عبرة لمن يعتبر ... وذكرى لمن كان له قلب .... بعد الثورة
عبرة لمن يعتبر .... وذكرى لمن له قلب
بعد الثورة ....... إن الزمان ينقلب بأهله
..........
يقول الله – تعالى - : ( فلا تغرنكم الحياة الدنيا و لايغرنكم بالله الغرور )
- وقد كانت ناقة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – العصباء لا تسبق , فجاء أعرابي فسبقها , فشق ذلك على الصحابة – رضي الله عنهم – فقال – صلى الله عليه وسلم – ( إن حقا على الله ألا يرفع شيئا من هذه الدنيا إلا وضعه )
ومن مأثورات العرب ( ما قال الناس لشيء طوبى إلا خبأ له الزمان يوم سوء )........( ولو دامت لغيرك ما وصلت إليك )....
( قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على شيء قدير )
...............
( كل يوم هو في شأن )
سئل الإمام أحمد – رضي الله عنه – ( ما شأن ربك اليوم ؟؟؟؟)
فقال ( أمور يبديها ولا يبتديها يرفع أقواما ويخفض آخرين )
ولله در الإمام الشافعي حيث يقول :
دع المقادير تجري في أعنتها .. ولا تبيتن إلا خالي البال
ما بين غمضة عين وانتباهتها ... يغير الله من حال إلى حال
..............
يقول الشاعر:
ما طار طير وارتفع ....إلا كما طار وقع
ويقول آخر :
إذا تم شيء بدا نقصه ..... توقع زوالا إذا قيل تم
ويقول أبو العتاهية :
نريد بقاء والخطوب تكيد .. وليس المنى للمرء كيف يريد
ومن يأمن الأيام أما اتساعها ... فخبل وأما ضيقها فشديد
ومن عجب الدنيا يقينك بالفنا ...وأنك فيها للبقاء مريد
وأي بني الأيام إلا وعنده ...من الدهر علم طارف وتليد
يرى ما يزيد والزيادة نقصه .... ألا إن نقص الشيء حين يزيد
لعمري لقد بادت قرون كثيرة .. ونحن كما باد القرون نبيد
وكم من عبيد قد محا الدهر ذكرهم ..كذا الدهر لا يبقى عليه عبيد
وكم صار تحت الأرض من خامد بها .. وقد كان يبني فوقها ويشيد
ألم تر أن الحرث والنسل كله ... يبيد ومنه قائم وحصيد
ورب البلى إن الجديد إلى البلى .. وإن الذي يبلي الجديد جديد
...................
-
---- فرعون و قد تكبر بملكه وقال ( أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي ) فأجراها الله من فوقه
- - قارون وقد تكبر بماله فوق الأرض فأذله الله تحتها
.....
- حكى شيخ من همدان قال : بعثني قومي بهدايا إلى ذي الكلاع الحميري فمكثت شهرا لا أصل إليه . ثم بعد ذلك أشرف من نافذة فخر له كل من في القصر سجدا , فلما دخلنا قصره وجدت فيه من المتاع ما ظننت أنه لا يزول .
ثم رأيته بعد ذلك وقد زال عنه الملك وافتقر فهاجر إلى حمص
ليس معه إلا درهما اشترى به خبزا فأكله فوق دابته .
.....
- لما تولى عبد الرحمن بن زياد ولاية خراسان حاز لنفسه من الأموال ما قدر أنه لو عاش مائة عام ينفق في كل يوم ألف درهم لكفاه .
فرآه الناس بعد ذلك وقد احتاج للمال حتى باع مصحفه .
................
قال هيثم بن خالد دخلت على صالح مولى منارة في يوم شات شديد البرد وهو جالس في بستان تحت قبة مغشاة من جلد السمور
وجميع فروشها من السمور ,وبين يديه مبخرة من الذهب يبخر فيها بالعود .
ثم رأيته بعد سنوات على طريق وهو يسأل الناس
...................
- عندما قتل عامر بن إسماعيل مروان بن محمد , دخل داره وجلس على فراشه , فدخلت عليه عبدة بنت مروان فقالت له ( يا ابن إسماعيل إن زمانا أنزل مروان من على فراشه وأجلسك عليه لقد بالغ في وعظك )
...................قال
قال عبد الملك بن عمير : رأيت رأس الحسين – رضي الله عنه – في يد عبد الله بن زياد في قصره بالكوفة ثم رأيت رأس ابن زياد بين يدي المختار , ثم رأيت رأس المختار بين يدي مصعب
ثم رأيت رأس مصعب بين يدي عبد الملك بن مروان.
فقيل له : كم كان بين أول الرؤوس وآخرها , قال : اثنتا عشرة سنة.
...................
أخت أحمد بن طولون – حاكم مصر – كانت مسرفة جد الإسراف في المال حتى إنها صنعت عرسا للعبة لها ( لعبة على شكل عروس ) فأنفقت فيه مائة ألف دينار .
وبعد أن زال ملكهم وولت دولتهم جعلت تمر علي البيوت تستجدي الناس الطعام .
...................
- الخليفة خير ( القاهر بأحكام الله الفاطمي ) جمع لنفسه وأولاده ما لم يجمعه ملك قبله ولا بعده , فسلط الله عليه الرعية , فكان خلعه من الملك .
فكان يخرج إلى المساجد في جبة من الصوف , يمد يده ويسأل الناس
...................
- عمر بن عبد العزيز – رضي الله عنه - كان خليفة للمسلمين فلم يترك لأولاده شيئا , فلما حضرته الوفاة قيل له ( يا أمير المؤمنين فعلت ما لم يفعله أحد, مت ولم تترك لأولادك شيئا )
فقال ( والله لا أترك لهم شيئا فهم بين أحد أمرين , إما أن يكونوا صالحين فلن يضيعهم الله , وإما أن يكونوا عصاة فوالله لا أترك لهم ما يستعينون به على معصية الله )
فرأى الناس أولاد عمر بن عبد العزيز وقد اغتنوا حتى كان الواحد منهم يخرج فيتصدق بمائة ألف دينار
بينما رأى الناس أولاد سليمان بن عبد الملك الذين ترك لهم أبوهم آبارا من الذهب يخرجون في الطرقات يتكففون الناس .
............
حقا ( وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا )
وقد قال الله في شأن اليتيمين اللذين بنى الخضر لهما جدارا ليحفظ لهما الكنز ( وكان أبوهما صالحا )
................
لما حضرت الوفاة هارون الرشيد طلب منهم أن يرى كفنه , فلما جاءوه به بكى وردد قوله – تعالى – ( ما أغنى عني ماليه , هلك عني سلطانيه )
ثم طلب منهم أن يرى قبره فحملوه حتى أجلسوه على شفير القبر , فنظر إليه وهو يبكي ويقول ( يا من لا يزول ملكه ارحم من قد زال ملكه )
...................
سبحانه يرفع المستضعفين
ويضع المستكبرين
يقصم الجبارين
ويدرك الهاربين
ويهلك ملوكا ويستخلف آخرين