أزمة العمل الجمعوي الأمازيغي بالمغرب:أزمة فكر أم أزمة تفكير
على هذا المنوال الأدبي تظل أسئلة الكتابة الإبداعية مشدوهة إلى كل ذاكرة تود الخروج عن صمتها القاتل نحو أفق إبداعي يعشق البوح والجرأة.... بدل الخنوع نحو زوايا الخوف والفوبيا التي توزع فينا كل سيمات الشيزوفرينيا والإحباط ... ليراهن كل من تعبير شفاف عن خلجاته ووجدانه أو الإنصات لأسئلة الآخر. والتقرب منه لقراءة وضعيته ولإبداء الرأي فيها أو التضامن أو التعاطف تجاه كل معطى ثابت يستحق ذالك .وتللك هي حقيقة الادب الأمازيغي عبر مر العصور كما تبين تجربته الغارقة في الشفوية التي لم تسلم من إحضار الآخر كمعطى اجتماعي تغلب عن كل قضاياه طابع الأنسنة بدل أي نزوع أخر سواء تعلق الامر بالدين أو اللغة أو اللون .....لعولمة أنسنة الادب
لكن ما ثبت مع عدة تجارب وما يقلق هذا الأدب عينه ويثير ملاحظاته هو الحرف المكتوب به والذي لا يمت صلة بتاريخيته وهويته سواء تعلق الأمر بالحرف الآرامي أو الفرنسي اللذان فرضا قسرا على الكتاب الامازيغيين خريجي مدرسة الإستعمار أو هم ضحايا التعريب بأسلوب آخر لم يلتجؤوا إليه إلا بعد استبعاد اللغة الأمازيغية من كل المؤسسات التعليمية والجامعية التي اعتبرت هذه اللغة الاصيلة طابوها غير مرغوب فيه. ولم يجدوا المعربيين غير الحرب العربي لكتابة إبداعهم والتعبير به كاداة لإيصال الخطاب... وهذه الإلحاقية قيدة الكتابات الأمازيغية ورمت بها في مجرى الإنغلاق والفهم الخاطئ بدعوى أن الحرف الذي كتبت بها يلزمها تجنيس عروبي وأن صاحبه من نزعة عروبية محظةفذاك معنى أن اللغة عند اللسنيين غير بريئة وتللك ثمة أخطاء فادحة ارتكبت باسم التعريب يجب توضيحهاوالتأمل فيها .......
خصوصا مرحلة بعيد الإستقلال التي أعمتها حب السلطة والتسلط واختزلت كل الابعاد المؤسسة للشخصية الوطنية في بعد عروبي وافرانكفوني واحد لتظل الأمازيغية في الهامش . وهو الموقف الذي ألح عليه حزب الإستقلال ومعه الطغمة المخزنية ... التي اقصت الامازيغ بدون مبرر شرعي وفبركت ضدهم مؤامرات قاسية للنيل من صوتهم التاريخي لترتع العروبة في منتجع مغربي واسع بدون منافس ولا مزاحم محولين جعل من علال الفاسي وجمال عبد الناصر زعماء العرب يتصدرون قائمة الأبطال في المغرب دون إشارة لمولاي موحند ولا لمقاومين الأطلس
1)من هم الكتاب الأمازيغيين المعربيين
------
هم فئة من الكتاب المبدعين فرضت عليهم اللغة العربية تعسفا ولم يخترونها عن طواعية في المؤسسات الإيديولجية للدولة وليست التربوية والتعليم فيها ليس طبقيا عند الأمازيغ بل عنصري بامتياز لانه يلغي كيان حضاري باكمله
واعتبروا العربية لديهم وسيلة لنقل كتاباتهم للمتلقي بدعواهم لا يعرفون غيرها كحرف متربى عليه في المدرسة . وحتى المتمكنون بحرف التيفيناغ يكتبون بالعربية لان الثانية غير منتشرة بالقدر الكافي وغير متداولة لدى الأنتيلجنسياالمغربية التي نتوجه إليها كمتلقي للخطاب أولا.. وحتى في الجرائد الأخرى غير مسموح بها للنشر مما نلتجئ للعربية كونها هي المتادولة والأكثر شيوعا لتصريف خطابنا الإبداعي
وهولاء من بين كبار المبدعين وطنيا وإن كانو يكتبون بالعربية فذاتيتهم داخل عملية الكتابة تظل أمازيغية خصوصا تجربة محمد الاشعري في روايته جنوب الروح كنموذج لان الذات تفرض نفسها كونها مشاعر وحواس ووجدان غارق في الاحلام والطفولة لتصير التيمة أكثر من بلاغة .. وسرعان ماتتعالى الذات ككينونة وجودية عند المبدعين الامازيغيين وعلى أن اللغة المستعارة تتجاوزها لتوشم بدورها وشما هوياتيا غير مرتكن للصمت المتؤامر. ويترائ لنا ذالك من خلال الجغرافية والطوبونيميا الموظفة في الكتابات الإبداعية التي تعلن لنا وبشكل سريع. بان صاحب النص امازيغي الهويةلا تزحزحه إشكالية اللغة إطلاقا . ومن بعض النماذج( الفئران المكعبة) لأحمدبن شريف التي تبن وبشكل مثير مدى اغتراب هذا الشخصية الادبية المتشبع بالثقافة العربية دون انحراف الذات الباطنةعن سياقها الهوياتي كما سنرى آنفا .. إلى غير ذالك من أمثال عدة وعلى راسهم محمد شكري الذي لم تنسلخ نصوصه عن إطارها المرجعي الريفي الامازيغي كجمال المساوي وعبد العزيز ازغاي وإيدريس علوش وبشير القمري ..وحسين القمري هذا على مستوى الريف فقط
إنهم و بكل موضوعية ضحايا التعريب ومن صنعة المدرسة المغربية التي لم تفتح صدرها للتعدد واعتبرته زلة يجب إنكارها ولو بالعنف
وتللك هي إشكالية الثقافة في الوطن المغاربيالتي يجب ان نعيد في النظر عاجلا .....
لكن رغم ذالك ظل مبدعي و ضحايا التعريب منتمين لهويتهم من حيث لا يدرون كونهم كانوا يكتبون بالوجدان كما سلف القول بدل الحرف العربي الذي مثل عندهم أداة ووسيلة للتواصل وليس غاية أو هدف بحيث كانت جل إبداعاتهم تأتي شعورية وذاتية مشحونة بما يأويه العقل الباطن ويختزله من طفولة وذكريات جميلة وقاسية . وذاك هوالصدق في الخطاب الإبداعي كيف ما كان نوعه وتيمته ناهيك عن شكله وتشكله البياني ... و الذي لم يزحه عن عمقه الهوياتي غير مستويين من التجريم والترهيب الذي حول الأمازيغية إلى طابو ممنوع من التداول المجالي والمستوى الآخر هو المدرسة المغربية التي صار توجهها الديماغوجي بدل البيداغوجي والديدكتيكي هي إحدى القواسم المشتركة للعنف اللغوي والثقافي
مما كانت هذه الثلة من المبدعين الذين اعطوا الكثير للادب المغربي والعربي والإنساني والذي كان الخوف الذي ظل سيف مسلط على رقابهم يراودهم اثناء كتاباتهم مما شكل لهم عقدة نفسية لعدم إحراج الآخر كما كانت تتوخاه المخزن العروبي إلا ان عمق وجوهر الكينونة المتميزة والمتشبعة بالهوية الفطرية الطبيعية ظلت وفية لمنبتها الاصلي و الاصيل وصاروا يكتبون بالذات بدل القلم وهذا ينطبق على الذين تشبعوا بسياسة المدرسة المغربية وغرفوا من صحن الثقافة العربية دون ان يفقدوا لغتهم الامازيغية وهم موظفين في المدن المغربية طغى عليهم السائد وصارت اللغة العربية لغة التداول مع او لادهم وحين يحجون لزيارة العائلة في ورززات واخنيفرة والريف ويصعب عليهم التواصل مع أبناء العمومة تللك هي الغرابة وسؤال الإغتراب ويظل الحنين معلقا بين دفتي كتاباتهم كنوع من الحميمية والنوستالجيا
أما الصنف الثاني فهم العائلات التي هاجرت مع سنوات الجفاف والجوع وقبل الحماية كما هو الشان للعائلات الريفية التي هاجرت لطنجة وفاس مع بداية العصر المريني وهنا نخص العائلات الربفية بدل من السوسية والأطلس المتوسط التي حولت أهم المدن المغربيةإلى عواصمها الإقتصادية كما الشأن للدار البيضاء معقل السوسيين بامتياز
وعلى نفس الشاكلة كان ينحوا الادب الامازيغي المعرب أو المكتوب بالعربية وفقا للخط البياني الذي سلكته العائلات المهاجرة وحاملة بين طياتها خصوصيات بنيتها الفكرية التي تربت عليها في البادية المغربية ...وتللك الخصوصيات المشاعرية المستقرة في الليبدو من ظلت تموج في كل نص أدبي انتج بلغة مستعارة لكن بذهنية امازيغية وانطباع محلي لا يمت صلة بالثقافة المشرقية. ولا هو ذو بعد عروبي لكن الإيديولوجية السائدة تحاول قولبته نحو ذاك الافق مستغلة اللغة كأداة إيديولوجية وليس كجوهر فكري
واعتماد هذا الحرف جاء نتيجة حرمان الحرف الأمازيغي من التداول والكتابة كما سلف الذكر باعتبارها طابو محرم وتللك هي بعض الجرائم المنظمة في حق الإنسانية.وهو مايتنافى مع المواثيق الدولية مما شكلت المدرسة المفربية والسياسة السائدة اضطهاد رسمي للأنسنة الثقافية الامازيغية.. مما حال دون تطور الأدب الأمازيغي بشكله الطبيعي ومكث كل الزخم الوارد في نسقه الشفوي يتآكل بفعل الزمن واللاتدوين ولم يتسن له الولوج مجال الكتابة والترسيم ولم يأت عليه الباحثون كونه عسير وكان يبدوا لهم أبعاد متناثرة يحتاج لوقت طويل ...باستثناء بعض الدراسات الأنتروبولوجية التي كان يفرضها الوازع التوسعي مع بداية القرن الماضي
2)الأدب المغربي والمرجعية الأمازيغية
-------------------
إن الأدب المغربي _الأمازيغي المكتوب بالعربية ليس أدباعربيا كما يحلو للبعض أن يسمونه ويجعلون من المغرب عاصمة الثقافة العربية وهي أكبر اكذوبة في التاريخ المعاصر بعد اسطورة الظهير البربري ...
-هل هو أدب عربي كونه مكتوب بالعربية
-هل كونه يتناول قضايا مشرقية إسلامية
-هل جنسية كتابه من شبه الجزيرة العربية
تلك هي مجموع من المفاهيم الدالة يجب على خدام القومية العربية الوقوف عندها والتأمل فيها بشكل جدي دون مر مرور الكرام
ولنجزم على أنه ادب أمازيغي مغربي بدون منازع ينطلق النص الإبداعي فيه من سوسيولوجية مغاربية ومتوسطية صرفةلا وجود فيها لثقافة عربية خليجية بالبت والمطلق..
لذا فالادب المغربي والمغاربي ذو هوية ومرجعية وخصوصية إفريقية متوسطية أمازيغية في الرؤية والتحليل ما عدا لغة الحرف التي يود من خلالها أنصار العروبة تحويلها إلى خطاب إيديولوجي بنيوي يؤجج صراع اللغة خصوصا حينما نعلن على أنها ليست لغة الإنتماء والاصل بل لغة الإستعارة والتبني الظرفي لاننا لا نجد فيها ذاتنا بكل حقيقةومائة العائلات يحملقن في البرامج والأخبار ولا يفهمون قيد أنملة وذاك هو اللاانسجام و الامر كما يقول شيرون يستحيل ان يكون المرأ شاعرافي لغة غير لغته1 وهذا يقودنا بان ادبنا هذا الذي يحمل حكم وعبقرية ولم يكرس إلا عن جدارة واستحقاق ظل تشوبه عدة عوائق على مستوى اللغةو النحو والبلاغةالعربية التي ليست من بنيت لغة الأمازيغيين المعربين حرفا وليس لغة التي تربوا عليها في المزارع والحقول والبيوت والافراح والاقراح... وهذا الشرخ الحاصل بكل بساطة يبدامع سياسة حزب الإستقلال الذي كانت له باع طويل في سن مجموع من القوانين المغربية وأيضا يبقى هذا نتاج للسياسة الرسمية السائدة على المستوى التعليمي.الأرتودوكسي فالركاكة والتلعثم التي تصاحب كل تناص ثقافي يعود ليؤكد أن الاديب لا تخونه تيمة النص في شتى تجانسها ولا الرؤية الفكرية والجمالية بل لغته المستعارة هي من يشكل أحيانا سذاجته التعبييةر وتوظيف القموس العربي النادر في حياتنا اليومية لا يتجاوز مرحلة الكتابة في مكان الصمت والعزلة فيصير وحي الذات أكثر من ترسيم اللغة على الورق الابيض
وهنا نود طرح سؤال الذات من جديد ليس بمفهومها النرجيسي ولكن الكينوني التي تظل بالرغم من كل أشكال العنف الرمزي واللغوي الثقافي تكتب بجوارحها وخلجاتها وهي من يوقع على بياض النص بدل القلم الذي لا يليها إلا في ما يمليه طبيعة التفكير في فكر معين و بمعنى آخر أن الاديب الأمازيغي رغم تعريبه وتوظيفة للغة العربية يبقى يحلم بالأمازيغيةوهذه المناعة المكتسبة اقوى من فيروس التعريب
وهذا ينطبق مع قول عبد الله العروي حين قال :أن الأدب المغربي المكتوب فالفرنسية ادب فرنسي باقلام مغاربية 2
لأن النص الادبي ليس لغة كما يعتقد البعض بل هو عامل نفسي وتاريخي واجتماعي وذهني وهوياتي واللغة اضعف حلقةفيه
وإن كان مالك حداد يقول: إني في حالة منفى داخل اللغة الفرنسية فنحن نقول له حتى داخل اللغة العربية 3 والتي اعتبرها بصريح العبارة دراما لسنية 4
فشتان مابين أدب عربي لا تخرج طقوص إبداعه عن سوسيولوجية شبه الجزيرة العربية بعادتها وتقاليدها وإبلها كنصوص حنا مينه وعبد الرحمن منيف التي هي نصوص لا تخرج عن السياق السياسي والإجتماعي مستحضرة تجربة إنسانية مريرة تضطهدها بالقوة جبروت الحاكم العربي ...
ليبقى في نهاية المطاف نص عربي إنساني حضاري ما دام يناشد الديمقراطية ويندد بالموت السياسي
وتلك ثمة مفارقات كبرى لا يجمع بينهما جامع ولا إنسجام ما عدا البعد الحضاري والإنساني ونخص البعد الآخر الذي يعتبره العروبيين نقيضا بامتياز
وهو الأدب المغربي المغاربي بالفرنسية او العربية والذي تؤطره السوسيولوجية المتوسطية والإفريقانية وهي المرجعية المتفتحةعلى باقي ثقافات الشعوب والتي سبق لها أن عاشت تلاقح فكري وثقافي مع شعوب البحر في شكل مستعمرات كما حال الفينيقيين والقرطاجيين او مهجرين كاليهود والمرسكيين المسيحيين
3)أنسنةالأدب أم ألسنته
-----
إن مايهم منظور وجهة نظرنا في هذا السياق هو محاولة إثبات أنسنةالادب وكسر طوق التعصب عنه بدليل انه تجربة إنسانية قبل ان تكون لغوية او قومية ..ولا داعي ان تفرقنا اللغة التي هي تصادم إستعماري أضر بلغتنا و هويتنا وكياننا الحضاري وكما يقول مالك حددا دوما إن اللغة الفرنسية تفصلني عن وطني أكثر من البحر المتوسط5
ونسعى أن لا يبقى هذا الادب المغاربي تضايقه اللغة إنطلاقا من عمل تاريخي يجب ان نقر بشرعية اللغة الامازيغية داخل المدرسة المغربية والمغاربيةحتى يتواصل بها الرعيل المقبل على مستوى الكتابة على الاقل وتكون المرحلة بداية الكفارة لأنصار تعريب الهوية
وليستمر هذا الادب غير مكلوم ومكدوم لا يحمل بين طياطه غيرالانسنة التي نسعى لتكريسها بكل اشكال الفنون والمعاملات ....إستجابة لأسئلة الحداثة والمعاصرة المبنية على نقد التراث الديني كما يرى محمداركون
ويظل الادب الإنساني حامل لتصورات فكريةونظرية تعبيرا عن أفق إنساني متحرر من كل التشوهات المتزمتةالتي تغذيها السلوكات اللاأدبية واللاأخلاقية التي تعششهاقيم الامية والتخلف واللاانفتاح والشعبوية التي تزحف دوما في تجاه معاكس لمفهوم الأدب كما يرى الوجودي جون بول سارتر
أو هو الرسالة التاريخية التي يؤسسها النثر والشعر والقصة والرواية كنتاج لمخاض اجتماعي تحركه تيمة الانسنة التي تتشكل من سؤال وتتوج كقضية لها إرتباطها بالنفسي والتاريخي ليتبلور لنا معنى حقيقة الوجود التي يجب ان نموضعها فوق كل المنازعات والصراعات والتجاذبات السياسوية تفاديا بشكل قطعي مع بؤر التوتر وتكريس الإستقرار الإنساني من خلال الفن والجمال واللغة كمؤشر دال عن حيوية الإنسان ضمن وسطه السوسيولوجي لتحقيق الرفاهية عبر الرعاية الإجتماعية.. كما هو الشان في أوربا بدل دول العلم ثالثية التي ما زالت تسترزق بالفنون والآداب لان الحياة بالنسبة لها ان تكون مادية وليس معنوية ولنفس التحليل والرؤية الفكرية الساذجة طرد افلاطون الشعراء من مملكته كما هو الشان للادب الشفوي الرمزي الذي لا يضاهي الادب المدون الكتابي المادي الذي يمتحن فيه التلميذ ويجازى عنه ويكافء عليه ويصبح إطار دولة اما الشفوي فيمكث ادب المهمشين لا نصهر معه ليالي للحفظ ولا نمتحن فيه بل كما يعتقد ادب لا يستحق ذالك وتللك النظرة الخاطئة للمرحلة الشفوية مما يحتم علينا الأمر الترقي بالادب الامازيغي إلى الكتابة والتدوين لإشعار الجيل الجديد بمدى قيمته المادية والفكرية بعد تحررره من التبعية والتراتبية ويحيا حياته الطبيعية دون وصاية
تللك هي النزعة الطبيعية والحداثيةللأدباء الأمازيغيين الذين انخرطوا في مسار الإبداع اللغوي والجمالي والروحي من محمد شكري وكاتب ياسين وملود فرعون وسليم شاكر ويوبا الثاني ......
الذين تعاطوا النص خارج وسيلة اللغة كفضاء أمازيغي عبر رؤية التشكل أو الطوبونيميا التي تبقى ملح النص التي تقلق اللغة العربية أو الفرنسية المكتوب به فيستقيم النص في بعد تيمته على مرجعية أمازيغية من خلال توظيف بسيط لبعض ميكانيزمات الهوية التي تجعل النص حيا ولو في اغتراب لغته وهنا يقول جون بول سارتر متحدثا عن الإستعمار الذي يريد أن يجردنا من إنسانيتنا وتقاليدنا ويهدم ثقافتنا أننا بذالك سنرهقهم تعبا 6
وإثبات لتبلور الوجود الحركي المقصي باللغة داخل النص والتناص وهو انفلات الذات والعقل الباطن كحمولة محورية لنشوء التكينن الفكري
والذات هنا واردة كهوية محلية تعكس مدى التجذر التاريخي والهوياتي وجدليتهما بالنفسي والسياسي من خلال حمولة اللغة التي تسبق الفكر كصوت عقلي له تمظهره خارج ماهو فيزيقي
4) أم ضحايا التعريب... كتاب بالذاكرة
-------
على هذا المنوال كان يصبو النص الأمازيغي من خلال عدة كتابات أدبية بالفرنسية والعربية إلى ضالته معانقا سؤال الوجود في بعد تحرره من عنف اللغة المستبدة المستعارة والفضل راجع لإلتزام الكاتب المبدع بمصير قضيته التي حاول نصرتها بمختلف الخطابات الممكنة والمتاحة فشكري ونحن نتصفح له نجده خارج عن الثقافة العربية وريفي التعبير والسلوكات من حيث تجذر الأنتروبلوجية الريفية في كيانه الطفولي موظفا لغة عربية بنية نحوية أمازيغية خصوصاحين يقول في إحدى نصوصه (ذهبت لأتمرحض...) وحين يوضف كلمة (الطيفو ..) اي المائدة بأمازيغية الريف( والسبسي...)أو حين يعاكس تصرفات والديه أو يشير لحياتهم العائلية تللك بعض التلميحات ليس إلا التي تعرفنا بأمازيغي صارم وعنيد
او كما يمكن لمس ذالك في رواية محمد الاشعري (جنوب الروح ) التي تبين وبكل وضوح كيف هاجر امازيغ الريف ريفهم في سنوات العجفاف وانتشار الجوع ....من خلال شخصيات الرواية( علال الفرسيوي )و (هموشة)...أو هي صراع الوجود ...
كما هو الشان في جل كتابات محمد خير الدين التي بينت بشكل جلى مدى اهتمام هذا الكاتب المبدع والاديب النموذجي الذي جاوز لغته المستعارة بشحنة عاطفية تاريخية اصيلة يؤطرها التراث الأمازيغي كمحور داخل كل تيمة نصية جميلة
كما الامر سيان عند القاص احمد بن شريف خصوصا في قصته (الفئران المكعبة ) فرغم اغترابة جغرافيا ولغويا ظلت الطفولة بتوهجاتها وشحنتها وتقاسيمها الريفية حاضرة في المتخيل الفردي بقوة وحينما كان يفكر في إنتاج رؤية الاحداث كانت الطفولة في الريف تنبلج كمشكاة وضاءة من حيث لايدري ولم يتخلص من نكهة المقام التي هي تربة الريف بقراها الشامخة... فكان بتشبعه ذالك و على ما سلف من قيم..من خلال حميمية النص القصير لم يعش الوعي الشقي رغم غربته فظلت( بني بوفراح) مرجعيته ومنطلق تصوراته الفكرية وهو يصف بني ورياغل وتمسمان وجبل الحمام في صفحة 27
او حينما يصف الجبل الضخم مقر سكنى الحمام البري بلغة أمازيغي قحة (أكاكور)في صفحة 88 وهو الحجر المبني بالطين او حينما يصف عمه (موح) وهواسم ذي دلالة في مرجعية مجلس القبيلة تلك الرواية دالة ان الهوية المحلية الريفية لن تغادر القاص ولو غادرها عن مضض وربما لم يعد يحتفظ بلغة أجداده بقوة التعريب
دون نسيان نصوص الاديب المقتدر محمد المزديوي في مجموعة قصصيته أحلام الهدد الرائعة وغرق القبيلة
إلى غيرذالك من نصوص أدبية جعلت من الأمازيغية هوية ثابتة رغم إغتراب أهلها مؤكدة على أن النص الادبي المكتوب بالعربية غير مغرب حين نناول تيمته بالذات لا بالإيديولوجية
مما يجب ان نفك رموز التيمة في المشهد التناصي بناء على باطن العقل وليس بوهم اللغة الموظفة لترجمة التعبير النفسي وليس الإنشائي.. فهو النص إذن في حمولته التاريخية والسوسيو نفسية
متمنيين مع الجيل الجديد إعتماد اليفيناغ حرف الادب الامازيغي وإعلان إستقلالية النص عن اللغة الكولونيالية ليكون الكاتب ابن لغته أو كما قال البير كامو اللغة الفرنسية وطني
واعقبه لوي ارغون على أن الادب لاي بلاد وجهه في نهاية المطاف
**العجم الامازيغي والأدب العربي
5)الأدب المغربي مسار ذاكرة
-----------
إن تاريخ الادب الأمازيغي المكتوب بالعرية خصوصا له تاريخ كبير على الاقل قبل فترة عصر الوسيط وليس هو وليد الموجة الجيلية الجديدة اي مابعد الإستقلال بحيث يجب الإقرار بمعطى مهم واساسي في هذا المجال الذي نحن بصدده.و هو ان الادب العربي عينه يرجع تطوره إلى الامازيغ والفرس وباقي عجم أسيا كخليل الفراهدي وسلمان الفارسي ....والبخاري وسبويه... والإمام البصيري صاحب البرد التي غزت الشام والمشرق دون أن يدركوا أن هذا الفقيه العلامة أمازيغي النخاع كما حال بن خلدون وكثير من الرواد من الجزائر وتونس وليبيا تشبعوا بمختلف ميادين المعرفة فابدعوا فيها بذاكرة أمازيغية وبحرف عربي ...وذاك ماظل يطرح سؤال عروبتهم من خلال الحرف والتفقه كما هو شأن صالح ابن ضريف مؤسس الإمارة البرغواطية الذي زار المشرق وتفقه على كبار المشايخ وحين أعلن إنتماؤه الامازيغي تحاملت عليه أقلام المؤرخين وقالوا إنه يهودي خصوصا عند البكري ولم يتفهم هذه القضية التي تتمثل في الإعتزازبقوميته غير من محمود إسماعيل والباحث الطاهري والتونسي محمد الطالبي
اما على مستوى المغربي فلا يمكن استثناء الاديب مختار السوسي الذي انطلق من إيليغ كمرجعية امازيغية تؤسس لتصور فكري انطلق من التراث كبنية إجتماعية لها ما يؤهلها لمعانقة العالمي وفتح جسور التواصل حتى شاد بالعلامة الامازيغيةفي مجال أعماله الجليلة والقيمة من طرف عميد الأدب العربي طه حسين
وكثير منهم أغنوا الادب المغربي من خلال الادب الامازيغي المكتوب بالعربية خصوصا كبار رجاله الذين حاول التاريخ المغربي نكران جميلهم في هذا المجال. وحين يشار إلى أعمالهم الأدبية والتاريخية يدرجونهم ضمن الأدباء العرب ويسقطون عنهم كل انتماءهم الامازيغي فذاك مالا تحتمله الأمانة التاريخية والعلمية كما فعلوا لعبد الله ابن ياسين وابن تومرت وكثير من فقهاء وادباء المرابطين والمرينيين فهي أكذوبات تطوح بالحقائق التاريخية خارج نسقها الطبيعي ليكتب التاريخ بمعطيات لاتمت بصلة للواقع الطبيعي
ويمكن حصر هذه الفتر الادبية مع عصر الإمارات المذهبية المتشبعة بفكر الخوارج .. لكن ولسوء الحظ فالصراعات المذهبية المتطرفة احرقت كل الإنتاجات والمدونات الفقهية خصوصا الاباضية كما يشير المؤرخين خاصة في مرحلة الخوارج التي عرفت تثويرا على المستوى الفكري والمذهبي كما تمت الإشارة لذالك ... وخوفا من انتشار مذهب دون آخر كان يتجه جمهور الغلبة إلى إتلاف وإحراق كل المكتبات والمطبوعات كما يشير محمود إسماعيل وحسن الوزان مستطردا قوله: لما كان الحكم بيد المبتدعة الفارين من بطش العباسسين امروا بإحراق كل الكتب حتى لا تقرأإلا كتب نحلهم....
وللتأكيدأكثر اعتبرت ايضا فترة المرابطين والموحدين فترات حاسمة في تاريخ الفكر المغربي فازدهر الادب الامازيغي المكتوب بالحرف العربي وكان لرواده صيت كبير خارج البلاد. وكثير منهم عبروا البحر مع طارق وابن تاشفين وهم إما اغماريين أو سوسيين لاسيما مع فترة ملوك الطوائف... ولم يعودا او هجروا قسرا للشام للتعريب الكامل كما كان يوصي الموالي او تؤامروا عليه وقتلوا خوفا من كتاباتهم 9 لانهم كما يشهد لهم الاندلسيين انفسهم تركوا هناك أعمال جليلة يقال ان البربر هم اصحابها10
ومن هؤلاء الأدباء النابغون في علم النحو والصرف والقواعد الذين ساهموا في تطوير الادب العربي بذاكرة امازيغية أمثاالونشريشي والاجرومي واليفراني وابن تومرت و الجغرافي الشريف الإدريسي
إلى غير ذالك من فقهاء وأعلام الزوايا الجازولية من سوس العالمة كما يصفها المختار السوسي
ولم تبدأموجة جيلية جديدة للادب الامازيغي المكتوب بالعربية والفرنسية وبمنظور وتصور جعل من الهوية الأمازيغية بنية أساسية ومرجعية قاعدية لإستعاب قيمة الوجود في نسقه الموضوعي وعلى مستوى المغربي حسم هذا التصور الإستراتيجي مع استحواذ القوميون المغاربة الذين تربوا في ثكنات حزب الإستقلال و إغلاق كوليج أزرو وشعبة الدراسات البربرية بالجامعة المغربية التي كانت سارية المفعول إبان فترة الحماية . واستثني بعد ذالك كل ماهو أمازيغي من البحث العلمي باعتبار ان الادب الامازيغي يؤرق ماهو عربي ويقزمه ويحاصر توسعه وانتشاره ولجأ هؤلاء الرواد من محمد شفيق وماقبله من نشطاء جيل ماقبل الإستقلال إلا التعبير عن توهجهم وغيرتهم وانتماءهم الهوياتي والجغرافي في مواضيع أدبية مكتوبة بحرف عربي ولم يجدوا ما يردون به الإعتبار للأمازيغية في ظروف القمع والمد العروبي الذي تأجج بفعل نكبة48 وهزيمة 67 سوى الإنخراط والبحث في في الثقافة الشعبية وفنون البادية المغربية
كما أن هناك أدب فرنسي خصوصا في المغرب الاوسط لا يخلو من ذاتيةتوطن في التيمة شحنته الهوياتية في شتى أبعادها المادية والرمزية مدركة أن الوجود قائم من خلال أدب تاريخي وليس سياسي والذات هنا هي الكتابة بالذاكرة كمرجعية مؤسسة لكينونتنا الحضارية ذات التاريخ العريق
لذا فإن الادب المغربي ليس أدبا عربيا إلا إيديولوجيا لأن لا وجود لثقافة عربية في التداول اليومي ماعدا اللغة العربية للنخبة والدارجة ما هي إلا امازيغية منطقوقة بالعربية تكون فيها
الجملة إسمية حسب بنية اللغة الأمازيغية وليس فعلية
تقييم:
0
0