المغرب تأسيس تحالف مدني لحماية الوطن
تعريف التحالف:
التحالف المدني لحماية الوطن هو إطار مدني وطني تأسس بتاريخ 17 فبراير 2011 بمدينة فاس، ويتشكل من جمعيات ومؤسسات المجتمع المدني والطاقات الفاعلة من شباب ومثقفين ومفكرين وفنانين ورياضيين. وقد وجد هذا التحالف لأجل ثلاث أغراض أساسية وهي:
أولا: استثمار التطورات والتحولات السياسية والديمقراطية التي يعيش على إيقاعها العالم العربي والإفريقي لأجل مطالبة الدولة المغربية بمحاصرة الفساد واستئصال جذوره.
ثانيا: حماية الوطن من المؤامرات التي قد تأتي إليه عبر دخان التطورات التي تحدث على المستوى العربي والإفريقي.
ثالثا: قيام المجتمع المدني بدوره التاريخي والوطني لحماية الوطن من خلال تكاثف جهودها وتنسيقها في إطار الثوابت الوطنية والقيام بمبادرات تكميلية وموازية للمؤسسات الرسمية وغير الرسمية، العمومية والخاصة والتي تصب في اتجاه محاربة الفقر والتخلف وفي حماية الاستقرار والأمن في إطار مشروع ديمقراطي حداثي يكون المواطن المغربي فيه هو الوسيلة والهدف والمستهدف.
ولكي يتمكن التحالف المدني لحماية الوطن من ممارسة عمله بشكل قانوني وشرعي ، سيتم في القريب العاجل عقد مؤتمر وطني يضم جمعيات المجتمع المدني من مختلف المدن المغربية لتدارس الخطوات العملية التي ينبغي إتباعها على ضوء البرنامج الذي سيتم تحديده من طرف المؤتمر، وفي نفس الوقت سيتم تشكيل أمانة وطنية تنفيذية.
خلفيات تأسيس التحالف:
اعتبارا للتحولات الديمقراطية العميقة التي تحدث على المستوى الإقليمي والعربي والإفريقي تحت ضغط المطالب الشعبية التي تتمثل في إرادة الشعوب في التحرر من أغلال الظلم الاجتماعي والاضطهاد السياسي ومن مظاهر الذل والمهانة والاحتقار بجميع أشكاله وألوانه، والتخلص بشكل نهائي من رواسب وصنائع الاستعمار التي لازالت تؤثر بشكل أو آخر على مستوى القرارات السياسية في العديد من أقطارنا العربية والإسلامية والإفريقية، الشيء الذي أدى إلى انتكاسة مشروع النهضة القومية على المستوى الإفريقي والعربي وتأخير عجلة التنمية وتكريس الطبقية وتجميع الثروات في أيادي أقلية صغيرة، والتخلي عن الخصوصيات الأهلية وانتكاسة المشروع الديمقراطي. مما أدى إلى بروز حالات خطيرة من الاحتقان الاجتماعي والسياسي في العديد من هذه الأقطار، وبالتالي كان من الطبيعي جدا أن يحدث ما حدث في تونس وفي مصر، ومن الطبيعي جدا أن يحدث نفس الشيء في بلدان أخرى تحت ضغط هذا الاحتقان.
وبما أن المغرب يمثل استثناء على مستوى البلدان العربية وعلى مستوى إفريقيا بالنظر إلى تداركه لما يجب أن يقوم به، حيث انطلقت ثورته الهادئة قبل أكثر من عشر سنوات من الآن بقيادة الملك سيدي محمد السادس، وهي ماضية في طريقها الصحيح بشكل حثيث وهادف من خلال المبادرات والأوراش الوطنية الكبرى خصوصا المشاريع التي تطل على الساحل المتوسطي، ومشروع الجهوية الموسعة ومقترح الحكم الذاتي وتوسيع هامش الحريات العامة.
فبقدر ما نفتخر ونعتز بثورتنا الهادئة التي يقودها الملك محمد السادس، بقدر ما نخشى على هذا الوطن من المؤامرات التي تحاك ضده من قبل أعداء الوحدة الترابية وأعداء الإنسان المغربي وأعداء الاستقرار الذي ينعم به المغرب والتطور الحثيث الذي يعيش المغرب على إيقاعه، لأن الثورة التنموية التي يخوضها المغرب تسبب إزعاجا للجيران وتربك حساباتهم الجيوسياسية، وتكشف مؤامراتهم الدنيئة.
لذلك فإنهم لن يدخروا أي جهد لاستغلال أي مناسبة لاستهداف بلدنا الحبيب بعدما فشلوا في تحقيق مسعاهم التخريبي على مدى عشرات السنين.
لذلك فإنهم يحاولون استغلال التطورات والأحداث التي تقع على مستوى بعض الأقطار من خلال استغلال المطالب الاجتماعية للشعب المغربي بشكل خبيث.
لأجل هذا الغرض تم تشكيل لجنة تأسيسية للتحالف المدني لحماية الوطن بغية المساهمة في التصدي للمؤامرات التي تحاك ضد وطننا ووحدته وثوابته.
وإذا كان المغرب قد حقق قفزة نوعية في مجال التنمية الوطنية وحقوق الإنسان، فهذا لا يعني أننا قد وصلنا إلى نقطة الإشباع أو الاكتفاء، ولكن هناك الكثير من العمل ينتظره وهناك تحديات كبرى ينبغي رفعها على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي، لذلك فإن التحالف المدني لحماية الوطن يقترح نفسه كمكون من مكونات المجتمع المغربي سيسعى دائما إلى النضال بشكل مواز للمؤسسات الرسمية وغير الرسمية، العامة والخاصة من أجل المساهمة في تطوير الدولة المغربية على أساس مطالبه المحددة في هذه الورقة.
المنطلقات الفكرية للتحالف:
يستند التحالف المدني لحماية الوطن في منطلقاته الفكرية على ثلاث كلمات أساسية وهي: الوطن، الإنسان والتاريخ، بالنظر إلى ما تحمله هذه الكلمات من دلالة إنسانية وحمولات فكرية لا يوازيها أي ثمن .
فالوطن هو فضاء يتسع للجميع ويحمي الجميع ويحتضن الجميع، والحفاظ على وحدته وتماسك لحمة أبنائه هي مسؤولية الجميع، وكل من يفرط بشكل أو آخر في هذا الوطن تحت أي مبرر كان، يعتبر خارجا عن التاريخ وإبنا عاقا بأمه الوطن.
الإنسان هو المحور الجوهري الذي به تبنى الأوطان ولأجل راحته وسعادته ولأجل ضمان استمرار بقائه وفق الظروف التي تصون كرامته وتحمي إنسانيته وأدميته.
والإنسان هو المحور الأساسي في صناعة التاريخ الإنساني، وكل الأحداث والوقائع التي عرفها التاريخ، انطلقت من فكر وسلوك الإنسان ونفذت بواسطة الإنسان لأجل الإنسان.
وبما أن الأمر كذلك، فلنتأمل قليلا في سلوكنا وأفعالنا وسلوكياتنا حتى نستطيع مراجعة دواتنا عبر آلية النقد الذاتي والرقابة الذاتية والترفع عن الأنانية والمصالح الصغيرة، لأن هذا هو السبيل الوحيد الذي سيقودنا إلى بر الآمان وإلى تكاثف جهودنا بشكل ناجع وفاعل خدمة للإنسان وإنسانيته وأدميته وكرامته وحريته.
إنسان اليوم هو امتداد طبيعي لإنسان الأمس، وإنسان الغد هو أيضا امتداد طبيعي لنا نحن إنسان اليوم. فنحن نحصد ما زرعه لنا إنسان الأمس، وإنسان الغد سيحصد ما نزرعه له ونعده له نحن إنسان اليوم.
إن العنصر الذي دون وسجل ما وقع بالأمس ويدون ويسجل ما يقع اليوم وسيتكلف بمهمة التواصل مع إنسان الغد هو التاريخ.
والتاريخ أمانة جسيمة والانضباط له مسؤولية الجميع لأنه هو حضارتنا وتراثنا وهويتنا وقيمنا وهو القاسم المشترك بين إنسان الماضي وإنسان الحاضر وإنسان المستقبل لأنه حي لا يموت طالما الحياة مستمرة على وجه هذه البسيطة.
تلكم هي منطلقاتنا ولأجلها وجدنا لأجل خدمة وطننا بسواعد وعقول الإنسان المغربي بالاعتماد على مقومات هويتنا الثقافية الغنية والحضارية والتاريخية والتراثية.
وسائل وآليات العمل:
نحن كلجنة تأسيسية للتحالف المدني نفضل آلية قنوات الحوار والتعبئة والملتقيات والندوات الجدية والمسؤولة والضغط الإعلامي، ونرفض الخروج إلى الشارع، لأن التظاهر في الشارع قد يؤدي إلى عكس ما نسعى إليه ويعطي فرصة للمخربين وذوي النوايا المبيتة للاندساس داخل صفوفها والقيام بأعمال تخريبية وفوضوية والاعتداء على ممتلكات الغير.
البنية التنظيمية للتحالف:
نحن كلجنة تأسيسية نأمل أن يكون الهيكل التنظيمي للتحالف على الشكل التالي:
أمانة وطنية:
أمانات جهوية وإقليمية ومحلية.
كيفية المشاركة
كل الجمعيات والهيآت المدنية والمفكرين والمثقفين الذين يشاطروننا الرأي، مدعوين للمشاركة في المؤتمر الوطني التأسيسي للتحالف.
وكل من يرغب في المشاركة يرجى منه تعبئة طلب المشاركة الذي ستجدونه رفقته
مكان وتاريخ انعقاد المؤتمر التأسيسي للتحالف
نتوقع أن ينعقد بمدينة بوزنيقة أو مدينة فاس خلال شهر أبريل 2011
آخر أجل لإرسال طلب المشاركة هو 20 مارس 2011
مضمون هذه الورقة هو عبارة عن اجتهاد نابع من الحس الوطني، وهو قابل للنقاش والمؤتمر هو الذي سيحسم في أمرها إما باعتمادها أو بتعديلها.
لطلب الاستمارة الخاصة بالافراد أو بالجمعيات يرجي الاتصال بـ :
msgmaroc@gmail.maroc
talha03@live.fr