباب فينفتح.
حقا انه في بعض الاحيان يكون فشلنا في التعامل مع اشخاص معينين ليس راجعا الي عيب فيهم، بقدر ما هو راجع الي عدم معرفتنا بطريقة التعامل معهم.
مصادر الحكمة:
اول مصدر هو الله تبارك اسمه الذي يهب الحكمة لمن يشاء وهكذا قد يولد الانسان حكيما كموهبة له من الله. وتظهر حكمته في مراحل سنه المختلفة.. انها الحكمة النازلة من فوق.
وايضا نحن في مواقف عديدة نطلب من الله ان يهبنا حكمة لكي نستطيع ان نتصرف حسنا، بمعونته.
المصدر الثاني هو المشورة نأخذها من ذوي الحكمة. كما قال الشاعر:
فخذوا العلم علي اربابه واطلبوا الحكمة عند الحكماء
وفي ذلك يضيف الانسان معرفة الي معرفته وعقلا الي عقله.. ويصير حكيما بشرط ان ينفذ المشورة التي اخذها من حكمة غيره. وما اجمل قول الشاعر في ذلك:
اذا كنت في حاجة مرسلا فأرسل لبيبا ولا توصه
وان باب امر عليك التوي فشاور حكيما ولا تعصه
وعكس ذلك يقول الاباء الروحيون: ان الذين بلا مرشد يسقطون مثل اوراق الشجر، وبخاصة المبتدئون منهم.
المصدر الثالث هو قراءة سير الحكماء والناجحين في حياتهم لكي يتأثر القاريء بسيرة هؤلاء وسلوكهم وكيف كانت تصرفاتهم في شتي الظروف والملابسات وكيف كانوا يجيبون علي الاسئلة المعقدة وكيف كانوا يحلون المشاكل العويصة.
وكل ذلك يقدم للقاريء امثولة طيبة في فهم الحياة وفي حسن التصرف فيعمل علي محاكاتها والسير علي نفس النهج من الحكمة.
كذلك يدرس كيف يحترس من الاخطاء التي وقع فيها الغير. ومعرفة اسباب ذلك السقوط، وكيفية النجاة منه. وهكذا كما قال احد الحكماء 'تعلمت الصمت من الببغاء..'!
المصدر الرابع، هو الخبرة
فالانسان المختبر يكون اكثر حكمة. وكلما زادت خبرته تتعمق علي هذا القدر حكمته، لهذا يتحدث الكثيرون عن 'حكمة الشيوخ' من واقع ما مر عليهم من خبرات في الحياة.
|
حجيرة ابراهيم ا بن الشهيد | 07/11/10 |
غدًا غرة ذو الحجة والوقوف بعرفة 15 نوفمبر ...كل عام وانتم بخير
| 06-11-2010 20:30
أعلنت دار الإفتاء المصرية مساء السبت إن الاثنين الموافق 15 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري هو وقفة عرفة وإن يوم الثلاثاء 16 من الشهر ذاته هو أول أيام عيد الأضحى المبارك.
جاء ذلك في بيان للدار بناء على ما أعلنته المملكة العربية السعودية من أن اليوم السبت الموافق 29 من ذى القعدة لعام 1431 من الهجرة الموافق 6 نوفمبر
لعام 2010 من الميلاد هو آخر أيام ذى القعدة وأن غدا الأحد 7 نوفمبر لعام 2010 من الميلاد هو أول أيام ذى الحجة.وقدأعلنت المحكمة العليا بالمملكة العربية السعودية، ثبوت رؤية هلال شهر ذي الحجة مساء اليوم السبت، وبذلك يكون الوقوف بعرفة يوم الاثنين التاسع من شهر ذي الحجة الموافق للخامس عشر من شهر نوفمبر وعيد الأضحى المبارك يوم الثلاثاء العاشر من ذي الحجة الموافق للسادس عشر من نوفمبر.
ووصل أكثر من 1,5 مليون مسلم من سائر أنحاء العالم إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة استعدادا للبدء بشعائر الحج.
ووصل الحجيج بحرًا من دول شرق أفريقيا وبرًا من دول الخليج، وجوًا من باقي أنحاء العالم، فيما يتوقع أن يصل عددهم هذه السنة إلى حوالي مليوني شخص.
ويشمل هذا العدد حوالي ربع مليون حاج سعودي. ومن المتوقع أن تكون أعداد الحجيج أقل بنسبة 10% هذه السنة مقارنة بالعام الماضي بسبب بعض التدابير التي اتخذتها السلطات السعودية التي حدت من المساحات المخصصة للمبيت في المشاعر المقدسة وخصوصا في منى.
وخلال الأيام الماضية، كان المبنى الخاص بالحج في مطار الملك عبدالعزيز في جدة (غرب) يستقبل يوميا حوالي 60 ألف حاج، بحسب أرقام رسمية من المطار.
وسيتميز هذا الموسم من الحج بتشغيل مترو المشاعر المقدسة الذي بناه تحالف شركات صينية للربط بين مكة المكرمة والمشاعر المقدسة في منى وعرفات ومزدلفة.
وتبلغ كلفة المشروع 1,7 مليار ريال (450 مليون دولار) ويمتد على طول 18 كيلومترا، إلا أن استخدامه سيكون محدودا وسيقتصر هذه السنة على الحجيج من السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، مقابل كلفة تصل إلى 250 ريالا (67 دولارا) طوال سبعة أيام.
كما يتميز الموسم بانتهاء الأعمال في جسر الجمرات المؤلف من خمس طبقات، وهو جسر استخدم العام الماضي وصمم للحؤول دون وقوع حركات تدافع دامية كالتي حصلت عام 2006.
المصريون**
...........................................
=== إضافة تعليق جديد ===