سعد حلاوة كلمه حق
سعد حلاوة كلمه حق
قال في الضلمه كلمه لأ
سعد حلاوه مش مجنون
سعد حلاوه مقدرش يخون
يشترك في اسمه الأول مع زعيم مصري شهير، لكنه ليس زعيم سياسي كبير ولا شاعر من شعراء القصر ولا حتى ممثل من الممثلين المغمورين...
"وأجمل ما بسعد أنه أطلق الرصاص على العقل العربي الذي كان يقف على شرفة اللامبالاة يوم 26 فبراير 1980، ويتفرج على موكب السفير الإسرائيلي، والقصة انتهت كما تنتهي قصص كل المجانين الذين يفكرون أكثر من اللازم ويحسون أكثر من اللازم ويعذبهم ضميرهم أكثر من اللازم، أطلقوا النار على المجنون؛ حتى لا ينتقل جنونه إلى الآخر"... الكلمات السابقة هي للرائع نزار قباني اختارها لتكون رثاء لمجنون مصر الجميل سعد حلاوة.
عضو تنظيم الشعب
حلاوة ولد في الثاني من مارس 1947 في أسرة ريفية متوسطة اقتصاديا، تمتلك عدة أفدنة زراعية بقرية "أجهور" التي تبعد نحو 30 كم عن العاصمة القاهرة، وهو أخ لخمسة أشقاء وشقيقة واحدة جميعهم تلقوا تعليمًا عاليًا وتولوا وظائف حكومية باستثناء سعد الذي اكتفى بالمرحلة الثانوية واتجه إلى مساعدة والده في زراعة الأرض.
فلاح مصري عادي ظلت حياته هادئة وطبيعية في القرية مثل ملايين المصريين، يذهب إلى الحقل مبكرًا ويعود إلى المنزل في الغروب، ويؤدي الفرائض بانتظام، ولا ينتمي لأي تنظيم سياسي باستثناء التنظيم الذي يسميه البعض "تنظيم الشعب" الذي زاد الآن وبعد أكثر من ربع قرن على رحيله ليصل إلى أكثر من70 مليون مواطن.
عربية.. علم.. نجمة داود!
أما ذلك اليوم فقد كان مختلف عن بقية الأيام العادية، أشرقت الشمس يوم الثلاثاء 26 فبراير 1980 وسارت الأمور على طبيعتها حتى منتصف النهار، وهنا ننتقل بالأحداث من القاهرة التي غادرتها سيارة سوداء تتحرك في شوارع القاهرة لتصل إلى قصر عابدين في وسط القاهرة، في مقدمتها علم صغير شاذ عن الفضاء النقي من حوله يحمل نجمة داود وبداخل السيارة شخص نصف ملتح طويل القامة هو "إلياهو بن أليسار" أول سفير إسرائيلي يتم اعتماده لدى مصر وفقًا لمعاهدة السلام.
وعلى استحياء تم الإعلان عبر وسائل الإعلام المصرية عن أن الرئيس السادات سوف يستقبل السفير إلياهو في قصر عابدين ليقدم أوراق اعتماده، ووقع هذا النبأ كالصاعقة على ملايين المصريين الذين اعتادوا اختزال معاناتهم وتجميعها في مخزن الذاكرة.
سعد... صناعة محلية
في اللحظة التي اختار فيه الأغلبية السكوت، لم يتمكن شاب في الخامسة والثلاثين من عمره تحمل هذه الصدمة، وكان هذا الشاب هو سعد إدريس حلاوة، وهداه تفكيره إلى القيام بفعل يزلزل السلطة ويقلب الموازين فعمد إلى احتجاز ممثلي هذه السلطة في مجتمعه الذين لم يكونوا سوى صغار الموظفين العاملين في مكتب الخدمات التابع للوحدة المحلية بقريته الصغيرة.
في نفس اللحظة التي كان السادات يعانق "بن أليسار" في قصر عابدين اتجه سعد حلاوة إلى مقر الوحدة المحلية بقريته محتضنا سلاحه الرشاش القديم ماركة بور سعيد صناعة محلية، ومسدس روسي قديم وكمية من الطلقات، وراديو، وكشاف إضاءة وعدد من شرائط الكاسيت تتضمن عددا من الأغاني الوطنية التي غناها عبد الحليم حافظ وأم كلثوم وعبد الوهاب وغيرهم.
نداء من السطوح
لملم حلاوة عدة الشغل وصعد إلى مكاتب الموظفين بالوحدة، وفجأة أخرج من الشنطة الرشاش، وأمر كل الحاضرين بالثبات في مواقفهم بدون أي حركة، لكن تصور البعض أنها مجرد مزحة، فسعد هو الطيب الهادئ الذي لم يعرفوا عنه إلا الجد في العمل.
وبين دهشة ودهشته المحتجزين قرر البعض الهرب وبالفعل هربوا بلا أي ردة فعل من سعد رغم ما يملك من خزائن رصاص لأنهم يعرفون جيدا وربما هو يعرف أيضا أنه لن يطلق الرصاص أبدا، لم يبق بالغرفة سوى اثنين من موظفي الوحدة ألجمتهما المفاجأة فلم يتصرفوا.
وعندها أفاق هو أيضا فأمرهما بعدم الحركة لأنهما رهائن مع وعد بعدم المساس بحياتهما طالما امتثلا لتعليماته، وأوضح لهما أنه لا عداء بينه وبينهما، ومشكلته مع من يستقبلون الأعداء، وبالفعل وضع مكبر الصوت وبدأ يخاطب أهالي القرية الذين ملئوا ساحة الوحدة المحلية وأسطح المنازل المجاورة، وأبلغهم بأنه ليس شريرا ولا مجرما، لكنه قرر أن يتحدى قرار السادات ويثأر لكرامة الوطنية على طريقته الخاصة.
السادات خائن وباع القضية
وعلى الفور انتقل الخبر إلى القاهرة وقرر وزير داخلية الرئيس السادات اللواء "النبوي إسماعيل" توجيه قوات الأمن والفرق الخاصة والقناصة إلى قرية أجهور لمواجهة الموقف غير المتوقع أمنيًا، فلم يكن يخطر على بال النبوي إسماعيل أن يأتي رد الفعل الشعبي من فلاح في قرية متواضعة.
امتلأت شوارع القرية الضيقة بالقوات وبدأت المفاوضات عبر مكبرات الصوت بين وزير الداخلية ومحتجز الرهائن سعد حلاوة الذي حذر القوات من أي محاولة لاقتحام المبنى، لأنه وضحاياها سيكونون في عداد الموتى.
وأعلن مطالبه بصراحة، وكانت كالآتي: طرد السفير الإسرائيلي من مصر، وإغلاق سفارتهم عندنا، وأن يتم إعلان ذلك في بيان رسمي يبث في الإذاعة المصرية مباشرة بعدها يتم إعلان الإفراج عن الرهائن والتسليم للشرطة، ولكن وزير الداخلية أبلغ الرئيس السادات بالمطالب فسخر منها وأصدر أوامره بالتعامل معه باعتباره مجرمًا.
وحاول النبوي إسماعيل إقناع سعد حلاوة بأن يسلم نفسه مقابل عدم تقديمه للمحاكمة ولكنه عاد وكرر مطالبه الواضحة، مع إضافة توجيه سيل من السباب والشتائم إلى الرئيس السادات وزوجته ومعاونيه واتهامهم بالخيانة عبر مكبر الصوت.
ووسط الزحام وسيل الحراس والشرطة أتوا بوالدته تتوسل إليه أن يسكت ويسلم الناس، ولكنه ناقش والدته بهدوء وطلب منها أن تقرأ على روحه الفاتحة ، ووسط بكاء والدته رفض الاستجابة وتمسك بمطالبه فاستدعوا شيخ القرية وكان صاحب تأثير كبير عليه فيما سبق فرد عليه سعد بأنه يعتبر نفسه شهيد.
لم يفعل شيء ولم يلتفت إلى كل من حوله فقط أصر على رفضه لما يحدث وكان رد فعله الوحيد أنه أدار شريط الأغاني الوطنية والحماسية ليجد من يشاركه في مشاعره وحبه لمصر،
كان الليل قد أرخى سدوله، وأخرج من جيب "البالطو" كشاف ضوء صغيرا اطمئن به على الرهينتين المقيدتين في جانب من الغرفة، بينما فرق الأمن تحيط المبنى من كل اتجاه.
ومات المجنون الجميل
غطت عملية احتجاز الرهائن في قرية أجهور على الخبر الهام المرتبط بتقديم أوراق اعتماد أول سفير لإسرائيل في مصر، وتوجهت معظم وسائل الإعلام إلى موقع الحادث، وبدأت وكالات الأنباء في توزيع الخبر، وشعر الرئيس السادات بالحرج من أصدقائه في تل أبيب والولايات المتحدة فأصدر أوامره للنبوي إسماعيل بإنهاء العملية قبل أن تتوسع أجهزة الإعلام في متابعتها وتغطية تفاصيلها وتحويل سعد حلاوة إلى بطل شعبي.
سعد الطيب الذي لم يتعود على إمساك البندقية لأنه عاشق للفأس، كما أرهقه التعب وأدى الظلام إلى توتره، فهجم عليه أحد القناصة من الحجرة المجاورة موجهًا إليه دفعة رصاص استقر معظمها في الرأس فسقط على الفور بعد أن تهشمت جمجمته.
ومات الرجل الذي حمل السلاح لكنه لم ينو أن يستخدمه؛ لأنه لا يعرف إلا الفأس.. وانتهت العملية بنبأ نشرته صحف صباح اليوم التالي في ركن الحوادث: "مختل عقليًا يحتجز رهائن في إحدى قرى القليوبية".
وبالرغم من التعتيم المحلي على كل تفاصيل الحادث وأبعاده السياسية في ذلك الوقت واتهام صاحبه بالخلل العقلي والجنون، فإن رد الفعل الخارجي كان مدويا، وأصبح للحادثة صدى إعلاميًا مؤثرًا في الأوساط السياسية والثقافية وصل إلى أن يرثي الشاعر الكبير "نزار قباني" سعد حلاوة بقصيدة شهيرة بعنوان: صديقي المجنون سعد حلاوة .
ومات سعد حلاوة على أرضه السمراء، ولكن كان ولازال هناك الكثير من المجانين أمثال سليمان خاطر ومحمود نور الدين وغيرهم.
قال في الضلمه كلمه لأ
سعد حلاوه مش مجنون
سعد حلاوه مقدرش يخون
يشترك في اسمه الأول مع زعيم مصري شهير، لكنه ليس زعيم سياسي كبير ولا شاعر من شعراء القصر ولا حتى ممثل من الممثلين المغمورين...
"وأجمل ما بسعد أنه أطلق الرصاص على العقل العربي الذي كان يقف على شرفة اللامبالاة يوم 26 فبراير 1980، ويتفرج على موكب السفير الإسرائيلي، والقصة انتهت كما تنتهي قصص كل المجانين الذين يفكرون أكثر من اللازم ويحسون أكثر من اللازم ويعذبهم ضميرهم أكثر من اللازم، أطلقوا النار على المجنون؛ حتى لا ينتقل جنونه إلى الآخر"... الكلمات السابقة هي للرائع نزار قباني اختارها لتكون رثاء لمجنون مصر الجميل سعد حلاوة.
عضو تنظيم الشعب
حلاوة ولد في الثاني من مارس 1947 في أسرة ريفية متوسطة اقتصاديا، تمتلك عدة أفدنة زراعية بقرية "أجهور" التي تبعد نحو 30 كم عن العاصمة القاهرة، وهو أخ لخمسة أشقاء وشقيقة واحدة جميعهم تلقوا تعليمًا عاليًا وتولوا وظائف حكومية باستثناء سعد الذي اكتفى بالمرحلة الثانوية واتجه إلى مساعدة والده في زراعة الأرض.
فلاح مصري عادي ظلت حياته هادئة وطبيعية في القرية مثل ملايين المصريين، يذهب إلى الحقل مبكرًا ويعود إلى المنزل في الغروب، ويؤدي الفرائض بانتظام، ولا ينتمي لأي تنظيم سياسي باستثناء التنظيم الذي يسميه البعض "تنظيم الشعب" الذي زاد الآن وبعد أكثر من ربع قرن على رحيله ليصل إلى أكثر من70 مليون مواطن.
عربية.. علم.. نجمة داود!
أما ذلك اليوم فقد كان مختلف عن بقية الأيام العادية، أشرقت الشمس يوم الثلاثاء 26 فبراير 1980 وسارت الأمور على طبيعتها حتى منتصف النهار، وهنا ننتقل بالأحداث من القاهرة التي غادرتها سيارة سوداء تتحرك في شوارع القاهرة لتصل إلى قصر عابدين في وسط القاهرة، في مقدمتها علم صغير شاذ عن الفضاء النقي من حوله يحمل نجمة داود وبداخل السيارة شخص نصف ملتح طويل القامة هو "إلياهو بن أليسار" أول سفير إسرائيلي يتم اعتماده لدى مصر وفقًا لمعاهدة السلام.
وعلى استحياء تم الإعلان عبر وسائل الإعلام المصرية عن أن الرئيس السادات سوف يستقبل السفير إلياهو في قصر عابدين ليقدم أوراق اعتماده، ووقع هذا النبأ كالصاعقة على ملايين المصريين الذين اعتادوا اختزال معاناتهم وتجميعها في مخزن الذاكرة.
سعد... صناعة محلية
في اللحظة التي اختار فيه الأغلبية السكوت، لم يتمكن شاب في الخامسة والثلاثين من عمره تحمل هذه الصدمة، وكان هذا الشاب هو سعد إدريس حلاوة، وهداه تفكيره إلى القيام بفعل يزلزل السلطة ويقلب الموازين فعمد إلى احتجاز ممثلي هذه السلطة في مجتمعه الذين لم يكونوا سوى صغار الموظفين العاملين في مكتب الخدمات التابع للوحدة المحلية بقريته الصغيرة.
في نفس اللحظة التي كان السادات يعانق "بن أليسار" في قصر عابدين اتجه سعد حلاوة إلى مقر الوحدة المحلية بقريته محتضنا سلاحه الرشاش القديم ماركة بور سعيد صناعة محلية، ومسدس روسي قديم وكمية من الطلقات، وراديو، وكشاف إضاءة وعدد من شرائط الكاسيت تتضمن عددا من الأغاني الوطنية التي غناها عبد الحليم حافظ وأم كلثوم وعبد الوهاب وغيرهم.
نداء من السطوح
لملم حلاوة عدة الشغل وصعد إلى مكاتب الموظفين بالوحدة، وفجأة أخرج من الشنطة الرشاش، وأمر كل الحاضرين بالثبات في مواقفهم بدون أي حركة، لكن تصور البعض أنها مجرد مزحة، فسعد هو الطيب الهادئ الذي لم يعرفوا عنه إلا الجد في العمل.
وبين دهشة ودهشته المحتجزين قرر البعض الهرب وبالفعل هربوا بلا أي ردة فعل من سعد رغم ما يملك من خزائن رصاص لأنهم يعرفون جيدا وربما هو يعرف أيضا أنه لن يطلق الرصاص أبدا، لم يبق بالغرفة سوى اثنين من موظفي الوحدة ألجمتهما المفاجأة فلم يتصرفوا.
وعندها أفاق هو أيضا فأمرهما بعدم الحركة لأنهما رهائن مع وعد بعدم المساس بحياتهما طالما امتثلا لتعليماته، وأوضح لهما أنه لا عداء بينه وبينهما، ومشكلته مع من يستقبلون الأعداء، وبالفعل وضع مكبر الصوت وبدأ يخاطب أهالي القرية الذين ملئوا ساحة الوحدة المحلية وأسطح المنازل المجاورة، وأبلغهم بأنه ليس شريرا ولا مجرما، لكنه قرر أن يتحدى قرار السادات ويثأر لكرامة الوطنية على طريقته الخاصة.
السادات خائن وباع القضية
وعلى الفور انتقل الخبر إلى القاهرة وقرر وزير داخلية الرئيس السادات اللواء "النبوي إسماعيل" توجيه قوات الأمن والفرق الخاصة والقناصة إلى قرية أجهور لمواجهة الموقف غير المتوقع أمنيًا، فلم يكن يخطر على بال النبوي إسماعيل أن يأتي رد الفعل الشعبي من فلاح في قرية متواضعة.
امتلأت شوارع القرية الضيقة بالقوات وبدأت المفاوضات عبر مكبرات الصوت بين وزير الداخلية ومحتجز الرهائن سعد حلاوة الذي حذر القوات من أي محاولة لاقتحام المبنى، لأنه وضحاياها سيكونون في عداد الموتى.
وأعلن مطالبه بصراحة، وكانت كالآتي: طرد السفير الإسرائيلي من مصر، وإغلاق سفارتهم عندنا، وأن يتم إعلان ذلك في بيان رسمي يبث في الإذاعة المصرية مباشرة بعدها يتم إعلان الإفراج عن الرهائن والتسليم للشرطة، ولكن وزير الداخلية أبلغ الرئيس السادات بالمطالب فسخر منها وأصدر أوامره بالتعامل معه باعتباره مجرمًا.
وحاول النبوي إسماعيل إقناع سعد حلاوة بأن يسلم نفسه مقابل عدم تقديمه للمحاكمة ولكنه عاد وكرر مطالبه الواضحة، مع إضافة توجيه سيل من السباب والشتائم إلى الرئيس السادات وزوجته ومعاونيه واتهامهم بالخيانة عبر مكبر الصوت.
ووسط الزحام وسيل الحراس والشرطة أتوا بوالدته تتوسل إليه أن يسكت ويسلم الناس، ولكنه ناقش والدته بهدوء وطلب منها أن تقرأ على روحه الفاتحة ، ووسط بكاء والدته رفض الاستجابة وتمسك بمطالبه فاستدعوا شيخ القرية وكان صاحب تأثير كبير عليه فيما سبق فرد عليه سعد بأنه يعتبر نفسه شهيد.
لم يفعل شيء ولم يلتفت إلى كل من حوله فقط أصر على رفضه لما يحدث وكان رد فعله الوحيد أنه أدار شريط الأغاني الوطنية والحماسية ليجد من يشاركه في مشاعره وحبه لمصر،
كان الليل قد أرخى سدوله، وأخرج من جيب "البالطو" كشاف ضوء صغيرا اطمئن به على الرهينتين المقيدتين في جانب من الغرفة، بينما فرق الأمن تحيط المبنى من كل اتجاه.
ومات المجنون الجميل
غطت عملية احتجاز الرهائن في قرية أجهور على الخبر الهام المرتبط بتقديم أوراق اعتماد أول سفير لإسرائيل في مصر، وتوجهت معظم وسائل الإعلام إلى موقع الحادث، وبدأت وكالات الأنباء في توزيع الخبر، وشعر الرئيس السادات بالحرج من أصدقائه في تل أبيب والولايات المتحدة فأصدر أوامره للنبوي إسماعيل بإنهاء العملية قبل أن تتوسع أجهزة الإعلام في متابعتها وتغطية تفاصيلها وتحويل سعد حلاوة إلى بطل شعبي.
سعد الطيب الذي لم يتعود على إمساك البندقية لأنه عاشق للفأس، كما أرهقه التعب وأدى الظلام إلى توتره، فهجم عليه أحد القناصة من الحجرة المجاورة موجهًا إليه دفعة رصاص استقر معظمها في الرأس فسقط على الفور بعد أن تهشمت جمجمته.
ومات الرجل الذي حمل السلاح لكنه لم ينو أن يستخدمه؛ لأنه لا يعرف إلا الفأس.. وانتهت العملية بنبأ نشرته صحف صباح اليوم التالي في ركن الحوادث: "مختل عقليًا يحتجز رهائن في إحدى قرى القليوبية".
وبالرغم من التعتيم المحلي على كل تفاصيل الحادث وأبعاده السياسية في ذلك الوقت واتهام صاحبه بالخلل العقلي والجنون، فإن رد الفعل الخارجي كان مدويا، وأصبح للحادثة صدى إعلاميًا مؤثرًا في الأوساط السياسية والثقافية وصل إلى أن يرثي الشاعر الكبير "نزار قباني" سعد حلاوة بقصيدة شهيرة بعنوان: صديقي المجنون سعد حلاوة .
ومات سعد حلاوة على أرضه السمراء، ولكن كان ولازال هناك الكثير من المجانين أمثال سليمان خاطر ومحمود نور الدين وغيرهم.