دار سعد
دار سعد وتعني دار الأمير وكانت في فترة الاحتلال البريطاني أقصى نقطة حدودية لمستعمرة عدن من جهة الغرب باتجاه السلطنة العبدلية بلحج وتعتبر الحد الفاصل بين مستعمرة عدن وبقية أراضي السلطنة العبدلية
وقد أطلق عليها هذا الاسم نسبة إلى احد الأمراء العبادلة الذي بني فيها قصراً قبل الاحتلال.
وكانت دار سعد تابعة لحي الشيخ عثمان قبل أن بشري الانجليز المنطقة من السلطان العبدلي . ولقد اهتموا بها باعتبارها أقصى نقطة جمركية مهمة في المستعمرة بمحاذاة سلطنة العبادلة وممراً للقوافل ثم للسيارات المحملة بالبضائع والمسافرين إلى شمال اليمن وإمارات الجنوب في المحمية الغربية .
وخلال الحرب العالمية الأولى والسنوات التي تلتها تزايدت أهمية حي دار سعد بسبب عاملين أولهما يتعلق بالمواصلات والثاني بالناحية العسكرية والأمنية .
فقد قام الأتراك في شهر يونيو 1915م بغزو محمية عدن الغربية من شمال اليمن واستطاعت قواتهم أن تحتل حي دار سعد وحي الشيخ عثمان إلا إنها انسحبت وتوقفت في سلطنة العبادلة في لحج خلال سنوات الحرب العالمية الأولى . لذلك كان من الطبيعي أن تزداد أهمية حي دار سعد الإستراتيجية والعسكرية خلال تلك السنوات . وبعدان مدت الحكومة سكة الحديد من عدن إلى لحج صار القطار يمر بدار سعد وأصبح الحي محطة هامة في طريقة .
وفي هذه الفترة ظهرت في حي دار سعد بعض المباني السكنية المدنية والتجارية المختلقة وفق التخطيط الذي أراده الانجليز فظهرت العديد من المستودعات والمخازن وبعض المحلات التجارية .
وبسبب انخفاض تجارة الصادرات والواردات في قطاعي السلع الغذائية والملابس من مستعمرة عدن إلى خارجها خلال فترة الحرب العالمية الأولى ازدهرت تجارة التهريب إلى خارج المستعمرة فأصبحت دار سعد بحكم موقعها على الحدود أهم نقطة للتهريب في المستعمرة مما ساعد على زيادة توسيع تجارة التهريب عدم قدرة البوليس البريطاني المكلفين بحراسة هذه النقطة الحديثة في دار سعد .
ازدهرت دار سعد ازدهاراً كبيراً نتيجة لتجارة التهريب خلال سنوات الحرب وما بعدها فأثرى الكثير من المغامرين كما كانت دار سعد منقى للمعارضين للحكم البريطاني في مستعمرة عدن . فبعد أبعادهم عن أحياء كريتر و المعلا و التواهي التي كان يسكنها البريطانيون تم نفيهم في حي دار سعد . وتواصل تطوير المباني في هذا الحي فوقع تشييد بعض المباني السكنية الحكومية والمرافق و المحلات التجارية و الملاهي البسيطة .
العمران في حي دار سعد بعد الحرب العالمية الثانية
بعد الحرب العالمية الثانية سنة 1950م تحديداً بنيت عديد البيوت السكنية والحدائق والبساتين وهي شبيهة بالمنازل السكنية في أحياء المستعمرة وقد أمدتها السلطة بكافة الخدمات من ماء وكهرباء وطرق معبدة وهاتف وتطهير وشملها ذلك إلى النقطة الحدودية بين سلطنة العبادلة بلحج وحدود مستعمرة عدن في حي دار سعد.