بدر الشريف مسجــل منــــذ: 2011-05-05 مجموع النقط: 198.84 |
حب الإنسان للأشياء يجعله يحتفظ عليها ويدافع عنها أو قد يقدسها . ووجد الخلاف بين مـن يقول إن الحب تسكن قواه في القلب ، وبين القائلين إن سكنى قواه في الكبد كما قال الفراعنة . وقد عرفت جراحات القلب والكبد ولم يتغير الإنسان في حبه للأشياء ، وقد نجد إنسانا بقــلــبه وكبده ولا نجد فيه حبا بل كراهية لكل شيء ، فبقيت قوى الجسم الكامنة فيه لها صلة أخــرى بقوى العقل ، إنما الواسطة بينها وبين العقل هي الحواس . وقد لا يكون حب الإنـسان لــشيء حبا لها بنفسها بل طلبا لقوى الطاقة...
كأن جسم الإنسان مملكة والعقل فيها ملك يجعل حراسة تامة على مملكته ، فالحواس تخـدمه بسرعة البرق وتنقل إليه أخبار ما يجري في الجسم وتنقل إليه الصور المــرئــيــة بالــعــيــن والأخبار المسموعة ، وإرادة العقل هي الدماغ نجد فيه كل شيء مرتبا وكل الأفكار لها ملفـها يستخرج عند الحاجة . وهناك قانون ومسطرة لا يمكن لفكرة أجنبية أن تدخل إلا إذا قــبــلـتها الأفكار الأخرى وفحصها أنها خالية من كل أذى . والعقل يأمر وينهى ويكلف خلية من خـلايا الدماغ بمهمة ما ، كالتفكير في موضوع...
تتبدل قوى الجسم تبعا لقوى الطبيعة فتكسوه قوة بالنهار مخالفة للقوة التي تكســوه باللــيــل . فقوة الليل قابلة لترك الجسم أن يرتاح ويتمكن الإنسان من النوم . بينما قوة النهار غير قابـلــة للراحة ، وعملها حركة متواصلة ، ولذا ينهى عن النوم بالنهار مع وجــوب النــوم مــبــكــرا والاستيقاظ مبكرا . فالنوم الباكر كان مستحبا لوجود قوة الليل متوفرة ، وتبتعد شيئا فــشــيــئا مادام الإنسان يرغمها على الحركة . والنوم بالنهار يبعد قوة الحركة لوجود الجسم فـي حالــة نوم . وهذا...
لو قيل للإنسان القديم إنه سيأتي من بعده بشر يجعلون لشيء من حديد أجنحة يطيرون بـها ، لقال هذا لا يمكن ، لأنه إنما يفكر بما بين يديه من وسائل اتضحت له قوانينها وقوتها . ولو قيل للإنسان الحديث إنه قبله كان من البشر من يطير دون أجنحة لقال هذا لا يمــكــن ، إنما هو كذلك يفكر ويجيب على حسب ما أدركه من معرفة بما لديه من وسائــل اتــضــحــت نتائجها وإمكانياتها . والمراد من القول هو أن الحياة الدنيا منذ وجود الإنسان قــســمــت إلــى عصرين ، عصر آلي وعصر فعالي . فالعصر الآلي...
لم يكن فكر الإنسان مرتكزا في البحث عن سره فقط أو عن سر عقله وقواه . بل كـان بـحـث الإنسان في كل شيء يراه أو يسمعه أو يشعر ، به وفكر في ما وراء كل شعوره وبحـث عــن خالقه . والإنسان لا يبحث عن خالقه بحثا عميقا إلا بعد أن يشعر أن قـواه مــحــدودة وأنــه لا يملك شيئا لنفسه وأن الموت يجعل له حدا مهما كانت معرفته . ومــعــرفة الإنــسـان أساســها شعوره ، وخالق الإنسان خارج كل حواس الإنسان أو قوى الطبيعة ، ولم يكن الخالــق نــورا يرى ، أو قوة محركة تدرك بالشعور أو باللاشعور ،...
كل ما في الطبيعة سيرته مثناة فقوة إيجابية وأخرى سلبية ، وفي القوة الإيجابية نفسها تـوجــد قوة سلبية كما في القوة السلبية قوة إيجابية . فالرجل تكمن فيه قوة إيجابية ، وفــي قــواه قــوة سلبية ، والمرأة تكمن فيها قوة سلبية وفي قواها قوة إيجابية ، وجمع القوتــيــن قــوة الــرجــل والمرأة يعطي قوة إيجابية سلبية في آن واحد . والعقل يتم إدراكه الحقيقي عند التحام القوتيــن يجمعهما ، وتصبح حركته متركزة في قوة مثناة هذا إذا تمكن الإنسان مــن مــعــرفــة ســـر الحركات لأجل...