الفلكلور الفلسطيني
www.youtube.com./watch
الفلكلور الفلسطيني :
الموسيقى
ليس غريبا إذا قلنا بأن أجمل الموسيقى بكل التي تأتي من الحرمان الملموس مثل النظر والسمع ، فقد كان بيتهوفن أصم ومع ذلك عزف وأدمى القلوب وكذلك كان سيد مكاوي اعمى فعزف و حرك مشاعر الكثيرين، وكانت هيلين ليلى " صماء عمياء وبكماء وعزفت وأبكت وأثارت احاسيس الكثيرين.
فما بال الناس بعازف ليس له وطن أي فقد كل اتصالاته بأهله وعالمه وأرضه وحرم صفة المواطن
.له أوتارا حنونة
.تعزف ثورة مجنونة
.يدمي قلوبا مكنونة
فلعل أجمل الأغاني التي عزفتها أنامل الموسيقيين الفلسطينيين هي ككل المعزوفة التي يرددها بكل مكان
هدهدة فوق رأس طفل ليغفو يحلم بوطنه يتدلى وترويدة أم مفارقة لأحبائها في العالم ليس بعيد واهزوجة أطفال في أزقات المنفى المترامي واناشيد الصباح الأولى في باصات المدرسة وتنهيد الرجال الحارهة في معمعة الضياع والتشرد الهادفة إلى تحقيق المأول … ولعل الصبغة الفلسطينية البحتة واللتي طفت على اللحن في الأغنية الفلسطينية جعلتها تتربع عرش الأغني الشامية والتي شملت ( فلسطين - سوريا ولبنان ) وقسم من شرق الأردن
وهو وان كل على شيء انما يدل على العمق الملموس لغنى هذه المناطق باللون المتعارف عليه في في بلاد الشام والذي استخوذ على نفس اللحن على نفس اللحن وتداول في جميع البلدان وانما مصدرة . والأساسي هو منطقة الجليل الفلسطينية والتي عرفت كنبع الصالة العربية من حيث العادات والتقاليد - الأغاني والأناشيد - واللباس
:اللحن المتعارف عليه مثل
يا زيف الطول - الدلعونا - جفرا - سكابا - العتابا والميجنا - يا غزيل - يا علا
كل هذه اللحان مستقاة من النغم الفلسطيني المشدود بحبل وثيق بالأرض.
وقد لمع بالغربة وداخل فلسطين موسيقيون لهم وزنهم وذاع صيتهم في أرجاء البلاد العربية. فكما اسعمرت فلسطين فقد استعمرت الموهبة واحتكر الحسن الفلسطيني واذيبت في انامله المحزوفة الحالمه
——————————————————————
أغاني :
إذا كان لكل شعب خصائصه المؤكدة التي تتجسد حتمًا في ثقافته فلابد من التأكيد أيضًا على أن الظروف التاريخية تضع بصماتها دائمًا على مزاج شعب ما في مرحلة تاريخية معينة، فإذا عاش شعب ما مثلاً مرحلة تهديد خارجي فترة من الزمن فإنه من الطبيعي أن ينطبع مزاجه العام بحوافز البقاء والدفاع عن النفس كعنصر أول في هذا المزاج.
وإذا كانت المحنة التي مَرَّ بها شعب فلسطين منذ بدايات هذا القرن وحتى يومنا هذا قد أثرت تأثيرًا واضحًا في ثقافته وفي أغانيه كجزء من هذه الثقافة، إلا أن هذا لم يمنع الشعب الفلسطيني أن يصرِّح بأغنيات تعبر عن أحواله المختلفة في الأفراح والأعياد وحتى أثناء العمل والتجارة.
مناسبات الغناء الشعبي :
تتعدد أغراض الغناء الشعبي في فلسطين بين الأعياد والاحتفالات الدينية والأفراح والحماسة، والعمل وكذلك أغاني الروايات والأقاصيص والسير الشعبية.
أغاني الأعراس :
أول التقاليد المتبعة في الأعراس الخِطْبَة، فيجتمع الرجال من أهل العريس والعروس لإعلان القبول، وعندها يتجه إلى بيت العروس موكب كبير من قريبات العروسين والجارات ونساء القرية ويحمل القريبات أطباق القشِّ التي تحمِل عليها السكر والقهوة والكعك.
ويأتي الرجال والنساء من القرى المجاورة للمشاركة، يرحب بهم أهل القرية المضيفة:
ومرحبا يا ضيوف
ميت أهلاً وسهلاً
والغدا خروف
والعشاء علينا
ومرحبا يا أحباب
ميت أهلاً وسهلاً
والغدا كباب
والعشاء علينا
ويرد القادمون التحية:
وإذا كانت المحنة التي مَرَّ بها شعب فلسطين منذ بدايات هذا القرن وحتى يومنا هذا قد أثرت تأثيرًا واضحًا في ثقافته وفي أغانيه كجزء من هذه الثقافة، إلا أن هذا لم يمنع الشعب الفلسطيني أن يصرِّح بأغنيات تعبر عن أحواله المختلفة في الأفراح والأعياد وحتى أثناء العمل والتجارة. وإذا كانت المحنة التي مَرَّ بها شعب فلسطين منذ بدايات هذا القرن وحتى يومنا هذا قد أثرت تأثيرًا واضحًا في ثقافته وفي أغانيه كجزء من هذه الثقافة، إلا أن هذا لم يمنع الشعب الفلسطيني أن يصرِّح بأغنيات تعبر عن أحواله المختلفة في الأفراح والأعياد وحتى أثناء العمل والتجارة.
مناسبات الغناء الشعبي :
تتعدد أغراض الغناء الشعبي في فلسطين بين الأعياد والاحتفالات الدينية والأفراح والحماسة، والعمل وكذلك أغاني الروايات والأقاصيص والسير الشعبية.
أغاني الاحتفالات الدينية لا تخلو الاحتفالات الدينية المختلفة من ألوان الغناء الشعبي كالاحتفالات بالعيدين وشهر رمضان الذي يغنون فيه:
لولا فلان ما جينا
حلوا الكيس واعطونا
واعطونا حلا وأنّا
صحنين بقلاوة
أغاني العمل
تُعَدُّ أغاني العمل مثل أغاني الأعراس والاحتفالات الدينية مجالاً يشير إلى شمول التعبير الغنائي كل مجالات النشاط الإنساني للشعب الفلسطيني أو معظمها، فتكاد لا توجد مهنة إلا يعبر عنها بالغناء.
أغاني الأرض
كأغنية استسقاء المطر
بنطلب منك مطر يا رب ما هو بطر
بنطلب منك مَيَّه يا رب ما هو غيًّة
تنسقي حلق القطة يا رب نقطة نقطة
حتى نسقي هالبقر يا رب مطر مطر
حتى نسقي هالجحاش يا رب رشاش رشاش
أغاني البنَّائين :
عندما تضرب الضربة الأولى في حفر أُسُسِ البيت في المناطق الريفية يندفع الجميع إلى العمل والغناء:
صلي عَ الزِّين الهادي ومعانا مدوا الأيادي
تتنوع الأغاني الشعبية الفلسطينية في مضامينها ومناسباتها وأغراضها، وكذلك في أشكالها الفنية، ولعل أبرز الأغاني الشعبية تنحصر في الأشكال الآتية
الموال بقِسْمَيه: العتابا، والميجانا.
القصائد الشعبية أو الشروقيات.
أغاني الدَّبكة.
الحداء.
أغاني الزفة ومنها ما هو خاص بالرجال، ومنها ما هو خاص بالنساء.
الزَّجل بأنواعه.
أولاً: الموَّال
: وهو لون من ألوان الغناء الشعبي واسع الانتشار في فلسطين وفي بلاد الشام وينتشر في الأرياف، حيث يتغنى به الرعاة والحرَّاثون والحصَّادون.
وينقسم الموال من حيث أشكاله إلى قسمين:
أ- العتابا: كلمة مشتقة من العتاب الذي يكثر في هذا النوع من الغناء، ويشكل بيت العتابا وحدة معنوية كاملة، ويعتمد على فن بديعي جميل هو الجناس، وهو أخف لغة وتراكيب من الميجانا، ويقال: إنه نشأ زمن العباسيين حيث أطلق على بعض الأشعار التي غنتها جارية البرامكة عندما نكل بهم هارون الرشيد، بينما يُرْجِع البعض هذا الاسم إلى أن العتاب كان في يوم ما أبرز موضوعات هذه الأغنية. ويتركب بيت العتابا من بيتين أو من أربعة أشطر على أن تكون أعاريض، الأشطر الأول والثاني والثالث قائمة على جناس واحد وتلاعب لفظي، ولعل هذا الأمر من أهم القواعد التي يسير عليها هذا اللون من الغناء، بينما يلتزم الشطر الرابع قافية أخرى مغايرة، ويمهد الموال العتابا بكلمة (أوف)، ويتفنن المغني في تمديد وتمويج صوته حسب قدراته الفنية.
نماذج للعتابا:
وعد بلفور هالْمشؤوم جاير
على الرهبان والإسلام جاير
ملوك الغرب ما فيهم حساب
تناسى العدل وأضحى الظلم جاير
* * *
وفي عتابا أخرى:
ولا عيشة الاستعباد ما أحلى الموت والجهاد
نموت وتحيا فلسطين جاوبه رجاله الأمجاد
* * *
وفي عتابا ثالثة:
على روح شهدا الأوطان اقروا الفاتحة يا إخوان
كل واحد منا عز الدين* وسجل عندك يا زمان
ب - الميجانا:
وهي الشكل الثاني من أشكال الموال وهو لازمة (للعتابا) ويعني في اجتماع أو سهرة كإجراء يهدف إلى تشجيع مغنٍّ خجول ومساعدته في التغلب على خجله فيندفع بعد ذلك للعتابا، وينتشر هذا اللون من الأغاني الشعبية في الريف انتشارًا واسعًا، بحيث نجد أن الرجال والفتيان يحسنون تأدية هذا اللون، وقد يتنافس اثنان أو أكثر في الهجاء أو المحاورة، ويكون دور الجمهور في التصفيق وإظهار الاستحسان للجيد منهما، ويتألف الميجانا من بيت شعر واحد، شطره الأول "يا ميجانا" مكررة ثلاث مرات، بينما يكون شطره الثاني من أية كلمات بشرط أن تتفق مع الشطر الأول في الوزن والقافية.
الله معاهم وين ماراحوا حبايبنا يا ميجانا يا ميجانا يا ميجانا
ويكثر في حروف الميجانا التسكين، بينما يكثر في حروف العتابا، المد والتموج وما عدا ذلك، فالميجانا كالعتابا له قواعد خاصة من حيث التزام فنِّ الجناس، كما نرى في هذا الموال من الميجانا:
قلبي من الأعماق والله حبك يا شجرة الزيتون ما أحلا حَبِّك
لاحظي لجبالك يا شجرة بلادنا مدي غصوني على جسمي وحَبِّك
ثانيًا: القصائد الشعبية (الشروقي)
الشروقي أو القصيد البدوي نوع من القصائد الشعبية الطويلة يلتزم وزنًا شعريًّا واحدًا من أول القصيدة حتى آخرها، ويمتاز هذا اللون بانتشاره الواسع في فلسطين، وتحتوي قصيدة الشروقي على أبيات كثيرة تصل إلى المائة، ولها موضوع واحد يمهِّد له المغني بلفت انتباه السامعين بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أو غير ذلك من المقدمات:
الهاشمي ولد سيد عدنان أول كلامي في مديح محمدا
نهار الإثنين وكنت أنا فرحان ليلة الثاني من ربيع الأمجدا
ثالثًا: الحُداء
والحداء أو الحدو يعني سَوْق الإبل وزجرها للمشي، فمن عادة أهل البادية في رحلاتهم حدو الإبل بالغناء ويعني في مناسبات مختلفة وخاصة الأعراس، ويقترب من الزجل والموشح وترافقه (سَحْجَة) - أي تصفيق على إيقاع معين، فيجتمع الرجال والنساء وينقسمون إلى صفين متقابلين في ساحة القرية والنار في الوسط، فيتحاور حدَّاءان حول موضوع معين ويصفق الجمهور في المضافة أو في ساحة أخرى، ويردد لازمة (يا حلالي يا مالي).
رابعًا: أغاني الدَّبْكة
وينافس هذا اللون من الغناء الأنواع السابقة من حيث شعبيته وشيوعه على أَلْسنة الناس وخاصة (الدلعونا).
والدلعونا عبارة عن لفظة صارت تدل على هذا اللون من الغناء، وربما اشتقت الكلمة من الدلع الذي يلازمها ترافقها الدبكة، ولعل سهولتها وقلة مقاطعها وارتباطها بالأعراس ومناسبات الفرح جعلت الجمهور يتقنها ويؤديها بمهارة.
خامسًا: أغاني الزَّفَّة
وهذه الألوان قديمة العهد، وهي أهازيج جماعية بعضها يؤديه النساء وبعضها الآخر يؤديها الرجال، ويمتاز بالإثارة وتحريك المشاعر
. زين الشباب عريسنا عريسنا زين الشباب
فعندما يخرج العريس في ثيابه الجميلة يحمله رفاقه وينشدون بحماسة هذه الأغاني.
سادسًا: الزَّجل
والزجل أنواع عديدة منها المعنَّى والقرازة والموشح، ولكن هذه الأنواع غزيرة ومتنوعة في لبنان ويصل انتشارها في فلسطين، ولكنها تنتشر في شماله، والزجل ليس معقدًا فكل قول فيه يتكون من أربعة أشطر يتجانس الشطر الأول والثاني والرابع في كلماته الأخيرة، بينما تختلف الأخيرة في الشطر الثالث كما نرى في هذا المثال:
ما بدنا حكي طبول بدنا نحكي وبدنا نقول
وهذا الكلام المعقول بدنا نحرر بلدنا
http://www.youtube.com./watch?v=yVZEeu41PMg
الفلكلور الفلسطيني :
الموسيقى
ليس غريبا إذا قلنا بأن أجمل الموسيقى بكل التي تأتي من الحرمان الملموس مثل النظر والسمع ، فقد كان بيتهوفن أصم ومع ذلك عزف وأدمى القلوب وكذلك كان سيد مكاوي اعمى فعزف و حرك مشاعر الكثيرين، وكانت هيلين ليلى " صماء عمياء وبكماء وعزفت وأبكت وأثارت احاسيس الكثيرين.
فما بال الناس بعازف ليس له وطن أي فقد كل اتصالاته بأهله وعالمه وأرضه وحرم صفة المواطن
.له أوتارا حنونة
.تعزف ثورة مجنونة
.يدمي قلوبا مكنونة
فلعل أجمل الأغاني التي عزفتها أنامل الموسيقيين الفلسطينيين هي ككل المعزوفة التي يرددها بكل مكان
هدهدة فوق رأس طفل ليغفو يحلم بوطنه يتدلى وترويدة أم مفارقة لأحبائها في العالم ليس بعيد واهزوجة أطفال في أزقات المنفى المترامي واناشيد الصباح الأولى في باصات المدرسة وتنهيد الرجال الحارهة في معمعة الضياع والتشرد الهادفة إلى تحقيق المأول … ولعل الصبغة الفلسطينية البحتة واللتي طفت على اللحن في الأغنية الفلسطينية جعلتها تتربع عرش الأغني الشامية والتي شملت ( فلسطين - سوريا ولبنان ) وقسم من شرق الأردن
وهو وان كل على شيء انما يدل على العمق الملموس لغنى هذه المناطق باللون المتعارف عليه في في بلاد الشام والذي استخوذ على نفس اللحن على نفس اللحن وتداول في جميع البلدان وانما مصدرة . والأساسي هو منطقة الجليل الفلسطينية والتي عرفت كنبع الصالة العربية من حيث العادات والتقاليد - الأغاني والأناشيد - واللباس
:اللحن المتعارف عليه مثل
يا زيف الطول - الدلعونا - جفرا - سكابا - العتابا والميجنا - يا غزيل - يا علا
كل هذه اللحان مستقاة من النغم الفلسطيني المشدود بحبل وثيق بالأرض.
وقد لمع بالغربة وداخل فلسطين موسيقيون لهم وزنهم وذاع صيتهم في أرجاء البلاد العربية. فكما اسعمرت فلسطين فقد استعمرت الموهبة واحتكر الحسن الفلسطيني واذيبت في انامله المحزوفة الحالمه
——————————————————————
أغاني :
إذا كان لكل شعب خصائصه المؤكدة التي تتجسد حتمًا في ثقافته فلابد من التأكيد أيضًا على أن الظروف التاريخية تضع بصماتها دائمًا على مزاج شعب ما في مرحلة تاريخية معينة، فإذا عاش شعب ما مثلاً مرحلة تهديد خارجي فترة من الزمن فإنه من الطبيعي أن ينطبع مزاجه العام بحوافز البقاء والدفاع عن النفس كعنصر أول في هذا المزاج.
وإذا كانت المحنة التي مَرَّ بها شعب فلسطين منذ بدايات هذا القرن وحتى يومنا هذا قد أثرت تأثيرًا واضحًا في ثقافته وفي أغانيه كجزء من هذه الثقافة، إلا أن هذا لم يمنع الشعب الفلسطيني أن يصرِّح بأغنيات تعبر عن أحواله المختلفة في الأفراح والأعياد وحتى أثناء العمل والتجارة.
مناسبات الغناء الشعبي :
تتعدد أغراض الغناء الشعبي في فلسطين بين الأعياد والاحتفالات الدينية والأفراح والحماسة، والعمل وكذلك أغاني الروايات والأقاصيص والسير الشعبية.
أغاني الأعراس :
أول التقاليد المتبعة في الأعراس الخِطْبَة، فيجتمع الرجال من أهل العريس والعروس لإعلان القبول، وعندها يتجه إلى بيت العروس موكب كبير من قريبات العروسين والجارات ونساء القرية ويحمل القريبات أطباق القشِّ التي تحمِل عليها السكر والقهوة والكعك.
ويأتي الرجال والنساء من القرى المجاورة للمشاركة، يرحب بهم أهل القرية المضيفة:
ومرحبا يا ضيوف
ميت أهلاً وسهلاً
والغدا خروف
والعشاء علينا
ومرحبا يا أحباب
ميت أهلاً وسهلاً
والغدا كباب
والعشاء علينا
ويرد القادمون التحية:
وإذا كانت المحنة التي مَرَّ بها شعب فلسطين منذ بدايات هذا القرن وحتى يومنا هذا قد أثرت تأثيرًا واضحًا في ثقافته وفي أغانيه كجزء من هذه الثقافة، إلا أن هذا لم يمنع الشعب الفلسطيني أن يصرِّح بأغنيات تعبر عن أحواله المختلفة في الأفراح والأعياد وحتى أثناء العمل والتجارة. وإذا كانت المحنة التي مَرَّ بها شعب فلسطين منذ بدايات هذا القرن وحتى يومنا هذا قد أثرت تأثيرًا واضحًا في ثقافته وفي أغانيه كجزء من هذه الثقافة، إلا أن هذا لم يمنع الشعب الفلسطيني أن يصرِّح بأغنيات تعبر عن أحواله المختلفة في الأفراح والأعياد وحتى أثناء العمل والتجارة.
مناسبات الغناء الشعبي :
تتعدد أغراض الغناء الشعبي في فلسطين بين الأعياد والاحتفالات الدينية والأفراح والحماسة، والعمل وكذلك أغاني الروايات والأقاصيص والسير الشعبية.
أغاني الاحتفالات الدينية لا تخلو الاحتفالات الدينية المختلفة من ألوان الغناء الشعبي كالاحتفالات بالعيدين وشهر رمضان الذي يغنون فيه:
لولا فلان ما جينا
حلوا الكيس واعطونا
واعطونا حلا وأنّا
صحنين بقلاوة
أغاني العمل
تُعَدُّ أغاني العمل مثل أغاني الأعراس والاحتفالات الدينية مجالاً يشير إلى شمول التعبير الغنائي كل مجالات النشاط الإنساني للشعب الفلسطيني أو معظمها، فتكاد لا توجد مهنة إلا يعبر عنها بالغناء.
أغاني الأرض
كأغنية استسقاء المطر
بنطلب منك مطر يا رب ما هو بطر
بنطلب منك مَيَّه يا رب ما هو غيًّة
تنسقي حلق القطة يا رب نقطة نقطة
حتى نسقي هالبقر يا رب مطر مطر
حتى نسقي هالجحاش يا رب رشاش رشاش
أغاني البنَّائين :
عندما تضرب الضربة الأولى في حفر أُسُسِ البيت في المناطق الريفية يندفع الجميع إلى العمل والغناء:
صلي عَ الزِّين الهادي ومعانا مدوا الأيادي
تتنوع الأغاني الشعبية الفلسطينية في مضامينها ومناسباتها وأغراضها، وكذلك في أشكالها الفنية، ولعل أبرز الأغاني الشعبية تنحصر في الأشكال الآتية
الموال بقِسْمَيه: العتابا، والميجانا.
القصائد الشعبية أو الشروقيات.
أغاني الدَّبكة.
الحداء.
أغاني الزفة ومنها ما هو خاص بالرجال، ومنها ما هو خاص بالنساء.
الزَّجل بأنواعه.
أولاً: الموَّال
: وهو لون من ألوان الغناء الشعبي واسع الانتشار في فلسطين وفي بلاد الشام وينتشر في الأرياف، حيث يتغنى به الرعاة والحرَّاثون والحصَّادون.
وينقسم الموال من حيث أشكاله إلى قسمين:
أ- العتابا: كلمة مشتقة من العتاب الذي يكثر في هذا النوع من الغناء، ويشكل بيت العتابا وحدة معنوية كاملة، ويعتمد على فن بديعي جميل هو الجناس، وهو أخف لغة وتراكيب من الميجانا، ويقال: إنه نشأ زمن العباسيين حيث أطلق على بعض الأشعار التي غنتها جارية البرامكة عندما نكل بهم هارون الرشيد، بينما يُرْجِع البعض هذا الاسم إلى أن العتاب كان في يوم ما أبرز موضوعات هذه الأغنية. ويتركب بيت العتابا من بيتين أو من أربعة أشطر على أن تكون أعاريض، الأشطر الأول والثاني والثالث قائمة على جناس واحد وتلاعب لفظي، ولعل هذا الأمر من أهم القواعد التي يسير عليها هذا اللون من الغناء، بينما يلتزم الشطر الرابع قافية أخرى مغايرة، ويمهد الموال العتابا بكلمة (أوف)، ويتفنن المغني في تمديد وتمويج صوته حسب قدراته الفنية.
نماذج للعتابا:
وعد بلفور هالْمشؤوم جاير
على الرهبان والإسلام جاير
ملوك الغرب ما فيهم حساب
تناسى العدل وأضحى الظلم جاير
* * *
وفي عتابا أخرى:
ولا عيشة الاستعباد ما أحلى الموت والجهاد
نموت وتحيا فلسطين جاوبه رجاله الأمجاد
* * *
وفي عتابا ثالثة:
على روح شهدا الأوطان اقروا الفاتحة يا إخوان
كل واحد منا عز الدين* وسجل عندك يا زمان
ب - الميجانا:
وهي الشكل الثاني من أشكال الموال وهو لازمة (للعتابا) ويعني في اجتماع أو سهرة كإجراء يهدف إلى تشجيع مغنٍّ خجول ومساعدته في التغلب على خجله فيندفع بعد ذلك للعتابا، وينتشر هذا اللون من الأغاني الشعبية في الريف انتشارًا واسعًا، بحيث نجد أن الرجال والفتيان يحسنون تأدية هذا اللون، وقد يتنافس اثنان أو أكثر في الهجاء أو المحاورة، ويكون دور الجمهور في التصفيق وإظهار الاستحسان للجيد منهما، ويتألف الميجانا من بيت شعر واحد، شطره الأول "يا ميجانا" مكررة ثلاث مرات، بينما يكون شطره الثاني من أية كلمات بشرط أن تتفق مع الشطر الأول في الوزن والقافية.
الله معاهم وين ماراحوا حبايبنا يا ميجانا يا ميجانا يا ميجانا
ويكثر في حروف الميجانا التسكين، بينما يكثر في حروف العتابا، المد والتموج وما عدا ذلك، فالميجانا كالعتابا له قواعد خاصة من حيث التزام فنِّ الجناس، كما نرى في هذا الموال من الميجانا:
قلبي من الأعماق والله حبك يا شجرة الزيتون ما أحلا حَبِّك
لاحظي لجبالك يا شجرة بلادنا مدي غصوني على جسمي وحَبِّك
ثانيًا: القصائد الشعبية (الشروقي)
الشروقي أو القصيد البدوي نوع من القصائد الشعبية الطويلة يلتزم وزنًا شعريًّا واحدًا من أول القصيدة حتى آخرها، ويمتاز هذا اللون بانتشاره الواسع في فلسطين، وتحتوي قصيدة الشروقي على أبيات كثيرة تصل إلى المائة، ولها موضوع واحد يمهِّد له المغني بلفت انتباه السامعين بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أو غير ذلك من المقدمات:
الهاشمي ولد سيد عدنان أول كلامي في مديح محمدا
نهار الإثنين وكنت أنا فرحان ليلة الثاني من ربيع الأمجدا
ثالثًا: الحُداء
والحداء أو الحدو يعني سَوْق الإبل وزجرها للمشي، فمن عادة أهل البادية في رحلاتهم حدو الإبل بالغناء ويعني في مناسبات مختلفة وخاصة الأعراس، ويقترب من الزجل والموشح وترافقه (سَحْجَة) - أي تصفيق على إيقاع معين، فيجتمع الرجال والنساء وينقسمون إلى صفين متقابلين في ساحة القرية والنار في الوسط، فيتحاور حدَّاءان حول موضوع معين ويصفق الجمهور في المضافة أو في ساحة أخرى، ويردد لازمة (يا حلالي يا مالي).
رابعًا: أغاني الدَّبْكة
وينافس هذا اللون من الغناء الأنواع السابقة من حيث شعبيته وشيوعه على أَلْسنة الناس وخاصة (الدلعونا).
والدلعونا عبارة عن لفظة صارت تدل على هذا اللون من الغناء، وربما اشتقت الكلمة من الدلع الذي يلازمها ترافقها الدبكة، ولعل سهولتها وقلة مقاطعها وارتباطها بالأعراس ومناسبات الفرح جعلت الجمهور يتقنها ويؤديها بمهارة.
خامسًا: أغاني الزَّفَّة
وهذه الألوان قديمة العهد، وهي أهازيج جماعية بعضها يؤديه النساء وبعضها الآخر يؤديها الرجال، ويمتاز بالإثارة وتحريك المشاعر
. زين الشباب عريسنا عريسنا زين الشباب
فعندما يخرج العريس في ثيابه الجميلة يحمله رفاقه وينشدون بحماسة هذه الأغاني.
سادسًا: الزَّجل
والزجل أنواع عديدة منها المعنَّى والقرازة والموشح، ولكن هذه الأنواع غزيرة ومتنوعة في لبنان ويصل انتشارها في فلسطين، ولكنها تنتشر في شماله، والزجل ليس معقدًا فكل قول فيه يتكون من أربعة أشطر يتجانس الشطر الأول والثاني والرابع في كلماته الأخيرة، بينما تختلف الأخيرة في الشطر الثالث كما نرى في هذا المثال:
ما بدنا حكي طبول بدنا نحكي وبدنا نقول
وهذا الكلام المعقول بدنا نحرر بلدنا
http://www.youtube.com./watch?v=yVZEeu41PMg