عرب ضربت بهم الأمثال
عرب ضربت بهم الأمثال
........
1 – ( أكرم من حاتم )
وهو حاتم الطائي أشهر العرب في الكرم , ما عرف العرب في الجاهلية لكرمه مثيلا , كان يشتري العبيد فيعتقهم , وكان يقول للعبد ( إن جلبت ضيفا فأنت حر )
...............
2 – ( أبصر من زرقاء اليمامة )
وهي امرأة بدوية اشتهرت بحدة البصر
وهي من بنات لقمان بن عاد واسمها عنز وكانت تبصر الشيء من مسيرة ثلاثة أيام
.....
3 – ( مواعيد عرقوب )
وهو رجل خيبري اشتهر بإخلاف الوعد , وله في ذلك قصة مشهورة :
يقال أن عرقوب هذا كان من أهل خيبر وله أخ وقد أتاه في حاجة له , فقال عرقوب لأخيه "إذا طلعت هذه النخلة فلك طلعُها", فلما طلعت أتاه أخوه فقال لأخيه "دعها حتى تصير بلحاً", فلما أبلحت قال لأخيه "دعها تصير زهواً", فلما زهت قال لأخيه "دعها تصير رُطباً", فلما أرطبت قال "دعها تصير تمراً", فلما أتمرت ذهب عرقوب في الليل للنخلة وأخذ كل ما فيها ولم يعط أخاه شيئاً, فأصبح عرقوب مثلاً في مخالفة الوعود والمواعيد
......
4 – ( جزاؤه جزاء سنمار )
مثل يضرب لمن يجازى عن فعل الجميل بالقبيح , ويرد عليه خيره شرا ,
ومورده أن مهندسا يدعى سنمار قام ببناء قصر لأحد الملوك فلما أتم بناءه وزخرفه , وأجمله وأحسنه , كان جزاؤه أن ألقاه هذا الملك من أعلاه , حتى لا يبني قصرا مثله لأحد غيره .
.................
5- ( أشأم من طويس )
مثل يضرب للتشاؤم , ولكل من يتشاءم الناس به ,
وطويس هذا رجل ما عرف التاريخ أشأم منه , فقد قال عن نفسه ( أنا طويس , ولدت يوم وفاة النبي – صلى الله عليه وسلم – , وفطمت يوم وفاة أبي بكر الصديق – رضي الله عنه - , وختنت يوم مقتل عمر – رضي الله عنه - , وتزوجت يوم مقتل عثمان بن عفان – رضي الله عنه - , وولد لي ولد يوم أن قتل علي بن أبي طالب – رضي الله عنه - )
.........
6 – ( رجع بخفي حنين )
مثل يضرب لمن لم يجن فائدة بعد طول معاناة
, ويضرب عند اليأس والرجوع بالخيبة ,
وأصله أن حنينا هذا كان إسكافيا من أهل الحيرة
, فساومه أعرابي بخفين فاختلفا حتى أغضبه , فأراد غيظ الأعرابي , فلما ارتحل الأعرابي أخذ حنين أحد خفيه وطرحه في الطريق ثم ألقى الآخر في موضع آخر , فلما مر الأعرابي بأحدهما قال : ما أشبه هذا الخف بخف حنين ولو كان معه الآخر لأخذته ! ومضى , فلما انتهى إلى الآخر ندم على تركه الأول , وقد كمن له حنين فلما مضى الأعرابي في طلب الأول عمد حنين إلى راحلته وما عليها فذهب بها وأقبل الأعرابي وليس معه إلا الخفان , فقال له قومه : ماذا جئت به من سفرك ؟ فقال : "جئتكم بخفي حنين " فذهب مثلا , قالوا ( رجع بخفي حنين ) .
..........
7 – ( أحمق من هبنقة)
يضرب لشدة الحمق
وهبنقة هذا هو يزيد بن ثروان ويقال ابن مروان أحد بني قيس بن ثعلبة , ما عرف العرب أغبى منه ولا أحمق منه
فقد بلغ من شدة من حمقه أنه جعل في عنقه قلادة
وقال أخشى أن أضل نفسي ففعلت ذلك لأعرف نفسي بها ,فحولت القلادة ذات ليلة من عنقه لعنق أخيه فلما أصبح قال يا أخي أنت أنا فمن أنا.؟؟؟
.........
..
8 - ( دهاء قيس )
وهو قيس بن سعد – رضي الله عنه -
فقد كان قيس بن سعد ذكيا ، يعامل الناس بفطنة ، لذا كان أهل المدينة يحسبون لدهائه ألف حساب ، ولكن بعد إسلامه أخذ يعامل الناس بإخلاصه لا بدهائه ولم يعد ينسج المناورات القاتلة ، وعندما يتذكر ماضيه يضحك قائلا : ( لولا الإسلام ، لمكرت مكرا لا تطيقه العرب )
.........
9 - (أصدق من أبي ذر )
وهو أبو ذر الغفاري رضي الله عنه
(ما أقلت الغبراء ، ولا أظلت الخضراء . أصدق لهجة من أبي ذر) حديث شريف
واسمه جندب بن جنادة من غفار ، قبيلة لها باع طويل في قطع الطريق ، فأهلها مضرب الأمثال في السطو على القوافل والركبان ، فهم حلفاء الليل ، والويل لمن يقع في أيدي أحد من غفار
00ولكن شاء المولى أن ينير لهذه القبيلة دربها بأن هدى أبا ذر للإسلام , ثم ما لبثت أن أسلمت , فقال النبي – صلى الله عليه وسلم – ( غفار غفر الله لها , وأسلم سالمها الله ).
...........
10– (أبخل من مادر )
مثل يضرب للبخيل شديد البخل والشح .
ومادر هذا هو رجل من بني هلال بن عامر بن صعصعة , ما عرف العرب أبخل منه , فقد بلغ من شدة بخله أنّه سقى إبله فبقي في أسفل الحوض ماء قليل فسلح فيه ومدر الحوض به فسمي مادرا لذلك واسمه محارق .
................
11- ( أكذب من مسيلمة )
وهو مسيلمة الكذاب الشهير الذي ادعى النبوة , والتف حوله عدد من المرتدين من القبائل العربية , فقاتلهم المسلمون في حروب الردة على عهد أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - , وانتهى أمره بأن لاذ بحديقة عرفت بحديقة الموت لكثرة القتلى عندها , فاقتحمها المسلمون وقتلوه .
.............
.....12- (أعز من كليب وائل )
يضرب لكل عزيز في قومه , ولكل من ساد أهله وفاق أقرانه .
و وكليب هذا هو كليب
بن ربيعة بن الحارث ، وكان سيد ربيعة في زمانه ، وقد بلغ من عزه أنه كان يحمي الكلأ فلا يقرب حماه ، ويجير الصيد فلا يهاج ، وكان إذا مر بروضة أعجبته أو غدير ارتضاه كنَّع كليباً ثم رمى به هناك ، فحيث بلغ عواؤه كان حمىً لا يرعى ، وكان اسم كليب بن ربيعة وائلاً ، فلما حمى كليبه المرمى الكلأ قيل : أعز من كليب وائل ، ثم غلب عليه هذا الاسم حتى ظنوه اسمه ، وكان من عزه أنه لا يتكلم أحد في مجلسه ، ولا يحتبي أحد عنده ،
........
13- (أعيا من باقل )
قال أبو العلاء المعري:
قس بن ساعدة أخطب العرب وباقل أعيا أو أحمق العرب .
يقولون كانت أمه تلقنه اسمه طوال النهار وعند المساء ينسى من هو ؟
فلما يئست منه وأعياها تلقينه تركته على حاله , وقالت
( لا اسم لك , فقد أعييتني ) .
وقيل أنه لما كبر
كان قد اشترى ظبياً بأحد عشر درهماً فقيل له :بكم اشتريته؟ ففتح كفيّه وفرّق أصابعه ,وأخرج لسانه يشير بذلك إلى أحد عشر,فهرب الظبي
..................
14– (أوفى من السموأل )
يضرب للوفاء , ولتعظيم كل من يفي بوعده .
والسموأل : هو صموئيل بن عادياء. عاش في النصف الثاني من القرن السادس للميلاد، وأصله من يثرب وعاش في تيماء.
اشتهر بالوفاء حتى ضرب به فيه المثل ، فقيل: " أوفى من السموأل"
وهو شاعر جاهلي . نزل أبوه في تيماء على طريق القوافل من الحجاز إلى الشام ، وبنى منزلا حصينا بالحجارة السود المتوفرة في تلك المنطقة البركانية، ونثر بينها الحجارة البيض ، فدعي المنزل بالأبلق الذي ذاعت شهرته ومنعته. وقيل إن امرأ القيس الكندي وهو في طريقه إلى بيزنطة أودع السموأل دروعا وأسلحة خاف عليها أن تسرق في غيابه. فتقدم الحارث الغساني مطالبا السموأل بالدروع. فأبى سيد الحصن أن يسلمه الوديعة. فأسر الحارث ابنا للسموأل كان خارج الحصن وهدد بقتله إن لم يسلم الدروع. فرفض السموأل تسليمه الدروع مضحيا بابنه ومحافظا على وفائه،
فقتل ابنه مقابل أن يحافظ على وعده , حتى ضرب به المثل فقيل : " أوفى من السموأل".
.........
15- (أحلم من الأحنف بن قيس )
يضرب للحليم ولصاحب العفو .
والأحنف بن قيس من حكماء العرب ويشتهر بالحلم وهو زعيم قومه وكان يقال له أحلم العرب
بلغ من شدة حلمه وعفوه أنه
ذات مرة شتمه رجل أعرابي فأشاح عنه الأحنف فلحقه الرجل وأخذ يزيد في شتمه وسبه والأحنف لايرد عليه إلى أن وصلا قريبا من قومه أي قوم الأحنف.
فالتفت الأحنف إلى الرجل وقال له يا هذا ، قد أكثرت وإنا قد قربنا من بني قومي وأخشى عليك أن يسمعوك فيقعوا فيك.
فانصرف يرحمك الله
فاستحى الأعرابي وولى .
- - تولى الأحنف بن قيس ولاية بني تميم، فجلسوا في مجلس يسمرون،
فقال رجل منهم: (هل رأيتم الأحنف غضب في يوم من الأيام؟ )
قالوا: ( والله ما رأيناه قد غضب في يوم من الأيام )،
فقال: ( فما لي إن أغضبته؟ ) فأعطوه شيئاً من المال، فدعا رجلاً سفيهاً من سفهاء بني تميم، وقال: ( خذ هذه الجائزة واذهب إلى الأحنف بن قيس ولا تكلمه، وإنما الطمه على وجهه ) ، فإذا قال لك: مالك؟
فقل: ( إني سمعت أنك تتعرض لي وتسبني وتغتابني )، فذهب الرجل وإذا الأحنف بن قيس جالس في مجلس بني تميم فتعرض له ذاك السفيه فضربه على وجهه،
فقال له الأحنف : مالك؟ قال: ( سمعت أنك تعرضت لي وسببتني وشتمتني )، قال: ( من أخبرك؟ ) قال: (أخبرني فلان بن فلان )، قال: ماذا قال؟ قال ( قال لي : اذهب إلى سيد بني تميم فلان فاضربه على وجهه )،
فقال الأحنف : أنا لست بسيد بني تميم رحمك الله .
...................
16– (أبلغ من سحبان بن وائل )
يضرب للفصاحة ولمن عرف بفصاحة كلامه وبلاغة بيانه .
..و سحبان بن وائل من خطباء العرب .واسمه سحبان بن زفر بن إياد .
نشأ سحبان في الجاهلية بين قبيلة وائل من ربيعة، ثم دخل في الإسلام عند ظهوره، واتصل بمعاوية، فحسن موقعه لديه، واعتمد في يوم الكلام عليه. كان سحبان خطيبا غمر البديهة، قوي العارضة، متصرفا في فنون الكلام، كأنما يتلو عن ظهر قلبه. وبه يضرب المثل في كل ذلك.
- قدم على معاوية وفد من خراسان فطلب سحبان فلم يجده في منزله، فاقتضب من حيث كان وأدخل عليه.
فقال له معاوية: تكلم. فقال: أحضروا إليّ عصا.
قالوا وما تصنع بها وأنت بحضرة أمير المؤمنين ؟ قال: ما كان يصنع بها موسى وهو يخاطب ربه.
فضحك معاوية وأمر له بها. فلما جاءته ركلها ولم ترق في نظره، فجاءوه بعصاه، وخطب من صلاة الظهر إلى أن حان وقت العصر ما تنحنح ولا سعل ولا توقف ولا تلكأ ولا ابتدأ في معنى وخرج منه وقد بقي فيه شيء. فما زالت تلك حاله حتى دهش منه الحاضرون.
فأشار إليه معاوية بيده فأشار إليه سحبان: لا تقطع علي كلامي ! فقال معاوية: الصلاة ! قال هي أمامك نحن في صلاة وتحميد ووعد ووعيد فقال معاوية أنت أخطب العرب قال سحبان: والعجم والجن والإنس.
وهذه الحادثة تدل على قوته وجرأته وغزارة بحره، ومعرفته لقدره.
ولكن المأثور من خطبه قليل في جانب شهرته. ولعل خلوه من الجاه والرياسة، وبعده عن الأحزاب والسياسة، وطول خطبه ووحدة موضوعها صرف الرواة عنه.
كانت وفاته في خلافة معاوية سنة 54هـ
.............
أ/ الطيب الشنهوري ,,,,,,,مدرس اللغة العربية
في شنهور