فضاءات شنهور

شنهور

فضاء الثقافة والمواضيع العامة

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
الطيب سيد أحمد محمد
مسجــل منــــذ: 2011-02-13
مجموع النقط: 1458.41
إعلانات


مع الأيام ..... فلسفة حياة

........فلسفة حياة .................

بقلم الطيب الشنهوري

..............(1)............

.....

- كلما منتني الأيام بالنوائب جزعت ولكنني بعدها دائما لا ألبث أن أتذكر قوله – تعالى – ( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ) فأحجم عن التحسر وأحاول أن أتجمل بالتصبر .
فإذا عاودني السرور فرحت حتى كدت أن أغر به وأركن إليه ...... ثم أتذكر قوله – تعالى – ( وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم ) فأنسى فرحتي .....وأكبح جماح مسرتي ... وبذلك عشت دوما مع الآية الكريمة ( لكيلا تأسوا على ما فاتكم و لا تفرحوا بما آتاكم )
( اللهم يا مصوب خطأ الدعاء بألا تجيب .. وبذلك تحمي من الضر من يدعو بالشر دعاءه بالخير....
سبحانك ولا تقال إلا لك ...حذرتنا من أن نحكم فيما لا نعلم ........حتى لا نحكم الأهواء في تزيين ما نشاء .... وحسبنا من قولك ( وعسى أن تحبوا ) ( وعسى أن تكرهوا ) ما أيده الواقع من شر فيما نحب ...... وخير فيما نكره .) من دعاء الشيخ الشعراوي – رحمه الله - .
.........
- كلما واتتني مشكلة استغرقت خاطري وتفكيري وهزت كياني أحسست أنها مشكلة الساعة وأنه لا يوجد في العالم مشكلة أعوص منها .
ولكنها إذا تقشعت عني أحسست أنها كانت لا شيء ........
ثم إذا منيت بمشكلة أخرى بعدها كانت دائما أعوص منها وتمنيت أن لو كانت مشكلتي هي الأولى:
ألا رب يوم بكيت منه :: فلما صرت في غيره بكيت عليه
ثم في النهاية ........ تواتي بعد الشدة فرجة وبعد الضيق رخاء ...تنفرج الأمور وتحل العقد فأحس بأنني أدركت راحة لا شقاء بعدها:
وكم من ضيقة يضيق بها الفتى ::ذرعا وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت :: وكنت أظنها لا تفرج
......
دع المقادير تجري في أعنتها :: ولا تبيتن إلا خالي البال
ما بين غمضة عين وانتباهتها :: يغير الله من حال إلى حال
.......
ثم تواتي بعد الفرجة شدة وكأن الفرحة تأبى في الدنيا مذ كانت أن تدوم :
لكل شيء إذا ما تم نقصان :: فلا يغر بطيب العيش إنسان
هي الحياة كما شاهدتها دول :: من سره زمن ساءته أزمان
..................
وفي النهاية بعد كل أفراح أو أتراح أحس أنها لن تبقى ولو طالت :
بلونا ما تجيء به الليالي :: فلا صبح يدوم و لا مساء
لذلك أوصيك :
.......... في كل شدة ...........
دع الأيام تفعل ما تشاء :: وطب نفسا إذا حكم القضاء
ولا تجزع لحادثة الليالي :: فما لحوادث الدنيا بقاء
.................. وفي كل رخاء ..............
إذا جاءت الدنيا عليك فجد بها :: على الناس واعلم أنها تتقلب
فلا الجود يفنيها إذا هي أقبلت :: ولا البخل يبقيها إذا هي تذهب
.............
في حياتي أمنية طال انتظاري لها
ولا أدري ..........
متى تأتي ؟؟
ولكنني إن فكرت فيها لا ألبث أن أردد :
وتقوى الله خير الزاد ذخرا :: وعند الله للأتقى مزيد
و ما لابد أن يأتي قريب :: ولكن الذي يمضي بعيد
..............
أحببت بعض الناس حبا جما ولكنني ندمت فيما بعد
على إفراطي في محبتهم بدون حكمة لأنني عانيت الأمرين في سبيل الإقلاع عنهم و أن اجتث محبتهم من فؤادي ............. كما أنني خدعت بتشويه صورة بعض الناس لآخرين , وتلقفت كلما سمعته دون تثبت وفعال لم أتحقق منها ومن أسبابها وحللت صورا وفسرت أمورا ومواقف لم أعرف مغزاها الصحيح فإذا بي أبغضهم أشد ما يكون البغض وأمقتهم أشد ما يكون المقت ......إلا أنني ندمت على ما جنى فؤادي وحاكمته محاكمة قاسية بعدما تقشع الغبار وتجلت لي رؤية الصورة....
قال هدية بن الخشرم - راوية الحطيئة -:
وكن معقلا للحلم واصفح عن الخنا :: فإنك راء ما حييت وسامع
وأحبب إذا أحببت حبا مقاربا :: فإنك لا تدري متى أنت نازع
وأبغض إذا أبغضت بغضا مقاربا :: لأنك لا تدري متى أنت راجع
........
تخيلت كثيرا أنه يمكن لي أن أسلم من كلام الناس , ولكنني فشلت.....
وتبين لي بعد معاينة التجربة .. أنني قد خدعت نفسي .. ومنيتها بالمستحيل :
والله لو صاحب الإنسان جبريلا :: لا يسلم المرء من قال ومن قيلا
قد قيل في الله أقوال مصنفة :: تتلى إذا رتل القرآن ترتيلا
قد قيل إن له ولدا وصاحبة :: كذبا عليه وبهتانا وتضليلا
هذا مقالهم في الله خالقهم :: فكيف لو قيل فينا بعض ما قيلا
.................
خدعت بصورة بعض الناس وجمال مطلعهم ... ولكنني ما لبثت أن رددت قول القائل :
جمال الوجه مع قبح النفوس :: كقنديل على قبر المجوسي
........
و لنت لبعضهم من حلاوة كلامه وطلاوة بيانه ... إذ وقتها لم أكن أعلم أنه قد بلغ من حماقتي أني لا أفهم أنه يدس لي السم في العسل ....... ولكنني بعدما وعيت هذه الحقيقة احترفت أن أحاول التعرف دائما على من ........
يسقيك من طرف اللسان حلاوة :: ويروغ منك كما يروغ الثعلب
.........
( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )
........
لا زلت مع الأيام أبحث عن ضرب من ضروب المستحيل .......ألا وهو الصديق الوفي .... أجل فقد خيل لي حقا بعد جولة البحث أنني
كنت أراود سرابا ........وأن الصديق الوفي صدقا هو ثالث المستحيلات ........مستحيلات العرب الثلاثة والتي كان .. الغول
.... والعنقاء اثنتين منها .. :
إني بلوت بني الزمان فلم أجد :: خلا وفيا للشدائد أصطفي
فعلمت أن المستحيل ثلاثة :: الغول والعنقاء والخل الوفي !
................
كررت البحث مرارا وتكرارا .......وواصلت الليل بالنهار .. العام تلو العام ....... محطات في الحياة . ...وأنا باحث عن خلان أوفياء ....فلم أعثر منهم حتى على القليل................
....... لأنهم قد صاروا أقل من القليل :
ولم تبقى من اللذات إلا :: محادثة الرجال ذوي العقول
وقد كانوا إذا عدوا قليلا :: فقد صاروا أقل من القليل
.......
كم تألمت كلما ذمني ذام ....... ولكنني بعد ذلك عدت فعرفت أن ذمه لي راجع لنقص فيه :
وإذا أتتك مذمتي من ناقص :: فهي الشهادة لي بأني كامل
......
وكنت مسودا فينا حميدا ::وقد لا تعدم الحسناء ذاما
............
حسدوا الفتى إذ لم ينالوا عزه :: فالقوم أعداء له وخصوم
كضرائر الحسناء قلن لوجهها :: حسدا وبغيا إنه لدميم
...........
ومن يومها تعلمت إلا أرد على ذي ذم ذمه لأن ذلك لن ينفعني بشيء .. ولأن ذمه لن ينقصني شيئا أمام نفسي وأمام الناس
أجل .......
هل يضر البحر أمسى ذاخرا :: أن رمى فيه غلام بحجر
...
لذلك فقد اتخذت طريقي في الحياة :
يخاطبني السفيه بكل قبح :: فأكره أن أكون له مجيبا
يزيد سفاهة فأزيد حلما :: كعود زاده الإحراق طيبا
..........
ثم أقول لعل ذمه لي ينقلب عليه ويكون مكسبا لي .... وهذا بالفعل ما كان يحدث في كل مرة :
وإذا أراد الله نشر فضيلة :: طويت أتاح لها لسان حسود
لولا اشتعال النار فيما جاورت :: ما كان يعرف طيب عرف العود
............
( و لا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم )
...................
مدحت بعض الناس وذممت بعض الناس قبل أن أخالطهم أو تجمعني بهم تجربة .... فلما مرست تجربتهم .. أيقنت أنني أخطأت.....
لا تحمدن امرأ حتى تجربه :: و لا تذمنه من غير تجريب
فمدحك المرء ما لم تبله خطأ :: وذمك المرء بعد الحمد تكذيب
........
صاحبت الرديء فعدت بالحسرة ....... وخالطت من تسافل ...........لعله يعلو وينصلح حاله .. ولكنني منيت بالدمعة
ما للشمع يبكي في مواقده :: أمن حرقة النار أمن من فرقة العسل ؟
من لم تجانسه فاحذر أن تجالسه :: ما ضر بالشمع إلا صحبة الفتل
...................
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه :: فكل قرين بالمقارن يقتدي
فإن كان ذا شر فجانبه سرعة :: وإن كان ذا خير فقارنه تهتدي
إذا كنت في قوم فصاحب خيارهم :: و لا تصحب الأردى فتردى مع الردي
..........
مجالسة السفيه سفاه رأي :: ومن خير مجالسة الكريم
فإنك والقرين معا سواء :: كما قد الأديم من الأديم
..............
أنت في الناس تقاس :: بالذي اخترت خليلا
فاصحب الأخيار تعلو :: وتنل ذكرا جميلا
.......
( المرء على دين خليله ؛ فلينظر أحدكم من يخالل ) حديث نبوي شريف
...............
ما حيرني أحد في الحياة قدر ما حيرني الحسود ........
قال الخليفة معاوية بن أبي سفيان – رضي الله عنه – وقد كان من دهاة العرب الأربعة ( ما من أحد له علي عداوة إلا واستطعت إزالتها .. إلا عداوة حاسد نعمة ....فإنه لا يرضيه إلا زوالها )
أعطيت كل الناس من نفسي الرضا :: إلا الحسود فإنه أعياني
ما إن لي ذنبا عليه جنيته :: إلا تظاهر نعمة الرحمن
و أبى فما يرضيه إلا ذلتي ::وذهاب أموالي وقطع لساني
.........
ولم أجد معه دواء لنفسي إلا الصبر:
اصبر على كيد الحسو د فإن صبرك قاتله
النار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله
............
ما أكثر ندمي على كثرة كلامي ....
أنشد أبو العتاهية :
إن كان يعجبك السكوت فإنه :: قد كان يعجب قبلك الأخيارا
ولئن ندمت على سكوتي مرة :: فلقد ندمت على الكلام مرارا
..........
يموت الفتى من عثرة من لسانه :: وليس يموت المرء من عثرة الرجل
........
جراحات اللسان لها التئام :: و لا يلتام ما جرح اللسان
.............
احفظ لسانك أيها الإنسان :: لا يلدغنك إنه ثعبان
كم في المقابر من قتيل لسانه :: كانت تهاب لقاءه الأقران
......
( عليك بطول الصمت فإنه مطردة للشيطان وعون لك على أمر دينك )
حديث شريف
( انطق بخير تغنم , أو اسكت عن شر تسلم , وإلا فسوف تندم ) من أقوال عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه - .
............
مخالطة الناس تعب دائم ..... وهم قائم ......... وشكوى باقية .... وعناء مقيم .........
ولكن مخالطتهم والصبر على أذاهم خير من اعتزالهم .
قال أبو العتاهية يصف الناس :
يا رب إن الناس لا ينصفونني :: فكيف وإن أنصفتهم ظلموني ؟
فإن كان لي شيء تصدوا لأخذه :: وإن جئت أبغي شيأهم منعوني
وإن نالهم بذلي فلا شكر عندهم :: وإن أنا لم أبذل لهم شتموني
وإن طرقتني نكبة فرحوا بها :: وإن صحبتني نعمة حسدوني
سأمنع قلبي أن يحن إليهم :: وأغمض عنهم ناظري وعيوني
............
إلى اللقاء مع

فلسفة حياة

أ / الطيب سيد أحمد محمد الشنهوري.
معلم اللغة العربية .........
.................. محبتي ................
............


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة