تحية تقدير واحترام الى اهلنا في الزوايدة الثائرة// الاخوة** ابو علي/ ابو هشام/ ابو صهيب/ ولكل الاحبة في مصر العروبة والاسلام...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا اعز الرجال//// واش اخباركم **الحمد لله رب العالمين.الاخوة / الاساتذة الكرام لكم من اخيكم كل المحبة والتحية والاحترام والتقدير....لكم ولاسركم الشريفة وللاهل جميعا....ولكل اهلنا في الزوايدة الكريمة ولكل ابناء مصر الثائرة // بارككم الله واعانكم على الخير
///*** ولكم بعض الابيات الشعرية وما رايكم فيها**//// منقولة*** الإدماج والاستتباع ومراعاة النظير
7- الإدماجُ: أنْ يُضَمَّنَ كَلامٌ سِيقَ لمعنًى معنًى آخَرَ، نحوُ قولِ أبي الطَّيِّبِ:
أقَلْبٌ فيهِ أَجْفَـانِي كأنِّي * أَعُدُّ بها على الدَّهْـِـر الذُّنُوبَا
فإنَّهُ ضَمَّنَ وَصْفَ الليلِ بالطُّولِ الشكايةَ من الدَّهْرِ.
8- ومِنَ الإدماجِ ما يُسَمَّى بالاسْتِتْبَاعِ: وهوَ المدْحُ بشيءٍ على وَجْهٍ يَسْتَتْبِعُ المدْحَ بشيءٍ آخَرَ، كقولِ الخُوَارَزْمِيِّ:
سَمْحُ البديهةِ ليْسَ يُمْسِكُ لفْظَهُ * فكأنَّمـا ألفاظُـه منْ مَـالِه
9- مراعاةُ النظيرِ: هيَ جَمْعُ أمْرٍ وما يُناسِبُه لا بالتضادِّ، كقولِه:
إذا صَدَقَ الْجَدُّ افْتَرَى العَمُّ للفَتَى * مكارمَ لا تَخْفَى وإنْ كَذَبَ الخالُ
فقدْ جَمَعَ بينَ الْجَدِّ والعَمِّ والخالِ، والمرادُ بالأوَّلِ الحظُّ، وبالثانِي عامَّةُ الناسِ، وبالثالثِ الظنُّ.
الحواشي النقية للشيخ : محمد علي بن حسين المالكي
4- مراعاةُ النظيرِ (211): هي جَمْعُ أمْرٍ وما يُناسبُه(212) لا بالتضادِّ(213)، كقولِه:
والطَّلُّ(214) في سلْكِ الغُصونِ كلؤلؤٍ = رطْبٍ يُصافحُه النسيمُ فيَسْقُطُ
والطيْرُ يَقرأُ والغديرُ صحيفةٌ = والريحُ تكتبُ والغَمامُ يُنَقِّطُ
________________
(211) قولُه: (مراعاةُ النَّظِيرِ)، ويُسمَّى التناسُبَ والتوفيقَ والائْتِلافَ والتلفيقَ أيضًا.
(212) قولُه: (جمْعُ أمْرٍ وما يُناسبُه)، أي: أنْ يَجْمَعَ بينَ أمرَيْنِ متناسبَيْنِ، أو أمورٍ متناسِبةٍ، فاقتصارُ المصنِّفِ على أمريْنِ؛ لأنَّ ذلكَ أقلُّ ما يَتحقَّقُ فيه المناسَبةُ. دسوقيٌّ.
(213) قولُه: (بالتضادِّ)، أي: بلْ بالتوافُقِ في كونِ ما جُمِعَ من وادٍ واحدٍ لصُحبتِه في إدراكِه، أو لمناسَبتِه في شكلٍ، أو لترتيبِ بعضٍ على بعضٍ، أو ما أَشْبَهَ شيئًا من ذلكَ. وبهذا القيْدِ يَخْرُجُ الطباقُ. ولمَّا كانَ في هذا الجمْعِ رعايةُ الشيءِ مع نظيرِه بشبَهٍ أو مناسَبةٍ سُمِّيَ مراعاةَ النظيرِ. دسوقيٌّ.
(214) قولُه: (والطَّلُّ إلخ)، أتى في البيتِ الأوَّلِ بحسْنِ المناسَبةِ بينَ الطلِّ والغصونِ، والسِّلكِ واللؤلؤِ، والمصافَحَةِ والنسيمِ. وفي البيتِ الثاني بحسْنِ المناسَبةِ بينَ الطيرِ والغديرِ، والريحِ والغمامِ، وبينَ القراءةِ والصحيفةِ، والكتابةِ والنُّقَطِ. ومثلُه قولُ بعضِهم في آلِ النبيِّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ:
أنتم بنُو طه ونونٍ والضُّحَى = وبنو تَبارَكَ في الكتابِ المحْكَمِ
وبنو الأباطِحِ والمشاعِرِ والصَّفَا = والركْنِ والبيتِ العتيقِ وزَمْزَمِ
فأتى في البيتِ الأوَّلِ بحسْنِ المناسَبةِ بينَ أسماءِ السوَرِ، وفي الثاني بحسْنِ المناسَبةِ بينَ الجهاتِ المجازيَّةِ. ومن مراعاةِ النظيرِ ما يُسمِّيهِ بعضُهم تشابُهَ الأطرافِ، وهو أن يُخْتَمَ الكلامُ بما يُناسِبُ ابتداءَهُ، نحوُ: {لاَ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}؛ فإنَّ اللطيفَ يُناسِبُ كونَه غيرَ مدرَكٍ بالأبصارِ، والخبيرَ يُناسِبُ كونَه مُدرِكًا للأبصارِ؛ لأنَّ الخبيرَ مَن له العلْمُ بالخفيَّاتِ، ومن جُملةِ الخفيَّاتِ بلِ الظواهرِ الأبصارُ فيُدرِكُها.
ويَلحَقُ بمراعاةِ النظيرِ إيهامُ التناسُبِ، وهو أن يُجمَعَ بيْنَ معنييْنِ غيرِ متناسِبَيْنِ بلفظيْنِ لهما مَعنيانِ متناسِبانِ وإنْ لم يكونا مقصودَيْنِ في الكلامِ، نحوُ: {الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسجُدَانِ}، أي يَنقادانِ للَّهِ تعالى فيما خُلِقَا له، فالنجْمُ هنا وإن كان بمعنى النباتِ الذي يَنْجُمُ أي يَظهَرُ من الأرضِ لا ساقَ له كالبُقولِ، وهو لا يناسِبُ الشمسَ والقمرَ، لكنَّه قد يكونُ بمعنى الكوكبِ وهو مناسِبٌ لهما.
#3
دروسُ البلاغةِ الصُّغْرى
مراعاةُ النظيرِ: هيَ جَمْعُ أمْرٍ وما يُناسِبُه لا بالتضادِّ، كقولِه:
وَالطَّلُّ في سِلْكِ الغُصونِ كلُؤْلُؤٍ = رَطْبٍ يُصافِحُه النسيمُ فيَسقُطُ
والطيرُ يَقرأُ والْغَديرُ صَحيفةٌ = والريحُ تَكْتُبُ والْغَمامُ يُنَقِّطُ
شموس البراعة للشيخ: أبو الفضائل محمد فضل حق الرامفوري
7- الإدماجُ:
أنْ يُضَمَّنَ كلامٌ سِيقَ لمعنًى معنًى آخَرَ، أيْ: أنْ يَجْعَلَ المتكلِّمُ الكلامَ الذي سِيقَ لمعنًى مُتَضَمِّنًا لمعنًى، فيكونُ المعنى الآخَرُ ملفوفًا في الكلامِ وداخلًا فيه، ولذلكَ سُمِّيَ بالإدماجِ؛ لأنَّ الإدماجَ في اللغةِ اللفُّ والإدخالُ، يُقالُ: أَدْمَجَ الشيءَ في ثوبِه، إذا لَفَّهُ وأَدْخَلَهُ فيهِ، نحوَ قولِ أبي الطَّيِّبِ:
( أُقَلِّبُ فيهِ )، أيْ: ذلكَ الليلِ، (أَجْفَانِي كأنِّي * أَعُدُّ بها)، أيْ: بالأجفانِ منْ جهةِ حَرَكَتِها، (على الدَّهْرِ الذُّنُوبَا) ، أيْ: ذنوبَ الدهْرِ عَلَيَّ منْ تفريقِه بيني وبينَ الأحِبَّةِ، ومنْ عَدَمِ استقامةِ الحالِ وغيرِ ذلكَ، فجَعَلَ أجفانَهُ كالسِّبْحَةِ حيثُ يَعُدُّ بكلِّ حركةٍ منْ حركاتِها ذَنْبًا منْ ذنوبِ الدهْرِ، وفيهِ إشارةٌ إلى كَثْرةِ هذا التقليبِ للعِلْمِ بكثرةِ الذنوبِ التي يَعُدُّها على الدَّهْرِ؛ فإنَّهُ قَصَدَ منْ هذا الكلامِ وَصْفَ الليلِ بالطُّولِ معَ السهَرِ، وهوَ المعنى الذي سِيقَ لهُ الكلامُ، وضَمَّنَ هذا، أيْ وَصْفَ الليلِ بالطُّولِ معَ السهَرِ الذي يَظْهَرُ معهُ ، الطُّولَ الشكايةَ من الدهْرِ، فتلكَ الشكايةُ هيَ المعنى الْمُضَمَّنُ الغيرُ المسوقِ لأجلِها الكلامُ، وبها حَصَلَ الإدماجُ .
8- ومن الإدماجِ ما يُسَمَّى بالاستتباعِ:
وهوَ الْمَدْحُ بشيءٍ على وجْهٍ يَسْتَتْبِعُ المدْحَ بشيءٍ آخَرَ، فالاستتباعُ مُخْتَصٌّ بِالمَدْحِ، والإدماجُ يَشْمَلُ الْمَدْحَ وغيرَه؛ ولذا جَعَلَ الاستتباعَ نوعًا من الإدماجِ، ولمْ يَعُدَّهُ قِسمًا برأسِه، كقولِ الخُوارزميِّ:
سَمْحُ البَديهةِ ليسَ يُمْسِكُ لفْظَه = فكأنَّما ألفاظُه منْ مالِهِ
فإنَّهُ مَدَحَه بطَلاقَةِ اللسانِ بالقَصْدِ الأوَّلِ؛ لأنَّهُ المعنى المسوقُ لهُ الكلامُ، لكِنْ على وجْهٍ استَتْبَعَ مدحَه بالكرَمِ، فإنَّهُ لَمَّا جَعَلَ ألفاظَهُ مُشَبَّهًا بمَالِهِ بعدَما حَكَمَ على تلكَ الألفاظِ أنَّ الممدوحَ لا يُمْسِكُها، عُلِمَ منهُ أنَّهُ كريمٌ لا يُمْسِكُ المالَ، فالمدْحُ بالكرَمِ معنًى مُسْتَتْبِعٌ للمدْحِ بطَلَاقَةِ اللسانِ .
9- مراعاةُ النظيرِ:
هيَ جَمْعُ أمرٍ وما يُنَاسِبُه، سواءٌ كانَ واحدًا أوْ مُتَعَدِّدًا، بشرْطِ أنْ يكونَ التناسُبُ لا بالتضَادِّ والتقابُلِ كما في الطِّبَاقِ، بلْ بالتوافُقِ بأنْ يكونَ بينَهما مصاحبَةٌ في الإدراكِ، أوْ مناسَبَةٌ في الشكْلِ وما أَشْبَهَ ذلكَ، كقولِه:
إذا صَدَقَ الْجَدُّ افْتَرَى الْعَمُّ للْفَتَى = مَكارِمَ لا تَخْفَى وإنْ كَذَبَ الخالُ
فقدْ جَمَعَ بينَ الْجَدِّ والعَمِّ والخالِ، ومعانيها المتبادَرَةُ منها متناسِبَةٌ قَطْعًا، وإنْ كانَ ما هوَ المرادُ ههنا من المعاني ليسَ بينَها تناسُبٌ بشيءٍ منْ أوْجُهِ التناسُبِ من التقارُنِ في الإدراكِ أو المناسَبَةِ في الشكْلِ أوْ نحوَ ذلكَ، كيفَ والمرادُ ههنا بالأوَّلِ، أي الْجَدِّ، الحَظُّ، وبالثاني، أي العَمِّ، عامَّةُ الناسِ، وبالثالثِ، أي الخالِ، الظنُّ. ومن الظاهِرِ أنَّهُ ليسَ بينَ هذه المعاني تناسُبٌ بوجْهٍ منْ وجوهِ التناسُبِ، فعُلِمَ منْ هذا أنَّ الْمُرادَ بتَنَاسُبِ المعاني في مُراعاةِ النظيرِ ليسَ هوَ تَنَاسُبُ المعاني المرادةِ في الحالِ، بلْ مُطْلَقًا سواءٌ كانتْ تلكَ المعاني مُرادَةً في الحالِ أوْ لا .
شرح دروس البلاغة لفضيلة الشيخ: محمد الحسن الددو الشنقيطي (مفرغ)
ثم من المحسنات كذلك- المعنوية مراعاة النظير, والنظير فعيل, مشتقة من النظر, أي: الشيء الذي ينظر إلى آخر ويقابله, فهذا نظير لهذا, أي: ينظر إليه, وهو مشعر بالتساوي, والتناظر التساوي،مثلا تناظروا في الصف, أي: تساووا فيه, وقاموا على وتيرة واحدة, والمقصود هنا بمراعاة النظير جمع الشيء مع نظيره, أن يجمع الشيء مع ما يناسبه, هي جميع أمر وما يناسبه, والمناسبة أنواع.
فقال: لا للتضاد, فلا يقصد بالمناسبة هنا مناسبة الضدية, فتلك هي المقابلة التي سبقت:{فليضحكوا قليلاً وليبكوا كثيراً} فليضحكوا يقابلها فليبكوا, هي ضدها, وكثيراً ضدها قليلاً، لكن هذا مناسبته المضادة،نحن هنا نريد عكس ذلك أن تكون المناسبة للموافقة لا للمضادة, فهذا الذي يسمى مراعاة النظير, وذلك مثل قول الشاعر:
والطل في سلك الغصون كلؤلؤ = رطب يصافحة النسيم فيسقط
والطير تقرأ والغدير صحيفة = والريح تكتب والغمام ينقِّط
فهنا قوله: (والطل في سلك الغصون كلؤلؤ), السلك يناسبه اللؤلؤ, (رطب يصافحه النسيم فيسقط)، (والطير يقرأ), والقراءة تناسبها الصحيفة؛ لذلك قال: (والغدير صحيفة), (والريح تكتب) والكتابة يناسبها التنقيط, فقال: (والغمام ينقط), فهذا من مراعاة النظير, (الطل)هو بدايات المطر, هو الرش الخفيف، (في سلك الغصون) شبه الغصون وما فيها من الثمر والكزبرة في بدايتها كأنها خرز تنضمه، هذه الغصون (كلؤلؤة) فالغصن الواحد فيه خرز من الماء، مثل اللؤلؤ، فهذا الماء الذي اجتمع وجمعته الغصون يكون لونه كلون اللؤلؤ في صفأه (كلؤلؤ رطب) أصل الماء رطب، واللؤلؤ في أصله قد يكون كذلك, (يصافحة النسيم) أي: تحركه الرياح، وجعل مس الرياح للأغصان للطفه كالمصافحة باليد، (يصافحه النسيم فيسقط) أي: يتساقط هذا الخرز, خرز الماء يتساقط من نسيم بسبب مسِّ النسم له، (والطير يقرأ) لأن والطير تصدح, وأصوات الطيور دائماً يعتبرها العرب إما مهيجات للبكاء والحزن وإما للسرور، ولذلك يقول أحد الشعراء:
جشىصوت الخلي فقال غنى = ومن رحى بالشجي فقال ناح
الخلي غير الحزين إذا سمع صوت الحمام, يقول: هذا يغني، والشجي الحزين إذا سمع صوته قال هذا يبكي.
شجى: صوت الخلي فقال غنى ومن رحى بالشجي فقال ناح .
وكثيراً ما يطلقون على أصوات الطير البكاء, في كقول أبي فراس الحمداني:
أقول وقد ناحت بقربي حمامة= أيا جارتا هل تشعرين بحالي
أيا جارتا ما أنصف الدهر بيننا = تعالي أقاسمك الهموم تعالي
أيضحك مأسور وتبكي طليقة = ويسكت محزون ويندب سالي
فلأنه هو حزين سمع صوتها فظنه بكاء، ومثل ذلك قول الآخر:
ألم تسمعي أي بعد في رونق الضحى = بكاء حمامات لهن هدير
تجاوبنا في(غير مسموع) مرجحِّنة = من السدر روَّاها المصيف غدير
فهيجن لي أشواق جوننوإنما = يهيج هوى جونن علاَّ يسير
وهذه الأبيات من أبيات العرب التي تشتهر لأنها يمكن قراءتها بهذه القافية وبقافية أخرى, فيمكن أن تقرأها:
ألم تسمعي أي بعد في رونق الضحى = بكاء حمامات لهن هدير
باللام تجاوبنا في(غير مسموع) مرجحنة من السدر روَّاهاالمصيف مسيل
فهيجن لي أشواق جوننوإنما = يهيج هوى جونن علاَّ قليل
بدل (يسير)، فتقرأ باللام والراء
وكذلك قول الآخر:
تذكرني أم العلاء حمائم = تجاوبن إن مالت بهن غصون
تمنع ظلاً ريش ثم من الندى = وتخضر مما حولكن فنون
ألا يا حماماتٍ إذا عدن عودة = فإني إلى أصواتكن حزين
فعدن فلما عدن كدنيمتنني = وكدت بأسرار لهن أبين
وعدن بقرقار الهدير كأنما = شربن الحميَّاء أو بهن جنون
الحمياء: الخمر
وعدن بقرقار الهدير كأنما = شربن الحمياء أو بهن جنون
فلم ترعيني مثلهن حمائم = بكين ولم تدمع لهن عيون.
(والغدير صحيفة), الغدير في صفحة الماء، الغدير هو ما غادره الماء، ما غادره السيل من الماء, فجعله كالصحيفة البيضاء، (والريح تكتب) تحركه كأنها تكتب عليه، ترقم عليه، (والغمام ينقط) ينزل المطر فهو مثل النقاط إذا نزل في صفحة الغدير, فكأنما ينقط الحروف التي تكتبها الريح.
الإدماج والاستتباع ومراعاة النظير
7- الإدماجُ: أنْ يُضَمَّنَ كَلامٌ سِيقَ لمعنًى معنًى آخَرَ، نحوُ قولِ أبي الطَّيِّبِ:
أقَلْبٌ فيهِ أَجْفَـانِي كأنِّي * أَعُدُّ بها على الدَّهْـِـر الذُّنُوبَا
فإنَّهُ ضَمَّنَ وَصْفَ الليلِ بالطُّولِ الشكايةَ من الدَّهْرِ.
8- ومِنَ الإدماجِ ما يُسَمَّى بالاسْتِتْبَاعِ: وهوَ المدْحُ بشيءٍ على وَجْهٍ يَسْتَتْبِعُ المدْحَ بشيءٍ آخَرَ، كقولِ الخُوَارَزْمِيِّ:
سَمْحُ البديهةِ ليْسَ يُمْسِكُ لفْظَهُ * فكأنَّمـا ألفاظُـه منْ مَـالِه
9- مراعاةُ النظيرِ: هيَ جَمْعُ أمْرٍ وما يُناسِبُه لا بالتضادِّ، كقولِه:
إذا صَدَقَ الْجَدُّ افْتَرَى العَمُّ للفَتَى * مكارمَ لا تَخْفَى وإنْ كَذَبَ الخالُ
فقدْ جَمَعَ بينَ الْجَدِّ والعَمِّ والخالِ، والمرادُ بالأوَّلِ الحظُّ، وبالثانِي عامَّةُ الناسِ، وبالثالثِ الظنُّ.
الحواشي النقية للشيخ : محمد علي بن حسين المالكي
4- مراعاةُ النظيرِ (211): هي جَمْعُ أمْرٍ وما يُناسبُه(212) لا بالتضادِّ(213)، كقولِه:
والطَّلُّ(214) في سلْكِ الغُصونِ كلؤلؤٍ = رطْبٍ يُصافحُه النسيمُ فيَسْقُطُ
والطيْرُ يَقرأُ والغديرُ صحيفةٌ = والريحُ تكتبُ والغَمامُ يُنَقِّطُ
________________
(211) قولُه: (مراعاةُ النَّظِيرِ)، ويُسمَّى التناسُبَ والتوفيقَ والائْتِلافَ والتلفيقَ أيضًا.
(212) قولُه: (جمْعُ أمْرٍ وما يُناسبُه)، أي: أنْ يَجْمَعَ بينَ أمرَيْنِ متناسبَيْنِ، أو أمورٍ متناسِبةٍ، فاقتصارُ المصنِّفِ على أمريْنِ؛ لأنَّ ذلكَ أقلُّ ما يَتحقَّقُ فيه المناسَبةُ. دسوقيٌّ.
(213) قولُه: (بالتضادِّ)، أي: بلْ بالتوافُقِ في كونِ ما جُمِعَ من وادٍ واحدٍ لصُحبتِه في إدراكِه، أو لمناسَبتِه في شكلٍ، أو لترتيبِ بعضٍ على بعضٍ، أو ما أَشْبَهَ شيئًا من ذلكَ. وبهذا القيْدِ يَخْرُجُ الطباقُ. ولمَّا كانَ في هذا الجمْعِ رعايةُ الشيءِ مع نظيرِه بشبَهٍ أو مناسَبةٍ سُمِّيَ مراعاةَ النظيرِ. دسوقيٌّ.
(214) قولُه: (والطَّلُّ إلخ)، أتى في البيتِ الأوَّلِ بحسْنِ المناسَبةِ بينَ الطلِّ والغصونِ، والسِّلكِ واللؤلؤِ، والمصافَحَةِ والنسيمِ. وفي البيتِ الثاني بحسْنِ المناسَبةِ بينَ الطيرِ والغديرِ، والريحِ والغمامِ، وبينَ القراءةِ والصحيفةِ، والكتابةِ والنُّقَطِ. ومثلُه قولُ بعضِهم في آلِ النبيِّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ:
أنتم بنُو طه ونونٍ والضُّحَى = وبنو تَبارَكَ في الكتابِ المحْكَمِ
وبنو الأباطِحِ والمشاعِرِ والصَّفَا = والركْنِ والبيتِ العتيقِ وزَمْزَمِ
فأتى في البيتِ الأوَّلِ بحسْنِ المناسَبةِ بينَ أسماءِ السوَرِ، وفي الثاني بحسْنِ المناسَبةِ بينَ الجهاتِ المجازيَّةِ. ومن مراعاةِ النظيرِ ما يُسمِّيهِ بعضُهم تشابُهَ الأطرافِ، وهو أن يُخْتَمَ الكلامُ بما يُناسِبُ ابتداءَهُ، نحوُ: {لاَ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}؛ فإنَّ اللطيفَ يُناسِبُ كونَه غيرَ مدرَكٍ بالأبصارِ، والخبيرَ يُناسِبُ كونَه مُدرِكًا للأبصارِ؛ لأنَّ الخبيرَ مَن له العلْمُ بالخفيَّاتِ، ومن جُملةِ الخفيَّاتِ بلِ الظواهرِ الأبصارُ فيُدرِكُها.
ويَلحَقُ بمراعاةِ النظيرِ إيهامُ التناسُبِ، وهو أن يُجمَعَ بيْنَ معنييْنِ غيرِ متناسِبَيْنِ بلفظيْنِ لهما مَعنيانِ متناسِبانِ وإنْ لم يكونا مقصودَيْنِ في الكلامِ، نحوُ: {الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسجُدَانِ}، أي يَنقادانِ للَّهِ تعالى فيما خُلِقَا له، فالنجْمُ هنا وإن كان بمعنى النباتِ الذي يَنْجُمُ أي يَظهَرُ من الأرضِ لا ساقَ له كالبُقولِ، وهو لا يناسِبُ الشمسَ والقمرَ، لكنَّه قد يكونُ بمعنى الكوكبِ وهو مناسِبٌ لهما.
دروسُ البلاغةِ الصُّغْرى
مراعاةُ النظيرِ: هيَ جَمْعُ أمْرٍ وما يُناسِبُه لا بالتضادِّ، كقولِه:
وَالطَّلُّ في سِلْكِ الغُصونِ كلُؤْلُؤٍ = رَطْبٍ يُصافِحُه النسيمُ فيَسقُطُ
والطيرُ يَقرأُ والْغَديرُ صَحيفةٌ = والريحُ تَكْ حسن الصياغة للشيخ: محمد ياسين بن عيسى القاداني مراعاةُ النظيرِ هي جمْعُ أمْرٍ وما يُناسِبُه(1) لا بالتَّضادِّ(2)، كقولِه(3):
والطَّلُّ(4) في سِلْكِ الغُصُونِ(5) كلؤلؤٍ = رَطْبٍ(6) يُصافِحُه النسيمُ(7) فيَسْقُطُ(8)
والطيرُ يَقرأُ(9) والغديرُ(10) صحيفةٌ(11) = والريحُ تَكتُبُ(12) والغمامُ(13) يُنَقِّطُ(14)
_____
(1) (مراعاةُ النظيرِ هي جمْعُ أمْرٍ وما يُناسبُه) أي: الجمْعُ بينَ أمرين متناسبَيْن أو أمورٍ متناسِبةٍ.
(2) (لا بالتضادِّ) أي: بل بالتوافقِ في كونِ ما جُمِعَ من وادٍ واحدٍ لصُحبتِه في إدراكٍ أو مناسبتِه في شكْلٍ, أو لتوقُّفِ بعضٍ على بعضٍ أو ما أشبَهَ شيئاً من ذلك وبهذا القدْرِ خرَجَ الطِّباقُ له؛ لأنه جَمَعَ بينَ أمْرَين متَّفِقَيْن فأكثرَ بالتقابُلِ الشاملِ لتقابُلِ التضادِّ, سُمِّيَ هذا الجمْعُ الخاصُّ مراعاةَ النظيرِ؛ لأن فيه رعايةَ الشيءِ مع نظيرِه, أي: شَبَهِهِ, ومناسِبِه ويُسَمَّى أيضاً التناسبَ والتوفيقَ والائتلافَ ويَتحقَّقُ بالجمْعِ إما بينَ أمرين كقولِه تعالى {الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ} فجمَعَ بينَ الشمسِ والقمرِ ولا يَخفى تناسبُهما من حيث تقارنُهما في الخيالِ لكونِ كلٍّ منهما جِسماً نُورانيًّا سماويًّا أو بينَ أمورٍ.
(3) (كقولِه) أي: الشاعرِ.
(4) (والطَّلُّ) بفتحِ الطاءِ المهمَلةِ, هو المطَرُ الخفيفُ حالةَ كونِه.
(5) (في سِلْكِ الغصونِ) جمْعُ غُصْنِ الشجرةِ.
(6) (كلؤلؤٍ رَطْبٍ) بفتحِ الراءِ وسكونِ الطاءِ المهمَلةِ وهو خلافُ اليابسِ الجافِّ.
(7) (يُصافِحُه النسيمُ) نوعٌ من الريحِ, وهي الريحُ الليِّنةُ التي لا تُحَرِّكُ شجراً ولا تُعْفي أثَراً.
(8) (فيَسقُطُ) أي: إلى الأرضِ.
(9) (والطيرُ يَقرأُ ) أي: يُصَوِّتُ.
(10) (والغديرُ) قطعةٌ من الماءِ يَتْرُكُها السيْلُ.
(11) (صحيفةٌ) أي: كالصحيفةِ التي هي القِرْطَاسُ المكتوبُ.
(12) (والريحُ تَكتبُ) أي: قراءةَ الطيرِ على صحيفةٍ من الغديرِ.
(13) (والغَمامُ) بفتحِ الغَيْنِ المعجَمةِ: السَّحَابُ أو القطعةُ منه.
(14) (يُنَقِّطُ) أي: على تلك الكتابةِ ويَجعلُ لها نُقَطاً من المطَرِ فجَمَعَ في البيتِ الأوَّلِ بينَ الطَّلِّ والغصونِ والنَّسيمِ وهي أمورٌ متناسِبةٌ كما جَمَعَ في البيتِ الثاني بينَ الطيْرِ والغديرِ والريحِ والغَمامِ وهي متناسِباتٌ وبينَ القراءةِ والصحيفةِ والكتابةِ والنُّقطِ وهي متناسِباتٌ.
تُبُ والْشموس البراعة للشيخ: أبو الفضائل محمد فضل حق الرامفوري 7- الإدماجُ:
أنْ يُضَمَّنَ كلامٌ سِيقَ لمعنًى معنًى آخَرَ، أيْ: أنْ يَجْعَلَ المتكلِّمُ الكلامَ الذي سِيقَ لمعنًى مُتَضَمِّنًا لمعنًى، فيكونُ المعنى الآخَرُ ملفوفًا في الكلامِ وداخلًا فيه، ولذلكَ سُمِّيَ بالإدماجِ؛ لأنَّ الإدماجَ في اللغةِ اللفُّ والإدخالُ، يُقالُ: أَدْمَجَ الشيءَ في ثوبِه، إذا لَفَّهُ وأَدْخَلَهُ فيهِ، نحوَ قولِ أبي الطَّيِّبِ:
8- ومن الإدماجِ ما يُسَمَّى بالاستتباعِ:
وهوَ الْمَدْحُ بشيءٍ على وجْهٍ يَسْتَتْبِعُ المدْحَ بشيءٍ آخَرَ، فالاستتباعُ مُخْتَصٌّ بِالمَدْحِ، والإدماجُ يَشْمَلُ الْمَدْحَ وغيرَه؛ ولذا جَعَلَ الاستتباعَ نوعًا من الإدماجِ، ولمْ يَعُدَّهُ قِسمًا برأسِه، كقولِ الخُوارزميِّ:
سَمْحُ البَديهةِ ليسَ يُمْسِكُ لفْظَه = فكأنَّما ألفاظُه منْ مالِهِ
فإنَّهُ مَدَحَه بطَلاقَةِ اللسانِ بالقَصْدِ الأوَّلِ؛ لأنَّهُ المعنى المسوقُ لهُ الكلامُ، لكِنْ على وجْهٍ استَتْبَعَ مدحَه بالكرَمِ، فإنَّهُ لَمَّا جَعَلَ ألفاظَهُ مُشَبَّهًا بمَالِهِ بعدَما حَكَمَ على تلكَ الألفاظِ أنَّ الممدوحَ لا يُمْسِكُها، عُلِمَ منهُ أنَّهُ كريمٌ لا يُمْسِكُ المالَ، فالمدْحُ بالكرَمِ معنًى مُسْتَتْبِعٌ للمدْحِ بطَلَاقَةِ اللسانِ .
9- مراعاةُ النظيرِ:
هيَ جَمْعُ أمرٍ وما يُنَاسِبُه، سواءٌ كانَ واحدًا أوْ مُتَعَدِّدًا، بشرْطِ أنْ يكونَ التناسُبُ لا بالتضَادِّ والتقابُلِ كما في الطِّبَاقِ، بلْ بالتوافُقِ بأنْ يكونَ بينَهما مصاحبَةٌ في الإدراكِ، أوْ مناسَبَةٌ في الشكْلِ وما أَشْبَهَ ذلكَ، كقولِه:
فقدْ جَمَعَ بينَ الْجَدِّ والعَمِّ والخالِ، ومعانيها المتبادَرَةُ منها متناسِبَةٌ قَطْعًا، وإنْ كانَ ما هوَ المرادُ ههنا من المعاني ليسَ بينَها تناسُبٌ بشيءٍ منْ أوْجُهِ التناسُبِ من التقارُنِ في الإدراكِ أو المناسَبَةِ في الشكْلِ أوْ نحوَ ذلكَ، كيفَ والمرادُ ههنا بالأوَّلِ، أي الْجَدِّ، الحَظُّ، وبالثاني، أي العَمِّ، عامَّةُ الناسِ، وبالثالثِ، أي الخالِ، الظنُّ. ومن الظاهِرِ أنَّهُ ليسَ بينَ هذه المعاني تناسُبٌ بوجْهٍ منْ وجوهِ التناسُبِ، فعُلِمَ منْ هذا أنَّ الْمُرادَ بتَنَاسُبِ المعاني في مُراعاةِ النظيرِ ليسَ هوَ تَنَاسُبُ المعاني المرادةِ في الحالِ، بلْ مُطْلَقًا سواءٌ كانتْ تلكَ المعاني مُرادَةً في الحالِ أوْ لا .
غَما شرح دروس البلاغة لفضيلة الشيخ: محمد الحسن الددو الشنقيطي (مفرغ)
ثم من المحسنات كذلك- المعنوية مراعاة النظير, والنظير فعيل, مشتقة من النظر, أي: الشيء الذي ينظر إلى آخر ويقابله, فهذا نظير لهذا, أي: ينظر إليه, وهو مشعر بالتساوي, والتناظر التساوي،مثلا تناظروا في الصف, أي: تساووا فيه, وقاموا على وتيرة واحدة, والمقصود هنا بمراعاة النظير جمع الشيء مع نظيره, أن يجمع الشيء مع ما يناسبه, هي جميع أمر وما يناسبه, والمناسبة أنواع.
فقال: لا للتضاد, فلا يقصد بالمناسبة هنا مناسبة الضدية, فتلك هي المقابلة التي سبقت:{فليضحكوا قليلاً وليبكوا كثيراً} فليضحكوا يقابلها فليبكوا, هي ضدها, وكثيراً ضدها قليلاً، لكن هذا مناسبته المضادة،نحن هنا نريد عكس ذلك أن تكون المناسبة للموافقة لا للمضادة, فهذا الذي يسمى مراعاة النظير, وذلك مثل قول الشاعر:
والطل في سلك الغصون كلؤلؤ = رطب يصافحة النسيم فيسقط
والطير تقرأ والغدير صحيفة = والريح تكتب والغمام ينقِّط
فهنا قوله: (والطل في سلك الغصون كلؤلؤ), السلك يناسبه اللؤلؤ, (رطب يصافحه النسيم فيسقط)، (والطير يقرأ), والقراءة تناسبها الصحيفة؛ لذلك قال: (والغدير صحيفة), (والريح تكتب) والكتابة يناسبها التنقيط, فقال: (والغمام ينقط), فهذا من مراعاة النظير, (الطل)هو بدايات المطر, هو الرش الخفيف، (في سلك الغصون) شبه الغصون وما فيها من الثمر والكزبرة في بدايتها كأنها خرز تنضمه، هذه الغصون (كلؤلؤة) فالغصن الواحد فيه خرز من الماء، مثل اللؤلؤ، فهذا الماء الذي اجتمع وجمعته الغصون يكون لونه كلون اللؤلؤ في صفأه (كلؤلؤ رطب) أصل الماء رطب، واللؤلؤ في أصله قد يكون كذلك, (يصافحة النسيم) أي: تحركه الرياح، وجعل مس الرياح للأغصان للطفه كالمصافحة باليد، (يصافحه النسيم فيسقط) أي: يتساقط هذا الخرز, خرز الماء يتساقط من نسيم بسبب مسِّ النسم له، (والطير يقرأ) لأن والطير تصدح, وأصوات الطيور دائماً يعتبرها العرب إما مهيجات للبكاء والحزن وإما للسرور، ولذلك يقول أحد الشعراء:
جشىصوت الخلي فقال غنى = ومن رحى بالشجي فقال ناح
الخلي غير الحزين إذا سمع صوت الحمام, يقول: هذا يغني، والشجي الحزين إذا سمع صوته قال هذا يبكي.
شجى: صوت الخلي فقال غنى ومن رحى بالشجي فقال ناح .
وكثيراً ما يطلقون على أصوات الطير البكاء, في كقول أبي فراس الحمداني:
أقول وقد ناحت بقربي حمامة= أيا جارتا هل تشعرين بحالي
أيا جارتا ما أنصف الدهر بيننا = تعالي أقاسمك الهموم تعالي
أيضحك مأسور وتبكي طليقة = ويسكت محزون ويندب سالي
فلأنه هو حزين سمع صوتها فظنه بكاء، ومثل ذلك قول الآخر:
ألم تسمعي أي بعد في رونق الضحى = بكاء حمامات لهن هدير
تجاوبنا في(غير مسموع) مرجحِّنة = من السدر روَّاها المصيف غدير
فهيجن لي أشواق جوننوإنما = يهيج هوى جونن علاَّ يسير
وهذه الأبيات من أبيات العرب التي تشتهر لأنها يمكن قراءتها بهذه القافية وبقافية أخرى, فيمكن أن تقرأها:
ألم تسمعي أي بعد في رونق الضحى = بكاء حمامات لهن هدير
باللام تجاوبنا في(غير مسموع) مرجحنة من السدر روَّاهاالمصيف مسيل
فهيجن لي أشواق جوننوإنما = يهيج هوى جونن علاَّ قليل
بدل (يسير)، فتقرأ باللام والراء
وكذلك قول الآخر:
تذكرني أم العلاء حمائم = تجاوبن إن مالت بهن غصون
تمنع ظلاً ريش ثم من الندى = وتخضر مما حولكن فنون
ألا يا حماماتٍ إذا عدن عودة = فإني إلى أصواتكن حزين
فعدن فلما عدن كدنيمتنني = وكدت بأسرار لهن أبين
وعدن بقرقار الهدير كأنما = شربن الحميَّاء أو بهن جنون
الحمياء: الخمر
وعدن بقرقار الهدير كأنما = شربن الحمياء أو بهن جنون
فلم ترعيني مثلهن حمائم = بكين ولم تدمع لهن عيون.
مُ يُنَقِّطُ
///*** ولكم بعض الابيات الشعرية وما رايكم فيها**//// منقولة*** الإدماج والاستتباع ومراعاة النظير
7- الإدماجُ: أنْ يُضَمَّنَ كَلامٌ سِيقَ لمعنًى معنًى آخَرَ، نحوُ قولِ أبي الطَّيِّبِ:
أقَلْبٌ فيهِ أَجْفَـانِي كأنِّي * أَعُدُّ بها على الدَّهْـِـر الذُّنُوبَا
فإنَّهُ ضَمَّنَ وَصْفَ الليلِ بالطُّولِ الشكايةَ من الدَّهْرِ.
8- ومِنَ الإدماجِ ما يُسَمَّى بالاسْتِتْبَاعِ: وهوَ المدْحُ بشيءٍ على وَجْهٍ يَسْتَتْبِعُ المدْحَ بشيءٍ آخَرَ، كقولِ الخُوَارَزْمِيِّ:
سَمْحُ البديهةِ ليْسَ يُمْسِكُ لفْظَهُ * فكأنَّمـا ألفاظُـه منْ مَـالِه
9- مراعاةُ النظيرِ: هيَ جَمْعُ أمْرٍ وما يُناسِبُه لا بالتضادِّ، كقولِه:
إذا صَدَقَ الْجَدُّ افْتَرَى العَمُّ للفَتَى * مكارمَ لا تَخْفَى وإنْ كَذَبَ الخالُ
فقدْ جَمَعَ بينَ الْجَدِّ والعَمِّ والخالِ، والمرادُ بالأوَّلِ الحظُّ، وبالثانِي عامَّةُ الناسِ، وبالثالثِ الظنُّ.
الحواشي النقية للشيخ : محمد علي بن حسين المالكي
4- مراعاةُ النظيرِ (211): هي جَمْعُ أمْرٍ وما يُناسبُه(212) لا بالتضادِّ(213)، كقولِه:
والطَّلُّ(214) في سلْكِ الغُصونِ كلؤلؤٍ = رطْبٍ يُصافحُه النسيمُ فيَسْقُطُ
والطيْرُ يَقرأُ والغديرُ صحيفةٌ = والريحُ تكتبُ والغَمامُ يُنَقِّطُ
________________
(211) قولُه: (مراعاةُ النَّظِيرِ)، ويُسمَّى التناسُبَ والتوفيقَ والائْتِلافَ والتلفيقَ أيضًا.
(212) قولُه: (جمْعُ أمْرٍ وما يُناسبُه)، أي: أنْ يَجْمَعَ بينَ أمرَيْنِ متناسبَيْنِ، أو أمورٍ متناسِبةٍ، فاقتصارُ المصنِّفِ على أمريْنِ؛ لأنَّ ذلكَ أقلُّ ما يَتحقَّقُ فيه المناسَبةُ. دسوقيٌّ.
(213) قولُه: (بالتضادِّ)، أي: بلْ بالتوافُقِ في كونِ ما جُمِعَ من وادٍ واحدٍ لصُحبتِه في إدراكِه، أو لمناسَبتِه في شكلٍ، أو لترتيبِ بعضٍ على بعضٍ، أو ما أَشْبَهَ شيئًا من ذلكَ. وبهذا القيْدِ يَخْرُجُ الطباقُ. ولمَّا كانَ في هذا الجمْعِ رعايةُ الشيءِ مع نظيرِه بشبَهٍ أو مناسَبةٍ سُمِّيَ مراعاةَ النظيرِ. دسوقيٌّ.
(214) قولُه: (والطَّلُّ إلخ)، أتى في البيتِ الأوَّلِ بحسْنِ المناسَبةِ بينَ الطلِّ والغصونِ، والسِّلكِ واللؤلؤِ، والمصافَحَةِ والنسيمِ. وفي البيتِ الثاني بحسْنِ المناسَبةِ بينَ الطيرِ والغديرِ، والريحِ والغمامِ، وبينَ القراءةِ والصحيفةِ، والكتابةِ والنُّقَطِ. ومثلُه قولُ بعضِهم في آلِ النبيِّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ:
أنتم بنُو طه ونونٍ والضُّحَى = وبنو تَبارَكَ في الكتابِ المحْكَمِ
وبنو الأباطِحِ والمشاعِرِ والصَّفَا = والركْنِ والبيتِ العتيقِ وزَمْزَمِ
فأتى في البيتِ الأوَّلِ بحسْنِ المناسَبةِ بينَ أسماءِ السوَرِ، وفي الثاني بحسْنِ المناسَبةِ بينَ الجهاتِ المجازيَّةِ. ومن مراعاةِ النظيرِ ما يُسمِّيهِ بعضُهم تشابُهَ الأطرافِ، وهو أن يُخْتَمَ الكلامُ بما يُناسِبُ ابتداءَهُ، نحوُ: {لاَ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}؛ فإنَّ اللطيفَ يُناسِبُ كونَه غيرَ مدرَكٍ بالأبصارِ، والخبيرَ يُناسِبُ كونَه مُدرِكًا للأبصارِ؛ لأنَّ الخبيرَ مَن له العلْمُ بالخفيَّاتِ، ومن جُملةِ الخفيَّاتِ بلِ الظواهرِ الأبصارُ فيُدرِكُها.
ويَلحَقُ بمراعاةِ النظيرِ إيهامُ التناسُبِ، وهو أن يُجمَعَ بيْنَ معنييْنِ غيرِ متناسِبَيْنِ بلفظيْنِ لهما مَعنيانِ متناسِبانِ وإنْ لم يكونا مقصودَيْنِ في الكلامِ، نحوُ: {الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسجُدَانِ}، أي يَنقادانِ للَّهِ تعالى فيما خُلِقَا له، فالنجْمُ هنا وإن كان بمعنى النباتِ الذي يَنْجُمُ أي يَظهَرُ من الأرضِ لا ساقَ له كالبُقولِ، وهو لا يناسِبُ الشمسَ والقمرَ، لكنَّه قد يكونُ بمعنى الكوكبِ وهو مناسِبٌ لهما.
#3
دروسُ البلاغةِ الصُّغْرى
مراعاةُ النظيرِ: هيَ جَمْعُ أمْرٍ وما يُناسِبُه لا بالتضادِّ، كقولِه:
وَالطَّلُّ في سِلْكِ الغُصونِ كلُؤْلُؤٍ = رَطْبٍ يُصافِحُه النسيمُ فيَسقُطُ
والطيرُ يَقرأُ والْغَديرُ صَحيفةٌ = والريحُ تَكْتُبُ والْغَمامُ يُنَقِّطُ
شموس البراعة للشيخ: أبو الفضائل محمد فضل حق الرامفوري
7- الإدماجُ:
أنْ يُضَمَّنَ كلامٌ سِيقَ لمعنًى معنًى آخَرَ، أيْ: أنْ يَجْعَلَ المتكلِّمُ الكلامَ الذي سِيقَ لمعنًى مُتَضَمِّنًا لمعنًى، فيكونُ المعنى الآخَرُ ملفوفًا في الكلامِ وداخلًا فيه، ولذلكَ سُمِّيَ بالإدماجِ؛ لأنَّ الإدماجَ في اللغةِ اللفُّ والإدخالُ، يُقالُ: أَدْمَجَ الشيءَ في ثوبِه، إذا لَفَّهُ وأَدْخَلَهُ فيهِ، نحوَ قولِ أبي الطَّيِّبِ:
( أُقَلِّبُ فيهِ )، أيْ: ذلكَ الليلِ، (أَجْفَانِي كأنِّي * أَعُدُّ بها)، أيْ: بالأجفانِ منْ جهةِ حَرَكَتِها، (على الدَّهْرِ الذُّنُوبَا) ، أيْ: ذنوبَ الدهْرِ عَلَيَّ منْ تفريقِه بيني وبينَ الأحِبَّةِ، ومنْ عَدَمِ استقامةِ الحالِ وغيرِ ذلكَ، فجَعَلَ أجفانَهُ كالسِّبْحَةِ حيثُ يَعُدُّ بكلِّ حركةٍ منْ حركاتِها ذَنْبًا منْ ذنوبِ الدهْرِ، وفيهِ إشارةٌ إلى كَثْرةِ هذا التقليبِ للعِلْمِ بكثرةِ الذنوبِ التي يَعُدُّها على الدَّهْرِ؛ فإنَّهُ قَصَدَ منْ هذا الكلامِ وَصْفَ الليلِ بالطُّولِ معَ السهَرِ، وهوَ المعنى الذي سِيقَ لهُ الكلامُ، وضَمَّنَ هذا، أيْ وَصْفَ الليلِ بالطُّولِ معَ السهَرِ الذي يَظْهَرُ معهُ ، الطُّولَ الشكايةَ من الدهْرِ، فتلكَ الشكايةُ هيَ المعنى الْمُضَمَّنُ الغيرُ المسوقِ لأجلِها الكلامُ، وبها حَصَلَ الإدماجُ .
8- ومن الإدماجِ ما يُسَمَّى بالاستتباعِ:
وهوَ الْمَدْحُ بشيءٍ على وجْهٍ يَسْتَتْبِعُ المدْحَ بشيءٍ آخَرَ، فالاستتباعُ مُخْتَصٌّ بِالمَدْحِ، والإدماجُ يَشْمَلُ الْمَدْحَ وغيرَه؛ ولذا جَعَلَ الاستتباعَ نوعًا من الإدماجِ، ولمْ يَعُدَّهُ قِسمًا برأسِه، كقولِ الخُوارزميِّ:
سَمْحُ البَديهةِ ليسَ يُمْسِكُ لفْظَه = فكأنَّما ألفاظُه منْ مالِهِ
فإنَّهُ مَدَحَه بطَلاقَةِ اللسانِ بالقَصْدِ الأوَّلِ؛ لأنَّهُ المعنى المسوقُ لهُ الكلامُ، لكِنْ على وجْهٍ استَتْبَعَ مدحَه بالكرَمِ، فإنَّهُ لَمَّا جَعَلَ ألفاظَهُ مُشَبَّهًا بمَالِهِ بعدَما حَكَمَ على تلكَ الألفاظِ أنَّ الممدوحَ لا يُمْسِكُها، عُلِمَ منهُ أنَّهُ كريمٌ لا يُمْسِكُ المالَ، فالمدْحُ بالكرَمِ معنًى مُسْتَتْبِعٌ للمدْحِ بطَلَاقَةِ اللسانِ .
9- مراعاةُ النظيرِ:
هيَ جَمْعُ أمرٍ وما يُنَاسِبُه، سواءٌ كانَ واحدًا أوْ مُتَعَدِّدًا، بشرْطِ أنْ يكونَ التناسُبُ لا بالتضَادِّ والتقابُلِ كما في الطِّبَاقِ، بلْ بالتوافُقِ بأنْ يكونَ بينَهما مصاحبَةٌ في الإدراكِ، أوْ مناسَبَةٌ في الشكْلِ وما أَشْبَهَ ذلكَ، كقولِه:
إذا صَدَقَ الْجَدُّ افْتَرَى الْعَمُّ للْفَتَى = مَكارِمَ لا تَخْفَى وإنْ كَذَبَ الخالُ
فقدْ جَمَعَ بينَ الْجَدِّ والعَمِّ والخالِ، ومعانيها المتبادَرَةُ منها متناسِبَةٌ قَطْعًا، وإنْ كانَ ما هوَ المرادُ ههنا من المعاني ليسَ بينَها تناسُبٌ بشيءٍ منْ أوْجُهِ التناسُبِ من التقارُنِ في الإدراكِ أو المناسَبَةِ في الشكْلِ أوْ نحوَ ذلكَ، كيفَ والمرادُ ههنا بالأوَّلِ، أي الْجَدِّ، الحَظُّ، وبالثاني، أي العَمِّ، عامَّةُ الناسِ، وبالثالثِ، أي الخالِ، الظنُّ. ومن الظاهِرِ أنَّهُ ليسَ بينَ هذه المعاني تناسُبٌ بوجْهٍ منْ وجوهِ التناسُبِ، فعُلِمَ منْ هذا أنَّ الْمُرادَ بتَنَاسُبِ المعاني في مُراعاةِ النظيرِ ليسَ هوَ تَنَاسُبُ المعاني المرادةِ في الحالِ، بلْ مُطْلَقًا سواءٌ كانتْ تلكَ المعاني مُرادَةً في الحالِ أوْ لا .
شرح دروس البلاغة لفضيلة الشيخ: محمد الحسن الددو الشنقيطي (مفرغ)
ثم من المحسنات كذلك- المعنوية مراعاة النظير, والنظير فعيل, مشتقة من النظر, أي: الشيء الذي ينظر إلى آخر ويقابله, فهذا نظير لهذا, أي: ينظر إليه, وهو مشعر بالتساوي, والتناظر التساوي،مثلا تناظروا في الصف, أي: تساووا فيه, وقاموا على وتيرة واحدة, والمقصود هنا بمراعاة النظير جمع الشيء مع نظيره, أن يجمع الشيء مع ما يناسبه, هي جميع أمر وما يناسبه, والمناسبة أنواع.
فقال: لا للتضاد, فلا يقصد بالمناسبة هنا مناسبة الضدية, فتلك هي المقابلة التي سبقت:{فليضحكوا قليلاً وليبكوا كثيراً} فليضحكوا يقابلها فليبكوا, هي ضدها, وكثيراً ضدها قليلاً، لكن هذا مناسبته المضادة،نحن هنا نريد عكس ذلك أن تكون المناسبة للموافقة لا للمضادة, فهذا الذي يسمى مراعاة النظير, وذلك مثل قول الشاعر:
والطل في سلك الغصون كلؤلؤ = رطب يصافحة النسيم فيسقط
والطير تقرأ والغدير صحيفة = والريح تكتب والغمام ينقِّط
فهنا قوله: (والطل في سلك الغصون كلؤلؤ), السلك يناسبه اللؤلؤ, (رطب يصافحه النسيم فيسقط)، (والطير يقرأ), والقراءة تناسبها الصحيفة؛ لذلك قال: (والغدير صحيفة), (والريح تكتب) والكتابة يناسبها التنقيط, فقال: (والغمام ينقط), فهذا من مراعاة النظير, (الطل)هو بدايات المطر, هو الرش الخفيف، (في سلك الغصون) شبه الغصون وما فيها من الثمر والكزبرة في بدايتها كأنها خرز تنضمه، هذه الغصون (كلؤلؤة) فالغصن الواحد فيه خرز من الماء، مثل اللؤلؤ، فهذا الماء الذي اجتمع وجمعته الغصون يكون لونه كلون اللؤلؤ في صفأه (كلؤلؤ رطب) أصل الماء رطب، واللؤلؤ في أصله قد يكون كذلك, (يصافحة النسيم) أي: تحركه الرياح، وجعل مس الرياح للأغصان للطفه كالمصافحة باليد، (يصافحه النسيم فيسقط) أي: يتساقط هذا الخرز, خرز الماء يتساقط من نسيم بسبب مسِّ النسم له، (والطير يقرأ) لأن والطير تصدح, وأصوات الطيور دائماً يعتبرها العرب إما مهيجات للبكاء والحزن وإما للسرور، ولذلك يقول أحد الشعراء:
جشىصوت الخلي فقال غنى = ومن رحى بالشجي فقال ناح
الخلي غير الحزين إذا سمع صوت الحمام, يقول: هذا يغني، والشجي الحزين إذا سمع صوته قال هذا يبكي.
شجى: صوت الخلي فقال غنى ومن رحى بالشجي فقال ناح .
وكثيراً ما يطلقون على أصوات الطير البكاء, في كقول أبي فراس الحمداني:
أقول وقد ناحت بقربي حمامة= أيا جارتا هل تشعرين بحالي
أيا جارتا ما أنصف الدهر بيننا = تعالي أقاسمك الهموم تعالي
أيضحك مأسور وتبكي طليقة = ويسكت محزون ويندب سالي
فلأنه هو حزين سمع صوتها فظنه بكاء، ومثل ذلك قول الآخر:
ألم تسمعي أي بعد في رونق الضحى = بكاء حمامات لهن هدير
تجاوبنا في(غير مسموع) مرجحِّنة = من السدر روَّاها المصيف غدير
فهيجن لي أشواق جوننوإنما = يهيج هوى جونن علاَّ يسير
وهذه الأبيات من أبيات العرب التي تشتهر لأنها يمكن قراءتها بهذه القافية وبقافية أخرى, فيمكن أن تقرأها:
ألم تسمعي أي بعد في رونق الضحى = بكاء حمامات لهن هدير
باللام تجاوبنا في(غير مسموع) مرجحنة من السدر روَّاهاالمصيف مسيل
فهيجن لي أشواق جوننوإنما = يهيج هوى جونن علاَّ قليل
بدل (يسير)، فتقرأ باللام والراء
وكذلك قول الآخر:
تذكرني أم العلاء حمائم = تجاوبن إن مالت بهن غصون
تمنع ظلاً ريش ثم من الندى = وتخضر مما حولكن فنون
ألا يا حماماتٍ إذا عدن عودة = فإني إلى أصواتكن حزين
فعدن فلما عدن كدنيمتنني = وكدت بأسرار لهن أبين
وعدن بقرقار الهدير كأنما = شربن الحميَّاء أو بهن جنون
الحمياء: الخمر
وعدن بقرقار الهدير كأنما = شربن الحمياء أو بهن جنون
فلم ترعيني مثلهن حمائم = بكين ولم تدمع لهن عيون.
(والغدير صحيفة), الغدير في صفحة الماء، الغدير هو ما غادره الماء، ما غادره السيل من الماء, فجعله كالصحيفة البيضاء، (والريح تكتب) تحركه كأنها تكتب عليه، ترقم عليه، (والغمام ينقط) ينزل المطر فهو مثل النقاط إذا نزل في صفحة الغدير, فكأنما ينقط الحروف التي تكتبها الريح.
الإدماج والاستتباع ومراعاة النظير
7- الإدماجُ: أنْ يُضَمَّنَ كَلامٌ سِيقَ لمعنًى معنًى آخَرَ، نحوُ قولِ أبي الطَّيِّبِ:
أقَلْبٌ فيهِ أَجْفَـانِي كأنِّي * أَعُدُّ بها على الدَّهْـِـر الذُّنُوبَا
فإنَّهُ ضَمَّنَ وَصْفَ الليلِ بالطُّولِ الشكايةَ من الدَّهْرِ.
8- ومِنَ الإدماجِ ما يُسَمَّى بالاسْتِتْبَاعِ: وهوَ المدْحُ بشيءٍ على وَجْهٍ يَسْتَتْبِعُ المدْحَ بشيءٍ آخَرَ، كقولِ الخُوَارَزْمِيِّ:
سَمْحُ البديهةِ ليْسَ يُمْسِكُ لفْظَهُ * فكأنَّمـا ألفاظُـه منْ مَـالِه
9- مراعاةُ النظيرِ: هيَ جَمْعُ أمْرٍ وما يُناسِبُه لا بالتضادِّ، كقولِه:
إذا صَدَقَ الْجَدُّ افْتَرَى العَمُّ للفَتَى * مكارمَ لا تَخْفَى وإنْ كَذَبَ الخالُ
فقدْ جَمَعَ بينَ الْجَدِّ والعَمِّ والخالِ، والمرادُ بالأوَّلِ الحظُّ، وبالثانِي عامَّةُ الناسِ، وبالثالثِ الظنُّ.
الحواشي النقية للشيخ : محمد علي بن حسين المالكي
4- مراعاةُ النظيرِ (211): هي جَمْعُ أمْرٍ وما يُناسبُه(212) لا بالتضادِّ(213)، كقولِه:
والطَّلُّ(214) في سلْكِ الغُصونِ كلؤلؤٍ = رطْبٍ يُصافحُه النسيمُ فيَسْقُطُ
والطيْرُ يَقرأُ والغديرُ صحيفةٌ = والريحُ تكتبُ والغَمامُ يُنَقِّطُ
________________
(211) قولُه: (مراعاةُ النَّظِيرِ)، ويُسمَّى التناسُبَ والتوفيقَ والائْتِلافَ والتلفيقَ أيضًا.
(212) قولُه: (جمْعُ أمْرٍ وما يُناسبُه)، أي: أنْ يَجْمَعَ بينَ أمرَيْنِ متناسبَيْنِ، أو أمورٍ متناسِبةٍ، فاقتصارُ المصنِّفِ على أمريْنِ؛ لأنَّ ذلكَ أقلُّ ما يَتحقَّقُ فيه المناسَبةُ. دسوقيٌّ.
(213) قولُه: (بالتضادِّ)، أي: بلْ بالتوافُقِ في كونِ ما جُمِعَ من وادٍ واحدٍ لصُحبتِه في إدراكِه، أو لمناسَبتِه في شكلٍ، أو لترتيبِ بعضٍ على بعضٍ، أو ما أَشْبَهَ شيئًا من ذلكَ. وبهذا القيْدِ يَخْرُجُ الطباقُ. ولمَّا كانَ في هذا الجمْعِ رعايةُ الشيءِ مع نظيرِه بشبَهٍ أو مناسَبةٍ سُمِّيَ مراعاةَ النظيرِ. دسوقيٌّ.
(214) قولُه: (والطَّلُّ إلخ)، أتى في البيتِ الأوَّلِ بحسْنِ المناسَبةِ بينَ الطلِّ والغصونِ، والسِّلكِ واللؤلؤِ، والمصافَحَةِ والنسيمِ. وفي البيتِ الثاني بحسْنِ المناسَبةِ بينَ الطيرِ والغديرِ، والريحِ والغمامِ، وبينَ القراءةِ والصحيفةِ، والكتابةِ والنُّقَطِ. ومثلُه قولُ بعضِهم في آلِ النبيِّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ:
أنتم بنُو طه ونونٍ والضُّحَى = وبنو تَبارَكَ في الكتابِ المحْكَمِ
وبنو الأباطِحِ والمشاعِرِ والصَّفَا = والركْنِ والبيتِ العتيقِ وزَمْزَمِ
فأتى في البيتِ الأوَّلِ بحسْنِ المناسَبةِ بينَ أسماءِ السوَرِ، وفي الثاني بحسْنِ المناسَبةِ بينَ الجهاتِ المجازيَّةِ. ومن مراعاةِ النظيرِ ما يُسمِّيهِ بعضُهم تشابُهَ الأطرافِ، وهو أن يُخْتَمَ الكلامُ بما يُناسِبُ ابتداءَهُ، نحوُ: {لاَ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}؛ فإنَّ اللطيفَ يُناسِبُ كونَه غيرَ مدرَكٍ بالأبصارِ، والخبيرَ يُناسِبُ كونَه مُدرِكًا للأبصارِ؛ لأنَّ الخبيرَ مَن له العلْمُ بالخفيَّاتِ، ومن جُملةِ الخفيَّاتِ بلِ الظواهرِ الأبصارُ فيُدرِكُها.
ويَلحَقُ بمراعاةِ النظيرِ إيهامُ التناسُبِ، وهو أن يُجمَعَ بيْنَ معنييْنِ غيرِ متناسِبَيْنِ بلفظيْنِ لهما مَعنيانِ متناسِبانِ وإنْ لم يكونا مقصودَيْنِ في الكلامِ، نحوُ: {الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسجُدَانِ}، أي يَنقادانِ للَّهِ تعالى فيما خُلِقَا له، فالنجْمُ هنا وإن كان بمعنى النباتِ الذي يَنْجُمُ أي يَظهَرُ من الأرضِ لا ساقَ له كالبُقولِ، وهو لا يناسِبُ الشمسَ والقمرَ، لكنَّه قد يكونُ بمعنى الكوكبِ وهو مناسِبٌ لهما.
دروسُ البلاغةِ الصُّغْرى
مراعاةُ النظيرِ: هيَ جَمْعُ أمْرٍ وما يُناسِبُه لا بالتضادِّ، كقولِه:
وَالطَّلُّ في سِلْكِ الغُصونِ كلُؤْلُؤٍ = رَطْبٍ يُصافِحُه النسيمُ فيَسقُطُ
والطيرُ يَقرأُ والْغَديرُ صَحيفةٌ = والريحُ تَكْ حسن الصياغة للشيخ: محمد ياسين بن عيسى القاداني مراعاةُ النظيرِ هي جمْعُ أمْرٍ وما يُناسِبُه(1) لا بالتَّضادِّ(2)، كقولِه(3):
والطَّلُّ(4) في سِلْكِ الغُصُونِ(5) كلؤلؤٍ = رَطْبٍ(6) يُصافِحُه النسيمُ(7) فيَسْقُطُ(8)
والطيرُ يَقرأُ(9) والغديرُ(10) صحيفةٌ(11) = والريحُ تَكتُبُ(12) والغمامُ(13) يُنَقِّطُ(14)
_____
(1) (مراعاةُ النظيرِ هي جمْعُ أمْرٍ وما يُناسبُه) أي: الجمْعُ بينَ أمرين متناسبَيْن أو أمورٍ متناسِبةٍ.
(2) (لا بالتضادِّ) أي: بل بالتوافقِ في كونِ ما جُمِعَ من وادٍ واحدٍ لصُحبتِه في إدراكٍ أو مناسبتِه في شكْلٍ, أو لتوقُّفِ بعضٍ على بعضٍ أو ما أشبَهَ شيئاً من ذلك وبهذا القدْرِ خرَجَ الطِّباقُ له؛ لأنه جَمَعَ بينَ أمْرَين متَّفِقَيْن فأكثرَ بالتقابُلِ الشاملِ لتقابُلِ التضادِّ, سُمِّيَ هذا الجمْعُ الخاصُّ مراعاةَ النظيرِ؛ لأن فيه رعايةَ الشيءِ مع نظيرِه, أي: شَبَهِهِ, ومناسِبِه ويُسَمَّى أيضاً التناسبَ والتوفيقَ والائتلافَ ويَتحقَّقُ بالجمْعِ إما بينَ أمرين كقولِه تعالى {الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ} فجمَعَ بينَ الشمسِ والقمرِ ولا يَخفى تناسبُهما من حيث تقارنُهما في الخيالِ لكونِ كلٍّ منهما جِسماً نُورانيًّا سماويًّا أو بينَ أمورٍ.
(3) (كقولِه) أي: الشاعرِ.
(4) (والطَّلُّ) بفتحِ الطاءِ المهمَلةِ, هو المطَرُ الخفيفُ حالةَ كونِه.
(5) (في سِلْكِ الغصونِ) جمْعُ غُصْنِ الشجرةِ.
(6) (كلؤلؤٍ رَطْبٍ) بفتحِ الراءِ وسكونِ الطاءِ المهمَلةِ وهو خلافُ اليابسِ الجافِّ.
(7) (يُصافِحُه النسيمُ) نوعٌ من الريحِ, وهي الريحُ الليِّنةُ التي لا تُحَرِّكُ شجراً ولا تُعْفي أثَراً.
(8) (فيَسقُطُ) أي: إلى الأرضِ.
(9) (والطيرُ يَقرأُ ) أي: يُصَوِّتُ.
(10) (والغديرُ) قطعةٌ من الماءِ يَتْرُكُها السيْلُ.
(11) (صحيفةٌ) أي: كالصحيفةِ التي هي القِرْطَاسُ المكتوبُ.
(12) (والريحُ تَكتبُ) أي: قراءةَ الطيرِ على صحيفةٍ من الغديرِ.
(13) (والغَمامُ) بفتحِ الغَيْنِ المعجَمةِ: السَّحَابُ أو القطعةُ منه.
(14) (يُنَقِّطُ) أي: على تلك الكتابةِ ويَجعلُ لها نُقَطاً من المطَرِ فجَمَعَ في البيتِ الأوَّلِ بينَ الطَّلِّ والغصونِ والنَّسيمِ وهي أمورٌ متناسِبةٌ كما جَمَعَ في البيتِ الثاني بينَ الطيْرِ والغديرِ والريحِ والغَمامِ وهي متناسِباتٌ وبينَ القراءةِ والصحيفةِ والكتابةِ والنُّقطِ وهي متناسِباتٌ.
تُبُ والْشموس البراعة للشيخ: أبو الفضائل محمد فضل حق الرامفوري 7- الإدماجُ:
أنْ يُضَمَّنَ كلامٌ سِيقَ لمعنًى معنًى آخَرَ، أيْ: أنْ يَجْعَلَ المتكلِّمُ الكلامَ الذي سِيقَ لمعنًى مُتَضَمِّنًا لمعنًى، فيكونُ المعنى الآخَرُ ملفوفًا في الكلامِ وداخلًا فيه، ولذلكَ سُمِّيَ بالإدماجِ؛ لأنَّ الإدماجَ في اللغةِ اللفُّ والإدخالُ، يُقالُ: أَدْمَجَ الشيءَ في ثوبِه، إذا لَفَّهُ وأَدْخَلَهُ فيهِ، نحوَ قولِ أبي الطَّيِّبِ:
8- ومن الإدماجِ ما يُسَمَّى بالاستتباعِ:
وهوَ الْمَدْحُ بشيءٍ على وجْهٍ يَسْتَتْبِعُ المدْحَ بشيءٍ آخَرَ، فالاستتباعُ مُخْتَصٌّ بِالمَدْحِ، والإدماجُ يَشْمَلُ الْمَدْحَ وغيرَه؛ ولذا جَعَلَ الاستتباعَ نوعًا من الإدماجِ، ولمْ يَعُدَّهُ قِسمًا برأسِه، كقولِ الخُوارزميِّ:
سَمْحُ البَديهةِ ليسَ يُمْسِكُ لفْظَه = فكأنَّما ألفاظُه منْ مالِهِ
فإنَّهُ مَدَحَه بطَلاقَةِ اللسانِ بالقَصْدِ الأوَّلِ؛ لأنَّهُ المعنى المسوقُ لهُ الكلامُ، لكِنْ على وجْهٍ استَتْبَعَ مدحَه بالكرَمِ، فإنَّهُ لَمَّا جَعَلَ ألفاظَهُ مُشَبَّهًا بمَالِهِ بعدَما حَكَمَ على تلكَ الألفاظِ أنَّ الممدوحَ لا يُمْسِكُها، عُلِمَ منهُ أنَّهُ كريمٌ لا يُمْسِكُ المالَ، فالمدْحُ بالكرَمِ معنًى مُسْتَتْبِعٌ للمدْحِ بطَلَاقَةِ اللسانِ .
9- مراعاةُ النظيرِ:
هيَ جَمْعُ أمرٍ وما يُنَاسِبُه، سواءٌ كانَ واحدًا أوْ مُتَعَدِّدًا، بشرْطِ أنْ يكونَ التناسُبُ لا بالتضَادِّ والتقابُلِ كما في الطِّبَاقِ، بلْ بالتوافُقِ بأنْ يكونَ بينَهما مصاحبَةٌ في الإدراكِ، أوْ مناسَبَةٌ في الشكْلِ وما أَشْبَهَ ذلكَ، كقولِه:
فقدْ جَمَعَ بينَ الْجَدِّ والعَمِّ والخالِ، ومعانيها المتبادَرَةُ منها متناسِبَةٌ قَطْعًا، وإنْ كانَ ما هوَ المرادُ ههنا من المعاني ليسَ بينَها تناسُبٌ بشيءٍ منْ أوْجُهِ التناسُبِ من التقارُنِ في الإدراكِ أو المناسَبَةِ في الشكْلِ أوْ نحوَ ذلكَ، كيفَ والمرادُ ههنا بالأوَّلِ، أي الْجَدِّ، الحَظُّ، وبالثاني، أي العَمِّ، عامَّةُ الناسِ، وبالثالثِ، أي الخالِ، الظنُّ. ومن الظاهِرِ أنَّهُ ليسَ بينَ هذه المعاني تناسُبٌ بوجْهٍ منْ وجوهِ التناسُبِ، فعُلِمَ منْ هذا أنَّ الْمُرادَ بتَنَاسُبِ المعاني في مُراعاةِ النظيرِ ليسَ هوَ تَنَاسُبُ المعاني المرادةِ في الحالِ، بلْ مُطْلَقًا سواءٌ كانتْ تلكَ المعاني مُرادَةً في الحالِ أوْ لا .
غَما شرح دروس البلاغة لفضيلة الشيخ: محمد الحسن الددو الشنقيطي (مفرغ)
ثم من المحسنات كذلك- المعنوية مراعاة النظير, والنظير فعيل, مشتقة من النظر, أي: الشيء الذي ينظر إلى آخر ويقابله, فهذا نظير لهذا, أي: ينظر إليه, وهو مشعر بالتساوي, والتناظر التساوي،مثلا تناظروا في الصف, أي: تساووا فيه, وقاموا على وتيرة واحدة, والمقصود هنا بمراعاة النظير جمع الشيء مع نظيره, أن يجمع الشيء مع ما يناسبه, هي جميع أمر وما يناسبه, والمناسبة أنواع.
فقال: لا للتضاد, فلا يقصد بالمناسبة هنا مناسبة الضدية, فتلك هي المقابلة التي سبقت:{فليضحكوا قليلاً وليبكوا كثيراً} فليضحكوا يقابلها فليبكوا, هي ضدها, وكثيراً ضدها قليلاً، لكن هذا مناسبته المضادة،نحن هنا نريد عكس ذلك أن تكون المناسبة للموافقة لا للمضادة, فهذا الذي يسمى مراعاة النظير, وذلك مثل قول الشاعر:
والطل في سلك الغصون كلؤلؤ = رطب يصافحة النسيم فيسقط
والطير تقرأ والغدير صحيفة = والريح تكتب والغمام ينقِّط
فهنا قوله: (والطل في سلك الغصون كلؤلؤ), السلك يناسبه اللؤلؤ, (رطب يصافحه النسيم فيسقط)، (والطير يقرأ), والقراءة تناسبها الصحيفة؛ لذلك قال: (والغدير صحيفة), (والريح تكتب) والكتابة يناسبها التنقيط, فقال: (والغمام ينقط), فهذا من مراعاة النظير, (الطل)هو بدايات المطر, هو الرش الخفيف، (في سلك الغصون) شبه الغصون وما فيها من الثمر والكزبرة في بدايتها كأنها خرز تنضمه، هذه الغصون (كلؤلؤة) فالغصن الواحد فيه خرز من الماء، مثل اللؤلؤ، فهذا الماء الذي اجتمع وجمعته الغصون يكون لونه كلون اللؤلؤ في صفأه (كلؤلؤ رطب) أصل الماء رطب، واللؤلؤ في أصله قد يكون كذلك, (يصافحة النسيم) أي: تحركه الرياح، وجعل مس الرياح للأغصان للطفه كالمصافحة باليد، (يصافحه النسيم فيسقط) أي: يتساقط هذا الخرز, خرز الماء يتساقط من نسيم بسبب مسِّ النسم له، (والطير يقرأ) لأن والطير تصدح, وأصوات الطيور دائماً يعتبرها العرب إما مهيجات للبكاء والحزن وإما للسرور، ولذلك يقول أحد الشعراء:
جشىصوت الخلي فقال غنى = ومن رحى بالشجي فقال ناح
الخلي غير الحزين إذا سمع صوت الحمام, يقول: هذا يغني، والشجي الحزين إذا سمع صوته قال هذا يبكي.
شجى: صوت الخلي فقال غنى ومن رحى بالشجي فقال ناح .
وكثيراً ما يطلقون على أصوات الطير البكاء, في كقول أبي فراس الحمداني:
أقول وقد ناحت بقربي حمامة= أيا جارتا هل تشعرين بحالي
أيا جارتا ما أنصف الدهر بيننا = تعالي أقاسمك الهموم تعالي
أيضحك مأسور وتبكي طليقة = ويسكت محزون ويندب سالي
فلأنه هو حزين سمع صوتها فظنه بكاء، ومثل ذلك قول الآخر:
ألم تسمعي أي بعد في رونق الضحى = بكاء حمامات لهن هدير
تجاوبنا في(غير مسموع) مرجحِّنة = من السدر روَّاها المصيف غدير
فهيجن لي أشواق جوننوإنما = يهيج هوى جونن علاَّ يسير
وهذه الأبيات من أبيات العرب التي تشتهر لأنها يمكن قراءتها بهذه القافية وبقافية أخرى, فيمكن أن تقرأها:
ألم تسمعي أي بعد في رونق الضحى = بكاء حمامات لهن هدير
باللام تجاوبنا في(غير مسموع) مرجحنة من السدر روَّاهاالمصيف مسيل
فهيجن لي أشواق جوننوإنما = يهيج هوى جونن علاَّ قليل
بدل (يسير)، فتقرأ باللام والراء
وكذلك قول الآخر:
تذكرني أم العلاء حمائم = تجاوبن إن مالت بهن غصون
تمنع ظلاً ريش ثم من الندى = وتخضر مما حولكن فنون
ألا يا حماماتٍ إذا عدن عودة = فإني إلى أصواتكن حزين
فعدن فلما عدن كدنيمتنني = وكدت بأسرار لهن أبين
وعدن بقرقار الهدير كأنما = شربن الحميَّاء أو بهن جنون
الحمياء: الخمر
وعدن بقرقار الهدير كأنما = شربن الحمياء أو بهن جنون
فلم ترعيني مثلهن حمائم = بكين ولم تدمع لهن عيون.
مُ يُنَقِّطُ