فضاءات تندة

تندة

فضاء الأخبار والمستجدات

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
احمد محمود
مسجــل منــــذ: 2010-10-23
مجموع النقط: 31.6
إعلانات


حادث الضابط وسائق الميكروباص

في نفس اليوم الذي نشرت فيه الاهرام تحقيقا عن حادث ميدان الجزائر الذي روع المعادي , وصدم الرأي العام في مصر كلها , اتصل بي المهندس محمود توكل مدير احدي شركات البترول
التي يقع مقرها الرئيسي قريبا من منطقة الحادث وقال انه يريد مقابلتي بشأن معلومات مهمة تتعلق بالحادث وما جري فيه بالتفصيل , واشترط ان تكون المقابلة خارج الاهرام , ليضمن حماية شاهد العيان وعدم تصويره ..
وبالفعل كنت في اليوم التالي عنده بمقر الشركة بالمعادي لكن ما لم اتوقعه ابدا ان ينتهي لقاؤنا بعد عدة ساعات - بالتوجه للنيابة لتسجيل اقوال مهمة وتفاصيل جديدة غير متوقعة , في القضية 2642 جنح البساتين !
راكب الميكروباص
في شركة البترول قابلت كريم وهو شاب عمره 24 عاما , يعمل سائقا بالشركة , ويوم الحادث كان بالصدفة راكبا في نفس عربة الميكروباص , التي اشتبك سائقها مع الضابط و انتهت بأعيرة نارية وضرب وركل وصراخ , وسائق وضابط مدرجين في الدماء وعلي وشك الموت , حملهما الناس تباعا لصندوق السيارة
( الدودج - الفضي ) التي كان يستقلها الضابط من البداية .
وسأل الناس عن متطوع يقود السيارة لأقرب مستشفي , فركب كريم سيارة الضابط ذات الكبينة المزدوجة والصندوق الواسع و حاول الهروب بالمصابين سريعا قبل ان تتطور الامور لما هو اسوأ , لكن سائقي الميكروباص ومئات الغاضبين اعترضوا طريق السيارة , وانزلوا كريم منها , وبعضهم ـ علي حد قوله ـ انهال انتقاما علي سيارة الضابط يأخذ كل ما فيها , لدرجة ان بعضهم خلع الابواب , وصمم البعض علي بقاء الضابط بالذات مكانه وضربه حتي يصل الجيش ويتسلمه جثة هامدة !
ويكمل كريم شهادته : تركتهم في موقع الحادث وجريت نحو قسم شرطة صقر قريش , وابلغت من كان فيه وقتها لانقاذ الموقف , لكن احدا لم يتحرك ولم يهتم بشأن الحادث او بي , في الحقيقة كنت خائفا جدا من انتقام السائقين , خاصة اني اسكن في منطقة عشوائية قريبة لمكان تجمعهم في المعادي , وحاولت ان انسي ما حدث كأني لم اشارك فيه , لكن نفسيتي كانت محطمة وامضيت اياما لا استطيع النوم او العمل , حتي لاحظ بعض زملائي في الشركة فحكيت لهم , وعلم المدير وسألني .
قلت له اني اعلم ان السائق هو الذي بدأ بالسباب ورفع المطواة علي الضابط , لكني خائف من انتقام سائقي الميكروباص لو عرفوني ..!
فقال لي ان كتم الشهادة ذنب كبير , وطمأنني انه سيأتي معي بنفسه للنيابة وسيكون معنا محام وستكون ( الاهرام ) شاهداعلي ما يجري خطوة بخطوة .
مجمع محاكم جنوب القاهرة
الطريف ان النيابة كانت قد استقبلت قبل ذهابنا اليها شاهدي نفي في نفس القضية (2642 جنح البساتين ) احدهما سيدة تعمل في شركة كبيرة بالمعادي وطلبت عدم نشر اسمها وقد شهدت الحادث من بدايته , وعلي تليفونها المحمول مشاهد من الحادث يظهر فيها السائق وفي يده مطواه , اما الشاهد الثاني فهو ذو عمل مرموق ومن سكان المعادي ايضا , علم بالحادث وعرف من وسائل الاعلام اسم سائق الميكروباص ( عاطف سيد ابراهيم ) ورأي صورته في الاهرام , فتقدم للنيابة بنتيجة تحليل دم بتاريخ اليوم الخامس من يناير الماضي . تكشف ان السائق يتعاطي البانجو والحبوب المخدرة !
وسبب وجود هذا التحليل عند صاحب الشهادة , ان عاطف السيد كان قد طلب العمل عنده سائقا خاصا , فطلب منه صورة البطاقة وعينة دم للنظر في امره , وحين ظهرت نتيجة تحليل الدم , استغني عن خدماته .
مستشفي الشرطة
وفي سياق متصل يتابع 3500 عضو علي صفحة الفيس بوك ( كلنا صلاح السجيني ) نشاطهم , الذي ادي لوقفة احتجاجية لزوجات الضباط وابنائهم وذويهم , امس الجمعة عند مستشفي الشرطة , بهدف ابداء حسن النية من جانبهم , ورغبتهم المخلصة في فتح صفحة جديدة مع الشارع المصري , رافضين الفوضي و محتجين علي حوادث التعدي علي رجال الشرطة بالسب او الضرب والقتل , او التحريض ضدهم في وسائل الاعلام كما سبق وفعل تامر امين مقدم برنامج مصر النهاردة بالتليفزيون المصري .
وكان تامر امين قد قدم اعتذارا لما أبده ضد الملازم اول صلاح السجيني , الذي كاد يفقد حياته في حادث المعادي الشهير , لكن اعتذاره علي الفيس بوك لم يقبل , حتي اعتذر في التليفزيون , بعدما كان 1500 ضابط قد تقدموا ضده ببلاغات , علي رأسهم اللواء حسين ابو شناق مدير امن الشرقية , الذي رفع ضده بلاغا للنائب العام , اوضح فيه انه بغض النظر عن المخطئ وصاحب الحق في حادث المعادي فأنه من غير المقبول ابدا , التحريض او التشفي ضد رجال الداخلية , الذين ننادي الان بعودتهم للشارع وحماية المواطنين من البلطجة و تأمين الممتلكات والنساء في البيوت او الاطفال في المدارس , بينما نمارس ضدهم في نفس الوقت , كل اساليب الكراهية والأعتداء الادبي والجسدي .
الرأي العام
وبينما تتصاعد في مستشفي الشرطة يوما بعد يوم اعداد الحالات الحرجة والاصابات الخطيرة , بخلاف حالات الوفاة الناتجة عن حوادث التعدي المتوالية ضد افراد وعساكر وضباط الشرطة , علي اختلاف اماكن خدمتهم او القطاعات التي يتبعونها ,
تتزايد علي مكتب وزير الداخلية طلبات الاستقالة المسببة و الجماعية والمنفردة , لدرجة فاقت حتي اليوم الـ 4000 استقالة , لكن ذلك علي ما يبدو لم يكسر بعد الحاجز النفسي بينهم وبين جموع الناس في الشارع المصري , لدرجة ان اقترح البعض ضرورة تغيير لون ملابسهم الرسمية المعتادة وكذا شكل ولون سيارات الامن المركزي الضخمة , لمحو الصور الذهنية السيئة من النفوس والذاكرة الجمعية عن المواجهات مع الشرطة قبل واثناء الثورة , وقد تطرفت بعض الاراء لدرجة مطابة الشرطة بالعودة لعملها في الشارع بشرط ارتداء ملابس الجيش (!)
وما بين الشد والجذب والتخوف من عدم وجود ضمانات كافية لانصلاح حال الشرطة , في المستقبل القريب , تحذر بعض الاصوات العاقلة من دوام الانفلات الامني في مصر علي هذا النحو واستمرار تلك الحالة المحتقنة بين الناس والشرطة , والتي قد تضع البلاد في دائرة انتقام لا تنتهي , أو تنتهي باقتحام السجون من جديد , وهذه المرة سيهرب منها مساجين كبار سرقوا المليارات من دماء الشعب , ومحاكمتهم الان يجب ان تكون علي رأس الاولويات جميعا ..
ملف الشرطة والفوضي والشارع المصري ما زال خطيرا وملتهبا ومفتوحا ويستحق المتابعة .
ومصر بعد ثورة 25 يناير تستحق الامن والخير والحب , وبالتأكيد تستحق العيش خارج دائرة الانتقام !


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة