بالعدل يتحقق الأمن .............
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته//**نعم ... ونعم .... ثم نعم...... بالعدل يتحقق الأمن //....رضي الله عنك يا امير المؤمنين...
كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يحكم اثنتين وعشرين دولة وهو في المدينة , وكان يرتدى ثياب من الصوف مرقعة ممزقة فيها أربع عشرة رقعة ،ويعيش معيشة فى غاية الزهد و البساطة والتقشف.أرسل " كسرى " ملك فارس رسولا يدعى" المرزبان" إلى عمر ليفاوضه, وكان مع المرزبان وفد مرافق ، وجميعهم يلبسون ملابس فى غاية الفخامة والأناقة مزركشة بالذهب,كيف لا وهم سيقابلون أعظم شخص على وجه الأرض آنذاك ؟كان رئيس الوفد في هم وغم ....كيف يقابل عمر , وكيف يستطيع أن يتكلم إلى عمر ...؟ربما كان يفكر :هل سيكون أمير المؤمنين عمر بن الخطاب مثل حاكم العزيزية موجودا فى قصر محصن بالمعنى الحقيقي للكلمة وهو من الذين باع دينه ووطنه من أجل بقائه على كرسي ملطخ بدماء الابرياء من الشعب المقهور والمغلوب على امره ،وحارب الإسلام والمسلمين لإرضائ اليهود لتوريث بلد عمر المختار لابنه؟،توجه "المرزبان"والوفد المرافق له إلى المدينة المنوّرة عاصمة الدولة الإسلامية ، فلما وصل إليها أخذ يبحث عن قصر الخلافة وهو في شوق الي رؤية ذلك الرجل الذي اهتزت له الدنيا، وعند وصوله سأل:أين قصر عمر ؟ ..... قالوا: لا قصر له..قال: أين حرسه؟ .....قالوا: لا حرس له..سأل عن حصنه، قالوا: ليس له حصن.قال: أين مكانه؟..... قالوا: هذا بيته...فتوجه إلى بيته ،فإذا هو بيت من طين كأبسط بيوت فقراء المسلمين, فطرق على الباب فخرج ابن لـ عمر صغير, فسأله : أين أبوك؟ أين الخليفة؟قال: أبي خرج من عندنا, وقد يكون نائماً في المسجد.كان عمر ينام في الليل والنهار ساعتين, تقول له زوجته: لماذا لا تنام في الليل, تترك النوم في الليل والنهار, فأجاب:" لو نمت في الليل؛ لضاعت نفسي، ولو نمت في النهار؛ لضاعت رعيتي ".قال ابنه: التمسوه في المسجد, خرج إلى المسجد فلم يجده, فبحث عنه مع بعض الصحابة فوجدوه نائماً تحت شجرة, أخذ حجراً تحت رأسه, وأخذ بردته الممزقة وعصاه بجانبه....قال المرزبان مذهولا وهو يهتز: هذا عمر ؟؟؟ قالوا: هذا عمر ..قال: هذا الخليفة؟ قالوا: هذا الخليفة..قال: هذا أمير المؤمنين؟ قالوا: هذا أمير المؤمنين..وقف المرزبان رسول الملك كسرى أمام عمر وهو نائم ،و نظر إليه وقال قولته الشهيرة التى زيّنت مراجع التاريخ :" حكمت فعدلت فأمنت فنمت يا عمر"....وفى ذلك يقول شاعرالنيل حافظ إبراهيم :وَراعَ صاحِبَ كِسرى أَن رَأى عُمَراً ..بَينَ الرَعِيَّةِ عُطلاً وَهوَ راعيهاوَعَهدُهُ بِمُلوكِ الفُرسِ أَنَّ لَها.. سوراً مِنَ الجُندِ وَالأَحراسِ يَحميهارَآهُ مُستَغرِقاً في نَومِهِ فَرَأى.... فيهِ الجَلالَةَ في أَسمى مَعانيهافَوقَ الثَرى تَحتَ ظِلِّ الدَوحِ مُشتَمِلاً ..بِبُردَةٍ كادَ طولُ العَهدِ يُبليهافَهانَ في عَينِهِ ما كانَ يَكبُرُهُ .. مِنَ الأَكاسِرِ وَالدُنيا بِأَيديهاوَقالَ قَولَةَ حَقٍّ أَصبَحَت مَثَلاً .. وَأَصبَحَ الجيلُ بَعدَ الجيلِ يَرويهاأَمِنتَ لَمّا أَقَمتَ العَدلَ بَينَهُمُ .. .فَنِمتُ نَومَ قَريرِ العَينِ هانيهاذلك هو بيت القصيد ...العدل يحقق الأمن .ان هؤلاء الزنادقة لا يريدون لا أمن اجتماعى ولا وحدة وطنية ولا سلام اجتماعي.ونحن معشر جماهير المسلمين - لهم بالمرصاد.و "إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ "الفجر14صدق الله العظيم.