الامل
ساقية المنقدي تغلبت على تجاهل الحكومة .. ومش عايزة حاجة من حد
عندما يزور السياح العرب مصر فإن أول شيء يحرصون عليه هو شراء التحف الفنية والأنتيكات مثل علب حفظ المجوهرات الخشبية المطعمة بالصدف والتي تحتاج أيدي عاملة وخامات بسيطة خشب ومواد لاصقة وصدفًا بالإضافة إلي المهارة العالية للشباب بعدها تخرج من تحت أيديهم تلك التحف التي تتلقفها الأسواق المحلية لتباع للسياح زوار الحضارة المصرية القديمة.
قد لا يعرف الكثيرون أن هذه التحف والأنتيكات ليست من مقتنيات عصور الملوك والأمراء ولكنها صنعت بأيدي شباب قرية ساقية المنقدي بالمنوفية وأنها ساهمت في حل مشكلة البطالة بالقرية.
يقف وراء هذه الصناعة العديد من التجار سواء جملة أو قطاعي وأصحاب بازارات وغيرهم لكن من القرية تكون البداية في الإنتاج فهي كغيرها من القري يعمل غالبية أهلها بالزراعة لكن شباب ساقية المنقدي وحدهم القادرون علي صنع الروائع والتحف الفنية من الصدف.. تقع القرية شمال القاهرة وتبعد عنها حوالي خمسين كيلو مترًا بين مدينتي أشمون ومنوف وتحديدا علي الضفة الشرقية لنهر النيل فرع رشيد وتتبع إداريا مركز أشمون بمحافظة المنوفية.
استطاع شبابها أن يقضوا علي البطالة وألا ينتظروا تراب الميري الذي ينتظره الملايين من الشباب غيرهم، فالقرية تضم حوالي 70 ورشة لصناعة الصدف بالإضافة إلي أن ورش خان الخليلي يمثل شباب القرية بها 75% من العمالة الموجودة لكن الكثير من المشاكل تواجه هذه الصناعة منها ارتفاع أسعار الخامات وتحكم المناطق السياحية في الخام وكذلك عند شراء المنتج النهائي بالإضافة إلي الضرائب الباهظة التي يدفعها أصحاب الورش الصغيرة.. كل هذه المشاكل تهدد صناعة الصدف ليتحول الشباب المنتج إلي منتظرين علي رصيف قطار البطالة في مصر.
وكان عام 1977 وهو العام الذي بدأت فيه الحرفة تدخل البلد وكثير من المحافظين اهتموا بالحرفة لأنها حرفة حس وذوق عال وفتحت أيضاً بيوت شباب كثيرين وكان كل محافظ يأتي المنوفية حريصًا علي إقامة معرض لمنتجات القرية لكن أكثر المحافظين اهتماما كان المحافظ يحيي حسن وزار القرية والورش الموجودة بها أكثر من مرة لكن الآن لا أحد يهتم وعلي الرغم من أن أكثر من ثلثي أهل القرية يعملون بالصدف فإن هناك الكثير من المشاكل جعلت معظمهم يقوم بغلق الورش والعمل بخان الخليلي لأن هناك أربع مراحل حتي يكتمل المنتج أولاها النجارة وتستلزم خشبًا وبعدها الصدف ثم التلميع وأخيراً التنجيد ومعظم أسعار المواد الخام أصبحت باهظة لذلك لا توجد ورشة صغيرة تستطيع تكملة هذا الشغل للنهاية فيضطر صاحبها إلي السفر والعمل بورش خان الخليلي مما يحتم ضرورة تشجيع الدولة والمستثمرين بمنح القروض لهؤلاء الشباب وأصحاب الورش الصغيرة لتستمر الصنعة التي فتحت بيوت الآلاف منذ أكثر من ثلاثين عاما لوقف ارتفاع الأسعار بالإضافة إلي أن ارتفاع أسعار الخامات قابله انخفاض في سعر المنتج بالنسبة لأصحاب الورش الصغيرة وعدم توفير الحكومة الخامات بالجمعيات الحكومية بأسعار مناسبة لأصحاب الورش هو السبب الرئيسي وراء ما يحدث من ارتفاع أسعار الخامات وانخفاض أسعار المنتج النهائي حيث يجب علي الدولة أن تنشئ منافذ بيع حكومية للصدف حتي لا تترك بعض التجار يتحكمون في سعر الخام، وحتي لا تعطي فرصة للوسطاء للشراء بأرخص الأسعار والبيع بأغلي الأسعار.